الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حجازي عشق الحياة فى صمتورحل عنها فى صمت




عام يمر على رحيل درويش الكاريكاتير المصرى والعربى «حجازي» فى عصره الحديث الذى دائما ما رفع شعار «إنى أعمل فى صمت» .. حجازى كان صوته يعلو من خلال رسومه القوية والهادفة التى استقاها من عمق المجتمع المصرى، من أبناء الطبقتين المتوسطة والبسيطة راكبى الأتوبيس فى الستينيات والسبعينيات من القرن الماضى فى كل صباح.. المتجهين لأعمالهم الوظيفية الروتينية يتجاذبون أطراف الحديث فى كل شىء، نميمة على المدير والزملاء بالعمل نقد لاذع وساخر للواقع السياسى وسيريالية الشارع المصرى اليومية ولابد من أن تتخلل الحديث نميمة على الزوجة النكدية والزوج العابس مع كثير من الغيبة للحماة المتسلطة، هذه بعض نماذج من الكاريكاتيرات المصرية التى تأثر بها حجازى فى أعماله الكاريكاتيرية سواء على مستوى الشكل أو الزى وحتى الجمل التى كان يكتبها أحيانا معلقا على رسومه التى اتسمت بالسهل الممتنع.


أتوبيس الدرجة الثانية.
 

 
 
ربما كان ذلك أكثر ما لفت فنان الكاريكاتير «جمعة» وهو حرص حجازى على ركوب الأتوبيس «درجة ثانية» ودفعه فضوله لسؤاله عن السبب خاصة أنه كان الأعلى أجرا بـ «روزاليوسف» وقتها، فكانت إجابته: «طبعا، أومال حاعرف الناس ازاي؟!»، يكمل جمعة فى صوت حزين لفراق صديقه: حجازى على عكس ما كتب عنه البعض إنه جمال حمدان فلم يكن يوما مغلقا الباب ومبتعدا عن الناس بل عاش واندمج بينهم فى كل مناحى الحياة، لذا من المدهش دائما أن نقرأ فى تعليقاته جملا نكون قد سمعناها من قبل ! فكان ينقل ما يجرى على ألسنة البسطاء ويوظفها بأسلوب مميز فى أعماله.. أعتقد أنه من الصعب الحديث عن حجازى، فأجمل ما فيه ليس فقط الفنان إنما الإنسان أيضا، فلقد اقتربت منه جدا فحين تخطر على بالى كلمة «فنان» يقفز إلى ذهنى على الفور الفنان الكبير جمال كامل وأحمد إبراهيم حجازي، فالصورة الرومانسية للفنان عموما بكل صفاتها الإنسانية الجميلة حيث الرقة والحس والكرم وغيرها لم أجدها متجسدة سوى فى حجازى فلم أقترب كثيرا من جمال كامل مثل اقترابى من حجازى.. فهو فنان ذو مراحل حيث بدأ برسومات تتسم بالطفولية الشديدة وانتهى بفنان مدقق جدا حريص على الصورة الجمالية شديدة الإتقان، إنما ألوانه طوال الوقت كانت ألوان طفل يلهو، مما كان يدهشنى جدا فى أعماله واللوحات التى رسمها للشاعر فؤاد قاعود والتى كان يبذل وقتا طويلا فى إنجاز كل واحدة منها وكان يقول دوما «أنا ورايا إيه ؟! أنا باحب ارسم فبرسم» فلم ير يوما أنه يقوم بشىء غير مسبوق، ولو تأملنا هذه الجملة جيدا سندرك أنها تعنى حكمة مهمة هى أنه حين تبذل كل جهدك فى عملك وتخلص له لابد أنه سيصل للناس ويعجبهم.. حجازى إنسان وفنان مهم جدا ولقد افتقدته تماما بمجرد عودته لطنطا لأنه انقطع تماما عنا لكنه ظل يرسم للأطفال إلى أن أصابته تلك الرعشة فى يده وأعتقد أنه كان قد فقد رغبته فى الحياة فهو لن يتكرر فى الحياة الثقافية أبدا لأنه ليس فقط رسام كاريكاتير بل كان مفكرا أيضا ومرتبطا بالإنسان دائما».
 
