الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المودودى.. فيلسوف الإرهاب وداعية الفتنة

المودودى.. فيلسوف الإرهاب وداعية الفتنة
المودودى.. فيلسوف الإرهاب وداعية الفتنة




إعداد - محمد شعبان

حلت فى الأيام الماضية  الذكرى الـ37 لوفاة الداعية الباكستانى أبوالأعلى المودودى «25 سبتمبر 1903-22 سبتمبر1979» الذى يعد بحق زعيم الإسلام السياسى فى العصر الحديث بلا منازع.
قد يعتقد البعض أن المودودى مجرد مرشد نظرى لتنظيمات الإرهاب المسلح مثل داعش وجبهة النصرة وشباب محمد وغيرها من التنظيمات الإرهابية من خلال صياغة مفاهيم مثل «الجاهلية- الحاكمية-الدولة الإسلامية...الخ»

 

 الحقيقة أن المودودى استطاع أن يزرع فى أذهان كثير من زعماء التطرف فى العالم الإسلامى أنه يمكن تقديم نموذج عملى لقيام دولة إسلامية حيث كتب بعد قيام باكستان وانفصالها عن الهند عام 1947 م: هذا الكيان هو نموذج عملى لدولة الإسلام كما يجب أن تكون.. بصرف النظر عن أن هذا الكلام غير دقيق فباكستان لم تختلف عن أى دولة يتواجد بها مسلمون لكن كانت عبارة المودودى بمثابة نموذج عملى-وإن كان متوهمًا- لكثير من المتطرفين للحلم بقيام دولة إسلامية لذا ليس غريبا ان تحاول داعش أو جبهة النصرة السيطرة على مناطق فى سوريا أو العراق وتسميتها بالدولة الإسلامية فهكذا ادعى المودودى وهكذا فهم الإرهابيون.
كثيرة هى الكتابات التى كتبت للرد وكشف أوهام المودودى إلا أن أخطرها  ما كتبه المفكر الباكستانى وحيد الدين خان –صديق المودودى- فى كتابه «خطأ فى التفسير» وقام بتلخيصه فى كتاب أصغر حجمًا بعنوان «التفسير السياسى للدين».
مصدر أهمية وخطورة ما كتبه خان ليس فى كشفه بوضوح الخلل الذى وقع فيه المودودى فى فهم الإسلام بل لكشفه عن جوانب خلل نفسية فى شخصية المودودى كانت سببا فى اصراره على فهمه المتطرف للإسلام ورفض أية محاولة لمراجعة هذا التصور العنيف والدموى.
ردود خان على المودودى كانت فى الاساس على شكل مراسلات بينهما بدأت فى يناير 1961م واستمرت لمدة سنتين.
نوعية الخطأ
يوضح خان طبيعة الخطأ الذى وقع فيه المودودى فى تفسيره للإسلام فيشير إلى انه غلب الجانب السياسى فى الدين على مختلف الجوانب حتى اصطبغ كل شيء بصبغة السياسة مشبها المودودى بكارل ماركس الذى فسر كل شىء بالاقتصاد مهملا بقية العوامل الاخرى للحياة ويكثف خان فكرته قائلا: لقد فسر المودودى الدين ليصوره فى تفسير جامع فبرزت الناحية السياسية كوحدة أساسية للدين لا يعرف هدف الرسالة النبوية بدون سياسة ولا يفهم المعنى الكامل للعقائد ولا تظهر أهمية الصلاة وسائر العبادات ولا تقطع مراحل التقوى والإحسان ولا يعقل الهدف من رحلة المعراج إلا بالسياسة.. وجملة القول فإنه بدون سياسة يبقى الدين كله فارغا وغير قابل للفهم كأنه حذف منه ثلاث أرباعه على حد تعبير المودودى».
وفى سياق آخر يوضح خان فكرته فيقول: بالغ المودودى فى التأكيد على الجانب السياسى للدين حتى حوله إلى تفسير للدين ولا اختلف معه لأنه أدخل السياسة فى الدين فالجميع يعلمون أن السياسة من الدين.. لكن المشكلة أنه ضخم من شأن السياسة وحولها إلى تفسير للدين حيث منح السياسة المقام الرئيسى فى الدين الإسلامى وإظهار الدين سياسيا هو الهدف الأساسى عنده الذى ارسل الله تعالى لأجله عباده المخلصين فكان من البديهى أن أصبحت أجزاء الدين كلها تابعة للسياسة والسياسة هى الوحدة الأساسية للدين».
