السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

لماذا هذا يا نوبل؟!

لماذا هذا يا نوبل؟!
لماذا هذا يا نوبل؟!




وليد طوغان يكتب:

قالت الأكاديمية السويدية إن كل محاولاتها للاتصال بالمطرب الأمريكى بوب ديلان فشلت. سكرتيرية الأكاديمية التى تمنح جائزة نوبل، قالت إنها لا تعرف ما إذا كان ديلان سيحضر حفل تسليم الجوائز هذا العام أم لا.
الأمريكى بوب ديلان، التزم صمتا بينا منذ إعلان فوزه  بالجائزة،  فلا علق على الخبر، ولا قال إنه سعيد، ولا حتى قال إنه تعيس، ولا قال شيئا على الإطلاق.
ربما مازال ديلان يعانى صدمة، كالتى ضربت الأوساط الثقافية حول العالم، منذ إعلان  فوزه  بالجائزة فى الآداب هذا العام.
ديلان كاتب أغانٍ وهو أيضا ملحن ومغنٍ. قالت الأكاديمية السويدية إنها منحته الجائزة، لما إضافة من تراكيب لفظية على الأغنية الأمريكية، لم يكن هذا مقنعا للكثير من نقاد الأدب حول العالم.
لم يكن متوقعا أن يفوز مغنٍ وكاتب أغانٍ، مهما كانت شهرته فى عالم البوب بالجائزة، فى الوقت الذى يتم فيه استبعاد  التشيكى  ميلان كونديرا، الذى يكتب بالفرنسية ، أو إيتالو كلفينو الإيطالى، أو حتى الأمريكى فيليب روث.
بعضهم قالوا: الشاعر العربى أدونيس كان أحق بنوبل هذا العام من بوب ديلان، آخرون قالوا إن معايير نوبل، نزلت تحت الأرض، فلم يعد لها مقياس، ولا عاد لها شكل ولا إطار يمكن الوثوق فيه.
ربما لذلك كله، لم يعلق  ديلان حتى الآن على خبر فوزه. الخبر أعلنوه قبل أسبوعين، الأكاديمية قالت إنها راسلته بالبريد الإلكترونى، وطلبوه على الموبايل، وعلى تليفونات بيته فى لاس فيجاس، ومكتبه فى نيو أورليانز لكن لا أحد يجيب.
خلال السنوات العشرين الأخيرة، لم تكف لجنة منح نوبل فى الآداب عن إثارة الجدل.  العام قبل الماضى، فاز الفرنسى باتريك موديان بالجائزة فى الآداب. خبر فوز موديان أيضا كان صدمة وقتها.
فموديان، متوسط الموهبة باعترافه هو شخصيا، لذلك قالت نكتة ان النقاد أغلقوا هواتفهم بعد اعلان فوز موديان، لأنه ليس لديهم ما يقولونه لمحررى الصفحات الثقافية، لو سألوهم عن طريقة موديان فى الكتابة، أو خصوصيته فى السرد.
أول تعليق لموديان بعد إعلان فوزه  العام قبل الماضى قال: لماذا أنا؟
لم يكن تواضعا من فرنسى قال عن نفسه، إنه يعيد كتابة نفس الكتاب، ونفس الرواية، بنفس الأسلوب منذ أربعين عاما، لكن الذى حدث أن موديان نفسه شك فى نفسه، واستخف بلجنة منح الجائزة، وبمعاييرهم فى اختيار الفائزين، وتساءل على الهواء فى أحد أكبر البرامج الإخبارية: على أى معيار منحونى الجائزة؟
فى الأوساط الفرنسية، هناك من قال إن الشاعر أدونيس أحق من ديلان هذا العام بنوبل فى الآداب، فى أوروبا قالوا إن بورخيس الارجنتينى، أو البرازيلى جورج أمادوا أفضل، وأعمق، وكل منهما أكثر قدرة، وأكثر حرفية فى الكتابة، وأنهما قدما إلى عالم الأدب، أكثر بكثير مما كتبه ديلان من أغان، غناها على المسارح المكشوفة، لمراهقين،  ببنطلون «جينز» مقطع ومرقّع.
كثير من الفائزين بنوبل كانت أسماؤهم لا تثير التقدير بقدر ما تثير الدهشة فى أوساط المثقفين والنقاد.
حتى الآن يتندرون فى إنجلترا بفوز رئيس الوزراء الإنجليزى ونستون تشرشل بالجائزة فى الآداب، عن كتاب أشبه بالسيرة الذاتية.
وقتها قالوا إن تشرشل رجل سياسة فى المقام الأول هذا صحيح ، دبلوماسى من العيار الثقيل، هذه حقيقة،  لكن أديب، له أسلوب، وطريقة سرد، وروايات ممكن اعتبارها إضافة فى عالم الآداب، فهذا الذى لا يمكن قبوله أو السكوت عليه.