الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

دار الكتب تستعيد ذكريات حرب أكتوبر مع أبطالها

دار الكتب تستعيد ذكريات حرب أكتوبر مع أبطالها
دار الكتب تستعيد ذكريات حرب أكتوبر مع أبطالها




أقامت الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، ندوة بعنوان «انتصار أكتوبر.. رؤية الأنا ورؤية الآخر»، الخميس الماضى، برئاسة الأستاذ الدكتور محمود الضبع، وحضور كل من أ.د. محمد عفيفى أستاذ التاريخ بجامعة القاهرة، الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للثقافة، واللواء طيار سمير عزيز، والعميد أحمد متولي، وأ.د. أحمد الشربيني، وأ.د. محمد صبرى الدالى أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة حلوان، ود.فتحية أمين، وأ. طلعت الشايب والدكتور أنور إبراهيم.
بدأت الندوة بالسلام الجمهورى ثم بكلمة افتتاحية للدكتور محمود الضبع، الذى أكد أن حرب أكتوبر مازالت تمدنا بروح العزيمة رغم مرور 43 عامًا عليها، وبالرغم من أن المجتمع المصرى فقد كثيرا من ملامح هويته، لدرجة أن كل منا أصبح بمثابة آخر للآخر، وقد اختلفنا حتى فى تعريف المفاهيم كمفهوم الأمانة مثلا وصارت المفاهيم تحتاج منا إلى إعادة ضبط إلا أنه يمكن استعادة ما فقدناه من خلال قراءة التاريخ قراءة سياسية وثقافية.
وفى معرض حديثه ذكر الأستاذ الدكتور أحمد زكريا الشلق، أن مرحلة الإعداد لهذا الحدث استغرقت وقتًا طويلاً، وذلك لتكون الندوة إضافة حقيقية للمعرفة بتاريخنا المعاصر موثقة بأبحاث علمية وخلاصة تجارب شهود عيان عاصروا الحرب وشاركوا فيها. 
ومن جانبه استشهد الأستاذ الدكتور محمد عفيفي، بمقولة أحد المؤرخين الكبار بأنه على قدر التحدى تأتى الاستجابة ومن هنا جاءت عظمة انتصار أكتوبر، الذى يعتبر الانتصار العربى الوحيد فى القرن العشرين.
أما اللواء طيار سمير عزيز  فقد بدأ حديثه بأن القوات الجوية المصرية تم محوها فى 1967 لأننا لم نأخذ زمام المبادرة، وأضاف: «كنت أحد الذين سافروا الجزائر لإحضار طائرات وكان لديهم  6 طائرات ميج21 وعدد من الميج17 وكانت مفككة وتم تجهيز 24 طائرة أحضرناها يوم 14 يوليو».
واستطرد اللواء عزيز أن الميج 21 كانت خردة والميج 17 زيرو، ومع ذلك فقد استخدمناها فى ضرب الإسرائيليين لمدة يومين ضربًا مبرحًا من خلال مطار المنصورة، الذى كان من أفضل المطارات الحربية وقتها. وعندما جاء السادات لزيارتنا وكان وقتها الفريق أول محمد صادق وزيرًا للحربية  قيل لنا إذا سألكم  السادات أخبروه أننا غير مستعدين للحرب، وذلك حتى لا نحارب دون أن نكمل تسليحنا، ولكننا أخبرناه أننا جاهزون وطلبنا مزيدًا من التجهيزات والتسليح، ولا أنسى وجه السادات وهو يقول: « بصوا يا ولاد احنا هنحارب باللى معانا». وتحدث الأستاذ الدكتور أحمد الشربينى، أستاذ التاريخ المعاصر والحديث بكلية الآداب جامعة القاهرة عن الوثائق العبرية التى تناولت حرب أكتوبر، وضاهى شهادة صف ضابط مصرى أثناء الحرب بوثائق إسرائيلية  فتطابقت شهادته إلى حد كبير مع الوثائق التى اطلع عليها والتي  شملت محاضر اجتماعات رئيسة وزراء إسرائيل آنذاك جولدا مائير ووزارة الدفاع.
ونوه الشربينى أنه من الأولى بنا كمصريين أن نتيح وثائقنا كمنتصرين فى الحرب للاطلاع فنحن أولى من المهزومين بالإتاحة.
وتحدث الدكتور أنور إبراهيم، مستشار وزير الثقافة المصرى للشئون الخارجية سابقًا عن العلاقات المصرية الروسية قبل وأثناء حرب أكتوبر، وأشار إلى أهمية الوثائق والمستندات عند السوفييت وهناك شعار يرفعه الروس دائما أن الوثائق لا تحترق، فالوثائق حتى لو تضمنت وجهة نظر مخالفة لهم لا يتم التخلص منها، واستطرد أن شهادة السفير السوفيتى لدى القاهرة آنذاك فى منتهى الأهمية حيث تعددت زياراته المكوكية بين موسكو والقاهرة لتبادل الرسائل حول صفقات السلاح والاستعداد للحرب، وقد كان للسوفييت دور مهم فى نقل الحرب إلى مجلس الأمن منذ وقت مبكر بعد اندلاع المعارك، والأرشيف الروسى يحفل بوثائق حول اللواءات العسكرية العربية التى شاركت فى الحرب إلى جانب مصر وسوريا.
من جانبها تناولت الدكتورة فتحية أمين ما ورد عن الحرب فى الصحافة الإيرانية من خلال صحيفة السياسة الإيرانية والتى كانت تنتهج سياسة تحريرية مختلفة تماما عن سياستها بعد الثورة الإيرانية ونظام الخومينى، وكانت وقتها مساندة لمصر والسادات، أما صحيفة الشرق فقد أبرزت شهادات قادة الجيش الإسرائيلى عن الحرب وصدمتهم من مهارة الجيش المصرى ومباغتته لهم.