الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

ثورة أم انتكاسة

ثورة أم انتكاسة
ثورة أم انتكاسة




سعد على  يكتب:

عنوان مقال استعرته من صديق لي، لا أقول أديبًا أو صحفيًا، بل إنه إنسان عادى بلغت به ذروة الحياة أن يفتقد إلى ملذاتها وثقلت به أعباء الحياة حتى قصفت به ظهر البعير- كما يقال- بل ولسان حاله يردد «فين أيام مبارك» كان هناك فساد ولكنه لم يقتطع من رزقى أنا أو أولادى يومًا.. أما اليوم فازدادت الأمور سوءًا وافتراءً بل وجهلا فى السرقة أيضًا.. ولكن إلى أين سينتهى بنا المطاف فى ظل تلك الأيام المثقلة بهموم نفسها، ثم باللآخرين آنفًا حتى أدركت أن الآفاق تهوى، والعقل يفكر، والعين لا تنام عادة، فى عينيها النعاس، ولكن انشغالها برزق الغد كان أقوى.
فبعد مرور خمس سنوات على قيام الثورة تصورت أنه قد آن الأوان لتفك مصر العجوز ضفائرها لتعود حورية شابة سافرة تعانق نسائم الحرية لتعود للمصريين فمع وجود الكثيرين من أبناء الطبقة الأرستوقراطية الغنية، لم يفكر أحد يومًا فى المساهمة مع الحكومة بغرض الإصلاح وليس المكسب السريع وخدمة أقل ولو بجزء من أموالهم التى جمعوها بدمائهم -وإن كان لا بد من قول ذلك- حتى يخرج البلد من كبوته.. نحن نعلم أن ميزانية الدولة مثقلة بالديون ولا تكاد تسد نفقاتها بما تتطلبه الظروف الحالية فهل فكر أحدهم فى ذلك.. ولكن!
 الحكومة والقرارات
بداية إن صناعة القرار عامةً لا تأتى بصورة همجية أو عبثية بل تأتى بشكل مدروس ومنظم، أما فى مصر فلا نجيد ذلك فاعتدنا من حكومتنا إصدار القرارات دون دراستها، وإن كان أعلاها أنها مع الفقراء الكادحين، إلا أن انحيازها يقف عند حدود الكلام المفرغ من البطون، فمع ارتفاع الأسعار أو وجود كاهل عذب، لابد ممن تدخل الرئيس أو الجيش على حد سواء، حتى تستقيم الأمور وتخرج الحكومة من كبوتها على أمل أنهم هم المسعفون لتلك الأزمة.. كيف ذلك؟! ورئيس الحكومة عندما سئل عن سعر «سندوتش الفول» فى لقاء رؤساء تحرير الصحف القومية لم يكن يعلم، -أزفت الآزفة- .. رئيس الحكومة لا يعلم سعر أكلة شعبية يأكلها عادة عامة شعبه!، حتى كانت الأزمة تلو الأخرى دون تحريك ساكن فى ظل غياب تام للحكومة.. فما هى مهام مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرارات المنجيات فى اختيارها للحكومة، فالمنظومة قد تكون فى مجملها فاسدة، فها هنا وزير التعليم وتسريبات الامتحان، ووزير التموين ووقائع فساد القمح، ووزير الصحة وارتفاع أسعار الأدوية، ومجلس الشعب والقيمة المضافة، وإن كنت أنحنى شكرًا وتقديرًا لتحالف 25/ 30 الذى لم يوافق على ذلك القانون، حتى استبقت الحكومة على ما فرضته فى الباطن وأعلنه المجلس عادة، وتوجهت للمجلس بالشكر له على مجهوداته ولا أدرى كيف كان ذلك؟!
الأشقاء يتحدثون
من هنا تسقط ورقة الموت.. من هنا نقول وداعًا للأشقاء السبعة.. من هنا نقول وداعًا لحياة مليئة بالخيرات.. من هنا نقول ويل لما هو كل صخب.. من هنا نقول كذبًا وافتراءً لمن لم يشهد لهؤلاء الرجال بالكرم والأخلاق.. من هنا نقول وداعًا أيها الخليل، العم الكريم، المثقل بحمل نفسه وهموم الآخرين، فى ذرية صالحة أبكت الجميع.
فحين أبلغونى أنك رحلت، فقلت كيف ومتى؟ كيف يا من كنت قرة عين أبيك «عليّ» فى المهد صغيرًا.. يامن كنت مدللاً لأمك مربية الرجال فى العهد القديم
أتدرى من أنت؟
أنت آخر حبة فى عنقود سلسلة الأطهار المحبين..
أبكيت ما فى وجدانى من تذكر رحيل أبى الودود.. أبكيت أنجال الرجال، أبكيت من أبكاهم الوداع الأخير فى حياة مثقلة بالهموم، يا ويلها العنقاء بصوت رهيب، فى زمن الأفاقين.. بالأمس كنت تعترض وتوافق فى صيحة الأمل القريب، مخير بين الإيجاب والسلب الرهيب، واليوم أنت فى التراب مع أبيك علىّ الطيب الودود، وأشقائك المخلصين.. رحماك اللهم بهم فى جنات الخلد والنعيم.. رحماك بهذا الجد الكبير.