الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أحوال المساجد التراثية بالإسكندرية تكشف عجز المسئولين!

أحوال المساجد التراثية بالإسكندرية تكشف عجز المسئولين!
أحوال المساجد التراثية بالإسكندرية تكشف عجز المسئولين!




تحقيق - نسرين عبد الرحيم


    
الإسكندرية تمتلئ بالمساجد لكن ما يهمنا هنا هى المساجد الشهيرة والإهمال الذى تعرضت له خصوصًا بعد قيام ثورة يناير والتعدى على الأضرحة من قبل بعض المتشددين وقد اكتشفنا أن الإسكندرية مليئة بالمساجد الأثرية المهملة التى لم تتمتع بشهرة واسعة بالرغم أنها ليست مجرد اثر تاريخى بل أنها تحوى بين جنباتها قصصاً وحكايات أصحابها وهبوا أنفسهم لفعل الخير من خلال بناء مسجد وألحق سوقاً تجارية من المحال به للصرف عليه وعلى طلاب العلم.
والمؤسف فى الأمر أننا اكتشفنا أن بعض تلك المساجد تمت سرقة منابره الأصلية وبعض متعلقاته التى تعود لعقود زمنية مختلفة وبعضها قد تم تسهيل التعدى على ممراته وحرمته من قبل بعض ضعاف النفوس من العاملين بالأوقاف لحساب بعض المقاولين واكتشفنا أيضًا أن بعضها سار مهددًا بالانهيار والأسوأ تحويل أماكن أحد الأضرحة  لمخزن  بل والأدهى من ذلك اختلاف خبراء الآثار أنفسهم حول عدد المساجد الأثرية والتراثية، نظرًا لأنه ليس كل مسجد تعدى تاريخ بنائه المائة عام يعد آثرًا.
وتجلى بوضوح عدم قيام وزارة الأوقاف بالصرف على المساجد رغم حصول الوزارة على مبالغ مالية من وقف المسجد نفسه وصندوق النزور والمحافظة، وقد اصطحبنا أحد المتخصصين فى مجال التراث الإسلامى وهو الدكتور عبدالعزيز الفضالى أستاذ التاريخ والآثار الإسلامية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، حيث دخلنا سويا المساجد بصفتنا باحثين أثريين.. لنكشف  ضعف وتراخى المحليات ومحافظة الإسكندرية فى حماية تلك المساجد وتوفير مراقبين لمتابعة كيف تدار تلك المساجد وكيف ترمم ومنع سرقتها أو التعدى على حرمتها
ومن المساجد الأثرية التى بدأنا بها الجولة، جامع شبانه والذى يقع فى منطقة محطة ترام شبانة «باكوس» وينسب هذا الجامع إلى أبوشبانة وهو أحد أسر الإسكندرية وكان قد اشترى الضاحية أى المنطقة بالكامل من الثرى الأوروبى «باخوس» بك ويعرف عن شبانه أنه متميز معماريًا فله آثار معمارية من خلال بنائه لمساجد فى القاهرة وتركيا، وكان شبانة خير اشترك فى بناء مستشفى المواساة الشهيرة وله الكثير من الأعمال الخيرية وقام ببناء جامع بشكل مميز فقد حوى الجامع مدرسة للطلاب وأماكن للمغتربين ويحوى الجامع عددًا كبيرًا من المحال هى المفروض أنها موقوفة للصرف على الجامع، أما عن وضع الجامع الآن فحالته متردية جدًا وفقد الجامع دوره التعليمى، التقينا بحفيد صاحب المسجد وهو محمود كامل رجب  أبو شبانه وكان يعمل رئيس القطاع التجارى بشركة الوادى للأقطان والذى قال: جدى أقام الجامع وألحق به محال للصرف على الطلاب وأسس مستشفى المواساه وهناك شركات ساهم فيها والمنطقة المحيطه بالجامع تركها لنا لذلك سميت المحطه بمحطة «أبوشبانة» واسمه بالكامل شعبان أحمد عبد الملك ابن مروان أبوشبانة، حيث كان جدى يملك الضاحيه كلها وكانت منطقة «باكوس» وقتها  لايوجد بها سوى قصر لشخص يدعى «باخوس» جدى أخذه منه وأعطاه بدلاً عنه عمارة وكان جدى يعمل بالمبانى، أخذ الضاحية وأسسها وعمل محال حيث كان الناس قديمًا لايفكرون إلا فى عمل محال للصرف على الفقراء، ولم يكن  للمسجد وجود، حتى حضر افتتاح مسجد لصديقه «أحمد سالم الصين» بحضور الملك فاروق، والذى يقع بمنطقة قريبة من «باكوس» وهى منطقة «فيلمنج» وقتها فكر فى إنشاء جامع على غرار صديقه بل وألحق به عدة محال للصرف على المغتربين وعمل مستشفى المواساة وحصل على ألقاب مقابل تلك الأعمال، وجدى له عدة إنشاءات أخرى منها «جامع حفيظة هانم الألفى» فى روكسى وله جامع فى تركيا، وكان شغلته المبانى عندما توفى جدى ترك ولدين وثلاث بنات، الأوقاف أخذت المسجد وأخذت المحال التى تقع أسفل المسجد وكما ترى حالة المسجد ليست جيدة ولايوجد أى اهتمام به نحن لو رفعنا على الأوقاف  قضيه كجمعية سنكسبها الجامع له ممتلكات تصرف عليه أخذتها الأوقاف ومع ذلك لا تصرف عليه.
