الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فى ظل انتشار السلاح.. أفراح الشراقوة تتحول لمآتم

فى ظل انتشار السلاح.. أفراح الشراقوة تتحول لمآتم
فى ظل انتشار السلاح.. أفراح الشراقوة تتحول لمآتم




الشرقية ـ سمير سرى


«هنئ وبارك من غير ما تشارك» هكذا أصبحت هذه العبارة تنطبق على الأفراح الشعبية بمحافظة الشرقية، إذ شكلت ظاهرة إطلاق النار فى الأفراح إحدى الظواهر الخطيرة التى يعانى المجتمع الشرقاوى من تفشيها، وبصورة مخيفة، خاصة فى الأفراح والمناسبات التى تشهدها عدد من مدن وقرى المحافظة خلال الأعياد، حيث خلفت هذه الظاهرة مشاكل كثيرة فى الأسر، وراح ضحيتها عدد غير قليل من الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى أنهم جاءوا لتهنئة أصحاب الفرح ومشاركتهم فرحتهم وتقديم واجب اجتماعى نحوهم.
يعتبر إطلاق الأعيرة النارية فى الهواء من العادات والتقاليد القديمة، ويقوم أصحاب العرس بذلك إما للتفاخر أو ترحيبا بالضيوف، وفى أغلب الأعراس قد تطلق أعيرة نارية بالآلاف، بالإضافة للألعاب النارية المكتشفة حديثا والتى قد تؤدى للوفاة فى الحال إذا أصيب شخص بها، مع الأخذ فى الاعتبار أن تلك الألعاب النارية تكلفتها باهظة الثمن فتجد أقل لعبة نارية تتكلف الخمسين جنيه وقد تصل إلى 200 جنيه فيما أعلى.
وقد يصاب بعض الحاضرين برصاصات طائشة نتيجة انحراف أو انزلاق السلاح النارى من يد أحدهم، أو نتيجة رجوع الرصاص، كما هو متعارف عليه يسمى «راجع» الطلقات.
وتبين أن هذه الظاهرة آخذة بالتنامى، وتسببت فى إراقة دماء الكثير من الأبرياء الذين لا ذنب لهم، فضلا عن أنها تعد خرقا لسيادة القانون وتمس بهيبة الدولة، وهى عنوان فوضى انتشرت فى مختلف مناطق المحافظة بصفة خاصة ومحافظات مصر بصفة عامة، كما أنها عنوان لظاهرة وقضية تؤرق حياة المجتمع، وتحدث حالات من الفزع والإزعاج فى أوساط المواطنين الذين طالبوا الجهات الأمنية المختصة ببذل جهودها من أجل وضع حد لهذا الاستهتار المتعمد، وتطبيق العقوبة بشكل حازم على كل مستخدم للسلاح فى الأفراح، ومصادرة أسلحتهم من قبل الجهات المعنية، حفاظا على الأرواح، وتطبيقا للنظام والقضاء على هذه الآفة.
فقد شهدت الشرقية خلال الشهور القليلة الماضية العديد من مشاهد القتل الخطأ بإطلاق الأعيرة النارية الطائشة بالأفراح التى يروح ضحيتها الأرواح الأبرياء التى لا ذنب لها سوى أنها جاءت لتشارك الأهل فرحة العرس.
كانت آخر حلقات الإهمال الدموى منذ أيام قليلة، حيث لقيت «هنية ياسر محمد» ربة منزل فى العقد الثالث من عمرها، المقيمة بقرية المسلمية بمركز منيا القمح، مصرعها، عقب إصابتها بطلق نارى أثناء حضورها حفل زفاف بالقرية بعد إطلاق أحد المدعوين أعيرة نارية من سلاح نارى عبارة عن فرد خرطوش كان بحوزته مجاملة للعريس، ما أدى إلى مصرعها فى الحال.
كما لقى شاب يدعى «حسام.أ.ع»، مقيم بقرية السعديين، مصرعه عقب إصابته بطلق نارى خرطوش بالرأس فى قرية ميت سهيل التابعة لمركز منيا القمح عقب إطلاق أحد الأشخاص أعيرة نارية لمجاملة العريس، فيما أصيب 4 آخرون.
وفى قرية أولاد موسى، التابعة لمركز أبو كبير، تحول حفل زفاف إلى مأتم بعد مصرع طفل يدعى «أحمد.م.ع» 13 عامًا، وإصابة 3 أشخاص بطلقات نارية بالخطأ بعد إطلاق أحد المدعوين أعيرة نارية من سلاح نارى عبارة عن فرد خرطوش كان بحوزته مجاملة للعريس.
وأصيب طفل بطلق نارى بالخطأ فى أثناء مشاركته فى حفل زفاف بعزبة شندى بدائرة مركز أبوحماد، واتهم والده أحد الأشخاص بإطلاق الأعيرة النارية بشكل عشوائى من سلاح غير مرخص بحوزته مجاملة لأصحاب الفرح.
ولقى شاب فى السابعة عشرة من عمره يدعى «محمد.م.ف» 16 عاما، طالب بالصف الثانى الثانوى، مصرعه بطلق نارى بطريق الخطأ برصاص خرج من سلاح شقيق العروس فى حفل زفاف بقرية كردايس بمركز ديرب نجم.
وأصيب طفل يدعى «خالد.ال.س» 5 أعوام، مقيم بقرية سعدون مركز بلبيس بطلق خرطوش بالعين، ما أدى إلى فقد إحدى عينيه، فى أثناء مرور موكب لنقل أثاث عروس بمركز بلبيس.
وبالرغم من وقوع كل هذه الحوادث والمنتظر أن تحدث فى الأيام المقبلة، إلا أن الأمن أصبح فى غياب تام لكل ما يحدث فى المحافظة ولم يحركه ساكنا لوقف مسلسل الإهدار الدموى المتكرر.