الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

استعدادات عروس المتوسط لاستقبال الشتاء

استعدادات عروس المتوسط لاستقبال الشتاء
استعدادات عروس المتوسط لاستقبال الشتاء




تحقيق - نسرين عبد الرحيم

 

شهدت الإسكندرية الأعوام الماضية أمطاراً غزيرة مصاحبة لسيول ثلجية، نتج عنها أن أغرقت المياه الشوارع والميادين وطريق الكورنيش والعديد من المناطق السكانية والمحلات التجارية وأيضا تسببت فى شلل فى حركة المرور واتلاف البضائع داخل المحلات بل هناك مناطق لا تستطيع أن تفتح أبوابها خلال الشتاء بسبب تراكم المياه، كما غرق العديد من السيارات داخل الجراجات الأمر الذى أرجعه الكثير لتهالك البنية التحتيه للثغر وعدم استعداد المحافظة بشكل كاف لمواجهة النوات والسيول.
وقد أكد عدد من خبراء الأرصاد الجويه ان موسم الشتاء هذا العام سوف يشهد امطارا غزيرة، الأمر الذى سيضع الأجهزة التنفيذية فى مأزق حقيقى، إذ ستكون فى اختبار يوضح ما أنجزته لتفادى تكرار المأساة السابقة.
«روزاليوسف» ألتقت بعدد من المسئولين وأيضا بعدد من المهتمين بقضايا الثغر للتعرف على الاستعدادات وأيضا أوجه القصور.
فى البداية أكد محمد توفيق المنسق العام للمركز القومى لمكافحة الفساد والذى تحدث بصفته مواطن سكندرى، أن جميع الاستعدادات والجهد المبذول من قبل الأجهزة التنفيذية وخصوصاً الصرف الصحى لا ننكره، ولكن نحذر من المناطق المنخفضة خصوصاً أن أغلبية الطرق تم إنشاؤها بطريقة هندسية بها العديد من العوار وخصوصا بدايات جميع الكبارى ونهايتها، وصيانة الشنايش ومصارف المياه بالفعل تمت، وقد لاحظنا ذلك احقاقا للحق ولكن محطات الصرف بها وحدات خارج الخدمة إلى الآن، والسبب الرئيسى لغرق الإسكندرية فى الأعوام السابقة، هو عدم الاستعداد من الأجهزة التنفيذية لموسم النوات المعروف مسبقاً وعدم جاهزية محطات الصرف الصحى، التى تعرضت للأعطال من ضغط التشغيل وسوء الطرق وعدم صيانة الشنايش ومصارف المياه وبالطبع تراكم القمامة أثر بالسلب على طريق تصريف المياه وسرعة انحدارها فى بالوعات الصرف.
وتابع: أتمنى أن أرى حلا لكل تلك المشكلات عبر ماتم الإعلان عنه بتخصيص مبلغ خاص بالصرف الصحى وتحسين تلك المنظومة.
وحذر توفيق من مناطق غرب الإسكندرية كمنطقة نجع العرب ومأوى الصيادين ﻷنهما يقعا على بحيرة مريوط ومع ارتفاع منسوب المياه تحدث الكارثة كما حدث بالسنوات الماضية.
وأضاف النائب هيثم الحريرى عضو مجلس الشعب عن دائرة محرم بك، أن بحيرة مريوط تمثل مشكلة، حيث إنها هى التى حمت الإسكندرية من غرق النوه السابقة، لأنها استوعبت كميات المياه الناتجة عن الصرف والأمطار.. والمحافظة اهتمت بتطهير البحيرة من النفايات وتنظيف الشنايش، ولكن هناك تقصيرًا من المحافظة والرى والزراعة نحو بحيرة مريوط، وتعمل الآن الاجهزة التنفيذية على الاهتمام بسحب كميات المياه لعدم ارتفاعها كى تستوعب المياه الناتجة عن النوات القادمة، إلا أن البحيرة يوجد بها كمية من الطين تحولت إلى مادة صلبة أصبحت تمثل ارتفاعا داخل البحيرة يعوق استيعاب كمية كبيرة من المياه لذلك يجب تجريف البحيرة وسحب الطين من داخلها وهذه مهمة الزراعة والثروة السمكية لأن البعض يستخدمها للبناء وهذا خطر على مصر كلها وعلى اسكندرية تحديدا لأن الإسكندرية مهددة بالغرق.
