الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«لانش بوكس» الأطعمة وحافظات المياه.. ديليفرى «السموم» لطلبة المدارس

«لانش بوكس» الأطعمة وحافظات المياه.. ديليفرى «السموم» لطلبة المدارس
«لانش بوكس» الأطعمة وحافظات المياه.. ديليفرى «السموم» لطلبة المدارس




كتبت - مروة عمارة

لم تعد مستلزمات المدارس قاصرة على الزى المدرسى وشنطة المدرسة، ثم الكشاكيل والكراسات والأقلام، ولكن أصبحت هناك مستلزمات يلهث وراء اقتنائها الأطفال ويجبرون ذويهم على شرائها.. ولعل أبرزها حافظات الأطعمة والمياه «اللانش بوكس» و«الزمزميات»..بألوانها الزاهية ورسومات الكارتون المحببة لقلوب الأطفال.. وما بين الأنواع الشعبية والمستوردة الباهضة الثمن، يقبل أولياء الأمور على شرائها، دون التدقيق فى نوع المادة المصنعة منها وهل تصلح لحفظ أطعمة التلاميذ على مدار اليوم الدراسى أم لا، وما مخاطرها، وهل هناك مواصفات قياسية لحافظات الاطعمة، وكيف يمكن لأولياء الأمور شراء حافظة الأطعمة والمياه الصحية والتى لا تكون «ناقلة» الأمراض للتلاميذ.
وحول مخاطر تلك المستلزمات ونوعية المعروض منها بالسوق المصرى ودور الجهات الرقابية .. ترصد « روزاليوسف» خلال هذا التحقيق.

 

العروض والأسعار
اشترى لانش بوكس صحية مختومة pp5، بسعر معقول 3 قطع متقسمة علوى وواحدة من الداخل كبيرة كلها على بعضها لتر ونص فى اللتر بالتقسيمات بسعر 35 جنيها فقط، والماركة براند معروف، ومنها لانش بوكس كهرباء رائع سعة 1.5 لتر لحفظ وتسخين الأكل بسعر 90 جنيهًا هكذا أوضح لنا محمد أحمد، صاحب مكتبة مستلزمات مدارس عند سؤاله عن أسعار حافظات الأطعمة لطلبة المدارس.
وأوضح زمزامية المياه تختلف حسب الخامة والحجم، فهناك زمزامية سعرها عشرين جنيهاً وأخرى مصنعة من خام البلاستيك البيور وسعرها حوالى 90 جنيها، وكل شىء يباع منه الشعبى لغير القادرين والمستورد للقادرين.
«اللانش بوكس» المتواجد بالمكتبة مقسم ومعاه معلقة وشوكة بلاستيك رقم 5 مقاسات 16 فى 16، وهناك لانش بوكس دورين اللى فوق مقسم 3 أجزاء اللى تحت يشيل خضروات وفاكهة بلاستيك رقم 5 صحى جدًا، والأسعار متفاوته وماركة سيستما صناعة نيوزيلاندى، والسعر للمستورد يبدأ من 85 جنيها ويصل لحوالى مائة وخمسين جنيهًا فى حال كان معه زمزمية للمياه أما الشعبى فيبدأ من عشرين جنيهًا ولا يتعدى 40 جنيهًا.
جولة بالمتاجر
وبأحد المتاجر الكبيرة قمنا بجولة لرصد أنواع اللانش بوكس وهل هناك بيانات التصنيع عليه، ووجدنا انواعًا عديدة من اللانش بوكس والزمزميات، سواء الصينى أو النيوزلاندى أو المصرية، وكان هناك لانش بوكس حافظ حرارة (الشنطه + 2 علبة + ملعقة + شوكة) وبسعر 140 جنيها، ولكنه لا بيانات أو اسم تجارى يوضع مصدر التصنيع أو الاستيراد وهناك إقبال عليه لألوانه الزاهية ورسوم الكارتون الجاربة للأطفال، وسعر الشنطة كاملة لا يتعدى 60 جنيها ويقبل عليها أولياء الأمور لكونها رخيصة السعر وبها جميع مستلزمات الطفل خلال الدراسة.
وعلى الأرفف يوجد حافظات طعام أخرى ذات مسمى تجارى بسعر 150 جنيها وبها بيانات الاستيراد والاسم التجارى والشركة المستوردة، واشار البائع إلى أنها «لان بوكس» صحى، رقم 5 وهو نوع بلاستيك يصلح للتعامل مع الأطعمة، حسبما قال البائع.
