السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

نهال وهبىتستكمل معرضها بأحلام جمهوره




بمجرد دخولك قاعة الهناجر للفنون يشدك برج الحمام متصدرا عمق القاعة، فيحملك محلقا خارج جدران القاعة، فى الطبيعة الحية الخضراء، فتسمع هديل الحمام، وتشم رائحة الأرض الولاّدة، «برج الحمام» تيمة فنية، تأثر بها جميع الفنانين، حتى أبناء القاهرة منهم، رغم أنه أحد أهم أيقونات الريف، نراه فى لوحاتهم وأعمالهم الفنية وأغانيهم، وكذلك الفولكلور لم ينسه.
 

 
لكن الفنانة نهال وهبى فى أول معارضها الفردية بعنوان: «أستطيع أن أمشي.... لكنى أملك أجنحة... خلقت لكى أطير...» اتخذت من «برج الحمام» وسيلة للتوريط الجميل للمشاهد فى مشاركتها العمل، فعلى كل زائر للمعرض أن يعبر عن حلمه، يدونه أو يرسمه أو يسجله بأية وسيلة تناسبه... وفى الوقت نفسه، تستخدم نهال «البروجيكتور» لتحيط «البرج» بعرض من بالنجوم ينقل هاجس الليل والأطياف، وكأنك فنى حلم حقيقي.
 
سألنا نهال: ماذا ستفعل بهذه الأحلام الصغيرة لزوارها؟ فقالت أنها ستعمل عليها مرة أخرى بحسب ما ستأخذها إليه أحلام الجمهور التى يدونها،... خاصة أنها ستعيد المعرض بأحد الأماكن العامة لمزيد من جمع الأحلام.
 
يحيط بالبرج مجموعتان من اللوحات المنفذة بخامة الأكليريك، ومجموعة وحيدة منفذة بأسلوب الوسائط المتعددة وهى مجموعة «الأثر»، التى تتكون من حوالى عشرة مسطحات متوسط الحجم، كل مسطح ألصقت عليه ريشة وكأنها تريد القول أنه كان هنا طائر لكنه يحلق الآن ويطير ويحقق نفسه وحلمه، وعن هذه المجموعة تقول نهال: هذه المجسمات عبارة عن عشر ريشات جمعتها من بلاد مختلفة، كل ريشة معلقة بخيط حر ما بين لوحتين شفافتين، مما يكشف عن لون حائط صالة العرض الداكن، ويظهر التباين القوى بين الريشات الناعمة الحرة والحائط الداكن، الحواف اللامعة غير المحددة تعكس ظلال خلفيات أخرى، وتحمل تصافا بصريا ومعنويا يتحدى الحقيقى والمتخيل، وإمكانات الخيالات ومحدوديتها، هذه الريشات تطير بلا حدود وتسافر فى المساحات، فى الأزمنة وخارجها، وتحلق بإمكانات غير محدودة، وهى لذلك أثر أو علامة للحرية ومحاولة للتحليق مع الفكر والحس الحر، وهذا ما أسعى إليه من خلال المعرض، وهو إيقاظ الأمل مرة أخرى بل والحفاظ عليه داخلنا، فقد كنت خائفة أن ينسى الناس الأمل بعد الثورة!».
 
المجموعة الأولى على يسار البرج «الحرية» التى تصور طيور الحمام واليمام، تتناول مفهوم العزلة والاندماج، والثبات والحركة، والعلاقة بالمساحة والبيئة، وعلاقة كل ذلك ببعضه البعض للتعبير عن الرغبة فى تحقيق التحرر الفردي، فبعد ثورة «25 يناير» بدأ اهتمام نهال بإمكانية العمل الفنى فى المساحات العامة، وهى مساحة مكتسبة جديدة للفن فى مصر بعد الثورة حيث كان ميدان التحرير وميادين أخرى متحفا مفتوحا للفنون المستقلة المتنوعة، فالواقع والتحولات التى حدثت فتحت آفاقا جديدة للأفراد والمجتمعات والفن، التى انعكست بدورها على أعمالها.
 
أما المجموعة الثانية على يمين البرج «المسار» فلقد ربطت فيها نهال المسار بالحلم، لأنه من المهم أن ندرك هدفنا وكيفية الوصول إليه، كذلك انطلاق معنى آخر للحرية ملتحم بالواقع الجديد بعد الثورة المليئة بالأمل حيث تظهر مجموعات من الناس تتفاعل فيها وتتواصل، ويتصايحون توحدا مع أنماط التغيير السائدة، ومع المسارات والتكوينات الجديدة جسدته من خلال تصوير الالتحام الحقيقى المعبر عن النضال من أجل البحث عن الذات، وتحقيق الطموح، والرغبات المكنونة.