المستشار محمود رزق الجمال: وهبت حياتى وزوجتى لمساعدة المحتاجين ونتحمل حفلات زفاف اليتامى

محمود رزق الجمال.. مواطن مصرى.. عمره 78 عامًا عاصر الأحداث التى تواجه البلد وتفاعل وشارك.. وفى مشوار حياته انحاز للرئيس السيسى وأعلن بطريقته الخاصة المميزة تأييده الكامل لمصر القوية.. اقتصاديًا وعسكريًا وفى هذا الأمر قرر التبرع بما يملكه لصالح صندوق تحيا مصر كما تقول الوثائق التى قدمها لنا.
أملاك المستشار محمود رزق الجمال 8.5 مليون جنيه طبقًا للتقديرات الرسمية عند التصديق بالبيع فى الشهر العقارى.
التبرع فى حد ذاته أمر قد يكون مقبولاً  فيما لو كان جزءًا من الثروة لكن محمود رزق الجمال لم يكتف بالنسبة بل تبرع بما يملكه.
والآن يواجه الرجل موقفًا إنسانيًا صعبًا.. بعد أن وصل لمرحلة عمرية يحتاج فيها المساندة والمساعدة، يجد نفسه وجهًا لوجه مع صراع صعب ومؤلم حول قطعة من الأرض مؤجرة له منذ 42 عامًا.. هى كل ما يملكه ويعيش عليه هو وزوجته.
المواطن المصرى المستشار محمود رزق الجمال والسيدة زوجته نادية طلبة شعيب ارتبطا بالمكان المؤجر لهما، وأترك المساحة لكلماته كما حكاها لى..
 أنا المواطن المصرى..
أنا محمود رزق سيد أحمد الجمال عمرى 78 سنة، لم أعد أتحمل مصاعب الدنيا.. وهبت حياتى وزوجتى السيدة نادية طلبة شعيب لرسم بسمة على وجوه اليتامى وأطفال الشوارع بالجمعيات المختصة ووهبت حياتى ومازلت وزوجتى لتقديم المساعدات لتلك الشريحة كواجب أخلاقى ودينى وتوسعنا فى هذا النوع من العمل ليصل إلى محافظات أخرى.
فى عام 1984 تم تقنين استئجار لمساحة 762 مترًا أمام مستشفى المعادى. أقمنا عليها مطعمًا على أنقاض نفايات المستشفى من مخلفات العمليات المتنوعة.
وقد ارتبطت وعائلتى بالمشروع وزاد الارتباط بعد أن فقدت ابنى محمد وعبدالرحمن عام 2000 فى حادث سير أمام باب المطعم إثر اصطدام سيارة ملاكى لضابط الجيش بهما وقتها رفضت تحرير محضر بالحادث بعد أن اتضح أن ابن الضابط كان السائق. زاد من ارتباطى وزجتى بالمطعم دماء طفلىَّ وزوجتى بالمكان الذى أصبح لنا بمثابة الحياة نتنفس فيه هواء أولادنا.. دماء ولدى التى سالت أمام المطعم كانت نقطة مضيئة بأن اتجهنا لمساعدة الأطفال اليتامى والشوارع والمرضى فى معهد الأورام وعدد كبير من الجمعيات وبإقامة حفلات منتظمة نتحمل فيها جميع التكاليف.
وقررنا استضافة حفلات للعرائس من تلك الجمعيات وأنشأنا مشروعات خيرية ليمتد عملنا الإنسانى إلى خارج القاهرة بالمحافظات حيث أشهرنا جمعية النور لتنمية المجتمع والتى قمنا بتأسيسها لتؤدى دورًا اجتماعيًا لخدمة الناس وقد وهبنا حياتنا لهذه الأعمال الخيرية.
وقمنا ببناء مستشفى ودار لحفظ القرآن وجامع وزاوية للصلاة وعيادات لعلاج المواطنين ومشروعات للأسر المنتجة.
لا يشفع لى ارتباطى بالمكان لأن ولدىَّ توفيا فى حادث أمام مدخله لكن قد يشفع لى أننى تبرعت وزوجتى السيدة نادية بجميع أموالى لصالح صندوق تحيا مصر وتبلغ قيمتها 8.5 مليون جنيه طبقًا للتقديرات الرسمية لإيمانى المؤكد أن الرئيس السيسى والقوات المسلحة الباسلة بانحيازها للشعب فى 30/6 كانوا طوق النجاة لكل المصريين، حيث عادت مصر لأصحابها الحقيقيين.. وأفسد السيسى مؤامرة تقسيم مصر وحرق مؤسساتها وبيع مقدراتها ورهن مستقبلها.
انحيازى لبلدى وقياداتها كدت أن أدفع حياتى ثمنًا له، بعد أن التفت الإخوان إلى صور الرئيس السيسى بالمطعم وفى تظاهرة لهم اعتدوا علىَّ ضربا بقضيب حديدى ومازالت آثار الاعتداء موجودة برأسى عقابًا على تأييدى لاستقرار ووحدة مصر والسيسى.
لى طلب ورجاء فى آخر أيام حياتى حيث أبلغ من العمر 78 عامًا أن يجدد لى عدد من السنوات بامتداد عقد الإيجار لـ762 مترًا والتكسية الحجرية المخصصة لها والمضافة وهى 200 متر نظرًا لظروفى الصحية والعمرية والاجتماعية بعد أن تبرعت بكل ما أملك لصالح بلدى شاكرًا جهودكم المبذولة.
 رسالة محمود رزق الجمال موجهة إلى اللواء مهندس حمدى الشعراوى رئيس الهيئة العامة للتعمير.. للتعامل بإنسانية مع موقف لمواطن مصري.. تتوقف حياته على حلم عمره.. مكان مؤجر منذ 43 عامًا عرف من خلاله الناس والحياة.. وخدمة المجتمع وأيضًا مساعدة الأطفال اليتامى والشوارع ومعهد الأورام.
محمود رزق تتدافق دقات قلبه مع رؤيته المطعم.. ويعلم الله.. ماذا سيحدث لو تم فك الارتباط؟