وقدم لنا البائع «فلاسكة» من البلاستيك المعالج بتصريح من منظمة الصحة العالمية ماركة ميلتون وصنعت فى الهند وسعر 35 جنيها وسعتها 1 لتر، ولا تتفاعل البلاستيك مع المياه مما يؤثر على الصحة.
وتتواجد العديد من حافظات الطعام الشعبية بالارفف وبألوان متعددة ورسومات تصلح للفتيات والاولاد، واسعارها رخيصة وبلا بيانات ولا تتجاوز عشرين جنيهًا.
وسألت البائع عن «لانش بوكس كهرباء»، اكد أنه رائع وسعة 1.05 لتر لحفظ وتسخين الأكل  وسعره 105 جنيهات ويصلح لطلبة المدارس ويحفظ الطعام ومن الممكن تسخينه خلال اليوم الدراسى.
أولياء الأمور
وحول موقف أولياء الأمور وطرق اختبار مستلزمات المدارس تتحدث مى أحمد، قائلة: «لم تعد مستلزمات المدارس فقط الملابس والكتب والكراكيس، ولكن هناك أشياء أخرى يهتم بها الأطفال وأولها حافظات الأطعمة «اللانش بوكس» والزمزميات وحافظات المياه «الفلاسكة»، ولابد أن تكون ملونة وبها رسومات الكرتون المحببة لهم مثل أسبايدر مان وتوم وجيرى وغيرهما، وبالطبع أسعارها مرتفعة للغاية ولهذا قمت بشراء النوع الشعبى وسعره لا يتعدى عشرين جنيها للانش بوكس ومثله للزمزميات».
وتكمل منة محمد، ربة منزل «قرأت كثيرا عن مخاطر وضع الأطعمة والمياه فى عبوات بلاستيكة للأطفال وكونها المسبب الرئيسى لأمراض السرطان وغيرها من الأمراض الخطيرة، خاصة وأن الأطعمة تظل محفوظة بها لمدة تتجاوزة 5 ساعات وربما أكثر على مدار اليوم الدراسى، لذا قمت بشراء حافظات الطعام والمياه المستوردة، وكانت سعرهما معا 250 جنيهًا من إحدى مكتبات مستلزمات المدارس المعروفة، ولم أوافق على شراء الحافظات مجهولة المصدر الشعبية».
 «لانش بوكس» أصبحت أشياء ضرورية لأنها  ستحمى الطعام، بدلا من أن ينتهى الأمر بالموز مثلاً إلى أن يصبح مهروساً وبالطبع السندويتشات، ويوضع به أجزاء الطعام بطريقة منظمة، ذى فواصل البلاستيكية أيضا تساعد على رص الطعام، سواء السندويتشات أو قطع الفاكهة والخضار وعبوة العصير، ليحمل وجبه كاملة للطفل، حتى أننا من الممكن أن نضع وجبات مختلفة لايمكن لكيس الأطعمة أن يقوم بهذا الدور، لذلك أصبح اللانش بوكس فى نفس أهمية شنطة المدرسة، وكذلك الزمزمية، لان الطفل لابد أن يشرب مياة طوال اليوم الدراسى ولابد أن تكون المياه جيدة وساقعة، وهو ما توفره الزمزمية».
مخاطر
ولكن ماذا لو أن حافظة الطعام التى تسعى لشرائها لحفظ طعام أبنك، مكونة من مواد كيميائية سامة تتفاعل مع الأطعمة ومع درجات الحرارة المرتفعة ومصنعة من مواد معاد تدويرها من خامات البلاستيك مغلفة بألوان زاهية ، تسبب للأطفال الأمراض المعوية ويصل الأمر للإصابة بالسرطان، فحسبما يوضح دكتورة لبنى عبد العزيز، استشارى التغذية، أن عبوات وحافظات الطعام، أن أغلب حافظات الأطعمة والمياه المتواجدة بالأسواق المصرية غير مطابقة للمواصفات القياسية لحافظات الطعام والمياه، ومصنع من خامات بلاستيكية معاد تدويرها تتفاعل مع المواد الغذائية وتنتج مركبات عضوية تسبب الإصابة بأمراض المعدة بداية من الإسهال والقىء والنزلات المعوية وقد يصل الأمر للإصابة بأمراض السرطان.