وبالانتقال لزيارة ميدانية لجامع أحمد سالم  الصينى، الذى يقع أمام مستشفى البترول بمنطقة فيلمنج ويعود تاريخ هذا الجامع إلى العقد الثالث من القرن العشرين وهو من الجوامع التراثية المميزة للفترة الملكية يتميز هذا الجامع باعتماده على التراث المحلى فى العمارة والفنون والناظر للجامع يعتقد أن الجامع ينتمى للفترة المملوكية يتميز الجامع بغنى الزخارف فى الجدران والأسقف كما يحوى الجامع العديد من المقابض النحاسية «الأندلسية» الغنية بالزخارف والتى تحوى شعار «لا غالب إلا الله» ومن خلال الزيارة الميدانية للجامع اكتشفناً أن جميع المقابض قد اختفت ولم يتبق إلا مقبض واحد فقط، كما لوحظ اختفاء الزخارف الرخامية التى كانت تزين الضريح الملحق بالمسجد بل وتم تغطية الضريح بسياج خشبى ولوحظ أيضًا تصدع حالة الأسقف.
 من ناحية أخرى  لوحظ أثناء وجودى بالجامع استخدام الحجرة المخصصة للضريح كمخزن لبعض الأغراض والمواد الغذائية والتقينا مع أحد الاشخاص فى حجرة إمام الجامع وادعى أنه مسئول من قبل الأهالى عن ترميم وصيانة المسجد والسؤال دون توجيه اتهام لأحد هل عجزت هيئة الآثار والمحافظة والأوقاف لتحمل مسئولية ترميم هذا المبنى التراثى والحفاظ عليه!!
ومن جامع «ميبار» باشا التقينا إمام وخطيب المسجد الذى يقع فى شارع فرنسا بمنطقة الجمرك ويعود بناؤه للقرن الثامن عشر أى له قرابة 250 عامًا هو من تراز الجوامع المعلقة اى يصعد إليه بسلم وهذا المسجد ينتمى إلى فئة المجمعات الدينية حيث إنه كان جامعًا ومدرسة ووكالة، أنشئت المحال أسفله للصرف عليه إلا أن هذا الجامع يعانى من حالة إهمال شديدة.