وأوضح مصطفى الشرقاوى عضو المجلس الشعبى المحلى لمحافظة الإسكندرية الأسبق، لم أر أى مجهود يبذل ولم أر الاستعدادات الكافية، فالمفروض ان يكون هناك نظافة للشوارع والميادين من القمامة لأن عدم النظافة يؤدى إلى تراكمات ينتج عنها إنسداد الشنايش وعدم صرف المياه وبالتالى الاستعداد غير كاف.
ولفت إلى أن الجميع يتحرك وقت الأزمات كإجراء وقائى، فمثلا المناطق العشوائية والشعبية والمناطق التى تكدست بالسكان والمناطق التى تم فيها بناء أبراج سكنية كثيرة أصبحت حملا على الصرف الصحى أكثر من الطاقة الموجودة، ولم تجدد الشبكات الحالية رغم الأزمات التى مرت بالثغر، فالكثافة السكانية زادت من الضغط على الشبكات الموجودة مثل مناطق المنتزة والفلكى وعزبة محسن وريف المنتزة ومنطقة الحرمين وأبوقير والمعمورة البلد ودربالة.
وتابع: جميع تلك المناطق مازالت معرضة للازمات خصوصا المناطق الريفية التى اصبحت مناطق شعبية مثل منطقة عزبة محسن كانت قرية الآن أصبحت مدينة مقتظة بالسكان فبالتالى يحدث فيها مشاكل كثيرة علاوة على المناطق قبلى ترعة المحمودية هى أيضا مناطق منخفضة، لذا المياه ستتكدس وبالنسبة للكورنيش فإن قيام مستأجرى الشواطىء بإلقاء القمامة والقاذورات والمخلفات فى الشنايش يؤدى إلى انسدادها وأيضا العمال الذين ينظفون الشنايش عندما ينظفون الشنايش يقومون بإلقاء القمامة بجانب الشنايش وبالتالى تجف وتعود مرة أخرى لسد الشنايش أى منظمة واسلوب النظافة ليس منضبطًا.. ليس هناك خطة للاسف.. الأوضاع كما هى.
وأضاف أن منطقة الحرمين كانت غارقة بالصرف منذ شهر، المنظومة من المفترض أن تكون أفضل من ذلك خصوصا مع مواجهة العقارات التى تم بناؤها عقب ثورة 25 يناير والتى تسببت فى زيادة الحمل على شبكات الصرف.
بدوره، قال «وائل الغندقلى» منسق عام مبادرة الإسكندرية عروس البحر الأبيض المتوسط، إنه تم عمل تجربة بالتنسيق مع حى وسط وهيئة الصرف الصحى والمجتمع المدنى وهيئة حل أزمات الإسكندرية والبحيرة لاختبار كفاءة الصرف لكوبرى محرم بك حيث تم ضخ كميات كبيرة من المياه من خلال عربتين، واحدة محملة بمياه عادية والأخرى مياه صرف لمعرفة هل سينتج عنها شلل مرورى وتراكم للمياه وتم صرف المياه بصورة طبيعية فى وقت مناسب، حيث تأكد لنا أنه لن يحدث تراكم للمياه ولن يحدث شلل مرورى.
وأوضح أنه بالنسبة للصرف بمنطقة كوم الدكة فإن تلك المنطقة مرتفعة والمشكلة أن الصرف لا ينزلق بالمواسير بل يدخل للمنازل، أى يطفح فى البيوت لأن المنازل منخفضة تلك المشكلة التى لم تظهر إلا عقب الثورة.