هذه بإيجاز الفكرة الأساسية التى وجهها خان للمودودى وفيما يلى نقد خان التفصيلى.
معنى الدين
اخذ خان يقدم امثلة توضح كيف فهم المودودى كل مفردات الدين عبر منظار السياسة وفى المقدمة من ذلك الدين....فكيف فسر المودودى الدين؟....يقول خان: فسر المودودى الدين  «Stateكالآتى: معنى الدين فى هذا العصر «الحكومة»
ويمضى خان ناقلا عن المودودى: أن يستسلم الناس أمام قوة جبارة قاهرة ويذعنون لها هذه هى الحكومة وهذا هو معنى الدين أيضاً والدين الحق هو أن يستسلم المرء امام قوة الله تعالى وأن يعبده ويطيعه معرضا عن طاعة الاخرين بما فى ذلك نفسه «..... إذن فالدين كما يفهمه المودودى هو الحكومة أو الدولة ولا مجال للحديث لديه عن القيم والأخلاق والعقائد فالدين هو الحكومة!
الإله
إذا كان معنى الإله احتياج الإنسان إلى ربه وشعوره بالعجز تجاهه واللجوء إليه والاعتماد عليه وتعلق الآمال به فإن المودودى يذهب إلى تسيس المعنى فيقول إن جميع ما تقدم ذكره من المعانى المختلفة لكلمة الإله يوجد فيما بينها ارتباط منطقى لا يخفى على المتأمل المستبصر فالذى يتخذ كائنا ما وليا له ونصيرًا وكاشفًا عنه السوء وقاضيا لحاجته ومستجيبا لدعائه وقادرا على أن ينفعه ويضره كل ذلك بالمعانى الخارجة عن نطاق السنن الطبيعية يكون السبب لاعتقاده ذلك ظنه فيه أن له نوعا من أنواع السلطة على نظام هذا العالم وكذلك من يخاف أحدًا ويتقيه ويرى أن سخطه يجر عليه الضرر ومرضاته تجلب له المنفعة لا يكون مصدر اعتقاده ذلك وعمله إلا ما يكون فى ذهنه من تصور أن له نوعا من السلطة على هذا الكون ثم الذى يدعو غير الله ويفزع إليه فى حاجاته بعد إيمانه بالله العلى الأعلى فلا يبعثه على ذلك إلا اعتقاده فيه ان له شركا فى ناحية من نواحى السلطة الالوهية فخلاصة القول ان أصل الالوهية وجوهرها هو السلطة.. ..اى ان الالوهية عند المودودى معناها السلطة
الرب
وإذا كان العلماء قديما عرفوا الربوبية انها انشاء الشيء حالا فحالا إلى حد التمام فان المودودى غلطهم وقال قد أخطأوا لعمر الله حين حصروا هذه الكلمة فى هذا التعريف والحق أن هذا معنى واحد من معانى الكلمة المتعددة الواسعة وبإمعان النظر فى سعة هذه الكلمة واستعراض معانيها المتشعبة يتبين ان كلمة الرب مشتملة على جميع ما يأتى بيانه من المعانى:
1-المربى الكفيل بقضاء الحاجات والقائم بأمر التربية والتنشئة.
2-الكفيل والرقيب والمتكفل بالتعهد وإصلاح الحال.
3-السيد الرئيس الذى يكون فى قومه كالقطب يجتمعون حوله.
4- السيد المطاع والرئيس وصاحب السلطة النافذة الحكم والمعترف له بالعلاء والسيادة لصلاحيات التصرف
5- الملك والسيد.
وكلها معانى لا تخرج عن السياسة والسلطة والرئاسة.
