الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الطيب لشباب العالم: لا تسلموا عقولكم للدعوات التى تربط خطأ بين الإرهاب والإسلام

الطيب لشباب العالم: لا تسلموا عقولكم للدعوات التى تربط خطأ بين الإرهاب والإسلام
الطيب لشباب العالم: لا تسلموا عقولكم للدعوات التى تربط خطأ بين الإرهاب والإسلام




كتب - صبحى مجاهد

انتقد شيخ الأزهرالدكتور أحمد الطيب فى خطابة بالمعهد المسكونى بمدينة بوسيه فى سويسرا ما كشفته الإحصاءات الدولية عن الإنفاق المرعب لإنتاج السلاح والتكسب ببيعه، وإشعال الحروب بين الشعوب الجائعة لضخ الأموال فى اقتصادات أنظمة عالمية كبرى لا تشعر بوخز الضمير، وهى تقتات على دماء القتلى وأشلائهم، وعلى صراخ الأطفال وعويل النساء.
وقال فى خطابه: «كُنَّا نظن أن قادَ العالَم وحُمَاة الحُريَّة والسلام العالمى وحقوق الإنسان لن يسمحوا بمصادرة حقوق الشعوب فى أن تعيش فى أمان وسلام، ولفت إلى أنه لم يدر بخلد جيلى الذى انتمى إليه أن هذا الميثاق العالمى لحقوق الإنسان الذى تعهَّد بحماية المُستضعَفِينَ وردع المتسلِّطين، يصبح حبر على ورق حين يتعلق الأمر بالشعوب النامية فى قارة أفريقيا، والعالمين: العربى والإسلامى.
وأضاف أنه رغم أن ثمانية وستين عامًا مرَّت على هذا الميثاق، الذى تكفل أمام محكمة الضمير ومحكمة التاريخ بمواجهة تهديدات السلام العالمي، ووقْف أعمال العدوان بين الدول، وفَرْض الاستقرار والسلم فى ربوع العالَم – فإن القائمين على حراسة هذا الميثاق لايزالون يمنحون السلام من يشاؤون ويمنعونه عمن يشاءون، حسب الأهواء والمصالح، ووفقًا لمنطق الهيمنة والتسلط، بل حسب منهج «الظلم» الذى يبررونه بالقاعدة اللاأخلاقية وهي: «أن الغاية تبرر الوسيلة».
وشدد أن قضية السلام مركزية فى الرسالات الإلهية،ورُسل الله وأنبيائه إنما كانوا رسل سلام ومحبة ومود، وهو ما يجعل العودة حتمية إلى فلسفة الدين وما تزخر به هذه الفلسفة من عناصر السلام والعيش الآمن والمشترك بين الناس، ولا سيما وأن الإنسانية جربت من الأنظمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ما انتهى بها إلى اسعاد قِلَّة قليلة على حساب شقاء أغلبية كاسحة، لكن هذه الأنظمة لم تحقق الاستقرار للناس ولا التعاون بين الشعوب.
وأوضح أن الأزهر المهموم بقضايا السلام جاء إلى هذا المجلس العالمى للتباحث حول عمل أو برنامج مشترك بين حكماء المسلمين وعلماء الأزهر من جانب، وحكماء المجلس العالمى للكنائس من جانب آخر، وهذا اللقاء هو اللقاء الثالث للأزهر ومجلس الحكماء بإخوتهم المسيحيين فى الغرب
وقال شيخ الأزهر: لقد كان لنا لقاء فى كنيسة كنتربرى برئيس أساقفتها فى العام الماضي، ولقاء ثان مع البابا فرنسيس بالفاتيكان فى هذا العام، وأسفر اللقاءان عن دعوة الأزهر لمؤتمر دولى للسلام يعقد فى أبو ظبى فى بداية العام القادم إن شاء الله، وكذلك مؤتمر للسلام فى مصر فى منتصف العام القادم، يحضره البابا فرنسيس، ويسعدنى أن أُقَدِّم دعوتى لمجلس الكنائس العالمى للمشاركة بالحضور، فى هذين المؤتمرين، وأتمنى أن يكون لشباب المجلس من الجنسين نصيبٌ معتبر فى الوفد المشارك.
كما وجه شيخ الأزهر رسالة للشباب الإسلامى والمسيحى معا قائلا: أرجو ألا تُسلموا عقولكم وتفكيركم لهذه الدعوات التى تربط ربطًا خاطئًا بين الإرهاب والإسلام، فأنتم أعرف الناس بأن الدين والعنف نقيضان لا يجتمعان أبدًا ولا يستقيمان فى ذهن عاقل، وأنا لا أشك لحظة فى أنكم على يقين بأن الأديان السماوية ما نزلت إلا لتسعد الإنسان، وتنتشله من الضياع والضلال، وتحرره من الاستعباد والظلم والطغيان.
استطرد قائلا: إن الجماعات الدينية المسلحة التى ترفع لافتة الدين هى خائنة لدينها قبل أن تكون خائنة لأنفسها، واعلموا أن رفع لافتات الأديان على ممارسات القتل والذبح والتفجير جرائم لا يتحمل الدين وزرها، وأنتم تعلمون أن جرائم وحشية ارتكبت فى التاريخ باسم الصليب، وبتأويلات فاسدة لنصوص الكتاب المقدس، ودفع المسلمون فيها ثمنًا باهظًا من دمائهم وأهليهم، ومع ذلك لم يجرؤ مسلم واحد على أن يحمِّل المسيحية، ولو بجملة واحدة، مسئولية هذه الجرائم التى ارتكبت باسمها.