الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

صحة أهالى «الشغب» تحولت إلى شغب فيروسى وميكروبى

صحة أهالى «الشغب» تحولت إلى شغب فيروسى وميكروبى
صحة أهالى «الشغب» تحولت إلى شغب فيروسى وميكروبى




الأقصر - أسماء مرعى

فى الوقت الذى قامت فيه وزارة الصحة بتخصيص 660 مليون جنيه لتطوير وإحلال وتجديد عدد من المستشفيات والوحدات الصحية بمحافظة الأقصر، تقف وحدة طب الأسرة، والمستشفى القروى، بقرية الشغب فى مدينة إسنا، بمنأى عن كل ذلك، حيث إنه لا تزال الوحدة الصحية آيلة للسقوط وتفتقر وجود طبيب، فضلا عن عدم استكمال المستشفى القروى ليظل حبيس الإهمال وتحت الإنشاء منذ 18 عامًا.


عدسة «روزاليوسف» رصدت حالة الوحدة الصحية والمستشفى القروى، كما استمعت إلى آهات ومعاناة أهالى القرية لحرمانهم من الخدمات الطبية اللازمة لهم.
بداية يقول جمال إبراهيم، أحد الأهالى:إن مستشفى الشغب أنشئ عام 1998 على مساحة 5 آلاف متر كمستشفى قروى يعمل بقوة 15 سريرا ويتوافر به جميع التخصصات الطبية من جراحة وباطنة ونساء وأطفال وغيرها لخدمة أهالى القرية، التى يزيد عدد سكانها على 35 ألف نسمة، لافتا إلى إنه نشب خلاف بين مسئولى الصحة والمقاول الذى أسند إليه المشروع، ما ترتب عليه نزاع قضائى بين الطرفين أدى إلى سجن المقاول، فضلا عن رفضه استكمال عمليات التشطيب بعد أن كان مقررًا تسليمه بعد عام واحد من بداية عمليات الإنشاء.
ويتابع إبراهيم: الكارثة أن مبنى المستشفى مهجور منذ 18 عاما، فعندما تقترب منه لا تجد سوى جدران مهجورة لا يستفيد منها أحد، وهو مكون من 3 طوابق تسكنه الزواحف والطيور، ويضم فناء واسعا تكسو أرضيته مخلفات البناء، كل هذا يحيط به سور عليه باب حديدى يملأه الصدأ وعفى عليه الزمن ومغلق «بالضبة والمفتاح».
ويشير محمد مناع، أحد المضارين، إلى أن أهالى القرية يعانون أشد المعاناة من إغلاق المستشفى طيلة هذه السنوات، حيث يضطرون للسير مسافة تبعد 35 كيلو مترا للوصول إلى أقرب مستشفى، ما يسبب خطورة على حالة المريض، خاصة إن كانت حالته حرجة، فمن الممكن أن يؤدى إلى تدهور حالته أو فقدان حياته لطول المسافة، علاوة على ارتفاع تكاليف المواصلات والانتقال ونفقات العلاج، فى الوقت الذى لا تطيق فيه الأسر ذلك بسبب الغلاء الفاحش الذى ضرب جميع السلع.
ويستنكر مناع إغلاق المستشفى الذى تكلف ملايين الجنيهات دون النظر لاستثماره فى العلاج المناسب للمريض على مدار السنوات السابقة، منوها إلى أن أهالى القرية قدموا العديد من الطلبات والشكاوى بضرورة استكمال المستشفى، إلا أنها لم تحرك ساكنا، ناهيك أن مسئولى المحافظة أعلنوا من قبل أنه سيتم تحويل الشغب لوحدة طب أسرة تشمل جميع التخصصات، واعتماد ميزانية لاستكمالها، لكن ذلك من المؤكد أنه لا يخرج عن تصريحات وردية للمسئولين تملأ صفحات الصحف والمجلات فقط.