روح الإسلام
من وجهة نظر المودودى ينبغى عليك مراجعة نفسك إذا كنت تعتقد ان روح الإسلام هى إقامة حياة عادلة وانسانية لان روح الإسلام بنص كلامه: الروح الحقيقية للاسلام هى العسكرية ولم تنزل الكتب السماوية والاديان إلا لتربية الروح العسكرية فى المؤمنين، ان الهدف النهائى لجميع أنشطة الإسلام هو تدريب المؤمنين عسكريا وأن الإذن إنما هو البوق العسكرى وهروع المسلمين إلى المساجد عقب الأذان إنما هو كتجمع الجند فى الميدان عن سماع البوق والحج هو مسيرة جنود الإسلام فى العالم امام الله. ان الامة الإسلامية لهى جيش الهى والإسلام انما هو النظام العسكرى الذى انزل على هذا الجيش لتنفيذه بالقوة كما جاء فى القرآن الكريم: كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر».
بعثة الأنبياء
إذا كنت تعتقد أن الإجابة البديهية عن سؤال لمإذا بعث الله الأنبياء؟ هى لتوحيد الله وعبادته فليس هكذا يرى المودودى الهدف من بعثة الأنبياء والرسل بل يجزم ان الاجابة الصحيحة هى: أن الغاية المنشودة من رسالة أنبياء الله عليهم السلام فى هذه الدنيا أن يقيموا فيها الحكومة الإسلامية وينفذوا بها ذلك النظام الكامل للحياة الإنسانية الذى جاءوا به من عند الله وهؤلاء قد كانوا يسمحون لأهل الجاهلية بأن يبقوا على عقائدهم السابقة ويتبعوا طرائقهم الجاهلية مادامت آثار أعمالهم منحصرة فى انفسهم ولكنهم لم يبيحوا-ولا كان يسعهم ذلك طبعا- ان تبقى مقاليد السلطة والحكم بأيديهم ليديروا شؤون الحياة الإنسانية على قواعد الجاهلية ولذلك قد سعى كل نبى وكل رسول لأحداث الانقلاب السياسى حيثما بعث».. فالرسل مهمتهم إقامة الحكومة والنظام.
العبادات
كيف فهم المودودى العبادات؟ الاجابة: الصلاة والصيام والحج والزكاة فرضهن الله عليكم جميعا وجعلها اركان الإسلام، ان هذه الامور ليست طقوس العبودية والنذور والزيارات للأمكنة المقدسة فحسب كالديانات الأخرى بأن تؤدوها ويقبلها الله عز وجل انها فرضت لتربيتكم واعدادكم لغاية مهمة وعمل جاد وهو القضاء على سيطرة الجبابرة والفراعنة وإقامة حكم الإله الواحد والجهاد هو بذل المهج والارواح فى سبيله وانفاق كل غال ورخيص لأجله أن هذه الأركان فرضت لتؤهلنا لتحقيق هذا الهدف السامى»...فالعبادات مجرد خطوات تجهيزية لإقامة الحكومة الإسلامية!!!!!
الهدف من صلاة الجماعة
وعن الهدف من صلاة الجماعة يقول المودودى: أن هذه الدنيا جد واجتهاد ومنافسة وميدان صراع شديد للمسلم وفيها طوائف الطواغيت الباغين على الله، ينفذون القوانين التى وضعوها بالجبر والاكراه وواجب المسلم –وهو اثقل من الجبال-تجاههم ان ينفذ قانون الله عز وجل ويزيل القوانين الوضعية حيثما كانت ليحل محلها القانون الربانى لنظام الحياة أن هذه المسئولية الهامة التى فرضها الله على المسلم لا يمكن امتثالها من قبل شخص واحد ولا يمكن نجاح ملايين المسلمين إذا قاموا بأعمال فردية متفرقة وجهود شتى ضد الاعداء المتحدين فينبغى على الذين يرغبون فى عبادة الخالق الحقيقى ان يقوموا جماعة ويسعوا إلى هدفهم مجتمعين، الصلاة تشكل هيكلا عاما لهذا النظام الجماعى مع بناء الشخص على المستوى الفردى اذ تحركه يوميا خمس مرات ليستمر فى حركته كالآلة».
