الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

هل ستتغير الأجندة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط؟

هل ستتغير الأجندة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط؟
هل ستتغير الأجندة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط؟




كتبت - مروة الوجيه


شهدت جامعة واشنطن فى سانت لويس بولاية ميزورى الامريكية المناظرة الثانية بين مرشحى الانتخابات هيلارى كلينتون ودونالد ترامب التى عقدت فى 9 أكتوبر الجارى، وتعتبر الخطوة قبل الاخيرة لسباق الانتخابات الامريكية المقررة فى 8 نوفمبر المقبل.
وتكتسب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، التى تجرى كل أربعة أعوام، أهمية كبيرة، نظرا لأن الولايات المتحدة لا تزال تقف على رأس هرم النظام الدولى، وتتشابك فى الكثير من أزماته وتفاعلاته، ومنها منطقة الشرق الأوسط.
ويشهد السباق الانتخابى الامريكى فى 2016 حيز اهتمام كبير عالميًا لما تشهده المنطقة العربية بشكل خاص من توترات، كما أن السياسة الامريكية شهدت فى الفترة الاخيرة الكثير من التغيرات والمنعطفات على سياستها تحديدا خلال الفترة الثانية للرئيس باراك اوباما وبعد ثورات الربيع العربى، وشكلت هذه التغيرات إطاراً جديدًا فى التعامل مع قضايا وأزمات المنطقة، فمع توتر الوضع الحالى مع الدول العربية ومع إبرام الاتفاق النووى الإيران نرى أن حدود التغيير فى السياسة الامريكية أمر حتمى لاى رئيس أمريكى سواء كان من الحزب الجمهورى او الديمقرايطى.
وعلى الرغم من أن صناعة السياسة الخارجية الامريكية تقوم على المؤسسات وليس الافراد، فإن شخصية الرئيس الامريكى وفريقه الرئاسى لها دور كبير فى آلية تنفيذ هذه السياسات على أرض الواقع، ما بين التدخل او الانعزال، أو استخدام القوة العسكرية والعقوبات والضغوط السياسية، وبين استخدام الآليات الناعمة مثل المساعدات، والحوار، والدبلوماسية.
واذا نظرنا إلى المرشحين الرئاسيين هيلارى كلينتون عن الحزب الديمقراطي، ودونالد ترامب عن الحزب الجمهوري، نرى أن برنامجيهما الانتخابى متناقضان فى عدة نقاط اهمها السياسة الخارجية خاصة فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط وما نراه من قضايا شائكة مثل محاربة الإرهاب، والتنظيمات الإرهابية كتنظيم «داعش»، والموقف من الأزمات المشتعلة فى سوريا، وقضايا اللاجئين، والعلاقات مع مصر وإيران بالاضافة إلى دول الخليج، خاصة بعد التوترات التى شهدتها العلاقات الامريكية - السعودية بعد موافقة الكونجرس لاصدار قانون «جاستا» الذى يسمح بمقاضاة «الدول الراعية للارهاب» عن احداث 11 سبتمبر، الامر الذى يضع واشنطن فى مواجهة مع حليف قوى لها فى المنطقة العربية.
فما أبعاد الاستمرارية وحدود التغيير فى السياسة الخارجية الأمريكية تجاه قضايا الشرق الأوسط، فى ضوء نتائج الانتخابات، وتغير الإدارة الأمريكية؟ وما الموقف من استخدام القوة العسكرية كإحدى أدوات السياسة الخارجية؟
رؤية كلينتون وترامب
لقضايا الشرق الأوسط:
على الرغم من تزايدا أعداد المناهضين لسياسة ترامب التصادمية خاصة بين أعضاء حزبه الجمهورى وعلى رأسهم بول ريان رئيس مجلس النواب، كما أن آخر استطلاع للرأى الامريكى والذى أجرته جريدة «وول ستريت جورنال» وNBC News حول ترجيح فوز المرشحة الديمقرطية هيلارى كلينتون بفارق 8 نقاط عن نظيرها الجمهورى دونالد ترامب، الا أن الأخير يتمتع بقاعدة شعبية لا يستهان بها خاصة بين رجال الاعمال والمستثمرين لما يقدمه برنامجه الانتخابى من تسهيلات فى الاستثمارات الامريكية وخفض الضرائب لجذب المستثمرين مرة اخرى، كما يرى ترامب أن سياسة كلينتون عندما كانت وزيرة خارجية والرئيس باراك أوباما فى تدخلاتهم فى حروب وأزمات الشرق الاوسط اثقلت على امريكا الكثير من الديون حتى وصلت إلى 20 تريليون دولار، لذا فإنه يرجح أن تنسحب واشنطن من تدخلاتها فى شئون الدول الاخرى وأن تستعيد مكانتها كاقوى اقتصاد عالمي، من جهه اخرى ترى المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون أن امريكا كدولة عظمى يجب أن تقدم الحماية لحلفائها فى الدول العربية وأوروبا وان تضمن امن اسرائيل وان تسعى لاستقرار المنطقة العربية خاصة فى سوريا والعراق كما تسعى لتقديم المزيد من الدعم للاجئين من دول النزاعات خاصة سوريا.
وحيث إن لكل مرشح رؤيته الخاصة فى عدة قضايا خاصة فيما تتعلق بالشرق الاوسط نستعرض فيما يلى أهم نقاط الاختلاف بين كلا المرشحين.

