الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

وليد توفيق: أنا لبنانى النشأة مصرى الهوى




وليد توفيق حالة فنية شديدة الخصوصية صوته يجمع بين أصالة الماضى والروح الشبابية للجيل الحالى هو صاحب محلاها السمرا وتيجى نقسم القمر وغجرية . قدم للسينما خمسة افلام اشهرهما أنا والعذاب وهواك مع صابرين وقمر الليل مع ليلى علوى ووداعا للعزوبية مع رانيا فريد شوقى ومن يطفئ النار مع اثار الحكيم الذى قدم من خلاله اشهر اغنية عيد ميلاد وهى " انزل يا جميل على الساحة "
 
«روزاليوسف» التقت به فى كواليس حفله الاخير بمهرجان الموسيقى العربية وتحدثت معه عن سر غيابه عن الساحة الغنائية ورأيه فى برامج اكتشاف المواهب وحقيقة تحويل قصة حياته لمسلسل تليفزيونى وتأثير ثورات الربيع العربى على الأغنية إلى جانب أعماله القادمة .
فى نص هذا الحوار :
 
 
 
■ بداية لماذا اختفيت عن الوسط الغنائى فجأة فى السنوات الأخيرة؟
 
- أنا لست مختفياً فقد قدمت العام الماضى ألبوم "لا تعودنى عليك" وقمت بتصوير مكس لاغانى قديمة منها" عيون بهية وانزل يا جميل على الساحة "لكن لا يتم اذاعتها بشكل دائم والحقيقة الاعلام هو السبب لانه يعانى من حالة انقسام فالفنان دائما يحتاج إلى آلة اعلامية تقف خلفة لتدعمه وتروج اخباره وتسوق انتاجه الغنائى على الفضائيات.
 
■ وهل اقتصر نشاطك الغنائى فى الفترة الماضية على ألبوم " لا تعودنى عليك "؟
 
-لا فقد احييت عدداً من الحفلات الناجحة للمغتربين فى امريكا وكندا والبرازيل بعد غياب 10 سنوات عنهم والحمد لله حققت نجاحاً كبيراً لكن الاعلام تجاهل هذا النجاح .
 
■ وبعد الالبوم الاخير لماذا توقفت؟
 
- بسبب ثورات ربيع عربى والشهداء الذين سقطوا فى مصر وتونس وليبيا ومازالت تسقط فى سوريا وليس من الطبيعى أن نغنى على جثث هؤلاء الشهداء وهذا جعلنى استقر فى بيروت واتابع عن قرب كل ما يحدث فى الوطن العربى كأى مواطن عادى.
 
■ هل غناؤك بالخليجى واللبنانى انساك الغناء باللهجة المصرية؟
 
- هذا غير صحيح فاذا كنت أنا لبنانى الاصل والنشأة لكنى مصرى الهوى والروح والدليل اننى اجهز لمجموعة من الاغانى باللهجة المصرية التى اعتبرها اقرب اللهجات لقلبى بالاضافة لاحياء عدد من الحفلات فى مصر والتى بدأتها بحفله مهرجان الموسيقى العربية الذى احييته الاسبوع الماضى وقدمت من خلاله مجموعة من اغانى الموسيقار الراحل بليغ حمدى صاحب الفضل الاكبر فى مسيرتى الغنائية.
 
■ لكن هناك اتهاماً للفنانين اللبنانيين الذين يغنون باللهجة المصرية بأنهم خونة؟
 
- هذا الاتهام قائم على العنصرية والذى يروجه ليس له سوق فى مصر ويريد تعليق فشله على الآخرين فمصر هى بيت العرب والانطلاق الحقيقى لاى فنان وشرف لاى فنان سواء خليجياً او سورياً او لبنانياً أن يغنى باللهجة المصرية ونحن نعلم أن انجح اغانى فريد الاطرش وفايزة احمد ووديع الصافى وصباح ووردة تم غناؤها باللهجة المصرية.
 
■ وما رأيك فى الدويتوهات التى جمعت بعض المطربين العرب مثل أليسا وتامر حسنى وعمرو دياب مع مطربين عالميين؟
 
- هى تجربة مفيدة للمطرب العربى عموما واتمنى أن اخوضها لانها تحقق له الانتشار فى الغرب وتفتح المجال لاحياء حفلات هناك واستقطاب جمهور جديد فى الغرب فنحن هنا فى الاعلام العربى للاسف نفتح سوقاً للفن الغربى ونروج لاخباره على عكس ما يحدث معنا فى الخارج
 
■ ومن جيل الشباب تحرص على متابعته وتضع اغانيه فى سيارتك مع اغانى العملاقة؟
 
- أنا اتابع كل الجديد واحب اصواتاً كثيرة مثل شرين عبدالوهاب ووائل جسار ووائل كفورى لكن عندما ابحث عن الهدوء والسلطنة اسمع الاغانى القديمة وانا لدى فى سيارتى كوكتيلاً لأغانى ليلى مراد وعبدالحليم وام كلثوم وفريد الاطرش إلى جانب اننى اتعلم من هؤلاء العمالقة الذين تعاونوا مع كبار الملحنين والشعراء فى الوطن العربى لكن الجيل الجديد لا يعطينا الفرصة لكى نسرح مع اغانيه.
 