حادثة المعراج
حتى حادثة العروج بالنبى –ص- لم تفلت من تفسير المودودى السياسى فالرسول صعد إلى السماء السابعة حتى يحصل على وثيقة الدولة الجديدة التى سيقيمها الرسول  صلى الله عليه وسلم على الارض وبنص كلامه: دعاه مالك السموات والارضين ليمنحه وثيقة الدولة الجديدة والهدايات الهامة فسمى هذا الحضور «المعراج».. أن الأصول الأربعة عشر التى اعطيت فى المعراج ليست اهميتها من الناحية الخلقية فحسب لقد كانت بيان الإسلام ومنهاجه ليبنى عليه المجتمع فى المستقبل القريب فمنحت هذه التوجيهات حين اوشكت ان تتحول الحركة من اوساط الدعوة والتبليغ إلى نطاق الحكومة والقوة السياسية فاخبر الرسول صلى الله عليه وسلم قبيل بداية الحكم عن الأصول والقوانين التى سيقيم عليها نظام المدينة».
تفسير الحياة والكون
وإذا كان كل المؤمنين بإله يرون ضرورة الإيمان بخالق هذا الكون فإن المودودى له رأى آخر فى هذا الامر فيرى: يجب ان تؤمن بالله ليس كخالق للكون والحياة بل يجب الايمان به من الناحية السياسية كمالك وحاكم ومقنن لهذا الكون».
وهكذا تحولت كل جزئية من جزئيات الدين على يد المودودى إلى فهم سياسى صرف.
خطأ الاستدلال
يسأل خان لكن على أى دليل-من كتاب أو سنة- اعتمد المودودى فى فهمه هذا الدين؟
الجواب: اعتمد المودودى على قوله تعالى: أن اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه.. حيث يرى أن إقامة الدين واحكامه لا تتم إلا بإقامة الحكومة الإلهية.
لكن خان يرفض هذا التفسير ويرجع بذلك إلى كلام المفسرين والقدامى والمحدثين وينقل عنهم تفسير الدين كما يلى: يقول الفخر الرازى: المراد الاخذ بالشريعة المتفق عليها بين كل الأنبياء ويمضى الرازى موضحا: يجب ان يكون المراد من «الدين» شيئا مغايرا للتكاليف والاحكام وذلك لانها مختلفة متفاوتة قال تعالى: لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا فيجب أن يكون المراد منه الأمور التى لا تختلف باختلاف الشرائع وهى الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والايمان يوجب الأعراض عن الدنيا والاقبال على الآخرة والسعى فى مكارم الاخلاق والاحتراز عن رذائل الاحوال»
كما ينقل خان تفسير الامام القرطبى للدين: هو توحيد الله وطاعته والايمان برسله وكتبه وبيوم الجزاء وبسائر ما يكون الرجل بإقامته مسلما ولم الشرائع التى هى مصالح الأمم على حسب احوالها فإنها مختلفة متفاوتة.
ويمضى ناقلا آراء ابن كثير والنسفى ومجاهد والنيسابورى والألوسى وغيرهم وتتفق آرائهم على ان المقصود ليس إقامة الحكومة الإلهية كما يزعم المودودى.
جاهلية وجاهليون
لكن كيف رد المودودى على اراء المفسرين؟ هناك رد إجمالى ورد تفصيلى...اما الإجمالى فالمودودى رأى ان القدامى لم يفهموا الدين فهما صحيحا.. والقدامى هنا ترجع إلى الصحابة أنفسهم.
