الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

برلمانيو العالم يشيدون بتاريخ مصر وإنجازاتها فى ذكرى 150 عاماً على الحياة النيابة

برلمانيو العالم يشيدون بتاريخ مصر وإنجازاتها فى ذكرى 150 عاماً على الحياة النيابة
برلمانيو العالم يشيدون بتاريخ مصر وإنجازاتها فى ذكرى 150 عاماً على الحياة النيابة




شرم الشيخ ـ ولاء حسين

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال احتفالية البرلمان المصرى بمرور 150 عامًا على الحياة النيابية المصرية بشرم الشيخ أمس، أن هناك مسئوليات جسيمة وكثيرة ملقاة على كاهل مجلس النواب المصرى خلال دور الانعقاد الثانى، وحدد الرئيس ملفات الصحة والتعليم والشباب والمرأة ومحدودى الدخل كأولويات على رأس الأجندة البرلمانية من أجل تحقيق تطلعات الشعب المصرى نحو التنمية فى ظل الظروف الاقتصادية والسياسية غير المسبوقة التى تمر بها البلاد.

 

وقال الرئيس  فى كلمته يطيبُ لى أن أرحب بكم اليوم فى مصر للاحتفال بمرور مائة وخمسين عامًا على بدء الحياة النيابية المصرية، وأنتهز هذه المناسبة لأتوجه بالشكر لكم جميعًا لحرصكم على مشاركتنا الاحتفال بهذه الذكرى الهامة.
وفى البداية أود أن أتوجه بالتهنئة للشعب المصرى العظيم ولقيادة وأعضاء مجلس النواب الموقر على هذه المناسبة التى تجسد عراقة الحياة النيابية فى مصر، والتى شهدت إنشاء أول مجلس نيابى فى العالم العربى وإفريقيا بصدور مرسوم الخديو إسماعيل فى عام 1866 بإنشاء «مجلس شورى النواب».
وأضاف الرئيس: لقد ظل تاريخ الحياة النيابية فى مصر عبر العقود الماضية مرآة للوضع السياسى والاقتصادى والاجتماعى فى البلاد، حيث مر البرلمان المصرى بتحولات كبيرة منذ نشأته فى منتصف القرن التاسع عشر حتى وقتنا الحاضر، فبينما بدأ «مجلس شورى النواب» بـ76 عضوًا للمداولة فقط فى المنافع الداخلية والتصورات التى تراها الحكومة وعرضها على الخديو، فإن مجلس النواب الحالى يتكون من 596 عضوًا، وكفل له دستور 2014 سلطات وصلاحيات واسعة وغير مسبوقة، حيث يقوم بأربع وظائف رئيسية تتمثل فى ممارسة سلطة التشريع، وإقرار السياسة العامة للدولة، وإقرار الخطة العامة للتنمية، والرقابة على أعمال السلطة التنفيذية، وهى أمور تجعلنا كلنا نفخر بما أنجزه الشعب المصرى خلال قرن ونصف من الزمان.
واستطرد الرئيس: كما أن الحياة النيابية فى مصر، شأنها شأن جميع بلدان العالم، تعكس روح الحياة الحزبية فيها بصورة توضح بجلاء مدى تطور ونضج تجربتها السياسية، فعندما بدأ «مجلس شورى النواب» عام 1866 بتمثيل العُمد والأعيان فقط، وكان تنظيمه الداخلى يتكون من خمسة أقلام أى لجان، نجد الآن أن مجلس النواب يضم ممثلين عن تسعة عشر حزبًا سياسيًا إلى جانب أعضائه المستقلين، ويتكون تنظيمه الداخلى من خمسة وعشرين لجنة، وهو ما يعكس التطور الذى شهدته الحياة النيابية فى مصر، بالإضافة إلى حجم المسئوليات الملقاة على مجلس النواب الموقر.