وكشف وائل أن محافظ الإسكندرية أعطى مهلة أربع شهور لشركة النظافة حيث وجه الأحياء برفع يدها عن ملف القمامه بمعنى أن هناك مشكلة حيث يحدث تجريف للارض بسبب لودرات القمامة، تلك المشكلة موجودة بين شركة النهضة والحى، والمحافظ يريد أن يحدد المسئوليه.. لذلك وجه برفع الأحياء يدها عن رفع القمامة وأصبحت مسئولية شركة النهضة وإن لم تنجح شركة النهضة فى القضاء على مشكلة القمامة خلال أربعة شهور ستقوم المحافظة بعمل مناقصة جديدة ومنح جهة أخرى جمع القمامة أما لو نجحت شركة النهضة فى القضاء على القمامة سيجدد لها العقد بخمس سنوات أخرى وسيقوم باعتماد ميزانية قدرها 20 مليون جنيه بدلا من 12 مليونًا، وأشار إلى أن جميع الصرف الصحى الخاص بحى وسط تقريبا تم تجديده وتم توسيع شركة المجارى وتم تركيب مواسير جديدة.
ومن جانبها أكدت النائب بمجلس الشعب عن محافظة الإسكندرية «مى محمود» أن محافظ الإسكندرية الجديد اللواء «رضا فرحات» يعمل بشكل جيد وهناك تطور ملحوظ بشكل كبير، شهدته مدينة الاسكندرية الفترة الماضية، حيث هناك عمليات تطهير مستمرة للشنايش على طريق الكورنيش والشوارع الرئيسية، تم تطهير جميع بلاعات الصرف الصحى وجار العمل على خفض منسوب المياه فى المصارف حيث تم خفض جزء كبير من منسوب المياه فى المصارف ومصارف الصرف الصحى استعدادا لاستيعاب كمية الأمطار، لافتة إلى أن هذا لم يكن يحدث فى الإسكندرية منذ فترة طويلة وأتمنى أن يكون كافيًا.
وأشارت مى إلى أن هناك بعض الأماكن ستتعرض لمياه غزيرة، إذ أنها عرضة لحدوث تراكم للمياه مثل منطقة الحرمين فى دائرة المنتزة حيث مازال مشروع الصرف الصحى الخاص بالمنطقة لم ينته بعد وقد تتضرر المنطقة فى حالة وجود أمطار غزيرة، ولكن مع مجهود زيادة نستطيع أن نجد حلولا مؤقتة والشتاء هذا العام سيكون أفضل من السنوات السابقة.
وعن منسوب المياه وارتفاعه فى ترعة المحموديه أكدت أن منسوب المياه هذا العام سيكون منخفضًا ووجود الشتاء مع انخفاض منسوب المياه سيكون أفضل ولن يكون  هناك مشكلة حيث إن العمل جار إلى الآن.             
فيما أكد «حسن خليل «مدير عام منطقة وسط لشركة الصرف الصحى، ان منطقة وسط استعدت بشكل كبير بتطهير الشنايش وهناك خطة عمل بدأت منذ 15\7 بالإضافة أننا قمنا بتطهير المطابق فى الشبكة الرئيسية بالإضافة للأماكن الساخنة التى دائما ما تحدث  مشاكل مثل منطقة كارفور وإنشاء شنايش جديدة وموجود فى الموقع عربات شفط احتياطى وبداله برمائية على مدار الثلاث ورديات.
كما تم تطهير طريق البحر بالكامل وفتح مصباته بطريق الكورنيش وجميع المناطق بنطاق وسط حدث بها تطهير ولقد قمنا بعمل مناورة الأسبوع الماضى فى المساء بالتعاون مع الشرطة واغلقنا «السكة» فى نفق عبدالمنعم رياض واكتشفنا نجاح الصرف فى تلك المنطقة.
وبين أن هناك رقم 175 طوارئ صرف إسكندرية هو خط ساخن، ملمحا إلى أنهم مستعدون تماما وأى ملحوظة من اى مواطن نأخذها فى الاعتبار، لافتا: لابد من التوعية لأن المواطن يستخدم الشنايش خطأ وهناك مشاكل تقابلنا بأنننا نطهر الشنايش، ولكن عامل النظافة يلقى فى الشنايش القمامة.
فى السياق نفسه يقول أحمد حسين مدير عام منطقة غرب للصرف الصحى، جميع المناطق والكورنيش على استعداد لاستقبال الشتاء فقمنا بفتح  المصبات.
