الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الأعلى للثقافة يحيى الذكرى الأولى لرحيل الغيطانى

الأعلى للثقافة يحيى الذكرى الأولى لرحيل الغيطانى
الأعلى للثقافة يحيى الذكرى الأولى لرحيل الغيطانى




أقام المجلس الأعلى للثقافة أمسية ثقافية إحياء للذكرى الأولى على رحيل الروائى الأديب الكبير جمال الغيطانى، بحضور الكاتب الصحفى حلمى النمنم وزير الثقافة، ود. أمل الصبان الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، الكاتب يوسف القعيد مقرر لجنة القصة بالمجلس والناقد د. صلاح فضل، الكاتبة ماجدة الجندى زوجة الراحل، ومن أبنائه محمد وماجدة جمال الغيطانى وشقيقه اللواء إسماعيل الغيطانى، بالإضافة لعدد كبير من المثقفين والكتاب والشعراء منهم إبراهيم فوزى وزير الصناعة الأسبق، الكاتب محمد سلماوى رئبس أتحاد كُتاب مصر الأسبق، د.محمد عبدالمطلب، مقرر لجنة الشعر بالمجلس، د.أحمد درويش، مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين الأسبق، د.محمود الضبع رئيس دار الكتب والوثائق المصرية، د.هيثم الحاج على رئيس الهيئة المصرية للكتاب، والشاعر أشرف عامر رئيس الإدارة المركزية للشعب واللجان الثقافية إكرام بدر الدين مقرر لجنة العلوم السياسية، المخرجة أنعام محمد على، المخرج الفنان خالد يوسف، الكاتبة فريدة الشوباشى، د. جليلة القاضى، د.حسين حمودة، الكاتب سعيد الكفراوى، الشاعر شعبان يوسف، د.زين عبدالهادى، الأنبا بسنتى أسقف حلوان والمعصرة،السفير محمد بدر، د. محمد بدوى، الصحفية منى رجب، طارق الطاهر، رئيس تحرير أخبار الأدب، سيد محمود، رئيس تحرير القاهرة، محمد شعير، وعدد من الرموز السياسية والعسكرية منهم العميد محمد سمير.
وأكد النمنم، على  أن رحيل الأدباء والمثقفين يمثل جرحًا غائرًا فى جسد الوطن لما يتركوه من فراغًا كبيرًا فى الساحة الثقافية، كما أن هذه المناسبة تأتى بعد أيام معدودة من خسارة رمزين يُعدان من أهم رموز للثقافة المصرية والعربية، وهما: الكاتبة نعمات أحمد فؤاد، والشاعر الكبير فاروق شوشة، وطالب النمنم الحضور بالوقوف دقيقة حدادًا على روحهما.
 وأكد وزير الثقافة، أن الغيطانى، أحد المثقفين الذين أثروا الحياة الإبداعية، لافتًا إلى أن الحديث عنه فى جلسة واحدة لن يف بحقه، فهو واحد من بناة الثقافة والأدب فى مصر والوطن العربى، ومؤسس جريدة أخبار الأدب.
وأوصى طالب النمنم، المجلس الأعلى الثقافة بتنظيم مؤتمرًا أدبياً كاملًا يتناول إنتاج الغيطانى الأدبى ومسيرته ودوره الثقافى، مؤكدًا أن هذا المؤتمر سيشارك فيه كتاب ومثقفين من مصر والوطن العربى.  
وقالت د.أمل الصبان جمال الغيطانى أحد الأصوات الروائية الأصيلة فى نصف القرن الأخير، حيث أسهم بإنتاجه الروائى الغزير فى تشكيل ملامح فن الرواية العربى، وفى ترسيخ مكانته فى الأدب العالمى المعاصر، وينتمى الغيطانى لجيل الستينيات من كتاب الرواية فى مصر، وهو الجيل الأهم فى تاريخ الرواية العربية، فإذا كان نجيب محفوظ هو المؤسس الحقيقى لهذا الفن فى أدبنا العربى الحديث، فإن جيل جمال الغيطانى هو الذى انتقل بهذا الفن إلى آفاق جديدة، وأحدث نقلة نوعية فى أشكاله الفنية ومضامينه الحضارية، ورسخ وجوده على خريطة الأدب فى العالم، كما أضافت الصبان أن ترجمات أعماله نالت رواجًا غير مسبوق ووضح للقارئ غير العربى عوامل لم يكن يعرفها، فكان دائم البحث عن الأبدية.
وقالت ماجدة الجندى: «حتى الآن لم أبك على جمال الغيطانى، لأننى توصلت إلى صيغة مع نفسى أنه مازال معنا، أنا لم أتعود الكلام أو الكتابة عنه، لذا لا تنتظرونى أكتب عنه، فقط أنا عشته إنسانًا وكاتبا ومثقفا رفيعا محبًا للحق، وعارف بوطنه مصر».