 

مصر
أعلنت حملت كلينتون خلال بيانها عن لقائها مع الرئيس المصرى أن موقف الولايات المتحدة اتجاه مصر لم يتغير وانها تدرك أهمية مصر لحفظ التوازن فى منطقة الشرق الاوسط والجهود التى تقدمها الحكومة المصرية للوساطة لحل القضية الفلسطينية، كما اكدت المرشحة الجمهورية أن مصر تغيرت تماما واصبحت دولة مدنية حديثة، ولكن يبدو أن سياسة كلينتون لن تتغير كثيرا عن السياسية الامريكية التى اتبعت سابقًا، حيث طرحت اثناء لقائها مع السيسى أمر الإفراج عن الناشطة آية حجازى الحاملة للجنسية الامريكية والتى تم اعتقالها فى 2014 على خلفية إدارتها إحدى الجمعيات غير الهادفة للربح وتقاضيها أموالا من جهات أجنبية.
الدول العربية:

على الرغم مما تشهده العلاقات الامريكية - السعودية من توتر فى العلاقات خاصة بعد اتفاقية النووى الايرانى إلا أن هيلارى كلينتون تؤكد أهمية الدول العربية ودول الخليج بشكل خاص فى محاربتها ضد تنظيم داعش كما ترى انهم من المهم للولايات المتحدة زيادة التعاون الاستراتيجى والاستخباراتى للحد من ظاهرة انتشار الجماعات الارهابية فى المنطقة والتى بالتالى تهدد سلام إسرائيل، لذا تسعى لتعزيز العلاقات التجارية والدفاعية، كما شددت على التزام امريكا بحماية دول مجلس التعاون الخليجى ضد اى اعتداء أو تدخل ايرانى فى الشئون الخليجية، كما تؤكد كلينتون أن سياسة ترامب التى يود تنفيذها قد تكون عائقاً لتحقيق السلام سواء فى الشأن السورى وإسقاط نظام الاسد أو فى محاربتها لتنظيم الدولة، فهى ترى أن حلفاءها العرب والمسلمين هم السلاح الأقوى للوقوف أمام نفوذ روسيا وتفشى ظاهرة الارهاب فى المنطقة العربية.
سوريا وقضية اللاجئين:
تدعم كلينتون فكرة العمل مع مجموعات محلية لإزالة الأسد من الحكم، والتخطيط للانتقال إلى حكومة معتدلة. وكانت أول من قال إن الرئيس السورى بشار الأسد فقد شرعيته من وجهة نظر الولايات المتحدة، وذلك إثر هجوم موالين للنظام السورى على سفارتى الولايات المتحدة وفرنسا فى دمشق فى منتصف عام 2011.
كما قالت المرشحة الديمقراطية انها ستعمل على حسر تنظيم داعش فى سوريا، وستسعى لاقامة منطقة حظر جوى فوق شمال سوريا قرب الحدود التركية، وانشاء مناطق آمنة للاجئين تمكنهم من البقاء فى سوريا فى مأمن من داعش وقوات الاسد، وأكدت كلينتون اشراك العالم العربى للمساعدة فى دعم هذه المناطق، بالاضافة إلى زيادة التعاون الاستراتيجى بين الدول العربية والحلفاء لمحاربة التنظيم الارهابى وأضافت كلينتون أن سياسة ترامب العنصرية ضد المسلمين والعرب تستخدم من قبل التنظيمات الارهابية لاستقطاب المزيد من المتطرفين ضد أمريكا.
من جهة أخرى تدعم كلينتون أزمة اللاجئين وأعلنت عن عزمها إنشاء وزارة جديدة لشئون المهاجرين حال فوزرها بالانتخابات، واكدت انها ستسعى لزيادة عدد اللاجئين إلى أمريكا وانه يوجد نحو 250 ألف شخص مازالوا عالقين فى حلب وانها لن تستطيع منع دخول السيدات والاطفال السوريين بل ستسعى لزيادة عدد اللاجئين لتحذو أمريكا حذو الاعداد التى تستقبلها دول الاتحاد الاوروبي، واضافت: «انه لا يجب أن يمنع احد من الدخول لامريكا بسبب دينه او عرقه، واننا بحاجة إلى المسلمين لمحاربة داعش، فمشكلتنا مع الإسلام المتطرف وليس المسلمين».
روسيا