«لقد كنت حروفا مبعثرة .. لكنك جعلتنى جملة مفيدة».
 
كان من اللافت أن حجازى كان يكره الاحتفاظ برسومه وباسكتشاته مما يتعذر على أى باحث أو محب للكاريكاتير أن يستطيع جمع تراثه، وهو ما دعا الكاتب والشاعر محمد بغدادى والمستشار الفنى السابق لجريدة «روزاليوسف» إلى أن يكون أول من يجمع تراث حجازى فى كتابه «كاريكاتير حجازى .. فنان الحارة المصرية» عام 1995، لأسأله عن انطباعاته عن حجازى من خلال لقاءاته معه بمنزله فى طنطا، يقول بغدادى: «حجازى كان غامضا ومعتزلا عزلة الاستغناء لأنه استطاع أن يقيم لنفسه عالماً شديد الخصوصية وعميق الحكمة لكنه صارم من حيث التعليمات والإصرار على هذه الخصوصية والتفرد لكنه كان متناهى البساطة، لكنه كان يجيد أن يفعل ما يحب ويعلم تماما ماذا يريد».
 
فحجازى القارئ النهم والمفكر والقصاص والشاعر والمسرحى والروائى كلها مجالات كان حجازى قادرا على أدائها بمهارة لكنه لم يفعل أيا منها بل اكتفى بملء المربع الفارغ بكاريكاتيره، تطور هذا العمل منذ البداية فى 1954 تطورا ملموسا وفى كل مرحلة كان يتفوق على نفسه، لكنه فى النهاية هو خارج من عباءة بيرم التونسى.. فأول ما شده بمكتبة المدرسة كان ديوانا لبيرم التونسى واقتناه ولم يفارقه لفترة طويلة وكان يردده دوما، فحجازى هو ابن المشكلة المصرية.. فهو ابن سائق قطار يسافر معه دوما.. فلقد رأى حجازى كل مصر من نافذة القطار وفى آخر الليل ينام باستراحة السائقين حيث الأجساد المرهقة المكدسة والمتراصة جنبا الى جنب بعد عشاء الفول والطعمية والجرجير غير المغسول على ورق الجرائد.
 
 

 
ربما هذا سر تعلق حجازى بفؤاد قاعود الذى لم يبدع شعرا كما فعل فترة ارتباطه بحجازى الذى بدوره أبدع منمنماته الرائعة وكأنها منافسة شعرية مكتوبة ومرسومة بينهما، فكانت رسوماته بطاقة فنية مذهلة حقق بها المعادل البصرى لهذه الأشعار العميقة، حيث طافا أقاليم مصر بعد النكسة عام 1969 لإعادة اكتشاف الإنسان المصرى وإعادة عرضه على صفحات صباح الخير مما دعا الكاتب الراحل أحمد بهاء الدين لصرف أعلى مكافأة لحجازى فى ذاك الوقت لنجاحه فى تأكيد انتصار الروح المصرية على أى هزيمة.
 
يتذكر بغدادى موقفا يؤكد به عشق حجازى لبيرم التونسى ويقول: «فى إحدى السنوات احتفلت صباح الخير وكان الأستاذ لويس جريس هو رئيس تحريرها بميلاد بيرم التونسى وكلفت بعمل ملف عنه، فذهبت لحجازى وكان قد امتنع عن الرسم منذ فترة وقلت له اننا نقوم بملف عن بيرم ويسعدنا ان تشاركنا برسم للغلاف، ووافق على الفور وأبلغنى انه سيحضره بعد يومين وبالفعل فى السادسة صباحا جاء حجازى راسما بيرم جالسا ع القهوة يشرب الشيشة ويضحك ويقول «كل عام فى الورد أوان .. إلا النسوان.. بقدرتك نابتين ألوان.. أصفر وأحمر.. وانت اللى تعلم وانا أجهل.. ايه فيه أجمل.. من دى الخدود اللى تدبل ولا تتغير.. والشفتين اللى فالقهم وانت خالقهم للابتسام.. ده انت تحير» وحول بيرم رسم عشر «نسوان» شديدة المصرية والجمال والخصوصية وفى الخلفية تنبت زهور بديعة».

