الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الصوفية تحتفل بمولد البدوى شيخ العرب صاحب الرداء الأحمر

الصوفية تحتفل بمولد البدوى شيخ العرب صاحب الرداء الأحمر
الصوفية تحتفل بمولد البدوى شيخ العرب صاحب الرداء الأحمر




 كتب ـ أشرف أبوالريش

 يحتفل العالم الإسلامى اليوم الخميس بليلة الختامية لأحد أقطاب التصوف وهو الإمام أحمد بن على بن يحيى الملقب بالسيد البدوى والمولود فى مدينة  (فاس 596 هـ/1199 م - طنطا 675 هـ/1276 م)  وهو إمام صوفى سنى عربى، وثالث أقطاب الولاية الأربعة لدى المتصوفين وإليه تنسب الطريقة البدوية ذات الراية الحمراء. لُقب بالبدوى لأنه كان دائم تغطية وجهه باللثام مثل أهل البادية، وله الكثير من الألقاب، أشهرها شيخ العرب والسطوحى.
ينتهى نسبه من جهة أبيه إلى الحسين بن على بن أبى طالب. وولد البدوى بمدينة فاس المغربية، وهاجر إلى مكة مع عائلته فى سن سبع سنوات، واستغرقت الرحلة أربع سنوات، منها ثلاث سنوات أقاموها بمصر. وعندما بلغ الثمانية والثلاثين من عمره، سافر إلى العراق مع شقيقه الأكبر حسن، ورجع بعد عام واحد إلى مكة، ثم قرر فى نفس عام رجوعه، الهجرة إلى مصر، وتحديداً إلى مدينة طنطا، لتكون موطن انتشار طريقته.
يُنسب إلى البدوى العديد من الكرامات، أشهرها ما يتداوله العامة أنه كان ينقذ الأسرى المصريين من أوروبا الذين تم أسرهم فى الحروب الصليبية، ولذلك انتشرت مقولة فى التراث الشعبى المصرى هى الله الله يا بدوى جاب اليسرى، أى أن البدوى قد جاء بالأسرى.
يُقام له فى مدينة طنطا احتفالان سنوياً، أحدهما فى شهر إبريل يُسمى بالمولد الرجبى، والثانى فى أكتوبر وهو الاحتفال بمولده الذى يُعد أكبر الاحتفالات الدينية فى مصر على الإطلاق، حيث يزور مسجده الكائن بقلب المدينة أكثر من 2 مليون زائر فى المتوسط خلال أسبوع.
أجمع علماء الأنساب والمؤرخون جميع على اتصال نسب القطب البدوى بالحسين بن على بن أبى طالب، فهو «أحمد، بن على، بن يحيى، بن عيسى، بن أبى بكر، بن إسماعيل، بن عمر، بن على، بن عثمان، بن حسين، بن محمد، بن موسى، بن يحيى، بن عيسى، بن على، بن محمد، بن حسن، بن جعفر الزكى، بن على الهادى، بن محمد الجواد، بن على الرضا، بن موسى الكاظم، بن جعفر الصادق، بن محمد الباقر، بن على زين العابدين، بن الحسين، بن على، بن أبى طالب».
أما بالنسبة للقب «البدوى» الذى اشتهر به، فسمى بذلك لأنه كان يشبه أهل البادية فى ملازمة اللثام. وسمّى «الملثم» أيضاً لأنه كان يغطى وجهه بلثامين صيفاً وشتاءً.
يعتبر الاحتفال بمولد البدوى من أكبر الاحتفالات الدينية فى مصر، حيث تحتفل به 67 طريقة صوفية. ويقام فى منتصف أكتوبر من كل عام بمدينة طنطا  الكائن فيها ضريحه بمسجده الشهير، ويقام لمدة أسبوع  وسط إجراءات أمنية مشددة. ويتبعه الاحتفال بمولد سيدى  إبراهيم الدسوقى بمدينة دسوق فى الأسبوع الذى يلى الاحتفال بالبدوى مباشرةً. وقد ساعد إقامة مولد البدوى كل عام فى ربط الشمال المصرى بجنوبه، حيث إن كثيرًا من أهل الصعيد لا يزورون الوجه البحرى إلا فى موعد إقامة مولد البدوى، وعندما ينتهى فى طنطا يذهبون إلى دسوق للاحتفال بمولد الدسوقى.
 وصف الشعرانى أحمد البدوى، فقال إنه كان غليظ الساقين، طويل الذراعين، كبير الوجه، أكحل العينين، طويل القامة، قمحى اللون، وكان فى وجهه ثلاث نقط من أثر مرض الجدرى؛ فى خده الأيمن واحدة وفى الأيسر اثنتان. وكان أقنى الأنف، وعلى أنفه شامتان فى كل ناحية شامة سوداء أصغر من العدسة، وكان بين عينيه جرح، فقد جرحه ابن أخيه الحسين حين كان بمكة.
فى سنة 603 هـ/1206 م، عندما كان عمر أحمد البدوى سبع سنوات، هاجرت أسرته من فاس إلى مكة فى رحلة استغرقت نحو أربع سنوات، وقد مروا بمصر فى طريقهم، وعاشوا فيها فترة تقدر بنحو ثلاث سنوات.
وهناك بعض القصص الصوفية تقول إن على والد البدوى جاءه هاتف فى المنام أن: يا على، ارحل من هذه البلاد إلى مكة المشرفة، فإن لنا فى ذلك شأناً.  وقد توفى والده سنة 627 هـ/1229 م، وبعدها بأربع سنوات توفى محمد شقيق البدوى، فلم يبقَ من إخوته الذكور أحد سوى شقيقه الأكبر حسن، وهو الذى تولى رعايته.