وأوضح الرئيس: قد سطرت مصر فى العام الماضى مرحلة جديدة مهمة فى حياتها النيابية بانتخاب البرلمان الأوسع تمثيلاً فى تاريخها سواء من حيث العدد أو تمثيل مختلف فئات الشعب وأطيافه، إذ وصلت نسبة تمثيل الشباب فى مجلس النواب الحالى إلى ما يزيد على 40%، كما يتم تمثيل المرأة بـ90 نائبة، فضلاً عن تمثيل المصريين فى الخارج وذوى الاحتياجات الخاصة لأول مرة فى تاريخ الحياة النيابية فى مصر، ويأتى ذلك كله بهدف ضمان مشاركة جميع أطياف وفئات المجتمع المصرى فى عملية صنع القرار تحقيقًا لتطلعاتهم نحو ترسيخ مرحلة جديدة فى الحياة السياسية المصرية.
واستكمل لقد شرع مجلس النواب فى ممارسة مهامه مع بداية العام الجارى فى ظل ظروف وتحديات سياسية واقتصادية غير مسبوقة، وكان على المجلس مهام جسام حدد الدستور لبعضها آجالاً زمنية لإنجازها نتيجة للظروف الخاصة الناجمة عن المرحلة الانتقالية التى أعقبت ثورة 30 يونيو، وقد تمكن البرلمان المصرى الجديد من استكمال هذه المهام التشريعية بنجاح وفى مواعيدها المحددة، فضلاً عن مناقشة وإقرار عدد من التشريعات الحاكمة والضرورية لإعادة دفع عجلة التنمية وتحقيق العدالة الاجتماعية وترسيخ قيم المواطنة.
وقال الرئيس تزامنًا مع احتفالنا، بدأ منذ أيام قليلة الفصل التشريعى الثانى لمجلس النواب الموقر، ومع إدراكى بأن المهام الملقاة على عاتقه ستكون جسيمة، إلا أننى على ثقة كاملة فى أن أعضاء المجلس قادرون على اتخاذ القرارات الصعبة التى تحافظ على أمن البلاد وتحقيق النهضة الاقتصادية المنشودة والاستمرار فى إعلاء المصالح العليا للوطن، وممارسة سلطتى التشريع والرقابة بكل نزاهة وتجرد، وأن تكون قضايا التعليم والصحة والشباب والمرأة ومحدودى الدخل على قمة أولوياتهم.
وأكد الرئيس لا يخفى على أحد الدور الهام الذى تقوم به المجالس النيابية المنتخبة فى الدفاع عن مصالح الشعوب ودعم جهود أبنائها وطموحاتهم المشروعة، وقد أثبتت تجربة مصر النيابية عبر العقود الماضية محورية الدور الذى يقوم به البرلمان خلال مسيرة الوطن، ونتطلع الآن لأن يستكمل مجلس النواب الحالى تلك المسيرة ليترجم تطلعات الشعب المصرى إلى قرارات وتشريعات فعالة تحقق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المنشودة، وبما يلبى طموحات المصريين الذين خرجوا فى ثورتين متتاليتين خلال ثلاث سنوات للمطالبة بالنهوض بأوضاع الوطن وحماية مقدراته.
وأنهى الرئيس السيسى حديثه قائلاً: إذ أعرب فى ختام كلمتى عن امتنانى لجميع الحضور لحرصهم على التواجد اليوم لمشاركتنا الاحتفال بمرور مائة وخمسين عامًا على بدء الحياة النيابية المصرية، فإن هذا الجمع الكريم يُعبر عن إيمان عميق بقيمة الدور الذى تقوم بها المؤسسات الشعبية المنتخبة فى بلادنا، كما يؤكد الحرص على دعم جهودها للمساهمة فى تحقيق الأمن والرخاء للشعوب والأوطان.
ووجه د.على عبدالعال رئيس مجلس النواب الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى لرعاية الاحتفالية الخاصة بمضى مائة وخمسين عامًا على الحياة النيابية المصرية، بإنشاء أول مجلس نيابى مصرى يمتلك صلاحيات نيابية، عام 1866م.