 
 
سألت بغدادى عن موقف حجازى من الكتاب بعد صدوره، أجاب: انبهر جدا بالكتاب وظل صامتا ثم قال: «لقد كنت حروفا مبعثرة.. لكنك جعلتنى جملة مفيدة»، وحقق الكتاب صدى كبيرا جدا، ودعانى للاحتفال وكعادة المصريين بدأنا نتحدث عن حال البلد والفساد.. ووجدتنى صمت شاردا قلقا على البلد وجدته يقول لى: «ما تخافش على مصر.. مصر من 7000 سنة بيتعمل فيها كده، واللى انت شايفه ده حاييجى سطر فى الآخر.. واقرا كتاب النجوم الزاهرة فى سماء القاهرة لعلى مبارك حاتلاقى كل اللى حكموا مصر ظلموها ومشيوا.. وحايفضل الشعب المصرى وحاتفضل مصر بخير»، هذا الكتاب 16 جزءاً لخصه حجازى فى جملة واحدة هى حكمة هذا الكتاب».
 
 

 
طوغان ينتظر الموافقة على معرض حجازي!
 
لفنان الكاريكاتير السياسى ورئيس جمعية الكاريكاتير المصرى «طوغان» ذكريات خاصة عن حجازى.. فى حماس يقول: أنا أول ما رأيت حجازى كان هو وأخوه الذى كان يرسم أيضا، لكننى شعرت أن احمد موهوب وقلت وقتها للسعدنى ذلك وبالفعل تعهده السعدنى فى صباح الخير وبالفعل لمع حجازى وأصبح فنانا مميزا لا يتكرر، ففنه قريب من الناس جدا لأنه عاش بين الناس ووعاهم جيدا وأدركهم فكان نظيف النفس وزاهدا وشجاعا، فلم يكن يريد سوى أن يرسم للناس وبالفعل استطاع أن يكون على القمة، لكنه أصيب بأزمة نفسية نتيجة الظروف التى مرت بها مصر، وكانت أكبر أزمة هى هزيمة 67 فكان هو وجاهين أكثر من تألما وعانا من النكسة وهذه هى مشكلة الفنان الحقيقي، كما أدرك حجازى فى وقت أنه قد أدى ما عليه ولاجدوى بأكثر من ذلك لهذا تقاعد وانزوى وعاد لموطنه وهو طنطا وكنا قد حاورنا الجمعية المصرية للكاريكاتير أن نقيم معرضا له بطنطا وبالفعل ذهب الفنان عبدالحليم طه لمحافظ الغربية وقتها لاختيار المكان المناسب مما أسعد حجازى لكن للأسف سبقنا القدر ورحل حجازى ولم يأت رد المحافظ حتى الآن!
 
 

 


 
 
 
لويس جريس : يكذب من يقول إنه عرف أو فهم أو أدرك حجازى!
 
