الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الشهاوى: العبقرية العسكرية المصرية اقتحمت 5 عقبات لتحقيق النصر.. منها كلاب بارليف

الشهاوى: العبقرية العسكرية المصرية اقتحمت 5 عقبات لتحقيق النصر.. منها كلاب بارليف
الشهاوى: العبقرية العسكرية المصرية اقتحمت 5 عقبات لتحقيق النصر.. منها كلاب بارليف




ح.ر .ب ثلاثة حروف.. كلمة قليلة فى حروفها عظيمة فى تأثيرها أنها الحرب تأخذها الدول مضطره إليها ويدفع ثمنها الشعب لاسترداد حقه، وحماية ارضها وعرضها، ويواجه قادة جيشها المصاعب والتغلب على العراقيل للوصول إلى النصر المنشود هكذا كان الحال فى أكتوبر فقد واجه المسؤلون كثيرا من المشاكل والمعضلات أثناء وضع وتنفيذ الخطة، حيث استطاعت العبقرية العسكرية المصرية أن تتغلب على أعظم وسائل الحرب المتقدمة الحديثة، وقد جاء اليوم الذى تنبه له الرئيس السادات وقال فيه سوف يجيئ يوم نجلس فيه لنقص ونروى ماذا فعل كل منا فى موقعه، وكيف حمل كل منا أمانته وأدى دوره.