وعن منسوب المياه وترعة مريوط المرة السابقة لم يكن بارادتنا وتحملنا المسئولية ولكن الموضوع ليس بيدنا ارتفاع منسوب الملاحة مسئولية الرى فيجب أن تتخلص من التعديات وتطهر المصارف لتقليل منسوب الملاحة، الملاحة ليست تابعة لى، نحن جهزنا أنفسنا كصرف من خلال تطهير الصرف والبلاعات.
ومن جانبه أكد أحمد البوشى المتحدث الرسمى لشركة الصرف الصحى على مستوى الإسكندرية، استعدادهم من بداية شهر 9 بتطهير المطابق والشنايش ورفع كفاءة المحطات التى يصل عددها لـ143 محطة رفع ومستعدين للنوة الأولى وعملنا إعادة تأهيل ودفعنا بسيارات عددها يصل الى حولى 60 سيارة معدة لأى مكان، مع دراسة لبعض الأماكن المنخفضة، سنوقف فيها عربات مثل الشاطىء وكارفور والمندرة، وقمنا بعمل تأهيل لبعض المحطات الجديدة مثل المندرة وخصصنا سيارات لمنع تجمع المياه والأمطار اسفل كوبرى المندرة لأنها كانت مشكلة كبيرة، كما قمنا بعمل تطهير للانفاق بجميع انحاء الإسكندرية مثل نفق 45 ونفق سيدى بشر ونفق محمد نجيب والكوبرى أبوعين واحدة وأبوتلات.
وتابع: كما قمنا بعمل تأهيل لبعض الطرق الجديدة باستخدام أساليب جديدة لعدم تجمع المياه داخل نفق عبدالمنعم رياض مع تطهير الشنايش  بطول النفق، هناك تنسيق بين شركة الصرف ووزارة الرى والمزارع السمكية لتخفيض مناسيب المصارف واستقبال أى كميات أمطار، ونطالب المواطن بعدم إلقاء المخلفات واستخدام الشنايش بصورة خاطئة حتى نتمكن من التخلص من أى كمية أمطار.
وأشار البوشى إلى أن المحافظة أنهت العمل بالخطة الموضوعة لإصلاح شبكة الصرف طبقا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال زيارته إلى المحافظة والتى أصدر خلالها توجيهات مشددة بالقضاء على مشكلة تهالك شبكة الصرف.
لافتا إلى أن الرئيس خصص وقتها مبلغ 2 مليار جنيه لحل الأزمة بكل من الإسكندرية والبحيرة، حيث تم تنفيذ الخطة العاجلة لإصلاح وتطوير شبكات الصرف الصحى بالتعاون مع كل من القوات المسلحة والجهات المعنية من الصرف الصحى والمياه والمحافظة والرى وجامعة الإسكندرية».
ومن جانبه أوضح اللواء رضا فرحات، محافظ الإسكندرية، أن ما شهدته المحافظة خلال العام الماضى لن يتكرر مرة أخرى مشددا على استمرار المحافظة فى متابعة استعدادات الاجهزة التنفيذية لمواجهة موسم الشتاء والتى بدأت بتطهير وتوسيع شبكات الصرف الصحى حيث يتم نشر فرق مدربة وسيارات تابعة لشركات الصرف الصحى بمختلف أنحاء الثغر، لافتاً إلى أنه طلب من رؤساء الأحياء تحديد الأماكن التى بها مشاكل وكانت عرضة للغرق العام الماضى وايضا تحديد القرى التى يمكن ارتفاع منسوب مياه الصرف بها وطالب رؤساء الأحياء بوضع خطة عاجلة لتجنب حدوث أى مشكلات وتحديد جداول عمل سيارات الشفط وارقام سائقيها.
وشدد فرحات على ضرورة البحث عن حلول دائمة لعدم تكرار الأزمة فى السنوات المقبلة مع إنهاء جميع مشروعات الخطة العاجلة، لافتا إلى أنه لن يسمح بوجود تقصير أو تقاعس من أى شخص أو جهة وأن من يخطئ سيحاسب على الفور ولا تهاون من خلال تحديد مسئوليات وأدوار كل جهة منفردة.