الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المنتمى فى حواره لـ«روزاليوسف» دريد لحام: الوطن ليس شنطة سفر نضعها فى طائرة ونرحل

المنتمى فى حواره لـ«روزاليوسف» دريد لحام: الوطن ليس شنطة سفر نضعها فى طائرة ونرحل
المنتمى فى حواره لـ«روزاليوسف» دريد لحام: الوطن ليس شنطة سفر نضعها فى طائرة ونرحل




حوار - سهير عبدالحميد

قد تختلف معه سياسيا لكن بالتأكيد لن تختلف معه إنسانيا وفنيا وثقافيا إنه المنتمى أحدث الألقاب التى أطلقت على صانع البهجة والكوميديان السورى الكبير دريد لحام هذا العاشق لوطنه رغم كل ما وجه إليه من انتقادات بسبب مواقفه السياسية تجاه الحرب فى سوريا.
دريد لحام فى حواره لـ«روزاليوسف» فتح قلبه وتنقل بين الماضى والحاضر ليقدم خلاصة تجارب خمسين عاما من الفن والحياة
فإلى نص الحوار..
■ تواجدت هذا العام بمهرجان الإسكندرية السينمائى من خلال فيلمك «المنتمى».. حدثنا عنه وكيف جاءت فكرته؟
- الفيلم إنتاج هشام سليم وهو ليس دراميا ولكنه أقرب للوثائقى والفكرة جاءت من خلال المخرجة الشابة ماجى أنور التى سعدت بها جدا وعندما جاءت لتقابلنى فى سوريا فوجئت أن عمرها صغير لكن بدون شك أعجبت بطموحها وتحمست للفكرة خاصة أن الفيلم يتحدث عن حياتى من منظورى أنا والحمد لله الفيلم خرج بشكل أرضانى وجمهور مهرجان الإسكندرية استقبله بحفاوة.
■ وما حقيقة تقديم جزء ثان من الفيلم بعنوان «المنتمى 2»؟
- بالفعل هذه فكرة واردة.
■ شعار مهرجان الاسكندرية هذا العام «السينما والمقاومة « كيف رأيته؟
- بالتأكيد المهرجان له أهمية كبيرة هذا العام وهذه الأهمية تكمن فى شعاره «السينما والمقاومة» فنحن الآن بحاجة الى ثقافة المقاومة اكثر من اى يوم مضى وأقصد هنا ليست المقاومة المسلحة ضد العدو ولكن كل شىء خطأ فى حياتنا يحتاج أن نقاومه مثل الفساد والجهل والتخلف وحقوق المرأة والعنف ضدها فالمقاومة أصبحت فى حياتنا اليومية ضرورة.
■ ما تقييمك للمشاركة السورية هذا العام بالمهرجان ودور السينما فى نقل ما يحدث على ارض سوريا خاصة أن الغالبية العظمى من الاعمال تتناول الأزمة؟
- أثناء الأزمات والحروب عندما تقدم اعمال فنية سواء سينما او دراما تليفزيونية او حتى مسرح فإنها تكون بمثابة توثيق للفترة وتقديم صور من الواقع وعلى الجانب الآخر لا تحلل أو تناقش الأسباب والنتائج فهذه الأشياء تحتاج لفترة طويلة تكون فيها الحرب انتهت واطراف الصراع اتضحت نواياهم وقتها يكون لدى المبدع خلفيات ومعلومات مؤكدة يستطيع بها أن يقدم وجهة نظره فى الأزمة.
■ هل حديث الفنان فى السياسة أضره أم أفاده؟
- فى رأيى الفنان لابد ألا يتحدث فى السياسة ويجب أن نفرق بين أن يقول رأيا سياسيا أن يتحدث عن الوطن فالسياسة هى وجهة نظر أما الوطن فهو كل الآراء مجتمعة فمن الممكن أن أسمع لاكثر من رأى لذلك فى رأيى لابد ألا ينخرط فى السياسة ولكن لابد أن ينخرط فقط فى الانتماء لوطنه وعلينا أن نفرق الآن بين مسألتين الاولى هو ان الفنان يطالب بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية الى آخره فهذا ليس طرحا سياسيا ولكن طرحا وطنيا يطالب بتوافر عناصر المواطنة وليست مطالب سياسية.
