الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«إعلان شرم الشيخ» يؤسس مبادئ التعاون واستقلال السيادة

«إعلان شرم الشيخ» يؤسس مبادئ التعاون واستقلال السيادة
«إعلان شرم الشيخ» يؤسس مبادئ التعاون واستقلال السيادة




شرم الشيخ ـ ولاء حسين

 جاء إعلان شرم الشيخ الصادر فى ختام الجلسة المشتركة للبرلمان العربى وبرلمان عموم إفريقيا بشرم الشيخ أمس، ليؤكد دعم ومساندة حق الشعوب فى تقرير مصيرها، والعيش فى سلام طبقًا لمبادئ القانون الدولى وقرارات الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة.
وصدر الإعلان عقب الجلسة المشتركة التى عقدت على هامش الاحتفال بمرور 150 عامًا على الحياة النيابية بمصر، وتحت عنوان «الشراكة الإستراتيجية الإفريقية العربية: دور البرلمانين»، وترأس الجلسة أحمد بن محمد الجروان رئيس البرلمان العربى، وروجيه انكودو دانغ رئيس برلمان عموم إفريقيا بحضور أعضاء البرلمان العربى  والإفريقى.
وأشار الإعلان إلى ضرورة تشجيع الحكومات على تنشيط وتطوير التعاون الإفريقى العربى لمواجهة التحديات الراهنة التى تعيشها المنطقة الإفريقية والعربية، وعلى نحو خاص فى مجالات تحقيق التنمية الشاملة والعدالة الاجتماعية وفى إطار أجندة التنمية 2030 ووفقًا لأهداف الشراكة الإستراتيجية العربية الإفريقية.
وأشاد الإعلان بديمومة دورية انعقاد القمة الإفريقية العربية كل ثلاث سنوات، مؤكدًا ضرورة وضع آليات التنفيذ والمتابعة والتنسيق ما بين القمم على أن تكون الاجتماعات المشتركة منتظمة مرة سنويًا على الأقل، وتسبق انعقاد القمم الإفريقية والعربية، ويرفع كل برلمان تقريرًا حول متابعته لتنفيذ توصيات القمم الإفريقية العربية.
وأوصى الإعلان بعقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب والأفارقة فى منتصف الفترة وقبل كل قمة إلى جانب الحفاظ على آلية التنسيق الوزارية الحالية التى تجتمع كل سنة على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال الجروان فى مؤتمر صحفى عقده على هامش الجلسات: إنه تم التباحث حول الموضوعات ذات الاهتمام المشترك بين الجانبين العربى والإفريقى، وعقد اجتماع مشترك بين هيئة مكتب البرلمانيين لتنسيق خطوات وآليات مستقبل التعاون المشترك، لافتًا إلى أن إعلان شرم الشيخ يمثل مبادئ وأسس هذا التعاون المشترك بين البرلمانيين العربى والإفريقى، والذى يمثل انطلاقة التعاون بينهما.
ولفت الجروان إلى أن البرلمان العربى سيعقد جلسات تشاور مع برلمانيين ومسئولين على المستوى العربى، للاتفاق على آلية يمكن من خلالها الرد على قانون «جاستا» الأمريكى، لافتًا إلى أن التحديات التى تواجه العالم العربى خطيرة، تتطلب أهمية التعاون بين الدول العربية على المستويين الأمنى والسياسى.
وفى ذات السياق ناقشت الجلسة الأولى للبرلمان العربى فى الفصل التشريعى الثانى، برئاسة أحمد الجروان بمدينة شرم الشيخ أمس، القانون الأمريكى بشأن العدالة ضد الإرهاب «جاستا».
