السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الأبواب الموصدة!

الأبواب الموصدة!
الأبواب الموصدة!




الأمير صحصاح يكتب:


أبواب كثيرة موصدة، بمعنى مقفولة ومغلقة فى وجه الشباب الطموح فى مصر، منها على سبيل المثال لا الحصر، أبواب الوظائف، وأبواب السفر، وأبواب الزواج، وأبواب الدراسات العليا التى نفضل الحديث عنها لأنها تتصل بمستقبلهم العلمى تحقيقا لأهداف رسموها لأنفسهم فى ظل مبدأ تكافؤ الفرص.
للأسف أبواب الدراسات العليا فى بعض الجامعات المصرية لم تعد مفتوحة لكل الشباب، تحقيقا للمساواة التى نص عليها الدستور، فقد تمخض تفكير بعض الكليات عن قرارات سابقة تقف الآن عائقا فى وجه الشباب الطموح، ومن أغرب هذه القرارات قصر الدراسات العليا أو التسجيل لدرجة الماجستير والدكتوراه على خريجى الجامعة فقط دون غيرها، ما ذنب الشباب الذين لا يجدون فى جامعاتهم فرصة لمواصلة الدراسات العليا؟ ولماذا توصد الجامعات الأخرى الأبواب فى وجوههم، ويقفون مكتوفى الأيدى أمام ضياع فرصتهم فى مواصلة الدراسات العليا؟
غريب أمر بعض الكليات فى الجامعات المصرية التى تحولت، طبقا لهذه القرارات، الى ما يشبه المدارس، على الرغم من أن مفهوم كلمة «جامعة» يعنى الانفتاح، وهى بعيدة كل البعد عن الانغلاق والانكماش.
أعرف طلابا فى الدراسات العليا أعيتهم الحيل وأرهقتهم الظروف وتوقفوا عن مواصلة دراساتهم، نتيجة لهذه القرارات المجحفة، لذلك يجب النظر بعين الرحمة لطلاب الدراسات العليا، وتعديل هذه القرارات بحيث تقبل الكليات المتشابهة كل الطلاب، وتكون المفاضلة طبقا لمعايير أخرى تتصل بالتفوق الدراسى، ويجب النظر فى بعض القرارات التى تقف عائقا فى سبيل استكمال الطلاب دراستهم العليا، والتى ترهقهم وتعطل مسيرتهم، وهى قرارات كثيرة، منها على سبيل المثال، قرار حصول الطالب على موافقة مختومة من كل الكليات المتشابهة فى مصر بأن موضوعه لم يتم تسجيله أو مناقشته من قبل، وبعض كليات الآداب تشترط على الطالب إحضار17 خطابا، وإذا نقص خطاب واحد يتعطل قيده لدرجة الماجستير أو الدكتوراه!
بصراحة، هذا إرهاق شديد للطلاب فى ظل إمكانية أن تقوم الكلية بهذا الإجراء من خلال قواعد البيانات التى يجب توفيرها لإدارات الدراسات العليا فى جميع الكليات على مستوى كل الجامعات، الدنيا تغيرت وتطورت والذى كان يمكن إنجازه فى شهور، أصبح يمكن إنجازه فى ساعات فى ظل ثورة المعلومات، لذلك يجب تحديث منظومة العمل فى إدارات الدراسات العليا لمواكبة هذا التطور، تسهيلا على الطلاب.
أناشد رؤساء الجامعات الموقرين النظر بعين الرحمة الى الشباب الطامح فى مواصلة دراساته العليا، وفتح أبواب الكليات الموصدة فى وجوههم، حتى إن كانوا من غير خريجى هذه الكليات، ومن كليات متشابهة فى جامعات أخرى، لأنهم أبناء مصر وليس معقولا أن تضيق مصر الفرصة على أبنائها فى تحقيق أهدافهم المشروعة.
نظرة بعين الرحمة إلى هؤلاء الطلاب الذين اجتازوا السنة التمهيدية، ويقفون منتظرين دورهم فى التسجيل لدرجة الماجستير الذى يطول انتظاره فى جامعاتهم، وقد لا يجىء وتسقط السنة التمهيدية التى كبدتهم الكثير من التعب والسهر.
رفقا بشباب مصر، وافتحوا لهم الأبواب الموصدة نتيجة لقرارات قد تكون صدرت فى عهود سابقة، وقد تكون لها أسبابها، ولكن مهما تكن هذه الأسباب فإن إعطاء الفرصة لمواصلة الدراسات العليا فى كل جامعات مصر لكل أبناء مصر أمر مطلوب.
إن مستقبل مصر فى شبابها الطموح، وإذا وقفنا معهم وأخذنا بأيديهم، فإننا بالتأكيد نأخذ بيد مصر الى مستقبل أفضل.

أستاذ الصحافة المتفرغ بجامعة أسيوط