تتهم المرشحة الديمقراطية روسيا وراء عمليات القرصنة التى تستهدف البريد الالكترونى للحزب الديمقراطى بهدف التأثير على العملية الانتخابية، الامر الذى أعلنته حكومة الرئيس الأمريكى باراك اوباما، وقالت كلينتون إن روسيا ضد جميع مؤسسات الدولة والحكومة الامريكية وانها تستشعر القلق من السياسة التى قد يتبعها منافسها فى التعامل مع روسيا، متهمة اياه بالسعى لجنى مكاسب شخصية خاصة بعد كشف تقارير استخباراتية عن تعاون تجارى بين ترامب وروسيا، كما اكدت كلينتون اهمية فرض نفوذ القوة الامريكية على روسيا خاصة فيما يتعلق بالشأن السورى والموافقة على القرارات الامريكية فيما يتعلق بوقف ضرب النار فى حلب، مضيفة انه اذا كان هناك سبيل للتعاون مع روسيا سيكون امر جيدا وانها دعيت لذلك اثناء فترة شغلها منصب وزير الخارجية.


 إسرائيل والقضية الفلسطينية:
من وجهتها تعهدت هيلارى كلينتون بعد لقائها رئيس الوزراء الاسرائيلى انها ستعارض أى محاولة لفرض حل على إسرائيل فى محاولات تسوية النزاع الإسرائيلى - الفلسطينى.
وقال بيان صادر عن حملة كلينتون الانتخابية: إنها أكدت التزامها بالعمل من أجل حل الدولتين ومفاوضات مباشرة بين الطرفين، يضمن مستقبل إسرائيل كـ«دولة يهودية»، آمنة وديمقراطية ذات حدود معترف بها، وبما يضمن للفلسطينيين استقلالًا، وسيادة وكرامة. كما كررت، بحسب البيان معارضتها لفرض أطراف خارجية حلا بما فى ذلك مجلس الأمن الدولي، كما اكدت المرشحة الرئاسية انها ستعمل على محاربة مشاريع القرارات الأحادية فى الأمم المتحدة والمقاطعة وأكدت أنها ستمنح، فى حال تولت الرئاسة، الدولة اليهودية كل الدعم العسكري، والدبلوماسي، والاقتصادى اللازم من أجل دعم استقرارها فى المنطقة.
إيران

تؤيد كلينتون الاتفاق النووى مع ايران وتعتبره دليلا على نجاحها دبلوماسيًا، مضيفة أن الرئيس الامريكى ابرم اتفاقاً مع ايران دون اطلاق رصاصة واحدة وان دور امريكا هو الحد من امتلاك السلاح النووى فى العالم، او وصوله لايدى العناصر الارهابية، كما ترى المرشحة الرئاسية أن هذه الاتقافية من شأنه تعزيز أمن الولايات المتحدة، وإسرائيل، ومنطقة الشرق الأوسط، وأكدت أنها لا توافق على أى تهديد إيرانى لإسرائيل، وانها ستلجأ إلى عقوبات اضافية او لاستخدام القوة العسكرية اذا لزم الامر لضمان فرض الاتفاق.

 

مصر

أعلن المرشح الجمهورى بعد مقابلته مع الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى اثناء لقائهما على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة والذى عقده فى سبتمبر الماضى انه حال وصوله للبيت الابيض ستكون مصر صديقا وفيًا للولايات المتحدة وليس مجرد حليف.
واثنى على تعامل الرئيس المصرى الحازم مع الارهاب وعناصر الاسلاميين المتطرفين فى مصر والمنطقة، كما وعد بانه سيعمل على إصدار تشريع يصنف الاخوان المسلمين كجماعة إرهابية.