ويحدثنا الشيخ مجدى النجار إمام الجامع عن مدى الإهمال فيقول المسجد حالته متردية جداً ولا يتم الصرف عليه من الأوقاف ولاتهتم به الآثار، لافتاً أنا من المنوفية وأسكن فى غرفتين ملحقتين بالجامع وبعت ذهب زوجتى لفرش الغرفتين وتهيئتهم للسكن، وبعد ذلك طلبوا منى مغادرة المسجد حيث أحضرت لى الأوقاف طلب إزالة للحجرتين المشغولتين للاسف الشديد «الشئون القانونية قنبلة موقوتة فى الإسكندرية، لماذا صدق وزير الأوقاف على قرار إزالة للغرفتين الملحقين باالمسجد فالمسجد كان معرض للانهيار وبفضل الله وتعاون أهل الخير معى قمنا بترميمه بالجهود الذاتية دون تدخل من الأوقاف أو الآثار بالرغم من عرقة المسجد، أنا لم أضع صندوق تبرع لأنه مخالف للتعليمات، وأردف المحال المحيطة بالمسجد تم بيعها لرجل يدعى مصطفى مسكين عبد الجليل والذى قام بشراء ثلاث محال من وقف المسجد ويريد أن يأخذ جزءًا من المسجد وهو الحجرتان الخاصتان بى لبناء برج، للأسف وزارة الأوقاف قادرة على حل المشكلة ولكن هى   ليس لديها رغبة والجميع يتذكر فضيحة النبى دنيال عندما أعطت الشئون القانونية بالأوقاف، تسوية لصاحب العمارة المجاورة لمسجد النبى دنيال بتسهيل من موظفين لشخص قاموا بتسهيل ملكية  الأرض لمالك عمارة مجاورة ولم يتم معاقبتهم إلا بـ6 شهور وقفاً عن العمل.
والآن بالنسبة لمسجد ميبار الرجل اشترى المحال والغرفتين تمهيدًا لبناء برج وملاصقته بالمسجد مما يضر بالمظهر الحضارى وله عدة محاولات سابقة فى التعدى على المسجد، أتمنى أن أجلس مع مختار جمعة وزير الأوقاف لشرح البلاوى التى تحدث بالأوقاف «الوزير صدق على قرار إزالة».
والغريب أن وزارة الأوقاف تعرف أن المسجد تابع للتراث الإسلامى وممنوع أن أحد يدق فيه مسمار إلا بإذن، وزارة الأوقاف باعت المحلال المحيطة به لو ذهبنا للآثار ستقول يغلق، المسجد عمره 250 سنة وكان من 200 سنة مدرسة أزهرية لتعليم الطلاب المغاربة لدراسة المذهب المالكى ثم تحول إلى جامع «ميبار» باشار كان مدرسة علمية وحديثا كان به مكان لتحفيظ القرآن والأوقاف ألغته وحولته لمخازن.
وبالانتقال لجامع إنجى أو إنجا هانم بمحرم بك وهو من الجوامع الآثارية المهملة بشكل كبير هذا الجامع سار يشكل خطورة على حياة المواطنين سوء كانوا من المصلين أو المارة ويعود بناؤه للقرن الـ19 يمتاز هذا الجامع بماذنته العثمانية المميزة والفريدة فى الإسكندرية والتى تعد المئذنة العثمانية الوحيدة إلا أن تلك المئذنة مهددة بالسقوط والانهيار، وبالرغم من أهمية تلك المئذنة، يتميز هذا الجامع أيضًا بسدته الخشبية وسقفه الخشبى وكذلك زخارفه وتلاحظ من المعاينة أن أسقفه مهددة بالسقوط ويمتاز هذا الجامع أيضًا بالعديد من النقوش الكتابية فيحوى الجامع أربع نقوش كتابية على مداخل الجامع ونقش على الممرات بالإضافة إلى نقش بجوار الكتاب وتتميز النقوش بأن بها نصوصًا عربية ونصوص تركية.
التقينا بـ«عماد مصطفى كامل» أحد العاملين بمسجد إنجى بمحرم بك والذى قال أعمل فى مسجد إنجى هانم من وقت ليس قليلاً وأعلم أنه تابع للآثار ولكن الآثار مهملة فى المسجد وهى لاتسأل فيه بالرغم من أنه يأتى من وقت لآخر ناس من الآثار لمعاينة المسجد، ولكن لاتسأل فيه والخشب الداخلى بالمسجد معرض لتسريب المياه أيام الشتاء وحتى الترميم البسيط يأتى بالجهود الذاتية، دور الآثار تحول إلى دور إشرافى.
وبالانتقال لمسجد سلمان باشا يرجع إلى عصر الخديو عباس حلمى ويمتاز بوجود نقاشات كتابية على المنبر ويمتاز بتخطيطه البسيط وتلاحظ أثناء المعاينة أنه تم عمل ترميم خطأ للجامع وضياع بعض المعالم نتيجة للبناء المخالف الملاصق للجامع.
