الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«عامود السحاب» تهدد الاستقرار فى سيناء




تضع العملية الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة الإدارة المصرية أمام اختبار حقيقى فى طريقة التعاطى مع الأزمة بما يحافظ على حدود الأمن القومى المصرى دون العبث به وفى الوقت ذاته الدفاع عن الجار الفلسطينى باعتباره إحدى دوائر الأمن القومى المصرى بمفهومه الأشمل.

العدوان الإسرائيلى على القطاع وما خلفه من خسائر مادية وخسائر فى الأرواح وضع الاستقرار فى سيناء على المحك، حيث أعلنت قوات حرس الحدود المصرية حالة الطوارئ استعدادا لأى هجوم من الجانب الشرقى وهو أمر يلقى بظلاله على الاستقرار فى مصر والمنطقة ككل. التحدى الأكبر الذى يواجه صانع القرار المصرى هو عدم الانجرار فى التصعيد والتصعيد المقابل بما يذهب بنا إلى إلغاء اتفاق أوسلو واتفاقية  باريس المنظمتين للأوضاع القانونية لقطاع غزة بصفته أرضا محتلة، وهو الأمر الذى من شأنه أن يلغى تبعية القطاع لإسرائيل باعتبارها سلطة احتلال ومن ثم يلقى مسئوليته فى حجر مصر وبذلك تكون مصر قدمت لإسرائيل خدمة جليلة بدون مقابل فى سبيل سعى إسرائيل لتصفية القضية الفلسطينية على حساب مصر.


ذكر راديو إسرائيل نقلا عن مصادر أمنية «إن هناك حركة نشطة لقوات من لواء المظليين ولواء جفعاتى باتجاه قطاع غزة.

وأكد ضباط كبار فى المنطقة الجنوبية بالجيش الإسرائيلى «أن الجيش سيقوم بكل ما تقتضيه الضرورة بهدف إعادة الهدوء إلى جنوب البلاد،وأن اللواءين قاما باستعدادات مركزة خلال الأشهر القليلة الماضية تمهيدا لعملية برية محتملة فى قطاع غزة فى ظل تصعيد الأوضاع والاعتداءات الصاروخية على جنوب البلاد.

وذكر الضباط أن عملية برية فى القطاع ليست إلا مسألة وقت وأنها ستكون مرحلة مكملة للغارات الجوية التى تم تنفيذها حتى الآن.

أطلقت إسرائيل اسم «عامود الغيمة» على العملية العسكرية التى تنفذها حاليا بطائراتها ومدفعيتها وزوارقها البحرية ضد قطاع غزة والتى بدأت عصر الأربعاء باغتيال قائد كتائب القسام الجناح العسكرى لحركة «حماس» أحمد الجعبرى.

وقال الناطق باسم جيش الاحتلال افبخاى ادرعى إن عملية «عامود الغيمة» تشمل شن الغارات الجوية المتواصلة على مواقع للمقاومة فى قطاع غزة، كما أغارت الطائرات على مستودعات وورش تصنيع الصواريخ طويلة المدى الموجودة بحوزة حركتى حماس والجهاد الإسلامى.

وأشار ادرعى فى تصريحات تناقلتها وسائل الإعلام الإسرائيلية إن مخزون الصواريخ فى قطاع غزة تعرض لضربة قاسية والغارات ستستمر.

فيما أفاد موقع «العربية» أن إسرائيل تدفع بمزيد من الدبابات والجرافات  العسكرية صوب المنطقة الحدودية تحضيرا لعملية برية محتملة تشكل ثانى مراحل العدوان الإسرائيلى على غزة فى حين اطلقت القسام عددا من الصواريخ.

وقال الناطق العسكرى الإسرائيلى إن سلاح الجو سيصعد ضرباته لقطاع غزة، وتوقع أن يشهد جنوب إسرائيل أياما عصيبة على حد وصفه.

وفى نفس السياق علقت الاندبندنت البريطانية وقالت فى عدد أمس إن «قتل الجعبرى يعنى العودة لاغتيالات الماضى غير الشرعية».

وأشارت الصحيفة إلى رد فعل غاضب فى غزة ينذر بدورة جديدة من العنف، وأوضحت أن إسرائيل مقبلة على انتخابات عامة فى يناير المقبل وأن مقتل الجعبرى يعنى شيئا مماثلا لإعلان الحرب على حماس.

وقالت: إذا كان الهدف من وراء هذا العمل توضيح أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو يراهن فى المعركة الانتخابية على الورقة الأمنية التى أثبتت جدواها دوما فإن هذا يوحى بأن الشتاء المقبل لن يكون هادئا.

فى السياق ذاته أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى «أفيخاى أدرعى»، أن منشورات تم إلقاؤها اليوم أمس الخميس فوق قطاع غزة، ومُدوَّن عليها تحذيرات للسكان، تحثهم على عدم الاقتراب من العناصر التخريبية، حسب وصفه، وعلى رأسها عناصر حركة «حماس»، فى إشارة إلى عزم سلطات الاحتلال الإسرائيلى مواصلة استهداف عناصر حماس فى غزة.

ونشر «أفيخاى»، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر»، صورة ضوئية من المنشور الصادر عن قيادة الجيش الإسرائيلى، الذى حمل عنوان «بيان هام لسكان القطاع، وجاء نصه، «من أجل سلامتكم، تحلوا بالمسئولية عن مصيركم وتجنبوا الاقتراب من عناصر حماس ومراكزها التى سوف تعرض حياتكم للخطر».