الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أبطال ضحوا بدمائهم فى حرب أكتوبر

أبطال ضحوا بدمائهم فى حرب أكتوبر
أبطال ضحوا بدمائهم فى حرب أكتوبر




كمال عبدالنبى  يكتب:


الفريق فؤاد زكرى كان تدمير إيلات من أهم المعارك التى خاضتها القوات البحرية المصرية تحت قيادة الفريق فؤاد زكرى قائد القوات البحرية الذى أصدر أوامره بإنقاذ الناجين من الجانب الإسرائيلى ولكنها رفضت عرضه وكان لها أثر كبير من الناحية السياسية، فبعد هزيمة 1967 فشل مجلس الأمن فى استصدار قرار يدين إسرائيل بسبب مهاجمه أرض عربية واحتلالها، كل هذا بسبب الفيتو الأمريكى.
وفى أعقاب هزيمة 67 تولى قيادة القوات البحرية المصرية وتم على يديه بناء القوات البحرية وإزالة آثار الهزيمة ورفع الروح المعنوية بجيوشه ولم تكن إيلات هى العملية الوحيدة فى تاريخ فؤاد زكرى وقد أغرق الغواصة الاسرائيلية «بكار» فى 1969.
لقد ولد الفريق فؤاد زكرى فى الثامن من نوفمبر 1923 فى مدينة العريش وقد تخرج برتبة  ملازم فى الكلية الحربية عام 1946، وفى أكتوبر 1976، عين نائبًا لوزير الحربية ثم مستشارًا له ومعروف عنه أنه شارك فى كل حروب مصر ضد اسرائيل ابتداء من حرب  1948 إلى حرب التحرير فى أكتوبر 1973، وقد حصل على وسام النجمة العسكرية من الرئيس أنور السادات وقد رقى إلى رتبة المشير الفخرية.
المشير محمد على فهمى يعتبر حامى سماء مصر من عربدة الطيران الاسرائيلى الذى ظل يضرب فى العمق المصرى حتى الانتهاء من إنشاء حائط الصواريخ وهو القوة الرابعة التى قطعت ذراع اسرائيل الطولى وأسقط كثيرًا من الطائرات الاسرائيلية فى يوم واحد، وقد عملت صواريخ الدفاع الجوى لحماية القوات أثناء عبورها قناة السويس وأسقطت كثيرًا من الطائرات لدرجة أنه صدر أوامر للطيران الاسرائيلى مساء يوم 6 أكتوبر بعد الاقتراب من قناة السويس بمسافة لا تقل عن 15 كيلو، وتولى محمد على فهمى قيادة قوات الدفاع الجوى ويعتبر واحدًا من أعظم خبراء الصواريخ فى العالم.
اللواء حسن أبو  سعدة قائد الفرقة الثانية فى الجيش الثانى فقد دمر اللواء الاسرائيلى المدرع 190 وأسر قائده عساف ياجورى وكانت منطقته غاية فى الصعوبة، فالستائر الترابية المواجهة لهذه المنطقة، وكان الرئيس أنور السادات قد زار هذا الموقع وقد رأى أن هذه المنطقة فى غاية الصعوبة وكانت جبهته تمتد من الإسماعيلية إلى الفردان على مساحة 30 كيلو مترًا ويطلقون عليها «مصرة الجبهة» لأن العدو الاسرائيلى لو نفذ إليها لاستطاع أن يستولى على الإسماعيلية.
المشير حسين طنطاوى وهو المقدم حسين طنطاوى قائد الكتيبة 16 تابع للواء 16 فى الفرقة 16 عندما قامت القوات الاسرائيلية بمحاولة الاختراق فى نطاق الكتيبة 18 مشاه لتمد بنيران العدو الاسرائيلى إلى الكتيبة 16 مساء الخامس عشر من أكتوبر فى وقتها قرر المقدم حسين طنطاوى حبس نيران الكتيبة، مما أغرى العدو على التقدم إلى الأمام، وعندما وصلت قواته إلى ما يعرف بمنطقة القتل فتحت الكتيبة نيرانها على القوات الاسرائيلية التى لم تستطع التقدم أو الانسحاب وحاولت القيادة الاسرائيلية إنقاذ قواتها فتم الدفع بقوات إضافية غير أنها لم تستطع  أن تغير من الأمر شيئًا.