وبالنسبة لمسجد النبى دنيال أكد الشيخ أشرف سلمان إمام وخطيب مسجد النبى دنيال، أن المسجد يعانى الإهمال الشديد بالرغم من أنه يعد مزارًا سياحيًا حيث يجتذب السياح اكثر من القلعة نفسها أو أى أثر آخر فى الإسكندرية حيث تأتى إليه يوميا أفواج من دول شرق آسيا، ومؤخرًا أتى لزيارته ملك إحدى المقاطعات الهندية وهو يأتى سنويا هو وأسرته كما يأتى الطلاب من ماليزيا وتايلاند ومسلمون من الشيعة وآسيا وغيرها لافتاً لقد حاربت وإحدى للحفاظ على المسجد وهناك قضية مازالت قائمة بسبب البوابة القديمة فمالك العمارة الذى تعدى على حرم المسجد كان قد أقام قضية وكسبها وأخذ حكمًا بالإزالة لأن الأوقاف لم تقدم أى ورق وقتها، ولكنى تصديت لأمر الإزالة وقلت لهم على جثتى وقمت وحدى بعمل استشكال أمام المحكمة قبلته ومازالت القضية قائمة، للأسف الأوقاف والحى سهلا التعدى على المسجد فصاحب العمارة المجاورة قام بفتح باب العمارة فى مدخل المسجد وقدمنا شكاوى على التعديات وفتح شبابيك فى حرم المسجد والأوقاف لم تأخذ أى قرار وبسبب نفس الشخص مازالت دورات المياه مغلقة بالمسجد لميل عمارته، نهيك عن منظر المسجد الخارجى الذى أحاطت به المحال.
ومن جانبه أكد دكتور عبدالعزيز الفضالى أستاذ التاريخ الإسلامى بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، أن الإسكندرية تتمتع بتراث فريد فى مبانى العمارة الإسلامية، فهناك العديد من الآثار الإسلامية المتنوعة، منها عدد كبير من المساجد تحوى بين طياتها تراثا معماريا وفنياً فريداً يعبر عن حقائب تاريخية متنوعة من تاريخ الإسكندرية بعض هذه المساجد نال اهتمام المسئولين لشهرته أو لوجوده فى أماكن مميزة والبعض الآخر لم ينل أى اهتمام، وتفرق دمه بين الأوقاف والآثار والمحليات، نذكر منها جامع أبوالعلا الذى يقع بمنطقة القبارى بطبية صالح يعود بناء ذلك الجامع إلى آخر القرن الـ19 بنظام الجامع المدرسة وكان يحوى بداخله قاعات للدرس ويتميز هذا الجامع بالمئذنة التى تميل إلى شكل الفنار، وجامع المرجان ويقع بمنطقة كفر عشرى ويتميز بتخطيطه ويحتوى على العديد من الأروقة وأماكن الخلوة وبه نصوص كتابية ثرية وجامع ميبار ويقع فى شارع فرنسا بمنطقة الجمرك وهو من طراز الجوامع المعلقة أى يصعد إليه بسلم وهذا المسجد ينتمى إلى فئة المجمعات الدينية حيث إنه كان جامعًا ومدرسة ووكالة، أنشئت المحال أسفله للصرف عليه إلا أن هذا الجامع يعانى من حالة إهمال شديدة.
وجامع مسجد سلمان باشا يرجع إلى عصر الخديو عباس حلمى ويمتاز بوجود نقاشات كتابية على المنبر وجامع أبو على يمتاز هذا الجامع بقبابه المميزة ويعد هذا الجامع من الجوامع الفريدة فى التخطيط بالإسكندرية إلا أن هذا الجامع أصبح محلاً دائمًا للتعديات وفى طى النسيان بالنسبة لهيئة الآثار.
وجامع إنجى أو إنجا هانم بمحرم بك وهو من الجوامع الآثارية المهملة بشكل كبير.
وبالنسبة للمساجد التراثية فحدث عنها ولا حرج فهى  كثيرة نتذكر منها جامع على تمرز، رمضان شحاتة، المواساة، وجامع رمضان يوسف، والملك فى المنتزه، وعبود باشا، وأبوسليمان، والبكابوشى، وأبوشبانة بباكوس.
وفى نفس الحى نجد جامعًا تراثيًا آخر وهو جامع الأبانى يتميز هذا الجامع بأنه من الجوامع المعلقة المرتفعة المساحة إلا أن مهمل وبحاجة إلى الترميم خصوصًا أنه غنى بفنونه الزخرفية والمعمارية.
