الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

كده كلام الأشقاء!

كده كلام الأشقاء!
كده كلام الأشقاء!




وليد طوغان يكتب:

لو غضبوا من الموقف المصرى تجاه سوريا، يبقى الإخوة فى السعودية أخطأوا التقدير. الازمة الاخيرة بين القاهرة والرياض «زوبعة فى فنجان»، فلا الرياض سيستمر غضبها، ولا القاهرة، ستتغير وجهة نظرها.
سوريا ليست بشار الأسد. سوريا محور مهم، وتقاطع خطير فى جغرافية العالم العربى السياسية.
الحرب فى سوريا ليست حربا ضد بشار، حتى لو أراد البعض تصويرها هكذا.
سوريا ميدان واسع للتناحر الدولى بين روسيا وامريكا وايران.
دول كثيرة اخرى دخلت اللعبة، بعضها عربية، واخرى اوروبية. محال الصراع السياسى بتلك الطريقة يجب ان تشهد تقاطعات من الأول للآخر، الاختلاف وارد.. والسياسيات المتباينة واردة ايضا.
بالنسبة لمصر، سقوط سوريا مسألة حياة او موت.
حياة المنطقة، وموتها، الرياض لها وجهة نظر اخرى، حقها ما ترى، وان تسعى لما ترى، لكن لماذا الغضب من وجهة نظر اخرى.. لها وجاهتها ايضا.
إن جيت للحق، البعض لا يرى المستقبل جيدا، بعض العاملين بالدبلوماسية فى السعودية ليست لديهم رؤية حقيقية لواقع بعد رحيل الأسد، بينما الموقف المصرى من طبوغرافية المنطقة السياسية، يضع فى اعتباراته نقاطا مهمة وجوهرية.
لا تستنكر القاهرة ارادة الرياض، فلماذا تستهجن الرياض وجهة النظر المصرية؟
سألت دبلوماسى سعودى عن تصورهم للوضع فى سوريا بعد سقوط الأسد قال الرجل، ان الازمة ستنتهى، وتخرج ايران، ويخرج حزب الله، ويتم حل الجيش النظامى السورى، على ان تنضم كل الفئات المتحاربة، فى جيش واحد.. قوامه الاكبر الجيش السورى الحر!
عدت وسألته: من الذى يرغم الميليشيات المتحاربة على تسليم السلاح والطائرات والدبابات والقاذفات؟ أجاب بثقة: المجتمع الدولى!
نقلت وجهة النظر لعضو بمؤسسة سيادية فى مصر. كان طبيعيا ان تقتضب حواجبه، رافضا أن يصدق انه كلام دبلوماسى كبير.
عنده حق، حديث بعض الإخوة عن سوريا ما بعد بشار شديد المثالية، وشديد الغرابة.
متى نجح المجتمع الدولى فى نزع سلاح الميليشيات، واعاد الاستقرار لدول؟ كيف للمجتمع الدولى حل جيوش نظامية، ليعيد دمج فصائل مسلحة، فى ميليشيات مدربة، لتكوين جيوش نظامية تأتمر بنظام سياسى، وتصطف وراء النظام الحاكم؟
الحديث عن دور المجتمع الدولى هنا حلم، خصوصا أن الذى يتنازع على الارض فى سوريا هو المجتمع الدولى نفسه!
فى تجمع اصدقاء، قال لى صحفى سعودى ان على مصر مناصرة السعودية فى موقفها من بشار، كما ناصرت السعودية مصر فى الموقف من الاخوان، لكن فى الرياض، وفى القاهرة يعرفون ان نجاح الاخوان فى مصر، كان يعنى ان مربع السعودية هو الآتى، وهو المعركة التالية.
توافقت القاهرة والرياض، على الموقف من الاخوان، مصلحة للجميع، لم تختلف الرياض مع الدوحة على الموقف من القيادات الاخوانية الهاربة فى قطر لصالح مصر فقط.
الخلاف كان على تهديد رءوس الاخوان للخليج العربى، والمملكة السعودية، والامارات العربية المتحدة، ودول اخرى.
ثم ان السياسة بين الاشقاء، لا تعنى تنابز اعلامى بالالقاب. حتى ولو وصل الخلاف لمجلس الامن، لم يكن مناسبا ان تتداول ألسنة سعودية النظام المصرى، على شاشات الفضائيات بتلك الطريقة، بعضهم قال ما لا يصلح، بعضهم أساء، وبعضهم «تطاول»، لا تدار الأمور بين الاشقاء هكذا.
لم تعر القاهرة ما جرى التفاتا، مصر تعرف انها فى حاجة الى المملكة، وتعى ان الرياض تعى انها فى حاجة للقاهرة.
الأزمة فى سوريا مستمرة، الحل ليس فى سقوط الاسد، من قبل سقط صدام حسين، وسقطت معه العراق، مصر كانت فى الطريق، لولا ستر الله، لو كان سقوط الانظمة حلا، لما وصلنا إلى ما نحن عليه.
لو كان فى الأمور خلاف، فالخلاف ممكن حله برؤية بعيدة، عملية، لا تقوم على المثاليات.
الأحلام ليست حلولا للمشكلات، ولا الفضائيات. هذه فضفة اخوية.. هذا حديثا بين اشقاء.. ولاشقاء.
كده الاحاديث بين الإخوة تكون.