الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أجندة كلينتون!

أجندة كلينتون!
أجندة كلينتون!




يكتب: د.الأمير صحصاح

 جاءت نتائج المناظرة الأخيرة فى الانتخابات الأمريكية بين المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون والمرشح الجمهورى ترامب عكس ما توقع المراقبون، وكانت المؤشرات قبل المناظرة تقول أن ترامب سوف يضيق الخناق على كلينتون ويجعلها تدخل فى نوبة كحة شديدة، تفقدها توازنها ويتفوق عليها بالضربة القاضية، لكن تأتى الرياح بما لاتشتهى السفن.
صمدت هيلارى فى وجه ترامب وهى التى ضيقت عليه الخناق، وظهرت بفستانها الأحمر وضحكتها العريضة فى موضع القوة لا الضعف، وتقول استطلاعات الرأى التى أجرتها العديد من وسائل الإعلام أن كلينتون تتفوق حاليا على ترامب.
وحسب رويترز أظهر أحدث استطلاع للرأى تقدم المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأمريكية هيلارى كلينتون بخمس نقاط على منافسها الجمهورى دونالد ترامب، وهى تقريبا نفس نسبة تقدمها خلال شهر مضي.
ولم يشهد الاستطلاع، الذى أجرته وكالة «رويترز» ومؤسسة «إبسوس» تغيرا يذكر بعد المناظرة الرئاسية التى جرت، وهى إحدى ثلاث مناظرات تتم قبل الانتخابات المقررة فى نوفمبر المقبل.
وأظهر الاستطلاع الذى أجرى فى 23 سبتمبر الماضى أن 43% من الناخبين المحتملين يؤيدون كلينتون، مقابل 38% لترامب، فيما أكد 19% أنهم لن يصوتوا لأى من المتنافسين.
جدير بالذكر أن كلينتون تقدمت على ترامب فى أغلب استطلاعات هذا العام، وتجاوز مستوى تأييدها ترامب بأربع إلى خمس نقاط فى استطلاعات الأسابيع الأربعة الماضية. يعنى بالبلدى الأمريكان بدأوا يخلعون ترامب ويلبسون كلينتون!
ولكن، هل شرب الأمريكان المقلب فعلا عندما اختاروا أو فى سبيلهم لاختيار المرشحه الديمقراطية؟
الإجابة، نعم. لأن كلينتون لن تأتى أبدا بجديد، وهى قد أعطت كل ما فى جعبتها خلال توليها مسئولية الخارجية الأمريكية، وأنها تميل إلى التفكير التقليدي، وليس لها أى نظرة موضوعية تجاه مشكلات الشرق الأوسط والدول العربية بشكل خاص، يكفى أنها خلال مقابلة الرئيس السيسى مؤخرا طلبت منه الإفراج عن سجينة تحمل الجنسية الأمريكية صادر بحقها حكم بالحبس، ولم تستشعر غرابة مطلبها، وكأنها تقول أن القضاء المصرى وأحكامه ليست محل اعتبار.
هذه المرشحة إذا اختارها الشعب الأمريكى واعتلت سدة الحكم سوف تتفاقم مشكلات الشرق الأوسط خلال فترة حكمها، لأنها سوف تفرض أجندتها المؤيدة للإسلام السياسى، وتدخل فى صراع مع القوى الإقليمية التى تناوئ هذه التيارات.
إن خسارة الشعب الأمريكى سوف تكون كبيرة بتخليه عن المرشح الجمهورى الذى يحمل أفكارا جديدة ونظرة مختلفة للصراعات الدولية، حتى وإن كان قد صرح فى بداية حملته الانتخابية بأقوال أضرت بصورته فى العالم الإسلامى، الا أنها تصريحات كانت من قبيل «طق الحنك» كما يقولون، وقد تراجع عنها واستبدلها بتصريحات أكثر ليونة تجاه المسلمين مؤخرا. يكفى اعتقاده بأن الحلول لمشكلات الإرهاب لن تتم الا من خلال مصر، وأنه يتطلع للتعاون مع الرئيس المصرى للقضاء على الإرهاب. حتى وإن كان ترامب سيئا، لكن لديه رؤية واضحة تجاه التطرف والارهاب. وعندما قال الرئيس السيسى إنه رجل قوى كان يقصد أنه قادر على التصدى للمشكلات خاصة ما استعصى منها على الحل فى ظل حكم الديمقراطيين طوال 8 سنوات مضت، وفى اعتقادى أن أى رئيس أمريكى لا يدرك خطورة الإسلام السياسى فهو يساهم فى تفتيت العالم الإسلامي، ويكفى أن ترامب أظهر بشكل واضح هذا الإدراك.