الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أيهما أشد خطرا على مصر والعرب.. إيران أم اسرائيل؟

أيهما أشد خطرا على مصر والعرب.. إيران أم اسرائيل؟
أيهما أشد خطرا على مصر والعرب.. إيران أم اسرائيل؟




تحقيق - محمود ضاحى

حرب ضروس تشهدها المنطقة العربية.. اقتتال داخلى.. امبراطوريات تعبث بها من أجل تفتيتها والسيطرة عليها.. فمن ناحية تعزف إيران على وتر النعرة الطائفية بين السنة والشيعة بحرب غير مباشرة، بل خرجت تؤكد سيطرتها على 4 دول عربية هى سوريا والعراق ولبنان واليمن، ومن ناحية أخرى تخرج إسرائيل بحرب مباشرة وهجمات غير مبررة بدعوى تهديد أمنها على الجولان فى سوريا وجنوب لبنان وغزة بفلسطين، ناهيك عن الدور التركى وتدخلاته المستفزة فى شئون المنطقة، لما فيها من ثروات لاتزال منطقة الشرق الأوسط مطمعًا لكل امبراطوريات الدول الطاغية عليها.

فإيران تريد تكوين الهلال الفارسى من طهران إلى بيروت واسرائيل تسعى لتحقيق حلمها بامبراطورية «من النيل إلى الفرات»، فعندما فشلت الحروب العسكرية والتى كانت آخرها الحرب المصرية ضد اسرائيل التى الحقت بها الخزى والعار واسترداد سيناء الحبيبة.
لجأت الدول الطامعة إلى حروب باردة عن طريق حلفائها الممولين من أجل زعزعة استقرار البلدان العربية.. لكن يتبقى السؤال أيهما أشد خطرا على مصر والعرب خلال الفترة المقبلة هل إيران أم اسرائيل؟ وهو سؤال هام تجيب عنه «روزاليوسف» أثناء احتفالات المصريين بذكرى أكتوبر 1973 التى قهرت فيها مصر النعرة الصهيونية الكاذبة بأنها العدو الذى لا يقهر.
يقول الدكتور مدحت حماد - رئيس قسم اللغات الشرقية بكلية الآداب جامعة طنطا أستاذ الدراسات الإيرانية - إن الأشد خطرًا على الدول العربية والأشد فتكا، هو الانقسام العربى وعلى رؤساء الدول العربية أن يتفقوا ويحددوا «خارطة طريق» صحيحة لمستقبلهم، حتى لا يكون هناك خطر إيرانى أو إسرائيلي، مضيفا أن الخطر يتحقق عندما يتمكن الضعف منك عندما تفتقد إلى جهاز مناعة حقيقى صحيح وسليم، والجسد العربى مصاب بفيروسات مستوطنة منذ عقود يقود هذه الفيروسات، ومنها فيروس الانقسام العربي.
يوضح حماد، أن استفحال مثلث جهل والمرض والفقر فى الوطن العربى له تأثير خطير، مشيرا إلى أنه قبل بضع سنوات كان الحديث عن الصومال الضعيف المفتت الفقير، وكان الحديث عن قطاع غزة المحروم، أما الآن فامتد الحديث عن الفقر والحرمان والتدمير والدمار ليشمل اليمن ليبيا العراق فلسطين سوريا.
وتساءل عن أى خطر نتحدث إذًا؟ مؤكدا أنه لا إيران ولا اسرائيل يمكنهما أن يشكلا أى تهديد إذا ما استرد الوطن العربى عافيته وصحته، وعندما نتحدث عن وجود خطر إيرانى أو اسرائيلي، فنحن كمن يهرب إلى الأمام لأنه حان الوقت لكى يتحدث العرب مع أنفسهم عن خطر الانقسام الداخلى وضعفهم بشكلهم الحقيقي، فالخطر الآخر على الوطن العربى هو اختلاف الحكام العرب فى تشخيص القضايا وتقدير المواقف، وبالتالى فى طبيعة القرارات التى يتخذها كل حاكم فى ما يخص قضايا المنطقة.
