الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

تهانى وكعبها العالى

تهانى وكعبها العالى
تهانى وكعبها العالى




خالد عبد الخالق  يكتب:

غريب أمر الإنسان، لديه شطط، هوس، كبرياء، عظمة،  عندما تُسلط الأضواء عليه، يكٌبر، ويشعر وقتها انه مَلك الكون وصار حديث العالمين، يصاب بجنون العظمة والشهرة. وبعد فترة سواء صَغُرت او كَبُرت، تنطفئ الأضواء من حوله ويتفرق الأصدقاء والمنتفعين من حولة ويجلس فى البيت لا يسمع صوت لهاتفه إلا نادراً، بعد أن كانت الفضائيات وصحفى الجرائد والمجلات لا يتوانون عن مكالمته فى اليوم أكثر من مرة، وفجأة يجد نفسه يعيش فى صمت لا أحد يهتم بتنقلاته وسفرياته، فى هذه الحالة يصاب الإنسان بحالة من الاكتئاب واليأس والاحباط، هناك أشخاص لا يقدرون على العيش بدون الشهرة؛ فالشهرة والسلطة لهم كالماء والهواء، كالدم فى الشرايين، وإذا مُنعت عنهم أو حرموا منها تتساوى الحياة بالموت، هناك نوعية من بنى الإنسان يقدمون على الانتحار، هناك نوع ثان من بنى الإنسان يحاول ان يجد لنفسه دورا على مسرح الحياة كى يعود للأضواء من جديد، منهم فئة تلجأ للادعاء بأنها تعرضت للسرقة أو لحادث كاد يودى بحياتها، وهذه الشائعات احتكرها الفنانيون والفنانات وخصوصا «الفنانات» كى يتم تسليط أضواء الفضائيات وفلاشات الكاميرات عليهم حتى تتزين أغلفة الصحف والمجلات بالصور.
وهناك فئة أخرى وهم السياسيون «ذكور وإناث» دخلوا على الخط مؤخرًا وخاصة بعد حالة السيولة السياسية التى شهدتها مصر بعد 25 يناير 2011، فنجد أشخاصا وهم – كُثر- يتصدرون المشهد بحجة الدفاع عن الأمن القومى المصرى، وإذا اقترب أحد منهم أو مسّهم ولو بسؤال اعتبروا هذا تهديدا لأمن مصر واقترابا من أمنها القومى، يختزلون أمن مصر فى شخصهم وكأنهم على قدم المساواة مع الدولة المصرية، اختزلوا مصر فى شخصهم، سعوا للاستفادة قدر الإمكان من بلدهم ولم تستفد مصر منهم بشىء حتى الآن، يصارعون يحاربون بعضهم البعض ليس من أجل مصر وانما من أجل مصالحهم الشخصية ووضعهم الاجتماعى والسياسى الذين يحاولون قدر المستطاع الحفاظ عليه، ناسين أو متجاهلين أن لا قيمة ولا هيبة لهم إلا على هذه الأرض التى من أجلها يستشهد رجال القوات المسلحة والشرطة للحفاظ عليها.
استفز المصريون منذ أيام ظهور المستشارة تهانى الجبالى نائب رئيس المحكمة الستورية العليا سابقا؛ فقد اختفت بعد انتخابات مجلس الشعب، وبعد الخسارة التى مُنيت بها القائمة التى كانت محسوبة عليها، فقد توارت عن الأنظار بعد صراعات وملاسنات بينها وبين المحسوبين على قائمة فى حب مصر وقتها، وأرشيف القنوات الفضائية به الكثير من الأمور التى كشفها المتنافسون.
ما آثار الاستفزاز والاستهجان هو محاولتها إبراز رفضها للتفتيش فى مطار القاهرة وكأنه يمس الأمن القومى المصرى وهيبة الدولة المصرية، وأن القائمين على عملية التفتيش سوف يقومون بكتابة تقارير تضر بالأمن القومى المصرى، تفتيش حذاء المستشارة السابقة يضر بالأمن القومى المصرى؟!، على الرغم من أن هناك مسئولين كبار ووزراء تم إجراء عمليات التفتيش عليهم بنفس المراحل التى مرت بها المستشارة ولم يعترض أحد، ولم يقم أحد بتحويل عملية تفتيش وخلع الحذاء إلى مسألة أمن قومى، أو أنه يمس الكرامة الإنسانية، كرامة الإنسان وأمنه فى احترامه لنظام وقانون وطنه.
أمن المجتمعات والدول يكمن فى المساواة، عدم التمييز، أن يمتثل الجميع للقانون والنظام والمفترض والأولى برجال ونساء القانون ان يكونوا قدوة لا استثناء، المحكمة الدستورية العليا بها قضاه اجلاء، سواء كانوا سابقين أو حاليين، ولم نسمع شكوى أو تذمرا أو اعتراضا من سيادتهم على إجراءات الأمن فى مطار القاهرة أو أى مطار فى مصر، لم يتحدث احد ويزيد ويكرر فى اكثر من وسيلة إعلامية عن تهديد الأمن القومى المصرى لو خلع أحدهم حذاءه أثناء المرور عبر البوابات الإلكترونية فى صالة المطار، لم يحاول أحدهم اصطناع أزمة كى ينسج بها قصصا لتكون وسيلة لتحقيق غاية وهى العودة لأضواء استوديوهات البث المباشر أو صفحات الجرائد والمجلات.