هناك لانش بوكس سعره رخيص للغاية ولونه زاه ولكنه بلا بيانات متواجدة متعلقة بفكرة كونه صالحًا لتخزين الطعام أو المياه، ولا يتواجد عليه بيانات خاصة بنوع البلاستيك المصنوع منه العبوة، وللأسف أغلب تلك العبوات تباع بالأسواق الشعبية للفقراء، ويقبل عليها أولياء الامور لشرائها رضوخا لرغبة أبنائهم وعدم قدرتهم على شراء الأنواع المستوردة والمطابقة للمواصفات وتصلح للأطعمة موضحة دكتورة لبنى عبد العزيز، خبيرة التغذية.
وتابعت: «البلاستيك مصنوع من مشتقات البترول، ولابد ان يكون خامة البلاستيك المستعملة مع الاطعمة من البولى برولين  وهى خامة صالحة لتعبئة وحفظ الأطعمة، ولكن أغلب عبوات حفظ الطعام المتواجدة بالسوق مصنعة من بلاستيك معاد تدويره وبه شوائب لأنه سعر رخيص، وهو يشكل خطورة جسيمة حيث يتفاعل مع الأطعمة، والعديد من عبوات حفظ الأطعمة مصنعة من البولى ستايرين PS وهذا النوع من البلاستيك خطير وغير آمن، وهذه المادة محرمة دوليًا بسبب خطورتها وتتفاعل مع الاطعمة وتنتج مواد سامة».
خبير سموم
ويشرح دكتور محمود عمر، استشارى السموم، أن عبوات  الكرتون والورق هى الأفضل لكونها ملائمة للأطعمة ولا تنقل المواد الكيمائية وتتفاعل مع الأطعمة، وللأسف وضع الطعام بعبوات بلاستيك، يجعل هناك بقايا من البلاستيك فى الدم، وتسبب السرطان وخلل الجهاز العصبى وامراض اضطرابات القلب والسكرى واضطرابات النمو عند الأطفال، بالإضافة للفشل الكلوى.
وتابع: «البلاستيك به مادة الديوكسين المحرمة دوليا، التى أثبتت الدراسات وجود علاقة قوية بينها وبين السرطانات المختلفة، وكذلك العديد من أمراض الجهاز التنفسى، لأن البلاستيك هو نتاج مواد بتروكيماويات، ولهذا من الأفضل استعمال الأكياس القماش والورق، ويكفى أن مادة البلاستيك تحتاج 400 ألف عام لكى تتحلل تمام وهى ضارة بالبيئة، وتتفاعل مادة البلاستيك مع الأكل، وتنتقل العناصر السامة من المذيبات والأصباغ لطعام الطفل، وتتحلل مواد البلاستيك بتأثير الرطوبة والحرارة ومدة التخزين إلى مواد عضوية تسبب الأمراض الخطيرة».
وطالب لابد من توعية الشعب بوسائل الإعلام مع تفعيل دور الرقابة الحكومية مثل وزارة الصحة والصناعة والبيئة بالتشديد على صناعات الغذاء والدواء وتشديد الرقابة على المنافذ الجمركية لمنع استيراد أى مواد معاد تدويرها واستخدامها فى أوعية الغذاء والدواء، ونطالب بوضع وضع علامة مميزة على كل منتج بلاستيك بصلاحيته للاستخدام الآدمى فى الغذاء والالتزام بلوائح الاتفاقيات العالمية مثل  WHOوالأيزو- FDA وبالمواد المصرح بها والمسموح استخدامها فى حفظ وتغليف الغذاء ووضع العلامات بشكل أوضح على العبوة وكذلك الالتزام بقواعد الصحة العالمية.
مسبب للأورام
ويشرح دكتور علاء العشرى، استشارى الأورام، أن مادة البلاستيك تحتوى  على مادة  الديوكسين والمسببة للسرطان، وطالبنا مرارًا بالرقابة على مصانع البلاستيك غير المرخصة، لأنها تنتج  مستلزمات للمنازل من بلاستيك معاد تدويرها وبدون مراعاة للبلاستيك الأمن للغذاء والمياه، ولابد من اخضاع المصانع للرقابة والأبحاث، وسحب المنتجات غير الآمنة من السوق ومجهولة المصدر، والتأكد من الشحنات المستوردة وأنها مطابقة للمواصفات القياسية، وللأسف يتم استيراد اللانش بوكس والزمزميات على كونها لعب أطفال ولا تخضع للرقابة وشروط المواصفات القياسية.
يحتوى البلاستيك على بوليمرات ومواد كيميائية تنتقل إلى الطعام، وع التعرض لأشعة الشمس تحلل مادة الديوكسين المسرطنة  وهى مادة شديدة السمية على خلايا أجسامنا « موضحا استشارى الأورام».