الدول العربية:


طالب ترامب بأن تتحمل دول الخليج تكلفة إقامة مناطق آمنة فى سوريا.
كما طاب بدفع الدول العربية خاصة السعودية تعويضًا ماليا للولايات المتحدة، كلما ساعدتها الأخيرة فى حماية مصالحها.
مضيفًا أن امريكا تخسر مليارات الدولارات لحماية حلفائها ويجب على الدول دفع مقابل لحمايتها «فأمريكا ليست شرطة العالم» بحسب قوله.
يذكر أن ترامب قد هاجم أيضا حلف الناتو مؤكدا أن اشتراك أمريكا في هذه الحلف لا يعود بالفائدة خاصة وأن 70٪ من ميزانيته أمريكية.
وخلال مناظريته قال ترامب إن على أوروبا أن تتحمل هذه التكاليف.


سوريا وقضية اللاجئين:

يرى ترامب أن سياسة كلينتون وأوباما فى الشرق الاوسط هى التى أدت إلى هذا الوضع الكارثى فى المنطقة العربية، وان تنظيم داعش جاء بسبب تقاعس اوباما فى ارسال آلاف الجنود لسوريا، وقال ترامب انه يجب أن نزيد التعاون مع روسيا فى حربها ضد داعش.
مؤكداً انه ضد وجود بشار الاسد فى الحكم لكنه يحارب التنظيم الارهابى وهذا ما يريده فى الفترة الحالية، واضاف ترامب أن الجهود الامريكية والاموال التى تصرف فى دعم القوة المعارضة مجرد إهدار للاموال الامريكية لانه لم يتسن التأكد من أهداف العناصر المعارضة.
كما قال المرشح الجمهورى إن سوريا قد سقطت بالفعل وانه لا يوجد على الارض غير روسيا وايران فقط، من جهة اخرى اعلن ترامب أن وجود اللاجئين المسلمين فى بلاده يشكل خطرا كبيرا وانه سيمنع دخول السوريين حال فوزه بالمنصب الرئاسى.
 كما سيتم تطبيق قانون لزيادة التدقيق على المسلمين والعرب سواء المتواجدون حاليا فى البلاد أو الساعيين للدخول.
يذكر أن فى 5 مايو الماضى أظهرت دراسة لمركز بيو الأمريكى للأبحاث أن 85% ممن تم استطلاع آرائهم، ويدعمون ترامب، يرون أن اللاجئين الفارين من «تنظيم الدولة» يمثلون تهديداً على بلادهم.
روسيا

يواجه ترامب اتهامات واسعة بسبب دعمه الدائم للرئيس الروسى فلاديمير بوتين، واصفا إياه بانه رئيس قوى مقارنة بالرئيس الامريكى الحالي، وأكد ترامب خلال مناظرتيه أن روسيا دولة قوية وانها تتقدم عسكريا وفى برنامجها النووى عن واشنطن داعيا إلى زيادة التعاون بين البلدين،  كما أعلن ترامب خلال مؤتمر صحفى فى 27 يوليو الماضى انه سينظر فى مسألة الاعتراف بالسيادة الروسية على القرم حال انتخابه رئيسا للبلاد.
إلى زيادة التعان بين البلدين مؤكدا أن سياسة روسيا خاصة فى القضية السورية هى الاقوى حتى الآن مضيفا أنه ضد وجود الرئيس بشار الاسد ولكن تواجده فى هذه الفترة أمر لابد منه للتخلص من تواجد داعش والتنظيمات الارهابية الأخرى التى قد تهدد أمن أمريكا.

 إسرائيل والقضية الفلسطينية:
على عكس ما كان يشير له المرشح الجمهورى بأنه سيتبع الحيادية فيما يخص القضية الفلسطينية الا انه اعلن خلال لقائه رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتانياهو الشهر الماضى انه سيعترف بالقدس عاصمة غير مقسمة لدولة اسرائيل حال وصوله لسدة الحكم، كما شدد ترامب على دعمه الكبير لإسرائيل كشريك عسكرى واقتصادي. ويؤيد التحالف الوثيق بين الدولتين، وأعرب ترامب عن تأييده لعدم إجلاء المستوطنين اليهود من الضفة الغربية وقال انه سينقل مقر السفارة الأمريكية فى إسرائيل إلى القدس المحتلة، يذكر أن ترامب قد أعلن فى اغسطس 2015 اقتراحا بمنح جزيرة بورتوريكو الامريكية للفلسطينين تعويضا لهم لترك أراضيهم، وأوضح ترامب أنه سيجعل الولايات المتحدة تمول إعادة توطين أربعة ملايين فلسطيني، هم قاطنو الضفة الغربية وقطاع غزة، وأن الولايات المتحدة ستقدم لهم الإسكان المجاني، وتدربهم على الأعمال، وتضمن لهم حياة طبيعية.

