الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

علاء الجابر: ورش الكتابة فى مصر لها طعم مميز لأن المصريين إذا أحبوا أعطوا محبة

علاء الجابر:  ورش الكتابة فى مصر لها طعم مميز لأن المصريين إذا أحبوا أعطوا محبة
علاء الجابر: ورش الكتابة فى مصر لها طعم مميز لأن المصريين إذا أحبوا أعطوا محبة




حوار- إلهام رفعت

لنقل أنه كان طفلا غاضبا جمع بين ثقافات مدن مختلفة تنقل فيها، ومن ثم عندما أصبحت أصابعه تتحمل مسك القلم كتب يومياته، ليجنب الأطفال خطوات أسلافهم، وعلى قدر اتساع قلبه دعا أطفال وطنه للعب عبر برنامجه الغنائى «هيا نلعب»، فاستجاب له جموع الأطفال، غير أنه خص بعضهم بالعنونة على أعماله ربما لذكرى ما بداخله، فكانت «سالى» و«نعنوعة» و «أليس» و«كونانان» أهم أبطاله، لديه فكر ورؤى ويؤمن أن الموهبة تمنح ولا تصنع، وأن ضجيج البرامج يصنع حدثا مؤقتا زائفا ولا ينمى موهبة لذا عكف على إقامة الورش الأدبية واختص مصر بالعديد منها، «روزا ليوسف» فى هذه السطور «روزاليوسف» أرادت أن تخبر من لا يعرف من الأطفال أن وطننا به آباء يجوبون العالم العربى فقط ليساندوا مواهبهم، وكأن السماء كلفتهم بأن يكونوا للأطفال أنبياء، ومنهم الكاتب والناقد المسرحى علاء الجابر الذى يجوب العالم العربى من أقصاه لأدناه ليقدم علمه وموهبته فإلى نص الحوار معه.


