الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

أبطال أكتوبر يرون معركة انتصار المليون مقاتل

أبطال أكتوبر يرون معركة انتصار المليون مقاتل
أبطال أكتوبر يرون معركة انتصار المليون مقاتل




الساعة  الثانية بعد ظهر يوم السبت 6 أكتوبر1973.. دقائق حملت فرصة تمنتها وانتظرتها أمة بأسرها من الخليج إلى المحيط.. فقد تلاحقت عواصف النيران، ضربة طيران، ثم قصفة مدفعية ثم نزول إلى مياه السويس،  ألف قارب مطاطى نقل ثمانية آلاف مقاتل، هم الموجة الأولى من موجات العبور، وخلف هذه الموجات طوفان من قوات المشاة والمدرعات  ينتظرون دورهم فى العبور.. وخلف هذا الحشد جيش المليون مقاتل.. وعندما ارتفع الأذان لصلاة المغرب  فى السادس من أكتوبر - العاشر من رمضان  كانت مصر تعيش  واحدة من أمجد ساعات عمرها.. وعلى الرغم من مرور 43 عاما  على هذا المشهد الاسطورى إلا أنه مازال فى وجدان الشعب المصرى والأمة العربية.. ومنها أعادت مصر انطلاقها  لتمارس دورها إقليميا وعالميا، وتظل تشع الأمن والسلام، ويتذوق المصريون بعد هذه السنوات طعم الانتصار الذى يشعرون به حتى  لو لم ير الأجيال الجديدة هذا الانتصار بأعينهم، وجاءت الأيام التى تنبأ لها الرئيس محمد أنور السادات بطل الحرب والسلام عندما قال: ربما جاء يوم نجلس فيه معاً لا لكى نتفاخر ونتباهى، ولكن لكى نتذكر وندرس ونعلم أولادنا وأحفادنا جيلاً بعد جيل، قصة الكفاح ومشاقه، مرارة الهزيمة وآلامها، وحلاوة النصر وآماله.
نعم سوف يجئ يوم نجلس فيه لنقص ونروى ماذا فعل كل منا فى موقعه.. وكيف حمل كل منا أمانته وأدى دوره، كيف خرج الأبطال من هذا الشعب وهذه الأمة فى فترة حالكة ساد فيها الظلام، ليحملوا مشاعل النور وليضيئوا الطريق حتى تستطيع أمتهم أن تعبر الجسر ما بين اليأس والرجاء. وهذه الشهادات اليوم لأبطال أكتوبر هى كذلك  لننقل صبر وجلد الرجال وعزيمتهم وقدرتهم على الانتصار لأجيال جديدة، أمامها مسئولية عظيمة وحرب جديدة للقضاء على عوائق التقدم والاشباك فى معارك حامية  مع الفساد والتشكيك  فأكتوبر شهر العزيمة والانتصار الذى لم يتوقف منذ  43 عاما.

لواء حجاب خاض 5 حروب رافعا شعار: لا تقل تحيا مصر ولكن قل ماذا فعلت لتحيا مصر

من نعومة أظافره تعلم الوطنية فمنذ 74 عاما وسنه وقتها 11 سنة وهو يقاوم المستعمر بل انه رفع شعاره مبكرًا لتحيا مصر  ومازال يحتفظ به حتى الآن  انه لواء أركان حرب دكتور مهندس كمال حجاب  الذى يقول أكتوبر يعلمنا الانتماء لمصر .. ويبتسم ويقول: أنا وسنى 11 سنة متبنى شعار لا تقل تحيا مصر ولكن  قل ماذا فعلت لمصر لتحيا.. كنت أقول لزملائى  اوعى تقول تحيا مصر وتتوقف ولكن لو حاسبت نفسك مصر تحيا.. وكان الشاب يضرب حجارة ضد المستعمرين ويجرى  ويقولوا تحيا مصر فكنت أقول لهم اللى يقول تحيا مصر ميجريش اقف مكانك  ومصر تحيا».

ويستكمل بطل أكتوبر عندما التحقت بالجيش وأصبحت قائد كتيبة  وضعت الشعار خلفى.. كان  معى عسكرى اسمه عبدالموجود  قلت له لو قالوا لنا نرجع ترجع فنظر إلى وقال «أنا مش راجع أنا معدى معدى» وعدى فعلا.. ولكنه استشهد وكان أول شهيد عندى.. وكتبت فى مذكراتى عبدالموجود قال لى وهنا تتضح عزيمة الرجال وحبهم لهذا البلد.
فى أكتوبر كان اللواء حجاب قائد لواء مهندسين يتكون من 5 كتائب وكانت مهمتهم الرئيسية فتح ثغرات فى الساتر الترابى بخراطيم المياه  فى خط بارليف ويقول اللواء حجاب فاجأنا العالم بالمياه لأننا استبدلنها بالقنابل الذرية التى قالوا إننا نحتاجها للمرور  وكان أعظم شىء.
 ويستكمل بطل أكتوبر فى التدريب كنا نفتح الثغرة فى 4 ساعات  وسبحان الله فى الحرب فتحناها فى 3 فقط لدرجة أن القوات المدرعة عبرت قبل موعدها ولما قام العدو بالهجوم على الفرقة الثانية  فوجئ أن مدرعاتنا موجود فتم الصادم  وضرب مدرعه الإسرائيلى وأسر قائده عساف ياجورى.
وطالب اللواء حجاب الشباب بالتعلم من أكتوبر قائلا «كانت الروح المعنوية كانت فوق التصور لدرجة أن بعض الشباب كانوا مجندين منذ 67 إلى 73 وكان المفروض يخرجوا قبل الحرب ولكنهم رفضوا وقالوا نخلص الحرب ونروح شغلنا.
إلا أنه استطرد أن الشباب المصرى الأصيل موجود بروحه القوية ولكن يحتاج  توجيها مضيفا.. عندما اذهب لمحاضرة مع الشباب المستجدين بالقوات المسلحة وأتحدث عن حرب أكتوبر لا أجد صوتا لأحد يتحدث مع من بجواره وإنما ينصتون لسماع ماحدث بحماس رغم أن ظهور صوت فى التجمعات الكبيرة التى تتكون من أكثر من 3 آلاف وارد ولكنهم متلهفين للسماع مما يجعلنى استغرب ولكن هؤلاء هم شبابنا.
حتى فى عائلتى أجد الشباب الصغير دائما يسألنى عن أكتوبر والحروب التى خضناها يريدون ان يعرفوا ماذا حدث.
اللواء حجاب الذى خاض 5 حروب وهى  1948 الاستنزاف و1967 و1956 و1973، يقول نحن من أعظم الجيوش فى العالم خبرة وحب من الشعب للجيش.