الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

هدم الرموز وزعزعة الثوابت

هدم الرموز وزعزعة الثوابت
هدم الرموز وزعزعة الثوابت




هناك جماعات ضالة أعماها الحقد وسواد القلب وانعدام البصيرة عن رؤية النور أو القدرة على العيش فيه، فلم تجد بدا من العمل على إطفائه، وتحويل البسيطة إلى ظلام دامس، ذلك أن هذه الجماعات إنما هى أشبه ما يكون بخفافيش الظلام، يراوغك أحدهم مراوغة الثعلب ويماسحك مماسحة الثعبان، ويلدغ لدغ الحية الرقطاء، لا يستطيع أحدهم أن يواجهك لضعف حجته، وقصر قامته، وما يحمله فى داخله وفى أعماقه من خزى وعار، إنما يأتيك من الخلف ليطعنك من حيث لا تشعر، على نحو ما تقوم به هذه الجماعات الجبانة الخسيسة الخائنة العميلة من استهداف جبان لبعض رجال قواتنا المسلحة البواسل وزملائهم من رجال الشرطة الساهرين جميعًا على أمن الوطن حدوده وربوعه، واستهداف حراس العدالة والعلماء والمثقفين والمفكرين والإعلاميين الوطنيين على حد سواء.
وإلى جانب هذا الاستهداف الجبان هناك استهداف من نوع جديد، وهو ما يعرف بحروب الجيل الرابع، من بث وترويج الشائعات، وتشويه الرموز، والتشكيك فى الإنجازات، والعمل على خلق الأزمات، وفق خطط مدروسة وممنهجة وممولة وعلى شراء الذمم قبل المساحات الإلكترونية قائمة، حيث لا وازع من دين ولا خلق ولا وطنية ولا إنسانية.
وهنا يجب العمل على محورين:
الأول: محور تحصين شبابنا ومجتمعنا من أن يقع فريسة لهؤلاء، فعلينا أن نسابق الزمن فى كشف طبيعة هذه الجماعات وعناصرها وكتائبها الإلكترونية حتى لا يخدع بهم الشباب النقى، وأن نكشف ما تتسم به هذه الجماعات من احتراف الكذب والافتراء على الله (عزّ وجلّ) وعلى الناس، وأن نعمل على إشاعة قيمة الصدق وضرورة التحرى والتثبت من الأخبار، فليس كل ما يسمع ينقل أو يقال، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) «كَفَى بِالمَرءِ كَذِبًا، أَن يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ»، ويقول الحق سبحانه وتعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُم فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوماً بِجَهَالَةٍ فَتُصبِحُوا عَلَى مَا فَعَلتُم نَادِمِينَ»، ويقول (عزّ وجلّ): «إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الفَاحِشَةُ فِى الَّذِينَ آمَنُوا لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ فِى الدُّنيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعلَمُ وَأَنتُم لا تَعلَمُونَ»، فعلى الإنسان أن يتحرى الصدق، ويتجنب الكذب، ذلك أن الكذب يعد أهم علامات النفاق، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «آية المنَافِقِ ثَلَاثَ، إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخلَفَ، وَإِذَا ائتُمِنَ خَانَ، ويقول (صلى الله عليه وسلم): «أَربَعٌ مَن كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَن كَانَت فِيهِ خَصلَةٌ مِنهُنَّ كَانَت فِيهِ خَصلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا إِذَا، اؤتُمِنَ خَانَ» وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَ عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ»، ويقول نبينا: «إِنَّ الصِّدقَ يَهدِى إِلَى البِرِّ وَإِنَّ البِرَّ يَهدِى إِلَى الجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا، وَإِنَّ الكَذِبَ يَهدِى إِلَى الفُجُورِ وَإِنَّ الفُجُورَ يَهدِى إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكذِبُ حَتَّى يُكتَبَ عِندَ اللَّهِ كَذَّابًا»، ويقول الحق سبحانه فى كتابه العزيز: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ»، ويقول (عزّ وجلّ): «إِنَّ المسلِمِينَ وَالمُسلِمَاتِ وَالمُؤمِنِينَ وَالمُؤمِنَاتِ وَالقَانِتِينَ وَالقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالخَاشِعِينَ وَالخَاشِعَاتِ وَالمُتَصَدِّقِينَ وَالمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالحَافِظِينَ فُرُوجَهُم وَالحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغفِرَةً وَأَجراً عَظِيماً».
أما المحور الثانى فهو محور الحسم مع الجماعة الإرهابية وعناصرها المفسدة المخربة القاتلة سواء أكان ما تمارسه قتلا حسيًا باستهداف الآمنين والرموز الوطنية من خلال عملياتها الإرهابية التفجيرية التى لا تنقطع، أم كان القتل معنويًا من خلال استهداف الرموز والشخصيات الوطنية وبث الشائعات التى لا تنقطع حولها، والتهوين من إنجازاتها لإحباطها، والعمل على وضعها موضع السخرية والاستهزاء لتصغيرها والتقليل من شأنها وتجرئة العامة على النيل منها، أم كان ذلك بالتشكيك فى كل الإنجازات الهامة والمشروعات الكبرى لإحباط الناس وإصابتهم باليأس واللامبالاة، أو تحريكهم تجاه التمرد والعصيان، ولكن شعب مصر بحضارته العريقة الضاربة فى جذور التاريخ لأكثر من سبعة آلاف عام يدرك ما يخطط له الأعداء مستخدمًا جماعة الإخوان الإرهابية وكتائبها الإلكترونية مع ما يُقدم لها من دعم منقطع النظير من مخابرات الدول التى تهدف إلى إسقاط منطقتنا فى براثن الفوضى، ما يتطلب منا جميعًا اليقظة التامة لهذه المخططات الخبيثة، والتعامل بحسم مع الخونة والعملاء، وقطع أى يد تحاول أن تعبث بأمن هذا الوطن وأمانه أو أن تنال من ثوابته الوطنية أو تعمل على هدم بنيانه، على أن ذلك كله إنما يحتاج إلى تضافر الجهود ووعى شديد بما يخطط ويحاك لوطننا ومنطقتنا من أعدائنا المتربصين فى الخارج وعملائهم من الخونة والمأجورين بالداخل، مع إدراك أن جماعة الإخوان الإرهابية هى رأس الأفعى ومفتاح كل شر والحاضنة الكبرى لكل الجماعات الإرهابية، وأن القضاء عليها يعنى زلزلة أركان الجماعات الإرهابية كافة.