الكاتب الصحفى لويس جريس الذى زامل طويلا حجازى بمجلة صباح الخير إلى أن تولى رئاسة تحريرها، استطاع جريس أن يصادر اى احد يدعى أنه عرف حجازى بقوله: «يكذب من يقول إنه عرف أو فهم أو أدرك حجازى!، حجازى عالم خاص بحجازى عاشه بيننا مدة 75 سنة وحمله معه، كلنا عرفنا أجزاء متناثرة وشذرات لأن العالم الحقيقى كان فى داخله، فلم يكن يتكلم وإذا تكلم فإنه مجرد تعليق أو جملة قصيرة لكنه يستمع جيدا.. أحمد إبراهيم حجازى من بداية معرفتى به وهو يقرأ كل الجرائد المصرية والعربية كذلك الحال مع الكتب فلم يترك كتابا لم يقرأه!، لكنه كان يلقى الجميع فيما بعد فلم يكن يحتفظ بشىء البتة، فمنزل حجازى ليس سوى صالة خاوية وغرفة بها مكتب ومنضدة ولمبة كبيرة وسرير ينام عليه وبالطبع المطبخ فلقد كان يجيد الطهى وكان كريما جدا».
 
واستكمل: «حجازى كان يحاور نفسه ويختزن داخله ليخرج كل هذا فى خطوطه أو تعليقاته، وإذا خط خطا لايوجد أحد يناقشه أو يحاوره حتى لو كان رئيس التحرير شخصيا فهذه هى الفكرة وهذا هو الرسم إن قبلته انشره وإن لم تقبله فلا تنشره لكن ممنوع التحوير أو التغيير وإن حدث ذلك يترك المكان على الفور دون مناقشة، فلم يكن يقبل أى نوع من التدخل لاقتناعه بما يرسم، اذكر مرة أن ديجول الرئيس الفرنسى الأسبق عاهد نفسه إن تقدم للانتخابات ولم يمنحه الشعب أكثر من 70 أو 75% فإنه لن يقبل الرئاسة وبالفعل لم يحصل على الأصوات التى توقعها رغم أنه هو فى هذا الشأن وقمت بتنسيق المقال واخترت رسما جيدا لشارل ديجول وأعطيتها للمشرف الفنى آنذاك لتطبع بالعدد الجديد، فى اليوم التالى صدر العدد كما كان مخططاً له إلا أننى فوجئت بزهيرى ومحمود السعدنى ومحمود المراغى يخبرونى أن محمد فايق ــ وهو وزير الإعلام آنذاك ــ غاضب منى دون أن يخبرونى بالسبب!، حاولت معرفة السبب ومرت ثلاثة أشهر إلى أن ــ أخيرا ــ قابلت فايق بمكتبه لأفاجأ به يخرج لى كاريكاتيراً لحجازى من درج مكتبه مرسوماً به اثنان فرنسيان يجلسان تحت المسلة المصرية بميدان الكونكورد بفرنسا أحدهما يسأل الآخر «هو ديجول ترك الرياسة ليه؟» فأجاب الثانى «أصل ماعندهمش 9 و10 يونيو»، فقال لى: يا لويس انت تقول على عبدالناصر كده؟، فأجبت: إننى لأول مرة أرى هذا الكاريكاتير!، المهم فيما بعد عرفت من حجازى أن زهيرى طلب منه فى المساء أن يرسم له كاريكاتيرا مناسبا للحدث والمقال وكان هذا هو الكاريكاتير الذى رسمه لكن الرقيب وقتها ألغاه وتوجه به للوزير للبلاغ عنى وكنت فى التنظيم الطليعى الذى يرأسه الوزير!، .. وبعدها عرفت من زهيرى أنه فعل هذا فعلا وكان يعلم بغضب الوزير منى لكنه تركنى حائرا!، الغرض من هذه الرواية هو أن حجازى حين يتصدى لموقف أو موضوع لا يكون غرضه منه هو الإضحاك بل كانت له رؤية أكثر عمقا وفكرا، فمن المعروف أن يومى 9 و10 يونيو حيث أعلن ناصر تنحيه عن الرئاسة إلا أن خروج الشعب ورفضه للتنحى هو الذى أعاده مرة أخرى للزعامة، لذا كان الرقيب محقا فى منع هذا الكاريكاتير من الطبع والنشر، فهذا العمق لم يكن يصل إليه أحد ولا حتى جاهين!، فهو واحد فقط من يستطيع الوصول إليه هو ذلك الإنسان الصامت المتحاور مع نفسه وهو حجازي.
 
