الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أبناء الصمت

أبناء الصمت
أبناء الصمت




محفوظ على يكتب:
جلس هادئا يتذكر كواليس روايته، التى كتبها قبل العبور ببضعة أشهر، يتذكر الراحل أحمد زكى وهو يمدد جسده على تلك الكنبة التى جلس عليها ليستريح من بعض هموم الحياة، بدأ العظيم مجيد طوبيا يروى مشاهد لا تقل أهمية عن المصورة فى فيلم «أبناء الصمت»، وكيف كانت المعارك الحربية التى شاهد البعض منها عندما كان مراسلا وقت حرب الاستنزاف، كان يحكى بشغف عما حدث فى الجبهة قبل العبور وبعده، كانت روايته هى الأجهز للعرض على الشاشة السينمائية فى الذكرى الأولى لنصر أكتوبر، جمع الفيلم العديد من النجوم معا لأول مرة فى مرحلة شبابهم، نور الشريف، ميرفت أمين، محمد صبحى ولأول مرة على الشاشة السينمائية النجم أحمد زكى، بعد تألقه آن ذاك فى مدرسة المشاغبين التى كانت مستمرة أيضا فى ذلك الوقت.
تذكر عمنا «مجيد» تلك السنوات البعيدة وسرد لنا كل ما مر دون توقف، وكان يقول إن ما حدث على الجبهة لا يستطيع أن يحصيه، وأن هناك مشاهد لا تصور بل ترى فى لحظتها، مازال «طوبيا» يعيش فى منزله بمصر الجديدة ولم يغير شيئا، مازال محتفظا بكل الذكريات ورقة ورقة.
يقول «مجيد» إنه شعر بشىء من الإهانة، من قبل بعض الأشخاص، كانوا يستهينون بما يقدمه الجيش، وأنه لا يحارب ولا يريد الحرب، فقرر على الفور كتابة روايته «أبناء الصمت» ليتحدث عن أمجاد الجنود على الجبهة، ولم يمر عام على صدور الرواية إلا ونجح الجيش المصرى العظيم فى العبور، وتحقيق أغلى نصر لمصر فى تاريخنا المعاصر، وهنا أسرع صديقه المنتج محمد راضى من أجل خروج تلك الرواية للنور، من خلال عمل سينمائى يتناول دور رجال قواتنا المسلحة قبل الحرب وبعدها، ليكون أول عمل يتناول حرب أكتوبر سينمائيا، لم يكن الأمر سهلا فقد كان المال عائقا لاستكمال العمل فاستعان بشقيقه سيد راضى من أجل المساهمة ماليا، لكن لم يكن كافيا، فطلب المنتج تقليل أجور الفنانين فوافق الكثير منهم من أجل إتمام العمل، حيث يقول «طوبيا» على سبيل المثال إن أجر أحمد زكى مثلا كان مائة وخمسين جنيها لم يحصل سوى على ستين منها، وحصل كل النجوم على ٤٠٪ من أجورهم، كانوا نجومنا لديهم الحس الوطنى والمسئولية نحو وطنهم.
كل الشكر لأبطالنا سواء الجنود أو الفنانين فى الذكرى الـ٤٣ لحرب أكتوبر المجيدة.