■ ما سر تحولك من الكتابة الصحفية إلى الأدبية؟
- الصحافة هى البداية الحقيقية لى، احترفت الصحافة لفترة طويلة، ولى إنتاج تليفزيونى وإذاعى ومسرحى، لكن كل عمل له طعم ومذاق خاص، وكل مرحلة بالنسبة لى تجربة جديدة مختلفة مغايرة لما سبقها، ورغبتى فى التغيير والتجديد جعلتنى أخوض تجارب عديدة فى الكتابة، بداية من أغانى الأطفال، ثم الكتابة لمسرح الطفل، فالرغبة فى التجديد هى التى تحركنى، وأبدا لا أفعل شيئًا لا أحبه.
■ ما رأيك فى أدب الطفل فى العالم العربى؟
- نظرتنا فى العالم العربى قاصرة للطفولة، سواء فردى أو مؤسسات، ولا نقوم بواجبنا نحو الأطفال، وجميع المؤسسات والوزارات التى من شأنها التعامل مع الطفل وأدبه ومسرحه مقصرة، بالمقارنة بالدول المتقدمة التى تهتم بالطفل وكل ما يقوم له من إنتاج أدبى وفنى وتعطيه مساحة كبيرة وميزانية أكبر، عكس ما يحدث لدينا فى العالم العربى، إلا من بعض النماذج الفردية، مثل «يعوب الشاذلى» و«عبدالتواب يوسف»، والاستثناءات فى بعض الدول، التى منها مصر، فمسرح العرائس منذ الستينيات ولايزال مستمرًا وهذا يحسب للدولة، وكذلك يوجد مطبوعات للطفل فى مصر والعراق، ويوجد محاولات فردية فى الإمارات والكويت ولكن تبقى فردية ونحن نحتاج إلى مؤسسات تقوم على عمل دائم، وليس فى المناسبات فقط، وللاسف لدينا فى العالم العربى قوانين تهتم بالطفل ولكنها غير مفعلة.
■ العاملون بمسرح الطفل يشكون من عدم وجود نصوص مسرحية ما رأيك؟
- هذه كذبة كبيرة يوجد نصوص كثيرة، ومن يعمل جادا سيجد أعمالا مسرحية كثيرة لكتاب عرب، تناقش قضايا مهمة، ولكن للأسف يوجد عزوف عن البحث عن نصوص جيدة.
■ «هولندا لا تمطر» روايتك الوحيدة حدثنا عنها؟
- الرواية هى التى كتبتى ولم أكتبها، لم أفكر فى كتابة روائية، ولكن الكلام عندى يسبق الكتابة، والفعل يسبق القول والدوافع وراء الرواية زوجتى د. سعداء، التى أصرت وألحت على لكتابة الرواية، واعتبرتها لعبة ولكنها أخرجت رواية وأصابت نجاحا وأحبها الناس والحمد الله نفدت الطبعة الثالثة منها.
■ ما سر اتجاهك لورش الكتابة؟
- شعرت بمدى الإقبال على تعليم الكتابة فى مختلف أنحاء العالم العربى، وسعدت كثيرا بنقل معارفى وخبراتى للآخرين، ووجدت نتيجة سريعة ليست فقط فى نقل المعرفة والخبرة، ولكن فى التواصل الإنسانى بالبشر وأشعر بمحبة وسعادة الكثير بسبب هذه الورشة، التى أعمل بها منذ 10 سنوات، وقمت بورشة فى مختلف المجالات الإبداعية النقد المسرحى والتليفزيونى والإذاعى والمسرحى، ويوجد الكثير الذين أنتجوا وأصبحوا محترفين، وتبقى ورش مصر لها خصوصية وطعم مميز لأن المصريين إذا أحبوا أعطو محبة وهذا ما دفعنى لتكرار تلك الورش. 
■ هل تفكر فى عمل بروتوكولات مع الجامعات المصرية فى المحافظات المختلفة؟
- على الرغم من علاقاتى الجيدة مع الكثيرمن  المسئولين إلا أننى أنأى بنفسى عن الرسميات، وأحب أن أكون بين الناس والأوراق لها مسار آخر ولا أجيد لعبة الورق الرسمى، وتبقى العلاقات الإنسانية التى تسهل إقامة الورشة فى أقل وقت ممكن.
■ مارأيك فى برامج المواهب التى تقدم للطفل العربى؟
- أرى أن هذا البرنامج جريمة فى حق الطفل، يمكنك أن تطلب من طفل أن يجتهد فى دراسته، يوسع دائرة معلوماته، أو ينمى قدراته الرياضية والتقنية، لأن ذلك له علاقة بالمهارات المكتسبة التى يستطيع أن يصل إليها بالمران، التدريب، المذاكرة والقراءة، ولكن هل يمكن أن تطلب من طفل أن يصبح أكثر جمالا؟ أو أن يمتلك صوتا أفضل مما لديه، تلك الأمور هبة من الخالق عز وجل، ولا يملك الطفل إزاءها أى تغيير، للأسف هذا ما فعله برنامج «ذا فويس» الذى تابعت حلقته الأولى لكونى من المهتمين بثقافة الطفل فى جميع اتجاهاتها ولا أخفى تحفظى على مثل هذا النوع من البرامج، التى تؤكد للمتلقى أن بإمكانه تحقيق النجومية بظهور واحد على شاشة التلفزيون بعيدا عن عناء الدراسة وسنوات القراءة والإطلاع، ولعل هوس المشاركة فى برامج الغناء والمواهب أكبر دليل على ذلك، حيث تكتظ اختبارات الأداء بالمئات من الشباب المشحون بحلم النجومية والثراء السريع وبدلا من الاكتفاء بهوس الكبار جاء الإصرار على نقل ذلك الهوس للصغار، فإذا ما توقفنا عند برنامج «ذا فويس كيدز» سنجده بالإضافة لما سبق يتسبب بضرر نفسى كبير بالنسبة للطفل الفائز والخاسر على حد سواء فالفوز يؤدى بالطفل إلى الغرور والثقة الزائدة بالنفس من جانب وانعدام الطموح أو الرغبة فى التعلم من جانب آخر، حيث تتشكل لديه قناعة كبيرة بنجوميته التى تؤكدها «نسب المشاهدة الصغيرة، بجانب إحساسهم الدفين بأن أسرهم لم توفر لهم الحماية، ولم تمنع عنهم الأذى النفسى الذى أصابهم جراء فشلهم وتعرضهم للاستهزاء من قبل أقرانهم، بما قد يسبب لهم من فقدان للثقة بالنفس، هذا عدا مشاعر الغيرة وربما الحقد تجاه المشاركين الآخرين، الأوفر حظاً منهم، باعتقادهم وهو اعتقاد خاطئ، حيث إن الطفل الفائز فى المرحلة الأولى تألمت كثيرا على كل طفل دفعته عائلته للمشاركة، لينشغل عن مدرسته وأصدقائه بحلم النجومية الزائفة، وبغض النظر عما قد يردده البعض من كون البرنامج قد قدم فى نسخ أجنبية عديدة، فإن ذلك لا يلغى حقيقة الأذى النفسى الذى قد يتعرض له الطفل، وبدلا عن جوائز الترضية التى تم توزيعها على الأطفال، فالأجدى أن يتم إعطاؤهم اشتراكات دورية لدى خبراء نفسيين لعلاج الآثار السلبية المترتبة على المشاركة فى برنامج تحول من مصدر للترفيه إلى مصدر للألم والمعاناة.
بروفايل
علاء الجابر كاتب وناقد مسرحى عرف فى الأوساط الأكاديمية والثقافية باهتمامه «بأدب الأطفال» عمل فى المجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب بالكويت، وعمل فى الصحافة الفنية ومن ثم مشرفا على الصفحة الثقافية فى جريدة الوطن الكويتية، وله العديد من المقالات فى الصحف الخليجية والعربية وهو عراقي- هولندي، ولد فى البصرة بالعراق وانتقل منذ طفولته إلى الكويت، حيث ما يزال يقيم بها حتى الآن، بدأ العمل فى مجال المسرح منذ عام 1986 وكتب العديد من المسرحيات والقصص، والأشعار والأغانى والأوبريتات والأفلام والبرامج الإذاعية والتلفزيونية، حصل على عدد من الجوائز؛ منها: جائزة نادى القصة عن رواية «هولندا لا تمطر رطبًا»، كما حصل برنامج الأطفال الغنائى «هيا نلعب» الذى كتب كلماته على جائزتين من مهرجان الإذاعة والتليفزيون بتونس ومهرجان الخليج للإذاعة والتليفزيون بالبحرين، وحصل على الجائزة التقديرية فى مهرجان الإذاعة والتليفزيون فى القاهرة عن تمثيلية الأطفال «يوميات طفل غاضب» وغيرها من الجوائز، تم تكريمه فى العديد من المدارس والكليات، والملتقيات الثقافية والمسرحية، كما شارك فى لجان التحكيم العديد من مسابقات ومهرجانات المسرح والشعر والمقال، من أعماله المسرحية  للكبار؛ «رغم أنهم موتى»، و«الرجل الذئب»، و«العاصفة»، فضلا عن المسرحيات التى ألفها للأطفال ومنها: «سالى» و«نعنوعة» و«كونان فى أرض البوكيمون» و«أليس فى بلاد العجائب» وغيرها،  التقينا علاء الجابر الذى يجوب العالم العربى من أقصاه لأدناه ليقدم علمه وموهبته فى ورش أدبية لتعليم فنون الكتابة فى ورشة بمركز الإبداع بالإسكندرية.