■ رفضت ترك سوريا فى وقت هجرها كثيرون ألم تخاف على نفسك وعائلتك من الظروف القاسية التى تمر بها وطنك؟
- الوطن ليس شنطة سفر نضعها بطائرة ونرحل «فوين ما رحتى بالكون الوطن يهاجر بداخلك» ولا تسطيعين أن تنسيه او تنفصلين عنه وأنا مثل الشجرة التى لا تسطيع أن تتخلى عن جذورها وإلا بتموت وانا ما استطيع التخلى عن جذورى فى بلدى واللى بيسير على غيرى بيسير على والمهم ما أترك وطنى واهرب فإذا تركته هو لن يتركنى.
■ المنتمى قدم قصة حياتك وتحت إشرافك الشخصى فهل أنت مع فكرة تقديم السير الذاتية للشخصيات العامة فى أعمال فنية؟
- أوافق بشرط إذا كان العمل جديرا بالاحترام خاصة إذا كانت الكتابة جيدة لكن مجرد «هيك» شغلات سريعة وبلا طعم وتتحدث ماذا يأكل وماذا يشرب وبينام امتى وبيستيقظ امتى ولونك المفضل.
■ السير الذاتية تتنوع بين تقديم البطل شخص ملائكى بدون عيوب والرأى الآخر تقدمه كإنسان يخطئ ويصيب، فأى رأى أنت معه؟
- المفروض صاحب السيرة الذاتية هو الذى يكشف جوانب حياته بنفسه لأنه بالتأكيد هناك مناطق فى حياة اى انسان ليست للنشر ومعظم ما قدم عن حياة الفنانين قد تم التعامل معهم على أنهم ملائكة وهذا غير صحيح لأن الشخصية العامة إنسان له أخطاؤه ولابد من تقديمه بسلبياته وايجابياته وتكون نابعة منه وليس بالنيابة عنه.
■ هل هناك خطوة فعلية لكتابة مذكراتك؟
- طلب منى كثيرا هذا الأمر وأقوم بتسجيلها فيديو على الأقل وهذا المشروع قيد الدراسة والتنفيذ وسيتم طرحها قريبا إن شاء الله.
■ من هو الشخص الذى تعتبره له دور كبير فى حياة دريد لحام وسيكون له حيز مميز فى مذكراتك؟
- أولهم امى وآخرهم امى فهى الوطن الاول وهما تعبيران لشىء واحد اسمه الانتماء ففى أى مكان اذهب اليه يجوز لا يعرفون من اين اتيت وعندما يسألونى من اين انت اقول لهم وطنى الأول امى والثانى سوريا عشت فيه تسعة اشهر «ليش» ما يحسبوه من العمر فبدون الأم والمرأة ما استمر الخلق.
■ ما سر رفضك التخلى عن لهجتك السورية فى اى عمل غير سورى تشارك فيه؟
- لهجتى جزء منى فمثلا لا استطيع أن أرى نور الشريف يتحدث لبنانى وقتها أشعر كأنه تخلى عن شخصيته فلهجة الانسان جزء من شخصيته لابد أن يتمسك بها أما التخلى عنها لأسباب تجارية ويذهب للعمل بأكثر من لهجة فهذه وجهة نظر شخصية تخص غيرى وهم أحرار فى اختيارتهم ولا أريد التفكير بالنيابة عن الآخرين.
■ من أكثر فنان سورى نجح فى مصر من وجهة نظرك؟
- جمال سليمان اكثر فنان سورى حقق نجاحا بمصر وهو صديق وزميل عزيز وفى آخر زياراتى للقاهرة التقيت به وتحدثنا كثيرا فنحن قد نحتلف بالآراء ولكن لا نختلف بالمحبة.
