السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

جونج تيه: أقنعت مبارك والمحيطين به بخطورة علاقات مصر مع كوريا الشمالية

جونج تيه: أقنعت مبارك والمحيطين به بخطورة علاقات مصر مع كوريا الشمالية
جونج تيه: أقنعت مبارك والمحيطين به بخطورة علاقات مصر مع كوريا الشمالية




كتب - علاء الدين ظاهر


وصف جونج تيه إك رئيس المجلس الكورى للعلاقات الخارجية وأول سفير لجمهورية كوريا الجنوبية فى القاهرة عام 1955 فندق مينا هاوس بأنه مكان تاريخى للكوريين، حيث استضاف فى 1943 مؤتمرًا ضم كلاً من تشرشل وستالين السكرتير العام للحزب الشيوعى السوفيتى الأسبق، ورئيس الصين «لى كاى شيك»، وشهد المؤتمر هذا إعلان القاهرة الذى نص على إعلان كوريا دولة مستقلة بعد أن كانت محتلة من اليابان.
وفجر جونج مفاجآت تمثلت فى إقناعة الرئيس الأسبق مبارك ومن حوله بضرر علاقة مصر مع كوريا الشمالية ووقوف ذلك عقبة فى علاقات تعاون كوريا الجنوبية مع مصر، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكى الأسبق فرانكلين روزفلت لعب دورا مهما فى استقلال كوريا فى إعلان القاهرة الذى تمر هذا العام الذكرى 73 عاما عليه، حيث يمثل هذا الإعلان نقطة تحول محورية فى تاريخ كوريا فى القرن العشرين، وكان وعدا صريحا وواضحا من قادة الدول العظمى فى العالم آنذاك أمريكا وإنجلترا والصين بإقامة دولة كوريا حرة مستقلة.
وتابع فى تصريحات له أمس: استقلال كوريا أصبح نقطة فارقة فى النظام الدولى بعد الحرب، وهذا الإعلان كان له أثر كبير فى تاريخ العالم وتشكيل النظام الدولى بتعمق، حيث دعا الرئيس الأمريكى روزفيلت عقب وصوله للقاهرة فى 24نوفمبر 1943 فى مكان إقامته بمينا فيلا «مينا هاوس»، قائد جيوش دولة الصين شيانغ كاى شيك وزوجته لتناول العشاء وعقد لقاء معه، وفى اليوم التالى عقد الرئيس الأمريكى اجتماعا فرديا مع رئيس وزراء المملكة المتحدة تشرشل ثم وفى نفس المكان اجتمع ثلاثتهم، ومن خلال تلك اللقاءات المتتابعة تم رسم خطة واضحة لإعلان القاهرة بناء على المسودة التى كتبتها أمريكا.
وقال إن روزفلت كان أول من أيد إضافة بند استقلال كوريا ضمن مسودة الإعلان، ويعتبر مؤتمر القاهرة المنصة التى تم عليها اختبار العالم بأن أمريكا أصبحت الدولة المسيطرة على سياسة العالم بعد الحرب، والتقى روزفلت وتشرشل الزعيم الروسى ستالين فى طهران وحصلوا منه على موافقته على إعلان القاهرة والذى تم الإعلان عنه بعد ذلك بيوم واحد، وانقسام شبه الجزيرة الكورية إلى دولتين منفصلتين مر عليه أكثر من 71 عاما، إلا أن الكوريتين لم تحققا التوحد والمواجهة بينهما تزداد حدة على الصعيدين السياسى والعسكرى فى الوقت الراهن وذلك نتيجة للاستفزاز المستمر والمناورات من جانب كوريا الشمالية مهددة باستخدام الأسلحة النووية لذا فالوضع هذا يشكل قلقا.
وتابع: توليت مهامى بصفتى القنصل العام لدولة كوريا فى القاهرة 1993 ولم تكن هناك بعد علاقات دبلوماسية تربط بين مصر وكوريا فى ذلك الوقت، وقد أسفرت جهودى عن إقامة علاقات دبلوماسية رسمية ناجحة عام 1995، وأصبحت السفير الكورى لدى مصر، وأعتبر استطاعتى تحقيق هذا الهدف الذى كنا نطمح له منذ زمن بعيد نصراً دبلوماسياً استراتيجياً عظيماً، حيث كانت كوريا الشمالية تحظى بعلاقات دبلوماسية جيدة مع مصر على مستوى السفراء منذ زمن، كما ساعدت الجيش المصرى فى حرب73 التى حققت فيه مصر نصرا حاسما، وكان هناك عهد بين مبارك وكيم إيل سونج الزعيم الكورى الشمالى بألا تقام علاقات دبلوماسية مع كوريا الجنوبية حتى توحد الكوريتين، وظل هذا الوعد عائقا كبيرا فى طريق العلاقات الدبلوماسية بين مصر وكوريا الجنوبية حتى توليت منصبى.
واستطرد: أقنعت المحيطين بالرئيس مبارك بأن كل ما تفعله كوريا الشمالية لتحقيق مصالحها ومكاسبها فقط، حيث لم تكتف بإمداد الدول المنافسة لمصر مثل إيران والعراق وسوريا وغيرها من الدول بالصواريخ وإثارة الفوضى فى الشرق الأوسط بل حرصت أيضا على تضليل مصر، وحرصت أنا بكل الطرق على إقامة علاقة صداقة مع مصر من خلال إمدادها بالمعلومات عن التواصلات السرية بين كوريا الشمالية وإسرائيل فيما يتعلق بمشكلة الصواريخ وما إلى ذلك.