ومعركة المزرعة الصينية واحدة من أهم معارك أكتوبر وهى معركة الفرقة 16 التى أصابت خسائرها موشى ديان وزير الدفاع الاسرائيلى بالإحباط جراء تدمير عشرات المدرعات والمجنزرات فى هذه المعركة وقد واجه حسين طنطاوى إسحاق موردخاى وزير الدفاع فيما بعد ويهود باراك وزير الدفاع ورئيس الوزراء الإسرائيلى مؤخرًا بهذه المعركة مطالبًا بالكشف عن خسائرها ولكن إسرائيل أخفت ذلك وعن هذه المعركة والمقدم حسين طنطاوى وقائد الجيش الثانى ورئيس هيئة عمليات القوات المسلحة ثم وزيرًا للدفاع ثم قائدًا عامًا للقوات المسلحة فى الفترة من 1991 حتى 2012، كما أنه صاحب أطول خدمة قائد مصرى برتبة مشير، وقد خاض حسين طنطاوى حروب مصر مع إسرائيل بدءًا من حرب 1956م، فى نفس عام تخرجه من الكلية الحربية، وهو صاحب مقولة «السلام لا يعنى الاسترخاء».
الرائد طيار عاطف السادات وهو من نسور حرب أكتوبر 1973، وهو فى أشهر شهداء الحرب وهو الشقيق الأصغر للرئيس أنور السادات صاحب قرار حرب أكتوبر، لقد ولد عاطف السادات فى 12 مارس 1948، وتخرج فى الكلية الجوية عام 1966 وقضى عامين فى الاتحاد السوفيتى للتدريب على المقاتلات الجوية ثم المقاتلات السوخوى وشارك فى عملية هجومية مصرية ضد طائرات العدو الاسرائيلى فى سيناء ويقول عنه زملاءه إن خبرته فى حرب الاستنزاف جعلته معلمًا على الطائرات السوفيتية فى ذلك الوقت، وقد شارك فى حرب السادس من أكتوبر واشترك فى الضربة الأولى واشترك فى مهمة جسورة وكللت باستشهاده بعد أن قام بعملية قصف قوات العدو وقصف الطائرات الاسرائيلية فى المليز.
اللواء مهندس أحمد حمدى عبدالحميد: هو أحد أبرز شهداء أكتوبر ويعرفه الكثيرون بحكم إطلاق اسمه على النفق الشهير الذى أنهى إلى الأبد عزلة سيناء عن مصر والشهيد أحمد حمدى من أبناء الدقهلية وقد تخرج فى مدرسة المنصورة الثانوية وأصبح عام 1951، مهندسًا ميكانيكيًا ثم التحق بالقوات المسلحة ملازم أول فى سلاح المهندسين وقد اشترك فى حرب 1956 وأظهر بطولات فائقة كما ساهم فى إعادة بناء القوات المسلحة بعد هزيمة 1967، وقد أشرف على تصنيع الكثير من المعدات والأجهزة.
وفى حرب أكتوبر 73 ساهم الشهيد أحمد حمدى مدير سلاح المهندسين وقائد قوات الكبارى والعبور إلى سيناء بمجهود خارق فى إعادة إنشاء الجسور وفى 14 أكتوبر استشهد بعد إصابته بإحدى الشظايا المتطايرة، وقد نال الشهيد أحمد حمدى تكريمًا خاصًا وقد أطلق اسمه على النفق الذى يمر أسفل قناة السويس إلى سيناء.
كما قدمت حرب أكتوبر الكثير من العسكريين العظماء أمثال المشير عبد الغنى الجمصى واللواء الجرتيلى وكذلك اللواء محمد سعيد الماحى والمشير محمد عبدالحليم أبوغزالة قائد مدفعية الجيش الثانى وهو وزير الدفاع فيما بعد وكذلك العميد منير شاش قائد مدفعية الجيش الثالث أكبر عملية تمهيد نيرانى فى الحرب على امتداد أكثر من 160 كيلو وعين فيما بعد محافظًا لسيناء، كذلك اللواء كمال حسن على قائد سلاح المدرعات ورئيس الوزراء فيما بعد والعميد إبراهيم العرابى قائد الفرقة 121 المدرعة والعميد عبدالعزيز قابيل قائد الفرقة الرابعة وقادة آخرين وآخرين قاموا بأعز ما يملكون بالتضحية بدمائهم فداءً لوطنهم ومن أجلهم يقوم الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة لتخليد ذكراهم دائمًا والوقوف على ذكراهم الخالدة وذكرى الجندى المجهول وكذلك ذكرى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر والرئيس السادات فى كل عام فى ذكرى حرب أكتوبر المجيدة.