 

 


ما الإطار الجديد الحاكم لسياسة واشنطن فى المرحلة القادمة؟

قال السفير عبدالرؤوف الريدى سفير مصر السابق فى واشنطن، فيما يتعلق بامكانية تاثر العلاقات المصرية - الامريكية بفوز أى من المرشحين، إن مصر وواشنطن حريصتان على ابقاء العلاقات بشكل جيد بين الدولتين، على الرغم من وجود قوى تعمل على زحزحة هذه العلاقات مثل الاخوان المسلمين التى تسعى بسبل كثيرة للتأثير على هذه العلاقات بشكل سلبى، ويرى الريدى أن مصلحة الطرفين المصرى والامريكى أن تبقى العلاقات قائمة وأتوقع أن تزداد تحسنها، وفيما يتعلق بالعلاقات الامريكية - الروسية خاصة فى حال فوز دونالد ترامب الذى يسعى لتعزيز العلاقات مع موسكو، قال السفير السابق إن ترامب مازال شخصية غامضة وغير مفهومة ويغير آراءه بشكل سريع ما يصعب توقع الحكم عليه إلى أن يفوز فى الانتخابات، اما العلاقات الروسية - الامريكية فمن المتوقع أن تظل باردة كما هى، وسيتجنب الطرفان المواجهة المباشرة فهى شبه حرب باردة بين الدولتين.
وعلى النقيض يرى د. صلاح سالم استاذ العلوم السياسية والاستراتيجية بجامعة بورسعيد وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية والدبلوماسية، أن العلاقات الامريكية - الروسية ستشهد تقارباً، خاصة فيما يتعلق بالقضية السورية، حيث إن الادارة الامريكية ستفسح المجال لروسيا فى نهاية المطاف، فليس من مصلحة واشنطن أن تدخل فى مواجهة مباشرة مع موسكو، اما فيما يتعلق بتوتر العلاقات الامريكية مع دول الخليج العربى والسعودية فيرى سالم أنهم حلفاء وبينهم مصالح متبادلة وفى السياسة الدولية لا يمكن أن يكون كلا الطرفين على وفاق كامل، فمن الطبيعى أن يكون هناك شد وجذب فى عدة أمور ولكن تبقى المصالح المشتركة هى العامل الاساسى فى سير العلاقات، أما فيما يتعلق بقانون جاستا فيرى سالم أن هذا القانون مجرد زوبعة يجب أن تزول لانه ضد القوانين الدولية، وواشنطن تدرك أنه من الممكن أن تواجهها اتهامات بالمثل فى عدة قضايا مثل العراق، كما يرى استاذ العلوم السياسية أن العلاقات بين مصر وأمريكا ستستمر على نفس النهج، حيث إن واشنطن ادركت انها لن تربح من تدخلها فى الشأن الداخلى المصرى مثلما كان يحدث من قبل، فهى فقط تسعى لكسب حليف آخر فى المنطقة أيا كان خلفيته، فقط تسعى لثبات العلاقات بين الدولتين لخدمة مصالحها، كما أن الادارة الامريكية تدرك أن علاقتها بالقاهرة فى هذه الفترة الحرجة تساندها علاقتها مع السعودية فلا يمكن الاعتماد على مصر فقط فى فرض الهدوء و الاستقرار فى المنطق.
أما الشأن الإيرانى وامكانية اعادة النظر فى الاتفاق النووى، فقالت السفيرة هاجر الاسلامبولى مساعد وزير الخارجية الاسبق للشئون الامريكية أن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية لا تتغير بتغير الحاكم لانها دولة مؤسسات ولا افراد ولكن من الممكن أن تتغير رؤية تنفيذ القرار، مضيفة أن الناخبين قد يثيرون بآرائهم تساؤلات حول تغيير نهج السياسة ولكن الامر يختلف عند الجلوس فى المكتب البيضاوى لانه اولا واخيرا الولايات المتحدة تسعى لتحقيق مكاسب تضمن بقاءها كدولة عظمى وقوى عالمية وحيدة، فمثلا فيما يثيره المرشح الجمهورى حول اعادة النظر فى الاتفاقيات التجارية واتفاق النووى الايرانى ما هو إلا بروباجندا دعائية، فهذه الاتفاقية تمت الموافقة عليها من قبل الكونجرس الامريكى ودول أعضاء النادى النووى مما يصعب تحقيق ما يقوله على أرض الواقع.