وقال عبدالعال: إن مصر إذ تحتفل اليوم بهذه المناسبة، فإنها لا تسترجع ماضيها وكفاح شعبها على طريق الديمقراطية فحسب، بل تبعث أيضًا برسائل إلى العالم بأسره، بأنها: ماضية فى طريقها، مدافعة عن قيمها، متمسكة بثوابتها.
ولفت عبدالعال إلى أنه مضى على الحياة النيابية المصرية مائة وخمسين عامًا، تقف شاهدةً على وقائع ذات أثر بالغ فى الحياة السياسية والنيابية فى مصر التى عرفت التنظيم السياسى لأول دولة فى التاريخ، وقدمت للإنسانية أقدم النظم التشريعية والإدارى، لافتًا إلى أنه فى التاريخ الحديث فى عام 1919، اندلعت الثورة المصرية، مطالبة بالحرية والاستقلال، وإقامة حياة نيابية ديمقراطية، واستنادًا إلى ذلك الواقع، تم وضع دستور للبلاد عام 1923، آخذًا بالنظام النيابى البرلمانى، محاكيًا بذلك أحدث النظم البرلمانية الأوروبية السائدة فى ذلك الوقت، حيث نظم جميع قواعد الديمقراطية والحكم الرشيد، فتضمن مبدأ الفصل بين السلطات مع التعاون بينها، وقرر مبدأ تلازم السلطة مع المسئولية، فجعل الوزارة مسئولة أمام البرلمان، كما أخذ بنظام المجلسين (الشيوخ والنواب)، وأكد على احترام الحقوق والحريات، وقرر استقلال القضاء.
واستكمل عبدالعال أنه شهدت مصر، فى مرحلة ما بعد ثورتى 25 يناير، و30 يونيو، تطورات سياسية مهمة، وحراكاً جماهيريًا فاعلاً، أسفر عن دستور جديد للبلاد، أقره الشعب فى 18 من يناير عام 2014، ليرسم قواعد بناء دولة ديمقراطية حديثة، تقوم على التعددية، ونبذ الطائفية، لا تنتقص من الحقوق، ولا تجور على حريات الأفراد، وتدافع عن استقلال القضاء.
ولفت رئيس البرلمان إلى أنه أتت نتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، فى ظل الدستور، لتؤكد على طبيعة هذه المرحلة ومتطلباتها الأساسية، وأهمها: وضع السياسات والبرامج التنفيذية التى تمكن لانطلاقة جديدة فى العمل والإنتاج، وتعيد رسم ملامح مصر الحديثة وفقًا لما جاء به الدستور الجديد، وفى ظل رقابة برلمانية واعية.
وقال عبدالعال: شهد العالم على نزاهة هذه الانتخابات، وأشاد بها، وأكد أنها تطور مهم وتاريخى فى العملية السياسية المصرية، والحياة النيابية التى تمتد بجذورها إلى مائة وخمسين عامًا مضت، مؤكدًا أن الدستور مكن  المرأة  من توسيع نطاق الخيارات والبدائل أمامها لانخراطها فى عملية صنع القرار السياسى، وها نحن نرى اليوم تمثيلاً متميزًا للمرأة فى البرلمان، حيث وصل عددهن إلى 90 نائبة.
كما أنه بالرغم من تعرض مصر لتحديات داخلية وخارجية هائلة - خلال هذه الفترة- كان من الممكن أن تؤدى إلى إسقاط الدولة، وإشاعة الفوضى والإرهاب فى البلاد، إلا أن ذلك لم يدفع مصر إلى اتخاذ أى تدابير استثنائية، ولم تتأخر مصر عن القيام بدورها القومى والإقليمى والدولى، فى السعى لحل المشكلات العالقة فى المنطقة، ومد يدها لدول العالم فى إرساء قيم الأمن والسلام، ومكافحة أشكال العنف والإرهاب.
وأوضح رئيس مجلس النواب أن الاستقرار هو ثمرة التنمية، وعلينا متابعة تنفيذ خطط التنمية المستدامة، وضمان تطبيق التشريعات المتعلقة بتحقيق هذه الأهداف، داخل كل دولة من دولنا، وتعديل تلك التشريعات كلما استلزم الأمر.