 

 
حجازى الحقيقة كانت له عادات ربما كتب عنها الكثيرون، أهمها إدراكه لما يفعله الشعب المصري، فمهما كان السهر يمتد به مع أصدقائه كان يستيقظ فى السادسة نشيطا يذهب لعمله وينجزه ليترك مكتبه ويقضى يومه. لم يكن يذهب لمنزله من أجل النوم إنما كان يشترى كتبا ليقرأها ويرسم ويتأمل، وربما كان أهم أعمال حجازى هى ماقدمه للطفل المصرى فقصص الأطفال لديه فى منتهى العمق والأهمية والتى أتمنى من وزارة التربية والتعليم إن كانت حقا تهتم بالتطوير وتعليم النشء أن يتم تدريس هذه القصص للأطفال، لأنها تعلم الطفل ما يجب أن يكون عليه ويتعلمه ويشب عليه، فحجازى كان يقرأ فى كتب التراث كثيرا وكان ملما بالثقافة المصرية والتراثية والأجنبية!.. هذا الرجل كان أكبر من أن نتحدث عنه فهو رجل المواقف..اذكر فى 1974 حين تقابلنا بالمجلة وجدته يقول لى: «يا لويس أنا ماشى!، « فسألته إلى أين؟ فقال لى: «أنا قررت النهاردة أغير مكان عملى وأطلق مراتى وأترك السكن اللى أنا فيه!»، فاندهشت وقلت: ليه؟!، فقال: «خلاص .. أنا قررت كده!، «فقلت والله فكرة وجيهة وبالفعل هذا ما نفذه حيث انتقل لأخبار اليوم وترك الشقة كما هى وطلق مراته!».
 

 
التقط جريس لقطة مهمة تميز حساسية حجازى، وهى عند مرحلة أخبار اليوم حيث قال: «حجازى بالمجلة كان يرسم فى مقاس (20*28) إنما بجريدة أخبار اليوم (60*90)!، لكن رسوماته تجدها مختلفة فى الرسم والخط نظرا لاختلاف المساحة مما يظهر جزءا من شخصيته وهى أنه يدرك ويعى كيف يشد انتباه قارئ الجريدة له وسط كل هذه الأخبار والعناوين القوية وهو ما لم يكن يحتاج إليه فى المجلة لأنه يرسم فى الصفحة كاملة، كان السبب فى انتقال حجازى لأخبار اليوم أن جاهين كان يقدم ضحكاته فى الأهرام وهى المنافس القوى للأخبار وفى كثير من الأحيان تفوق حجازى فى هذه الرسومات، الحقيقة لدى الكثير عن حجازى لكننى أحب أن أتحدث عن زهده فى المناصب.. ففى وقت رئاسة حسن فؤاد لصباح الخير كان اقترح إصدار حكايات صباح الخير وكل حكاية يرسمها رسام ووقتها اختارنى عبدالرحمن الشرقاوى رئيس تحرير «روزاليوسف» عضوا منتدبا للمؤسسة وذهبت لحجازى لأعرض عليه رئاسة تحرير حكايات صباح الخير وبدون نقاش!، وكنت قد اخترت معه الفنان عدلى فهيم مشرفا فنيا فوجدته يكتب فى العدد الأول تحت كلمة رئيس التحرير «عدلى وحجازى»!، ليترك كل ذلك ويسافر لليبيا فكان زاهدا تماما فى المناصب حتى أنه أى صديق له يتولى منصباً يذهب عنه بعيدا.
 
حكايات عديدة وكثيرة عن حجازي، لكننى أكرر لا أحد منا يستطيع أن يسبر غور حجازى أو يدعى معرفته به لأنه عاش عالمه داخله»، بهذا اختتم جريس كلمته كما بدأها.