وتقول زينب ربيع، من أهالى الأقصر: إن استكمال المسستشفى أصبح حلما يراود أهالى الشغب، منذ 18 عاما، حيث إنه من المفترض أن يقدم الخدمات العلاجية لأهالى 4 مجالس محلية لقرى «القضا -المعلا - الدبايبة - الشغب»، منوهة إلى أن الوحدة الصحية بالقرية لا تستطيع التكيف وتردد الأهالى عليها، علاوة على أنها تشتكى ضعف الإمكانات الطبية، ونقص الأدوية، وغياب الطبيب الخاص بها.
الغريب أنه على بعد عشرات الكيلو مترات من المستشفى تقع الوحدة الصحية بالشغب، الذى أنشئ عام 1956 مجموعة صحية، كان يتكون من طابقين ويحتوى على 14 سريرا، فضلا عن غرف العمليات والتعقيم، لكن بمجرد أن تقف على ناصية الوحدة تجد مبنى قديما مكونا من طابقين أشبه بالكوخ المهجور يعلوه لافتة مكتوب عليها «وحدة طب الأسرة بالشغب».
تقول رقية فتحى، إحدى الأهالى المتضررات: إن الوحدة الصحية لا تقدم أى خدمات للمرضى، حيث تعانى النقص الحاد فى المعدات والأجهزة والأدوية، بالإضافة إلى أنه تم استدعاء الطبيب لأداء الخدمة العسكرية وعدم توفير بديل له حتى الآن، مشيرة إلى أن الوحدة تخدم 35 ألف نسمة، إلى جانب طلاب 4 مدارس، ومجلس محلي، وذلك لحين استكمال المستشفى القروى.
أما كمال سعدى، أحد الأهالى، فيحلف بالله أن الشاب العشرينى «أحمد» قد لفظ أنفاسه الأخيرة فى الوحدة الصحية بعد فشل إنقاذه من قبل طاقم التمريض وعدم وجود طبيب إثر إصابته بمضاعفات مرض رئوى، مستنكرا عدم توفير طبيب للوحدة الصحية وترك الأهالى يصارعون الموت.
وينوه إلى أن الأهالى قاموا بتجهيز سكن للطبيب بالجهود الذاتية حتى يتمكن من الإقامة والتواجد الدائم، لافتا إلى أن مبانى الوحدة الصحية متهالكة، حيث يملأها التصدع والتشقق وأصبحت آيلة للسقوط بين لحظة والأخرى، موضحا أن المجلس المحلى قام بتوفير وتخصيص قطعة أرض لإنشاء وحدة أخرى لتقديم خدمات صحية جيدة لأهالى القرية، ناهيك أنه ناشد مسئولى الصحة بالمحافظة عدة مرات لتخصيص ميزانية للوحدة الصحية إلا أن الوضع يظل كما هو - محلك سر.
وأثناء تجوال «روزاليوسف» فى الوحدة حضرت فتاة ويبدو على إحدى كفيها آثار حروق، إلا أن العاملين أبلغوها بعدم وجود طبيب فى الوحدة، وطالبوها بالذهاب إلى أى وحدة صحية أخرى.
وتصف فاطمة عبدالحميد، إحدى المتضررات، حالة المبنى، فتقول: إن الوحدة خالية من الخدمات والأجهزة، وتفتقر جهاز الضغط والسونار، وأجهزة التحاليل وغيرها، فضلا عن عدم توفير طبيب بالوحدة لفحص المرضى، لافتة إلى أن غرفة الأسنان خالية من الأجهزة والمعدات الطبية الخاصة بقسم الأسنان، ولا يوجد بها سوى مقعد «روبابيكيا» قديم متهالك ولا يصلح للاستخدام الآدمى.
من جانبه تؤكد صيدلانية الوحدة الصحية، التى فضلت عدم ذكر اسمها، خوفا من الإطاحة بها، أن الصيدلية تحتاج أجهزة تبريد وتكييف حتى تتمكن من الحفاظ على الأدوية التى هى بحاجة إلى درجة حرارة منخفضة، خاصة أن معظم الأدوية لابد أن تكون فى درجة حرارة تقل عن 10 درجات، منوهة إلى أن الصيدلية يوجد بها مروحة واحدة لا تستطيع تهوية المكان.