صاحب مصنع
وحول طبيعة المواد المصنع منها عبوات اللانش بوكس والزمزميات، يشرح محمد عبدالله ، صاحب مصنع بلاستيك، أن هناك أنواعًا من البلاستيك وهو البولى إيثلين والبولى بروبلين (P.P) والبولى استرين (PS) والبولى كربونات والبولى استر (T P.E)، والبولى فينيك كلوريد (Pvc)، والمادة الأفضل لصناعة عبوات الطعام والمياة للأطفال هى البولى برولين (PP)، ولكن أغلب المصانع تعمل بدون رقابة وغير مرخصة ولا تلتزم بمعايير الصحة العالمية، وتصنع تلك المستلزمات من بلاستيك معاد تدويره وتضيف له أصباغ غير صحية ولا تصلح للتعامل مع الأغذية.
ولابد أن يكون لكل منتج بلاستيك يتعامل مع الطعام مثلث يوضع بداخله نوعًا البلاستيك المستخدم ودرجته، وللتعامل مع الأطعمة والغذاء يستخدم البولى بروبلين ويوضع رقم (pp5) ليوضح أن هذا المنتج صالحًا للتعامل مع الاطعمة، ويوضح رقم التسجيلة و الجهة المصنعة أو المستوردة، فعلى سبيل المثال وضع رقم واحد داخل المثلث يعنى انه صالح، ورقم 2 تعنى أنه آمن وقابل للتدوير، رقم (3) ضار وسام إذا استخدم لفترة طويلة وهو أخطر أنواع البلاستيك، رقم (4) آمن نسبيا وقابل للتدوير، رقم (5) فهو أفضل أنواع البلاستيك وأكثرها أمناً ويناسب السوائل والمواد الباردة والحارة وغير ضار أبدا، رقم (6) خطر وغير آمن، أما رقم (7) فيجب تجنبه تماما قدر الإمكان متابعا مدير المصنع.
وتابع: «وبالطبع هناك صناعة شعبية لمستلزمات المدارس وتغرق الاسواق الشعبية بأسعار رخيصة للغاية وبخامات معاد تدويرها وأصباغ سامة، وينخدع المستهلك بالالوان الزاهية والرسومات التى يحبها الأطفال والاسعار الرخيصة ليشترى لطفلة حاملة سموم للاطعمة».
شعبة البلاستيك
ويؤكد نادر عبدالهادى، رئيس شعبة البلاستيك بالغرفة التجارية بالإسكندرية، عدد مصانع البلاستيك المرخصة حوالى 1500 مصنع، ولكن المصانع المخالفة أعداها تتجاوز هذا العدد، وهى مصانع مخالفة للقانون ولا توجد أى رقابة عليها من أى جهة.
سبب رئيسى فى انتشار حالات التسمم وبعض الأمراض السرطانية، تصنيع مستلزمات الأطعمة والشرب من خامات بلاستيكة رديئة، لأن هناك الآلاف من المصانع غير المرخصة والتى تستخدم بلاستيك رديئًا ولا تضع أى بيانات على المنتج والمستهلك يلجأ للارخص دون التركيز مع المواصفات القياسية ومصدر السلعة موضحا رئيس شعبة البلاستيك.
الجمعية الأوروبية
جدير بالذكر أن الجمعية الأوروبية للتغذية العلاجية أوضحت أن هناك العديد من الأبحاث والدراسات التى ظهرت تحذر من استخدام الأدوات البلاستيكية لضررها على صحة الإنسان خاصة بعد انتشارها فى كل مكان. ولابد من وضع مجموعة من الاحتياطات وهى عدم تعريض البلاستيك  للسخونة أو تسخين الأكل بداخله، وعدم تخزين الأطعمة التى تحتوى على الأملاح أو الدهون به لأنها تتفاعل مع البلاستيك والمادة المسرطنة الناتجة عن تفاعل الزيوت أو الدهون مع البلاستيك.
وأوضحت الجمعية تأثير البلاستيك على خلايا المخ خطير جدا، فقد أجرت أنجلترا مجموعه من الأبحاث على الفئران تم إطعامها فى أوان بلاستيكية وبعد فترة أصيبت الفئران بتدمير خلايا المخ والسرطان بالإضافة إلى تأثير هذه المادة على الكبد والكلى لأنه يحمل على الكبد للتخلص من السموم وهى مادة ثقيل يصعب على أن يتخلص الكبد منها.