ويبدأ اللواء ا.ح محمد الشهاوى رئيس أركان الحرب الكيميائية السابق ومستشار كلية القادة والأركان واحد ابطال أكتوبر حديثه عن العقبات وعن حرب أكتوبر قائلا:
إن حرب أكتوبر هى حرب الكرامة.. حرب العزة.. الحرب التى استرد فيها المقاتل المصرى كرامته ورفع رأسه ورفع رأس العرب بهذا النصر المعجزة الذى مازال يدرس فى جميع المعاهد العسكرية العالمية.
وقداستطاع قادتنا التغلب على الصعاب الكثيرة للوصول إلى النصر والتى كان منها
■ التغلب على خطة اشعال قناة السويس بالنابالم أثناء عبور قواتنا للقناة، حيث رصد عناصر الإستطلاع قيام إحدى النقاط القوية للعدو بإجراء تجربة لدفع المواد الحارقة والنابالم على سطح القناة وإشعالها وتحويل المجرى المائى إلى لهب يرتفع إلى 15 مترًا ودرجة حرارة تصل إلى 700 درجة مئوية، وأن العدو قام بإعداد «32» تجهيزة على طول القناة فى المحاور والقطاعات الرئيسية الصالحة لاقتحام القناة وبين النقط القوية، وتتصل هذه التجهيزات بخزانات خاصة داخل الدشم ومواسير تدفع المواد الحارقة إلى سطح القناة وبعد إجراء الكثير من التجارب على أسلوب التغلب على تلك الموانع الحارقة فى مناطق شبيهة بقناة السويس مثل الرياح البحيرى وترعة الإسماعيلية تم التوصل إلى أن أفضل وسيلة للتغلب على ذلك هو قفل هذه الفتحات بوسيلة معينة وإبطال مفعولها.
حيث تم تدريب مجموعة منتقاة من العناصر الهندسية ورجال الصاعقة المدربين على الأعمال الهندسية للقيام بهذه المهمة فى أقصر وقت على ألا يتجاوز ذلك على خمس دقائق من لحظة الوصول إلى هذه الفتحات. ووجد أن أفضل وقت لتحقيق هذه المهمة الخطيرة، هى بعد ساعة الصفر «1400» يوم الهجوم 6 أكتوبر وأثناء القصفة الثانية للمدفعية التى تضرب الأهداف الحيوية فىعمق العدو مثل مراكز القيادة ومرابض المدفعية.
وكان على هؤلاء الأبطال ألا يستخدموا أى وسيلة من وسائل العبور والاعتماد على الذهاب والعودة على السباحة تحت الماء، ونجحوا فى تحقيق مهمتهم.
ويضيف اللواء الشهاوى قامت إدارة الحرب الكيميائية بمعاملة القوارب المطاطية وملابس الميدان للموجة الأولى من الاقتحام معاملة كيميائية للوقاية من نيران النابالم تحت أى إحتمال ممكن.
■ ويضيف بطل أكتوبر نجحنا فى التغلب على كلاب الحراسة المدربة فى المواقع الحصينة بخط بارليف:
حيث كانت بعض كلاب الحراسة المزود بها «خط بارليف» ذات خصائص تستطيع بها إذا عجزت وسائل العلم الحديثة من كشف الأفراد المتسللين، أن تقوم هى بالكشف من خلال قدرتها على تشمم وتحديد أى شخص غريب يقترب بل وتحديد مكانه. وهذه النوعية من كلاب الحراسة مدربة تدريبا عاليا ولا تتناول طعامها إلا من مدربيها فقط، وبعد دراسة مستفيضة قام بها علماء الطب البيطرى وعلم السلالات للحيوانات توصل الباحثون إلى حقيقة أن هذه الكلاب لا تفقد قدرتها على السيطرة على نفسها أو تخرج عن طاعة مدربها إلا فى حالة واحدة نادرة هى عندما تشم رائحة إفراز «جزء حساس» من أنثى سلالتها وكان هذا هو المدخل لشل عمل الكلاب، وتم ذلك عن طريق تحضير وجبة مزودة بهذه الإفرازات بعد تسميمها بنوع من السموم عديم الرائحة وسريع التأثير بحيث تقتل الكلب فى أقل من خمس دقائق ثم وضعت هذه الوجبات فى دانات كرتونية تطلقها الهاونات على مواقع تواجد الكلاب وبمجرد سقوط الدانة يحترق الكرتون وتبقى الوجبة على أن يتم ذلك أثناء القصفة الأولى لنيران المدفعية والمركزة على خط بارليف.. ونجحت الخطة ولم يسمع لهذه الكلاب أى صوت طوال عمل القوات أثناء القصفة الثانية للمدفعية.
■ وكما تم التغلب على الساتر الترابى بارتفاع 22 مترًا والموانع المقامة عليه وفتح الثغرات:
فقد جمع خط بارليف فى بنائه بين النظريات العسكرية القديمة والحديثة فى الدفاع.
فقد استند فى دفاعه إلى نظرية الخندق، وكانت قناة السويس تمثل أكبر خندق مائى، وأخذ ايضا من نظريات الحرب القديمة إقامة الحصون العالية وكان الساتر الترابى يحقق له ذلك، كما أخذ من نظريات الحرب الحديثة بناء الدشم والطرق المستورة وتزويد هذا الخط الدفاعى بأحدث الأسلحة والمعدات الحديثة . والمعروف أنه لاختراق أى خط دفاعى لابد من فتح الثغرات فى الموانع مثل الألغام والأسلاك الشائكة، وطرق فتح هذه الثغرات معروفة ومتعددة، منها فتح الثغرات بضربات الطيران وهذه مكلفة، وفتح ثغرات بواسطة نيران المدفعية وهذه تحتاج إلى استهلاك كميات كبيرة من الذخيرة، وفتحها بواسطة عناصر المهندسين وهذه تحتاج إلى تقدم العناصر الهندسية لتحديد وضع هذه العبوات فى الأماكن المطلوب فتحها، وكان الحل لفتح الثغرات هو أن يسبح بعض عناصر المهندسين لتحديد أماكن الثغرات ووضع المواد المتفجرة أثناء تنفيذ القصفة الثانية للمدفعية ورجعوا إلى الشاطئ الغربى للقناة، وفى أثناء القصفة الثالثة على خط بارليف، تم تفجير هذه العبوات من غرب القناة مما ساعد رجال المدفعية على تركيز نيرانهم لفتح هذه الثغرات، أما عن فتح الثغرات فى الساتر الترابى لتأمين إنشاء الكبارى فلقد وضعت دراسات مستفيضة للتوصل إلى أفضل طريقة لفتح هذه الممرات أو الثغرات والتى يكون عرضها 30 مترا وعمقها هو عمق الساتر الترابى 200 متر وارتفاعها 22 مترا ... لقد نجح المهندسون فى التوصل إلى فكرة حديثة غير تقليدية وهى استخدام المضخات لفتح الثغرة فى الساتر الترابى. وهكذا مرة أخرى تغلب الفكر العسكرى المصرى على أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا الحديثة.
■ ويقول اللواء الشهاوى خلال أكتوبر تم التغلب على سرعة التيار فى قناة السويس:
وكانت تبلغ سرعة التيار من0,8– 1متر/ ثانية وهذة سرعة عالية جدا فى الموانع المائية، وقد تؤدى هذه السرعة إلى صعوبة المحافظة على الاتجاه لوصول القوارب المحملة بالابطال إلى النقاط المحددة لها، وكذا ضمان عمل المعديات ومركبات العبور الحاملة للأسلحة والمعدات فى الوصول والعودة إلى نقاطها الأساسية، وبما يضمن عدم تكديس أى وسائل فى نقطة أخرى للمحافظة على عامل الوقت المحسوب بكل دقة فى خطة العبور. وقد تقرر أنه لابد من تثبيت أحبال متينة على الضفة الغربية وضرورة تثبيتها على الضفة الشرقية من القناة حتى تساعد وسائل العبور على المحافظة على الاتجاه، ولقد تحدد الوقت المناسب لتنفيذ ذلك أثناء القصفة الثانية للمدفعية والذهاب والعودة سباحة، وقد حقق الأبطال مهامهم بنجاح ودون أن يشعر العدو بذلك، وهكذا تغلب الفكر والشجاعة على عوامل طبيعية وصناعية غير عادية.
■ ويقول بطل أكتوبر انه تم أيضا التغلب على حمولات الأوزان الإضافية التى يفرضها التخطيط على مقاتل المشاة:
فقد كان على جندى المشاة أن يقاتل كجندى مشاة ثم يقاتل ضد دبابات العدو بعد تزويده بالأسلحة المضادة للدبابات ثم يعود كفرد هندسى لزراعة الألغام.. وحيث إنه لا إمداد بالسلاح أو الذخيرة قبل انتهاء اليوم الأول للقتال، فقد كان من الضرورى أن يتحمل جندى المشاة عبْء الأوزان الإضافية اللازمة لتحقيق المهمة بنجاح.
واستطاع الفكر العسكرى المصرى، أن يتوصل إلى أسلوب يحقق عبء الوزن على المقاتل المصرى وسرعة تسلقه واقتحام الساتر الترابى وخط بارليف فى الوقت المحدد الذى يجب ألا يزيد على خمس دقائق ليكون جاهزا لمقابلة دروع العدو «دباباته» وكان هذا الاسلوب هو اللجوء إلى عربات الجر أى عربات صغيرة بعجل ذات ضغط معين يسهل عملية السير على سطح هذا الساتر.