الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

غزة تضيع والعالم يتفرج




إلى متى سيظل العالم يقف بنوع من اللامبالاة أمام ما تفعله إسرائيل فى المنطقة العربية؟ وإلى متى سيبقى حكامنا العرب بعيدين عن مجريات الأحداث؟ غزة تنادى والأقصى يستغيث وما رأينا حتى هذه اللحظة استجابة حقيقية تتناسب مع حجم ما يحدث؟
 
يجوب الإسرائيليون الأراضى الفلسطينية وقلوبهم مملوءة بشر عظيم لا يعرفون شفقة ولا رحمة ولا يضعون للإنسانية أى اعتبار فالقتل والهدم والتخريب وطلقات الرصاص هو الرد الوحيد الذى يحملونه معهم للفلسطينيين الذين يواجهون الموت يوما بعد يوم، فقدوا أحباءهم وتشرد أبنائهم والعالم يقف متفرجا، اقتحموا المسجد الاقصى، «التراث الإسلامى العريق» والعرب مكتوفو الأيدى والأفواه صامته وكأنهم يفعلون كل ذلك أمام أذان صما وأعين عمى.
 
أسلوب همجى وممارسات سيئة متكررة تكشف أمام العالم أن إسرائيل تمارس سلطة احتلال وأن حكومتها اليمينية المتطرفة تقتنع تماما أنها فوق القانون الدولى ولها أن تفعل ما تشاء من جرائم الحرب والقتل والإبادة والقرصنة، كما تؤكد ايضا تقاعس المجتمع الدولى عن محاسبة إسرائيل على جرائم الحرب المتتالية التى تواجه بها الفلسطينيين ومن يؤازرهم واستهانتها الكاملة بكل الأعراف الدولية حتى تجاه حلفائها الأوروبيين وعزمها الدائم على خرق القانون الدولى ومبادئ حقوق الإنسان وتهديد الأمن والاستقرار فى المنطقة العربية والعالم.
 
وفى النهاية يقابل العالم أفعال إسرائيل ببيانات الاحتجاج والاستنكار والتى انتهى دورها وما عادت تضيف جديدا فى أى من الأزمات وتبقى إسرائيل بعيدة عن أى شكل من أشكال المساءلة أو الحساب.
 
والعرب والعالم صامتون ونحن فى أمس الحاجة لوقفة جادة تجاه إسرائيل واخضاعها للمساءلة أمام الجميع عما تفعل وأن تتحمل مسئوليتها فى وضع نهاية لهذه المجزرة التى ترتكبها تجاه سكان القطاع.
 
مازلت أقول بأن المصالحة الفلسطينية هى الطريق الأمثل لرفع الحصار وإنهاء المعاناة والآلام التى يتعرضون إليها وأن علينا بلورة موقف عربى وعالمى موحد حيال ما تقوم به إسرائيل من انتهاكات واضحة لمبادئ القانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة وجميع المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، واعتبر أن ما قامت به إسرائيل من اعتداء على غزة فرصة عظيمة أمام جامعة الدول العربية باعتبارها مظلة تنفيذ وصياغة آلية العمل العربى المشترك لكى تقف اليوم بجد واخلاص أمام مفترق تاريخى مهم يغير موقفها من مندد ومستنكر إلى ضمير عربى قوى يتخذ مما حدث نقطة تحول جوهرى وخطير فى مسار الصراع العربى الإسرائيلى.
 
علينا أن نطمئن لأن هناك العديد من الوسائل والسبل التى يمكن للقيادة السياسية والحكومة الحالية أن تتخذها دون الزج بنا فى مواجهات نحن لسنا مستعدين لها، لكن علينا أيضا موقف ودور إنسانى لا يمكن التخلى عنه.