■ انتشرت مؤخرا على شاشات الفضائيات برامج اكتشاف المواهب . هل ترى انها تساهم فى مساعدة هؤلاء الشباب؟
 
- بلا شك هذه البرامج مهمة جدا وانا عن نفسى خرجت من خلال برنامج "استديو الفن" وكان ايامها يتم التركيز على رعاية المواهب ودعمهم فنيا لكن الآن الموضوع اختلف لأن الفضائيات تتاجر بهذه المواهب خاصة انها فى النهاية لا تختار الا موهبة واحدة وباقى المشاركين يخرجون بلا اى فائدة
 
■ وما أكثر البرامج التى اعجبتك؟
 
- برنامج "the voice "جيد جدا ولجنة تحكيمه رائعة لانها تضم 4 مطربين لهم وزنهم فنيا واكاديميا فكاظم الساهر وصابر الرباعى بجانب موهبتهما هما دارسان للموسيقى اما شرين وعاصى الحلانى فلهم قاعدة جماهيرية والناس تتابع اعمالهما
 
■ وماذا عن" صوت الحياة "؟
 
- لم اتابعه حتى اعطى رأيى فيه وعموما هو يضم فنانين كبارمثل سميرة سعيد وهانى شاكر وحلمى بكر.
 
■ لكن هناك آراء تقول إن المطربين لا يصلحون لتقييم المواهب لانهم يحتاجون لتقييم مستمر؟
 
- انا لى نظرية معينة فى هذا الموضوع وهى أن مشكلة البرامج بالنسبة للمطرب مثل مشكلة التمثيل فهناك مطربون قد ينجحون جدا فى الغناء وعندما يتجهون للتمثيل او تقديم البرامج يفقدون بريقهم وشعبيتهم بسبب حركاتهم وتصرفاتهم لأن الكاميرا سلاح ذو حدين حيث تفضح ما فى داخل الانسان وهذا يجعل الكثير من المطربين والمطربات يفكرون الف مرة قبل أن يدخلوا مجال تقديم البرامج او التمثيل لانها مغامرة غير مضمونة اما أن تنجح او تفشل.
 
■ سمعنا انك بصدد كتابة مذكراتك وتحويلها لمسلسل تليفزيونى .ما حقيقة ذلك؟
 
- فعلا بدأت فى كتابة مشوار حياتى فمنذ أن دخلت الفن سنة 1974 وجدت اننى مررت بمحطات مهمة فى حياتى وتعرضت لمآس درامية كثيرة صبرت عليها حتى أصنع تاريخى على مدار 30 عاماً وأتمنى تقديم عصارة هذا المجهود للشباب حتى يتعلموا ويستفيدوا من تجاربى فى الحياة وهذا دفعنى لكتابة مذكراتى خاصة اننى أن رأيت بعض المطربين يظنون أن النجومية هى الغرور وعدم الحديث مع الاعلام والمشى بالبودى جاردات ولا يعلمون أن هذه التصرفات ستضرهم وسيأتى الوقت الذى تنساهم الناس فيه.
 
■ ومن تراه يصلح لتجسيد حياتك على الشاشة؟
 
- فى الحقيقة افكر الاستعانة بوجه جديد يمثل شخصيتى وانا فى مرحلة الشباب فى الحلقات الاولى من المسلسل خاصة اننى دخلت الفن وعمرى 16 سنة بعدها أمثل أنا المرحلة التالية واعتقد أن هذا سيعطى مصداقية اكثر للأحداث.
 
■ اعتزل مؤخرا الفنان فضل شاكر الغناء لأسباب دينية وسياسية. ما تقييمك لتجربته بعد الاعتزال؟
 
- هذه حالة روحانية تخص فضل شاكر اهنئه عليها وادعو له بالتوفيق وأتمنى أن اصل مثله لحالة التصالح مع النفس وقد سبقه فى ذلك مطربون آخرون لكنى لست مع اتجاهه للسياسة وهجومه على الحكام اوتحريم الفن لأن الفنان يجب أن يظل بعيداً عن السياسة ويكون انتماؤه للشعب والبلد الذى يعيش فيه حتى لو اعتزل وان يكون على مسافة واحدة مع كل الاتجاهات لأن معجبيه من مختلف الفئات.
 
■ ما تعليقك على مهاجمة المطربين الذين غنوا للرؤساء عقب قيام ثورات الربيع العربى؟
 
- فى الحقيقة من اكثر الاشياء التى ندمت عليها هى الغناء فى حفلات وافراح ابناء الملوك والرؤساء وهذا الدرس تعلمته من السيدة فيروز التى لم تغن لأى زعيم ووجهت صوتها للشعب والارض، لكن احب أن اشير فى هذا الامر إلى انه لم يكن هناك أى مطرب يجرؤ على رفض الغناء فى حفلات الرؤساء علاوة على أن كبار المطربين غنوا فى مثل هذه الحفلات وعلى رأسهم ام كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم واعتقد أن الرئيس الوحيد الذى استحق أن نغنى له هو جمال عبدالناصر