الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

أكتوبر والسادات وروزاليوسف

أكتوبر والسادات وروزاليوسف
أكتوبر والسادات وروزاليوسف




مديحة عزت تكتب

هذه الأبيات من أشعار الشاعر صالح جودت إلى شهيد الحرب والسلام أنور السادات، الذى يقول لمصر من رحاب الله:
أنا صوت من ربى الجنة يا مصر بنادى
أنا سيف يرد به الله شمل الأعادى
فى سبيل الله يا مصر عمرى وجهادى
اذكرينى كلما ودعت الدنيا شهيدا
أنا من أنكرت أن نحيا على الأرض عبيدا
أنا من كنت فى معركة النصر شهيدًا
أنا حى عند ربى خالد رغم التنائى
أكرم الناس الذى مثواه دار الشهداء
إن سألتم مصر عنى من أنا قالت فدائى
رحم الله أنور السادات الذى عاش لمصر ومات فداء نصر مصر والسلام شهيدا بإذن الله، حى يرزق عند ربه فى الجنة، وكما يقول لنا من رحاب الله، إن سألتم مصر عنى من أنا قالت فدائى، رحم الله شهيد العلا زعيم مصر قائد الحرب والسلام أنور السادات، فعبقريته العسكرية الممتازة وشجاعته وإخلاصه وتفانيه فى خدمة المثل العليا إلى جانب قوة إرادته متنزهة عن الغرضى، ورقة عواطفه وميله دائما للعدالة والانصاف.
وقد عرفته شخصيا وعن قرب منذ قيامه بدور مهم لثورة يوليو وتردده على مكتب أستاذنا إحسان عبد القدوس ثم استمرت علاقتى به وبجميع تطوراته.. فقد استخدم أنور السادات هذه السجايا فى جميع أدوار حياته وفى خدمة القضية الوطنية حتى جاء بنصر أكتوبر ومن الأسباب التى أدت إلى تحقيق نصر أكتوبر الذى لم يكن مجرد قتال بين جيوش متحاربة وإنما كان بداية انطلاقة فى تاريخ الشرق الأوسط أحدثت تغيرات وتطورات واسعة النطاق فى المجالات السياسية والدبلوماسية والمعنوية والعسكرية.. وكان يقول شهيد الحرب والسلام أنور السادات حينما خاضت مصر هذه الحروب كان هدفها أن تكون معركة شرعية ودفاعًا  شرعيًا من أجل إقامة السلام العادل والمتوازن والدائم فى هذه المنطقة التى اكتوت بنار الحروب المتصلة وأعاقت تقدم الشعوب نحو التنمية الاقتصادية والاجتماعية، هذا ما قاله لى بطل الحرب والسلام فى حديثه معى بعد حرب أكتوبر وكتبته فى روزاليوسف بعد نصر أكتوبر، ومن ذكرياتى مع شهيد الحرب والسلام أنه كان يقول:
إنه كمصرى فلاح يعتز بمصريته كما يعتز بجذوره القروية، وكان أكثر ما يميز أنور السادات هو قربه من مشاعر شعبه يعرف نبض شعبه وردود أفعاله ولولا ذلك لما كان قام بمبادرة السلام.. فقد كان يعرف الشعب كيف يتوقف إلى السلام بعد أن ضحى بالكثير فى حرب 1976 وحرب النصر فى أكتوبر، وإن السعى وراء السلام بعد الانتصار فى أكتوبر هو موقف مبنى على القوة والثقة وليس الضعف والتردد.
وقد ظهر صدق أنور السادات حول شعور شعبه حين استقبل استقبال الأبطال حين عاد من القدس عام 1977 وكان السادات مهتما اهتماما كبيرا بالصحافة والإعلام وكان يقول إنه كان يعرف أن المعركة العسكرية التى كسبناها فى حاجة إلى معركة إعلامية فى جميع أنحاء العالم.
ومن ذكرياتى عن إنسانية السادات.. لقد كان قائدا حنونا وكان دائم سؤالى كلما التقينا فى أى مناسبة إيه أخبار السياسة فى البلد يا مديحة؟ وكنت أقول له أنا يا ريس ليس لى فى السياسة. كان يقول لى ازاى ده انت كل اللى بتكتبيه سياسة!
كما كان السادات بسيطا متواضعا حتى انه وهو رئيس جمهورية ينزل إلى شوارع القاهرة ليتفقد أحوال الناس، وقد كان يقرأ الصحف ويتتبع أحوال الإعلام.
وأخيرا لقد كان أنور السادات إنسانا قائدا وطنيا عسكريا ومدنيا وأديبا وفنانا كان يهوى الغناء والموسيقى حتى إنه كان أحيانا عندما كان مرة فى زيارة لأستاذنا إحسان فى سهرة مع الأصدقاء، فقد سمعته يغنى مع أستاذتنا الكبيرة أمينة السعيد بعض أغانى «سيد درويش» كان إنسانا عطوفا يدفع شهرية دائمة لأولاد أحد عمال مطبعة روزاليوسف حتى استشهاده فى ذكرى نصر أكتوبر.
هكذا كان أنور السادات قائد وزعيم الحرب والسلام بل قليل من الذكريات الكثيرة لها يوم آخر بإذن الله.. عاشت ذكرى السادات وعشتم يا شعب مصر وعاش جيش مصر دائما منصورًا، وعاشت مصر أم الدنيا، مصر مهبط الأنبياء، مصر التى ذكرت فى القرآن «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين» صدق الله العظيم.
وكل عام وأنتم وأنا والحبايب والزملاء بخير وحب ومعزة خاصة إلى السيدة العظيمة العزيزة جيهان السادات خالص الدعاء لك يا عزيزتى.
كل عام وأنت وكل أبنائك وحبايبك وكل من تحبين وتعاشرين بألف خير وصحة وحب!