وتابع: فى حرب أكتوبر كان الجسد العربى معًا، ولم يكن فقد أو أصيب بفيروسات هدامة لجهاز المناعة، وكان هناك قادة العرب ينتظرون لحظة يصبحون فيها على قلب رجل واحد، ولهذا تحقق الانتصار، ومنذ ذلك الوقت حرم العرب من الانتصار بعد اشتعال الحرب العراقية الإيرانية لمدة 8 سنوات ثم توقفها، دخول العرب فى صراع وقتال داخلى بينهم منذ أغسطس 1992، عندما دخل صدام الكويت، ومنذ تلك اللحظة العرب يقتلون أنفسهم بأنفسهم، تعددت الأسباب والقتل العربى العربى واحد سوريا العراق لبنان فلسطين ليبيا العرب يقتلون أنفسهم.
واستطرد: حرب التحالف نوع من أنواع الانتحار العربي، وشكل من أشكل التدمير الذاتي، وما الذى سيحدث بعد تدمير اليمن؟ بغض النظر عن الأسباب، سنجد يمنا أشبه بأشلاء دولة، وكما أننا نعانى حتى الآن من وجود يمنيين يتألمون من التدخل المصرى فى الستينيات، فسنجد لعقود طويلة يمنيون يعانون من التدخل السعودي، وكان يجب منع اليمن أن تكون فريسة لإيران، ولكن كان يجب مواجهة الأزمة اليمنية بطرق أخرى غير الحرب، وكان يجب أن تدار الأزمة السورية بطرق أخرى غير الحرب الإيرانية السعودية فى داخل سوريا، وغير الحرب الروسية الأمريكية فى الأراضى السورية، والكل يحارب الكل فى سوريا والشعب السورى هو الضحية، والكل يتحجج بتحقيق الاستقرار للشعب السورى وإنما حروب المصالح.
وأكد أن اسرائيل وإيران ليستا فى كفة واحدة، ولكنهما الرابحتان الأساسيتان من تدمير مقدرات الأمة العربية، وستربحان أكثر فى المستقبل عندما يحين وقت ما تم تدميره فى السنوات الماضية والسعى لكسب كعكعة مادمرته الحروب، وكأننا خلقنا لكى نهدم أنفسنا بأموالنا ثم نبنى أنفسنا بأموالنا.
ويضيف الدكتور خالد رفعت - الباحث السياسى ورئيس مركز طيبة للدراسات السياسية - أن هناك مطامع فى المنطقة العربية سواء كان من المشروع الفارسى أو الخلافة العثمانية، أو المطامع الاسرائيلية، كلها دول تقع خارج المنطقة العربية ويطمعون فى الموارد العربية والمناخ العربي، فالقضية أنهم قوى غازية طامعة فى المنطقة هدفها تفتيتها.
وأوضح، أن الثلاثة ضد العرب، ويسعون للسيطرة على الأرض وتحطيمها، ومن يستطيع الوقوف ضد التحالفات الثلاثة الغازية هو التحالف المصرى السعودى الوحيد القادر على الوقوف ضدهم، مصر بقوتها العسكرية والسعودية بقوتها الاقتصادية، لكن النظرة الشاملة الآن أن هناك قوى من خارج المنطقة حلمها السيطرة، والخطر الفارسى هو الأكبر طمعا فى تطبيق أحلامه الفارسية لتحقق مطامعه، ولا نستطيع أن نقول لهم أنها حرب شيعية، لأن هناك شيعة فى أكثر من دولة عربية، لكن نقول حربًا فارسية لأن المطامع كلها من إيران وليست من الشيعة، لكن تعمل على نشر الطائفية وتضع مبررًا للفوضى وتطبيق عملها بناء عليها.
واستكمل، أن حلم إيران هو عودة الامبراطورية الفارسية القديمة، وصرح المستشار السياسى والمرشد الأعلى للثورة الاسلامية الإيرانية سابقا أن إيران تسيطر على 4 عواصم عربية، وحلمه هو إقامة دولة الهلال الفارسى من طهران إلى بيروت، والأربع الدول التى سيطر عليها هى العراق وسوريا ولبنان واليمن، وسيفشل طمعا طالما التحالف المصرى السعودى قائم وقوى.
ويقول ناصر رضوان - الباحث فى الشأن الشيعى - أن خطر إيران لا يقل خطورة عن إسرائيل، لأن الأخيرة عدو معروف، أما إيران فتخدع الجميع بزعم أنها دولة إسلامية، رغم أنها لا تمت إلى دين الإسلام بصلة، فهى تتبع دين الشيعة الذى أسسه اليهودى عبد الله بن سبأ، الذى أسس المعتقد الشيعي، وأدخل عليه جميع العقائد المجوسية، ولذلك تجد إيران تفخر بأنها فارسية أكثر من افتخارها أنها مسلمة، كما تدعى بدليل محاولتهم المستميتة فى تسمية الخليج العربى بالخليج الفارسي، واعتمادهم للتقويم الفارسى أنه التقويم الرسمى المعتمد فى إيران ولا اعتبار للتاريخ الهجرى عندهم.