■ هل من الممكن أن تخسر صديقاً بسبب السياسة؟
- من جهتى انا لا لكن يجوز هو يريد أن يخسرنى « فلا يصح أن يتحول خلاف فى وجهة نظرى لعداء ولابد ان نحترم وجهة نظر بعضنا البعض وإلا بنكون كاذبين عندما نطالب بالحرية ولا نحترم الرأى الآخر.
■ إلى أين وصل مشروعك الفنى الذى سيجمعك بالزعيم عادل إمام وطالما سمعنا عنه؟
- ما زال مجرد حلم جميل احلم فيه وأتمنى أن يظل موجودا بداخلى لأن الحلم يعطى الأمل والتفاؤل وإذا تحقق تنتهى السعادة وبالنسبة للمشروع فلا يوجد خطوة على أرض الواقع.
■ حدثنى عن علاقتك بعادل إمام إنسانيا وفنيا؟
- عادل إمام هو الزعيم فى الفن والحياة ولا يوجد من يأخذ مكانه.
■ كيف ترى برامج اكتشاف المواهب الموجودة على الساحة؟
- هى بدون شك برامج لطيفة وأحب مشاهدتها باستمرار لكن مقصرة بمتابعة المواهب بعد انتهاء البرنامج فهى تستغله تجاريا اثناء عرض البرنامج ولكن بعد ذلك ينسوه ولا يتبنوا موهبته خلاف ذلك فهى «بروبجاندا» تجارية.
■ وهل لو عرض عليك المشاركة فى لجان تحكيمها توافق؟
- ما المانع فى ذلك.
■ لماذا لم تكرر تجربة تقديم البرامج من جديد؟
- يسأل فى ذلك مسئولى قنوات ام بى سى وغيرها من الفضائيات فقد قدمت سنة كاملة برنامج بعنوان «على مسئوليتى» وبرنامج آخر اسمه «عالم دريد» استمر لمدة 6 شهور ثم «دريد هذا المساء» وبعدها توقف التعاون لكن كنت سعيد جدا بهذه التجربة.
■ هل فكرة الاعتزال واردة فى حياتك؟
- اذا الفن اعتزلنى فأنا لا اعتزله فمسألة الاعتزال مثل مسألة الوطن إذا هو اعتزلنى انا ما اعتزله.
■ حدثنا عن علاقتك بأحفادك والشىء الذى تحرص على غرسه فيهم؟
- والدتى الله يرحمها كانت تؤمن أن محبة الإخوة لبعض تجعل من العائلة متماسكة وتسطيع مواجهة صعاب الحياة من اجل ذلك كانت لا تسمح لأحد منا ينادى لشقيقه باسمه ولكن كلمة يا أخى هى لغة الحوار بينا وأنا لى 9 اشقاء وانا العاشر فهى كانت تضربنا اذا لم أستعمل كلمة اخى أو اختى لحتى تقوى هذه الرابطة لذلك علمت هذا الشىء لأولادى ومن بعدهم أحفادى فنحرص على الاجتماع كعائلة مرة اسبوعيا على العشاء حتى يستمر هذا الترابط فالوطن بمجموعة عائلات بالتالى لابد أن تكون العائلة متماسكة حتى يكون الوطن متماسك.
■ وأخيرا ما هو اللقب الذى أحببته؟
- ماجى أنور اقترحت على عدة اسماء عندما كنا نجهز للفيلم فاخترت «المنتمى» لأنه يعبر عن حبى لوطنى فأنا منتمى لبلدى وعائلتى ووطنى وفنى ومبادئى واذا لم ننتمى للوطن يجوز نتركه فى اى لحظة.
■ كلمة أخيرة توجها لزوجتك السيدة هالة البيطار؟
- زوجتى هالة عشت معها 53 سنة وكانت عشرتها طيبة ولها الفضل فى بناء عائلتى واستمرارها بسبب تضحياتها وصبرها عشان هيك أقول عنها أحيانا هى صديقتى وأحيانا هى زوجتى لكنها حبيبتى دائما.