وأضاف الفضالى السؤال الآن إلى متى ستظل نتحدث عن التميز السياحى والنغمه السياحيه بالإسكندرية ونجد إهمالاً طال كل مساجدنا والأماكن التراثية نطالب بوضع الجوامع التراثية بالإسكندرية على الخريطة السياحية نطالب بإنشاء لجنة من هيئة الآثار وكلية الآداب وكلية الفنون الجميلة لحصر الأماكن التراثية فى الإسكندرية وإخضاعها فى كتاب نطالب بإضافة مادة التراث السياحى على طلاب المدارس لتعريف الأجيال الجديدة، نطالب باسناد مهمة المساجد التراثية إلى مجلس منتخب أو معين على أن يكون من أهل الفكر والثقافة نطالب وزارة الأوقاف بتفعيل دورها نحو إدارة أوقاف المساجد التراثية مثل مسجد ميبار وشبانة وذلك لإعادة الدور الاجتماعى والثقافى لتلك المساجد.
ومن جانبه قال محمد متولى وكيل وزارة الآثار بالإسكندرية إن المساجد الأثرية أى المسجلة كاثر هى خمسة مساجد فقط وهم أنجا هانم أو «إنجى» هانم فى الرصافة والثانى الشربجى فى المنشية والثالث مسجد إبراهيم تربانة فى شارع  فرنسا والمسجد الرابع الإمام البوصيرى فى بحرى  والخامس مسجد أبو على فى حارة اليهود حارة البرقطسجية متفرع من السكة الجديدة لافتاً باقى الربع مائة مسجد ليست تابعة لنا لأن لنا شروط معينة كثيرة فى التسجيل ليس فقط التاريخ، عندما ترسل لى الأوقاف طلب الإشراف على الترميم أشرف لكن لا أصرف القانون يقول الأوقاف القبطية والإسلامية واليهودية لشاغلها.
وأضاف حتى المرسى أبو العباس بالرغم من شهرته الواسعة فهو غير مسجل فالذى تتوافر فيه الشروط يسجل بشهادة ميلاد أنه يتبع الآثار لكن عندما تطلب الأوقاف إشرافى على الترميم أرسل لهم مراقب، القانون يقول الأوقاف القبطية واليهودية والإسلامية لو سجلت آثار الجهات الشاغلة هى التى ترمم على حسابها.
ومن جانبه أكد الدكتور محمد عوض رئيس لجنة الحفاظ على التراث الحضرى، أن ترميم المساجد بالإسكندرية، يأتى على حسب الجهة التى يتبعها المسجد إذا كان تبع أهالى أو أوقاف أو آثار وإذ كان تبع أهالى فمالك المسجد هو المسئول عن الترميم فيجب أن يتقدم للجنة بطلب ترميم أو تعديل أو إضافة ونحن ننظر على الطلب بالموافقه أو الرفض.
وأضاف عوض هناك مساجد أقدم من 250 سنة وموجودة فى قائمة التراث الحضرى، وليس معنى أنها تتبع التراث الحضرى أننا مسئولون عن ترميمها ولكن تكمن مسئوليتنا فى الحفاظ عليها وعند الحاجة لتطويرها لابد أن تلجأ الجهة التابعة لها للجنة الحفاظ على التراث مشيراً عند حدوث سرقات بالمسجد نرسل لجنة لاعداد تقرير نرفعه للمحافظة لأنها هى التى تتخذ الإجراء القانونى ضد مرتكب الخطأ لافتاً المحافظة لا تستطيع أن ترسل مراقبًا لكل مسجد وليست المسئولية على الأوقاف وحدها لأن هناك مساجد لا تتبع الأوقاف، حيث يكون الوقف أهالى لابد من معرفة من مالك العقار، المحافظة لها دور فى الحفاظ على المبانى التراثية.
من جانبه أكد دكتور مختار الكسبانى أستاذ الآثار الاسلامية بكلية الآثار ومستشار وزارة الآثار أنه بالفعل هناك مساجد سرقت منها بعض محتوياتها الأثرية وتغيرت منابرها وهذا يعود لأن حراس المساجد أنفسهم عادة لا يكونون متواجدين بالمسجد أغلب الوقت فبعضهم يعمل فى أماكن أخرى.