كما قال الكاتب محمد سلماوى: سلكت مع الغيطانى دربا واحدا خلال فترات كبيرة، فقد جمعنا الأستاذ والأديب الكبير نجيب محفوظ، حتى أصبحنا توأمًا فى الأدب والسياسية، فكلانا انتمينا لجيل ثورة يوليو، جمع الغيطانى بين الأدب والصحافة، كان متعدد المواهب بشكل كبير، كانت هواياته الموسيقى ولديه مكتبة فى منزله، أكاد أشك أن توجد فى أى منزل من منازل مصر، كان لديه من الموسيقى الإيرانية والتركية آلاف من الساعات المسجلة، وأضاف سلماوى أن الغيطانى من الأدباء القلائل الذين لم يعتمدوا على نجيب محفوظ فى ترجمة أعمالهم رغم علاقته القوية بمحفوظ وطالب بتخليد الغيطانى من خلال عمل دراسات لأعماله، لأنه لم يأخذ حقه من خلال دوره النقدى، وطرح سلماوى مبادرة لتأسيس جائزة سنوية باسم (جمال الغيطانى) قائلًا سيشرفنى أن أكون أول المؤسسين لهذه الجائزة، بحيث إن تعتمد تمويلها من خلال مساهمة المثقفين والكتاب ومحبى الغيطانى.
وأشار د. صلاح فضل أن الثقافة العربية فقدت هذا الأسبوع علمين عظيمين هما نعمات أحمد فؤاد التى تُعد نموذجاً فذاً للمرأة المصرية ووقفت فى وجه الطوفان وعارضت رؤساء ووزراء، انتصرت للحق، وانتصر بها الحق، والآخر فاروق شوشة واحد من الذين صاغوا أجيال متتابعة وشربوها عشق الفن والافتنان بالجمال، وحلت ذكرى الراحل الغائب الحاضر الغيطانى، فهم الآن وسيظلون مع غيرهم صناع ثقافتنا العربية، صناعها فى وجهها الكرى والإبداع واللغوى والوطنى، وأضاف فضل، أن الغيطانى بعد عام من رحيله لم يخف الوهج الذى صنعه بمعاركه وإشعاعاته وعباراته وإبداعاته ومقالاته اللاذعة، مؤكداً أنه بقى نوره هادئًا جميلاً مستمر ومستقرًا لا يكمن على رفوف المكاتب، وإنما يكمن فى أيدى القراء، اشترك فى عصر الصورة والكتابة، وأحيا الصحافة الثقافية وعهد الرسالة والمجلة بشكل أدبى متطور ومتنوع، وعندما أصدر أخبار الأدب عادت مصر الى أن تكون مركز إشعاع فى وطنها العربى وعاد المثقفون العرب.
فيما أوضحت أنعام محمد على، أن فيلم حكايات الغريب مأخوذة من أحد المجلدين صاغهم الغيطانى من خلال إنجازاته كمراسل حربى.
وقال د. حسين حمودة الغيطانى قاوم فى كل ما كتب أشياء كثيرة قد تصل بالقبح والتسلط والظلم والتعصب، وحاول أن يصل إلى قيم تعكس ذلك، رصد تجاربه الحافلة وتأملاته الثاقبة ووهب لنا ما يفوق هبة راصد، بعد عام من رحيله بقى لنا من الغيطانى ما هو أبعد وما هو أقرب من الدموع وما هو أكبر وأبقى من الذكرى أن يبقى وللدموع أن تنعى وتجف.
وأشار إكرام بدر الدين، إلى أن النادب هو مرآة تعكس كل ما يتواجد وما يمر به المجتمع من تطورات وعهود سياسية، فالغيطانى هو من يعكس هذه القيم وله إسهامات كثيرة سواء من الناحية السياسية أو الأدبية.
وقال د.إبراهيم فوزى، أنه يشعر بفخر وسعادة، لحضور ذكرى رحيل جمال الغيطانى، فقد كانت تجمع علاقة قوية بينهما منذ أواخر التسعينيات، مضيفا كان محبا  للحياة.
كما قال د.أحمد درويش، أن جمال الغيطانى يمثل القوة الناعمة المؤثرة لتضع لمصر فى مكانتها، فهو روائى راسخ صاحب ثقافة واسعة.
وقال المخرج خالد يوسف، جمال الغيطانى  واحد من ضمن معلمينا الذين تعلمت منهم الكثير، مضيفا أن المخرج  يوسف شاهين  كان  مفتونا به، واستعرض «يوسف» أحد الذكريات التى جمعته بيوسف شاهين، حيث إنه شاهد الغيطانى يقبل يد يوسف شاهين، وعندما سأله لماذا قبلت يده قال له إنه فى منزله والدى، وأضاف يوسف أن الغيطانى كان من بين الشخصيات المتواضعة، وفى آخر لقاء جمع بينه وبينه بكى على حال مصر بعد عام 2013 وموجة الإرهاب، مضيفا أن  الغيطانى التقى بالرئيس عبد الفتاح السيسى لكى يوصيه على مصر.
وقال سعيد الكفراوى حين أتكلم عن صديقى وأخى الغيطانى أذكر 50 عاماً قضيناهم فى قلب الثقافة المصرية، له رواية من أهم أعماله وهى» شطح المدينة»، وهى تتحدث عن الهوية والبحث عن ملاذ ومصير ومأوى كُتبها بلغة مفارقة، وأكد الكفراوى أنه بغياب جمال غابت أشياء كان يشعلها ويُحدثها، غابت أسئلة الثقافة والبحث عن كُتاب جُدد وغاب اهتمامه بكشف الفساد والمفسدين، كان مشغولاً بسؤال المصير والكينونة مثل نجيب محفوظ.