أما تفصيلا فالمودودى يرى أن الجاهلية وثبت على الإسلام مرة اخرى فى اواخر خلافة سيدنا عثمان بن عفان –رضى الله عنه- وحتى يومنا هذا حيث يقول نصا: ان هذه الغايات –غايات الإسلام- حققها النبى صلى الله عليه وسلم ولقد سار على نهجه ابوبكر الصديق وعمر الفاروق ثم انتقل الامر بعدهما إلى سيدنا عثمان –رضى الله عنه- وبقى على ما اقامه عليه النبى إلى عدة من السنين فى صدر ذلك العهد.. ولكن الخليفة الثالث كان لا يتصف بتلك الخصائص التى اوتيها العظيمان اللذان سبقاه فلقد كان ينقصه بعض تلك الصفات اللازمة للحكم والامر التى كانت على اتمها فى ابى بكر وعمر فوجدت الجاهلية سبيلها إلى النظام الجماعى الإسلامى وان تيارها الجارف وان حاول عثمان صده ببذل نفسه ومهجته إلا أن لم ينكفئ ثم خلفه على كرم الله وجهه واستفرغ جهده لمنع هذه الفتنة وصيانة السلطة السياسية فى الإسلام من تمكن الجاهلية ولكنه لم يستطع ان يدفع هذا الانقلاب الرجعى المركوس حتى يبذل نفسه فانتهى بذلك عهد الخلافة على منهاج النبوة وحل محلها الملك العضود وبدا الحكم والسلطة يقومان على قواعد الجاهلية بدلا من الإسلام» ومضى واصفا  الامة بالجاهلية حتى عصرنا الحديث  وهكذا فالمودودى يصف الصحابة ضمنيا بالسقوط فى الجاهلية ويكفر بقية الأمة.
ولكن إذا قلت للمودودى ان المسلمين كانوا ومازالوا موحدين لله ومؤمنين بالإسلام وحدوث بعض الاخطاء لا ينفى عنهم الإسلام ويعيدهم للجاهلية فانك تجد الاجابة الصارخة والعجيبة : لا يمكن الفصل بين الفروع الدينية والدنيوية فالحياة الدنيوية بأكملها حياة دينية ابتداء من العقائد والعبادات حتى اصول وفروع الحضارة والمجتمع والسياسة والاقتصاد....فان سلكت فى قضاياك السياسية والاقتصادية مسلكا يتفق وخطة اخرى غير خطة الإسلام المحكمة فان صنيعك هذا يعتبر ارتدادا جزئيا يفضى بك إلى ارتداد كلى نهائى»....اى ان المسلم الذى يقع فى أى مخالفة اخلاقية مرتد عن الإسلام فلا فرق –لدى المودودى بين سلوكيات شخصية واركان الإسلام!!!!!!
بل ان الرجل يرى ان من يطلب دليلا عقليا على أى حكم إسلامى يعد خارجا على حدود الإسلام!!!!
ويمضى الداعية الباكستانى فى مسلسل تكفير المسلمين فيقول: ان فى المسلمين انفسهم تسعا وتسعين فى المائة بل اكثر من ذلك يدعون انفسهم مسلمين ويعبرون عن دينهم بكلمة الإسلام ولكنهم لا يعلمون ما هو «المسلم» وما هو المفهوم الحقيقة لكلمة «الإسلام».
العقل المريض
يسجل خان فى كتابه «التفسير السياسى للدين» المعاناة والعنت والعنف اللفظى الذى لاقاه جراء محاولة انتقاد المودودى مسترجعا فى هذا السياق ما سمى «العقل المريض» الذى يقع فيه كثير من مفكرى الامة والمقصود بالعقل المريض هو العقل الذى يضيق بالنقد.
الا ان خان يذكر ان المودودى كتب اكثر من مرة انه ليس فوق والنقد بل يجب على من يجد لديه خطأ ان ينبهه لكن المفاجأة كانت فى رد فعل المودودى على خان حيث ينقل مؤلف» التفسير السياسى للدين» ردود مؤسس الجماعة الإسلامية فى باكستان وهذه ابرز ردود المودودى على خان:
أولا: إنك جاوزت الحد الذى يفيد معه التفهيم
ثانيا: قد بلغت مقاما بعيدا والحوار معك بدون جدوى
ثالثا: داخلك الزعم والادعاء الشديدان وانى لاشك هل بقيت فيك اهلية محاسبة النفس أم لا.
وواضح من هذه الردود ان الرجل تلبسته نزعة غرور جعلته لا يتصور أى نقد لفكرته وإذا كان خان قد استخدم تعبير «العقل المريض» لوصف حالة المودودى فان علماء احد الجامعات الإسلامية الباكستانية استخدمت وصفا لا يتناقض مع ما قاله خان حيث اعتبروا المودودى : داعية فتنة.. فيما وصفته احدى المحاكم المصرية فى تسعينيات القرن الماضى بانه فيلسوف الإرهاب.