الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فى ذكرى رحيل الزعيم

فى ذكرى رحيل الزعيم
فى ذكرى رحيل الزعيم




تكتب: مديحة عزت

إلى الزعيم جمال عبد الناصر فى رحاب الله هذه الأبيات التى كتبها العزيز صلاح جاهين فى وداع عبد الناصر أقول لك يا جمال:
حتى الرسول مات وأمر الله لابد يكون
لكن الفراق صعب وإحنا شعب حنون
وحشتنا نظرة عيونك للبلد يا جمال
والحزم والعزم فيها وحبها المكتوب
وحشتنا عبسة جبينك وأنت بتفكر
ونبرتك وأنت بتعلمنا وتفسر
وقبضة اليد لما تلاطم الجرانيت
وترفع السد عالى المجد عالى الصيت
وتأدب النيل وتحكم مية الفيضان
ما تعدى نقطة سوى بالخطة والتوقيت
هذه تحية حب ووفاء لذكرى رحيل الزعيم جمال عبد الناصر، وبعد.
أولا إننى أكتب عن عبد الناصر الإنسان، وليس عن زمنه وأيام حكمه الذى لم يكن يرضى أحدا، تمر هذه الأيام ذكرى رحيل جمال عبد الناصر الذى انتقل إلى رحمة الله عام 1970 وكان خبر وفاته حدثا جللا.. وكان عبد الناصر قد وصل لرئاسة الجمهورية عام 1956 وشهدت البلاد عشرات الأحداث المهمة عام 1970.. كانت البلاد تمر بمرحلة خطيرة فى حياتها.
وما زالت آثار حرب 1967 موجودة على وجوه الناس لذلك كان خبر رحيل بطل الأمة وفارس ثورتها وقائد أحلامها جمال عبد الناصر أقسى خبر على الشعب المصري، لذلك كانت ذكرى الرحيل قد أثارت بعض الذكريات قد تكون خاصة من خلال علاقته الحميمة التى كانت بين عبد الناصر وأستاذنا ومعلمنا إحسان عبد القدوس قبل أن يستولى عليه الكاتب «محمد حسنين هيكل» ويبعده عن كل أصحابه من قبل الثورة، وبث الفتنة بينه وبين إحسان وأصحاب جريدة المصرى عائلة أبو الفتح، حتى أغلق المصرى، وظل هيكل يدرس حتى أدخل أستاذ الصحافة وأخبار اليوم «مصطفى أمين» السجن.
المهم من بعض الذكريات وجمال عبد الناصر علاقته بسيدة الصحافة أستاذتنا «فاطمة اليوسف» ومجلة «روزاليوسف» فقد كانت الست «روزاليوسف» عندما كانت تريد أن تحكى مع عبد الناصر كانت تكتب له خطابا أسلمه أنا له يدا بيد.
وبعد يوم يرسل الورد ويطلب منها نشر خطابها ورده، وهذه بعض فقرات وعناوين خطاب مفتوح من روزاليوسف إلى جمال عبد الناصر.
الحرية هى الرئة الوحيدة التى يتغنى بها الشعب، إنك فى حاجة إلى الخلاف تماما كحاجتك إلى الاتحاد، تحية من سيدة عاصرت الحوادث واعتصرتها التجربة ليسعدها اليوم أن ترى الوجوه الجديدة تنال فرصتها الكافية أن ترتفع وتسير بهذا الوطن بأسرع مما يمكن.
ومن بين كلمات رد عبد الناصر بل أهمها قوله فى ختام خطابه الذى سلمه لى يدا بيد، لا أملك إلا أن أضع رأسى على كفى ولكنى لا أملك أن أضع مصالح الوطن ومقدساته هذا الوضع.. جمال عبد الناصر.
على فكرة.. لقد كان عبد الناصر لم يستعن بأهل الكفاءة ولكنه استعان بأهل الثقة المنافقين الذين كانت تقوم عليهم دعائم حكمه.
دائما على أكتاف المنافقين المستقلين من أهل الثقة، من كان سببا فى كارثة مصر سنة 1967، اتهم المنافقون الذين أدخلوا فى روع الرئيس جمال عبد الناصر أنه جاء بما لم يجئ به الانبياء، قالها محافظ ولم يعاقب على كفره، بل رقى محافظا للعاصمة، ثم عين وزيرا بعد ذلك، ثم من الذى أفسد النظام فى عهد عبد الناصر؟ هم المنافقون الذين ألفوا أغنية لا تقال إلا فى ذكر الله سبحانه وتعالى «لبيك عبد الناصر لبيك» ولم يرحمه المنافقون من نفاقهم يوم وفاته فنشروا له صورته لتحتضن الكعبة الشريفة وتحتها كتب أنه بعث نورا للناس!
وبعد كفر المنافقين، نصل إلى بعض الذكريات بمناسبة الرحيل، ذكرى رحيل ثلاثة من أعز وأحب ناس مصر كانت جنازاتهم بدون الجثمان احتراما وخوفا من زحمة الشعب فى الجنازات.
كان أولهم جمال عبد الناصر الزعيم الخالد دفن جثمانه الكريم وكانت الجنازة وزحام الشعب كله تكريما وحبا ولذلك كان خوفا عليه من تعلق الشعب بالعربة.
ومثله كانت جنازة «أم كلثوم كوكب الشرق» التى دفن جثمانها الكريم من مستشفى المعادى إلى المدفن والجنازة دون جثمان شيعها الشعب كله، والثالث كان «عبد الحليم حافظ» الذى جثمانه العزيز من المطار إلى المدفن ثم سارت الجنازة وانتحرت بعض معجباته وكاد يسقط النعش بلا جثمان، رحم الله الثلاثة وغفر لهم بإذن الله.
وبالمناسبة، أولا الدعاء بالرحمة والغفران إلى الصديق العزيز الكاتب الكبير الصديق كبير الصحافة «أحمد رجب» صاحب «1/2 كلمة» لقد تذكر كلمتك يا أحمد عن «الموت ورحيل الحبايب».. قال أحمد رجب:
شىء غريب أن نحتفل بيوم رحيل أم كلثوم، وهو اليوم الذى فقدنا فيه هدية أكرمنا بها الله لتكون بهجة الحياة والناس جميعا، وتحتفل بمولد العبقريات وعلى رأسهم الأنبياء والرسل وتتجاهل ذكرى يوم الرحيل الكئيب، إلا نحن المصريين فقد ورثنا عن قدماء المصريين الترحيب بذكر والاحتفال بالموت، متى نتخلص من نكد قدماء المصريين! عليك رحمة الله وغفرانه يا عزيزى أحمد رجب!
وأخيرا..
إلى جمال عبد الناصر والذين معه فى رحاب الله من الحبايب والقرايب والزملاء الدعاء بالرحمة والغفران، وإلى المتقولين باسم عبد الناصر والزعماء الأموات قول أبو العلاء المعرى «لا تظلموا الموتى وإن طال المدى إنى أخاف عليكم أن تلتوا»
ويا رب السلامة والسلام والنصر لمصر وانصرها على كل معتد من الخارج ومن الداخل..
وإليكم الحب كله وتصبحون على حب.