ووجه أعضاء بالبرلمان العربى، انتقادات لاذعة للقانون الأمريكى، معتبرين إياه يمثل تجاهلًا للقواعد الدولية والقانون الدولى والأسس المتعارف عليها فى العالم بأسره، رافضين إصدار قوانين تمس السيادة الوطنية للدول، مطالبين بضرورة إلغائه لأنه يربك العلاقات الدولية، ويعكس فكر الاستعمار القديم للدول ومحتولة نهب ثرواتها.
ودعا أعضاء البرلمان العربى، إلى احترام القانون الدولى وميثاق الآمم المتحدة، وقال الجروان فى كلمته بالجلسة الافتتاحية لدور الانعقاد الأول من الفصل التشريعى الثانى للبرلمان العربى بشرم الشيخ، إن القضية الفلسطينية ستبقى هى القضية المحورية للشعب العربى الكبير التى نؤكد أن حلها حلاً نهائيًا ،يعيد للشعب الفلسطينى جميع حقوقه.
وأعلن الجروان وقوف البرلمان العربى خلف عملية إعادة الأمل والتحالف العربى فى اليمن الذى تقوده المملكة العربية السعودية، من أجل إعادة الأمن والاستقرار وإعمار اليمن، مدين وبشدة ما قامت به قوى الإرهاب الظلامية بضرب سفن الإغاثة الإماراتية التى تنقل الجرحى وتنقل المساعدات.
وأكد الجروان دعم الشعب العراقى فى حربه ضد الإرهاب بجميع اشكاله، مشددًا على أهمية وحدة العراق وشعبه بكل مكوناته وأطيافه واحترام سيادته وعدم المساس بوحدة آراضيه، وأدان كل أشكال الإرهاب الذى يتعرض له العراق.
وشدد الجروان على ضرورة حل مشكلة النازحين الذين تقارب عددهم على أكثر من ثلاثة ملايين نازح وعودتهم إلى ديارهم التى نزحوا منها بسبب الإرهاب الظلامى.
وقال رئيس البرلمان العربى: يدخل علينا فصل الشتاء القارس والعديد من أبناء الأمة العربية نازحين ولاجئين يقطنون الخيام التى لا تقيهم بردًا ولا مطرًا وبالأخص منهم اللاجئيين السوريين والذين اطلعنا على معاناتهم على أرض الواقع.
 وأضاف الجروان: أن المجازر التى تجرى يوميًا فى مدينة حلب السورية تبعث للتساؤل، أين هو الضمير العالمى؟ وإلى متى سيحتمى خلف الاستنكار والشجب؟، وأن المسئولية الإنسانية والقانونية الدولية تحتم على شرفاء العالم التدخل الفورى والعاجل من أجل إغاثة المحاصرين السوريين الذين يموتون قتلاً وجوعًا وبردًا وتهجيرًا فى مشاهد قتل جماعى منافية لكل المواثيق والمعهادات الدولية.
وطالب الجوران المجتمع الدولى بتحمل مسئولياته الإنسانية والأخلاقية تجاه الأزمة السورية، ودعم التوصل إلى حل سياسى عاجل للأزمة بناءًا على قرارات مؤتمر جنيف واحد، مؤكدًا على استعداد البرلمان العربى التام للعمل من أجل دعم وانجاح هذا الحل المنشود، لما فيه خير ومصلحة وإنهاء معاناة الشعب السورى.
كما طالب بعدم استغلال الدين والطائفة لتنفيذ إجندات مغرضة تدخل المنطقة فى دوامة من الاضطرابات، ما من شأنه تأزيم المواقف، وإشعال فتيل المزيد من الأزمات فى المنطقة.
أما عن موقف البرلمان تجاه القضية الليبية، قال الجروان: إننا وبصفتنا برلمانيين ممثلين عن الشعب العربى الكبير، نعلن وقوفنا خلف الشعب الليبى العظيم، فى مساعيه للحوار وللمصالحة وحل الأزمة، لتنعم دولة ليبيا بالأمن والأمان، وتأخذ دورها الفاعل على الساحة الإقليمية والدولية، والرقى بها إلى أعلى المراتب، لما فيه خير الليبيين والأمة العربية جمعاء.