دراسة مصرية
كما كشفت دراسة مصرية للمركز القومى للبحوث أن استخدام الأكياس البلاستيك والنايلون أوعلب البلاستيك فى نقل أو حفظ الأطعمة والمواد الغذائية، يشكل خطورة على الصحة، وقد يزيد من فرص الإصابة بالسرطان، خاصة إذا كانت هذه الأطعمة ساخنة، وقد أكدت الدراسة التى قامت بإعدادها سحر العقبى رئيسة قسم علوم الأطعمة والأغذية بالمركز القومى للبحوث أن سبب خطورة استخدام البلاستيك يرجع إلى وجود مادة كيميائية، تدخل فى تركيبه حيث يمكنها التفاعل مع المادة الغذائية، وأضافت الدراسة أن حدوث تفاعل بين العبوات والأغذية خاصة المواد الدهنية يسهل ذوبان المادة البلاستيكية بها، حيث يحدث نفاد الدهون من الغذاء إلى مادة العبوة البلاستيكية، كما يحدث تسرب للمواد البلاستيكية إلى الغذاء، وأن هذا التسرب يتوقف على درجة الحرارة وطول فترة التخزين بداخل العبوة، مشيرة إلى انه كلما ازدادت هذه العوامل يزيد معدل التسرب والنفاذ، وتذيب السموم الموجودة بالبلاستيك وتختلط هذه السموم مع الطعام، والبلاستيك الملون حيث تضاف أحياناً إلى بعض المواد البلاستيكية أصباغ لإكسابها اللون المرغوب، يكون بعضها تركيبه غير ثابت فتتسرب الى السلع الغذائية أو تذوب فى بعض مكوناتها.
حماية المستهلك
ويشرح اللواء عاطف يعقوب، أن جهاز حماية المستهلك هو الجهة المعنية بحماية المستهلكين ويتلقى شكاوى المواطنين للإبلاغ عن وجود سلع غير قانونية فى السوق المصرية، وعلى أثره يتعاون جهاز حماية المستهلك مع مباحث التموين لضبط وإحضار هذه السلع غير القانونية، وهذه التهمة غرامتها تصل إلى عشرة آلاف جنيه، والسجن لا يتجاوز ثلاثة أعوام، مشيرًا إلى أن هذه العقوبة ضئيلة وهو ما يتسبب فى انتشار مصانع بير السلم فى تلك الصناعات، ولكن لم يتقدم مواطن بشكوى ضد حافظات الطعام المياه لطلبة المدارس، وللاسف هناك جهل بالمواصفات القياسية.
شعبة الأدوات المكتبية
صرح أحمد أبوجبل، رئيس شعبة الأدوات المكتبية بغرفة القاهرة التجارية، بأن إجمالى استيراد مصر من الأدوات المكتبية من الخارج يصل إلى 60٪ من إجمالى حجم الاستهلاك، ونستورد من الصين والهند وإندونيسيا وفرنسا ومنها منتجات اللانش بوكس والزمزميات، وتم استيراد مستلزمات مدارس بقيمة 60 مليون دولار شاملة الكراسات والكشاكيل واللانش بوكس والزمزميات.
الرقابة الصناعية
الدكتور حسن عبدالمجيد، رئيس هيئة المواصفات والجودة، يوضح أن هناك مواصفات قياسية مطابقة للمواصفات الاوربية، تتطبق على المصانع المرخصة التى تقوم بتصنيع مستلزمات الأطفال من حافظات الطعام والمياة، ولكن الهيئة تقوم  بسحب عينات من مصانع البلاستيك المرخصة، ولا شأن لها بأنتاج بير السلم وتلك مسؤلية مباحث التموين، وللأسف أغلبها غير مطابقة وبها أصباغ غير غذائية.
مباحث التموين
وصرح العميد أحمد مهران، بالإدارة العامة لمباحث التموين، أن الإدارة العامة لمباحث التموين قامت بالعديد من الحملات التفتشية على مستوى الجمهورية لضبط منافذ البيع لمستلزمات الدراسة المخالفة، التى تبيع مستلزمات مغشوشة، منذ بدء الموسم الدراسى الجديد لعام 2016 -2107، وتم ضبط 36 قضية لمنتجات مجهولة المصدر شملت 67308 قطعة أدوات مدرسية، و53 قضية لمنتجات مغشوشة ومقلدة شملت 626810 قطع أدوات مدرسية ومنها عبوات وحافظات الطعام والمياه، و7180 مركز بيع عن بعد، وذلك طبقا لمستندات رسمية من الإدارة العامة لمباحث التموين.