ولفت عبدالعال إلى أنه لعل من أبرز التحديات التى تواجه التنمية المستدامة ظاهرة الإرهاب، التى أدى انتشارها إلى أن أصبح العنف واجهة رئيسية فى العالم، وأصبحت خطرًا داهمًا يهدد أمن واستقرار الجميع، فلقد أتى الإرهاب على بعض البلدان.
ومن جانبه عبر أحمد الجروان رئيس البرلمان العربى، عن سروره لمشاركة مصر العروبة الحرب والسلام احتفالية البرلمان المصرى، والذى منذ عام 1866 يعد نموذج عطاء وترسيخ لقيم الممارسة الديمقراطية كمنارة، لمصر وإفريقيا والعالم.
وأشاد الجروان بخطوات الاستحقاقات الدستورية وتنوع التميثل بالبرلمان، وبهذا قدم الشعب المصرى مثلًا يحتذى به، مشيدًا بدور الشباب المصرى فى إحداث التغيرات الديمقراطية وخارطة الطريق، وصناعة المستقبل الواعد.
وأكد الجروان أن التجربة المصرية رائدة ومصدر أمل للعرب للتصدى للإرهاب، مشيدًا بالدور الذى قامت به القوات المسلحة المصرية فى استقرار البلاد وقوات الأمن لدورها الحالى فى حفظ الأمان، مؤكدًا أن ذكرى أكتوبر مبعث للافتخار يؤيدنا لتحقيق آمال الأمة العربية.
واستكمل الجروان: إن مصر أرضية صلبة قوية فى عجلة التنمية للمنطقة العربية وبوابة تجارة وعنصر بشرى شريك للتنمية والشراكات الدولية، مطالبًا بتضافر الجهود البرلمانية مع الحكومية لمواجهة الإرهاب تلك الظاهرة التى تطورت بشكل مقيت لزعزعة استقرار البلاد فى المنطقة وبما وفر الغطاء لتدخل الدور الأجنبى فى الشئون الداخلية للشعوب العربية.
ووجه روجيه انكودو دانج رئيس البرلمان الإفريقى الشكر لمصر على حسن الاستعدادات التى تمت لاستقبال الوفود فى مدينة شرم الشيخ، مؤكدًا أن 150 عامًا من الحياة البرلمانية المصرية ليست فقط ملكًا للمصريين بل للقارة بأسرها، مؤكدًا أن هذه الدولة تزخر بالحضارة للأديان السماوية، فمصر إبراهيم وموسى الذى عبر البحر الأحمر مع شعبه ومصر يوسف والعذراء وعيسى، مصر هى كل الشعوب التى وجدت فى مصر ملجأ بعد أن طردت، والأنجيل يحمل الكثير من الذكريات فى مصر ليؤكد أن مصر أرض الله، وبالنسبة للمؤرخين هى دولة الفراعنة توت عنخ آمون المعجزة، ودولة الملوك الإسكندر الأكبر، والملكات مثل كليوباترا ملكة الجمال ونفرتيتى كنوز الأرض والبحار مثل الإسكندرية، ومصر هى القادة ناصر وأنور السادات واليوم السيسى.
وأكد انكودو أن مكانة مصر على رأس القارة الإفريقية دائما والاحتفالية مصدر شرف بالنسبة لنا سنتخذ معها مقاليد مستقبلنا وسنواجه معًا العدو المشترك.. الإرهاب والهجرة غير الشرعية والمياه وتغير المناخ، مؤكدًا نحن بصدد صفحة جديدة نكتبها فى مصر العرب والأفارقة فى لحظة واحدة، وسنفتتح فيها اليوم قمة عربية إفريقية نخرج من خلالها بإعلان برلمانى مهم.
وحيا رئيس البرلمان الإفريقى الجيش المصرى باعتباره جيشًا مهنيًا شجاعًا يحقق الانتصارات فى كل المعارك.