وأضاف «رضوان»، أن عقيدة إيران قائمة على التمدد ونشر معتقدهم الباطل فى بلاد المسلمين، وحتى لو قاطعتهم جميع الدول العربية، فلن يؤثر ذلك عليها لأنها ترسل أتباعها من محافظاتها الجديدة العراق وسوريا ولبنان واليمن التى كانت دولا قبل احتلالها من قبل إيران للدخول الى البلدان العربية، كما أن عقيدة إيران تقوم على استباحة مال ودم وعرض كل من لا يدين بدين الشيعة، ويشهد على ذلك الخراب والدمار لكل البلدان التى احتلوها، ووصل بهم الحقد إلى عدة محاولات للقيام بعمليات تفجيرية فى مكة المكرمة، وأيضا فى مصر، كما كان ينوى سامى شهاب عنصر حزب الله ذراع إيران فى المنطقة الذى قبضت عليه السلطات المصرية بقنابل TNT معدة للتفجير بأماكن حيوية فهم يسعون إلى خراب و دمار الدول العربية والإسلامية ولم تجد إسرائيل وأمريكا حليفا مخلصا لها وله نفس أهدافهم كإيران.
ونوه إلى أن البعض من الشخصيات العربية لازالوا ينخدعون بشعارات إرادة الموت لأمريكا وإسرائيل التى تطلقها إيران، ولا يعلم أن إيران لم تكن يوما ما معادية لا لأمريكا ولا لإسرائيل، بل بينهم اتفاقيات ومعاهدات، وأقل دليل على ذلك هو أن أمريكا وإسرائيل تلوحان بحرب إيران منذ عشرين عاما أو يزيد بسبب تجاربها النووية ولم تحاربها، بينما حاربت صدام حسين خلال أسابيع معدودة، رغم أن العراق لم تكن فيها أسلحة للدمار الشامل بحسب زعم أمريكا، فإيران أكثر خطورة من إسرائيل لأن ما هى إلا آداة لتنفيذ الخطط الصهيونية.
اللواء جمال مظلوم - مستشار مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية - يقول إن الخطر الإيرانى والإسرائيلى متساويين، لأن اسرائيل لا تتحرك وتشاهد الحرب بين الدول العربية التى تتقاتل وترى أنها لصالحها، فعندما تشاهد الوضع السورى الذى بات منهارا، وكان حلقة فى جوف الكيان الإسرائيلي، إضافة إلى غاراتها على هضبة الجولان السورية، موضحا أن اسرائيل تترقب الحرب الدائرة بين العرب فى صمت، لكن إن وجد تهديد من أى دولة تجدها تتدخل مباشرة بدون تردد والمثال على ذلك ضرباتها المفاجئة لقطاع غزة.
وأوضح «مظلوم»، أن اسرائيل خطر على الدول العربية، لكن خطر إيران تزايد بقوة الفترة الماضية ولم نتوقعها بهذه الشراسة وما تفعله فى سوريا والعراق ولبنان واليمن وتهديداتها المتكررة فى البحرين فأصبحت الآن تسيطر على 5 دول وتعلن ذلك، إضافة إلى دعمها للحوثيين فى اليمن وما تمثله من تهديد لمصر ولدول الخليج والقرن الإفريقي، مؤكدا أن الخطر الإيرانى يجب الاستعداد له جيدا، مشيرا إلى أن تركيا دفعت بقوات لها شمال العراق وقوات أخرى جنوب العراق، والوضع العربى يزداد سوءا عن كل يوم، وكان العرب من 20 عاما أشد وأقوى وأكثر تحالفا وتعاونا.
ونوه إلى أن الدول العربية الآن تقاتل بعضها البعض، ولا يوجد تكاتف عربي، وأصبحت بعض الدول العربية عبئا على جامعة الدول العربية وتحتاج إلى من يقف بجانبها، مشيرا إلى أن النعرة الطائفية أسلوب إيرانى ماكر، وأن هدف الولايات المتحدة تتمثل فى مجموعة من الخطوات وهى أن تقوم كل دولة بالاقتتال الداخلى كما هو موجود فى سوريا والعراق واليمن، والصومال، وإذا فشلت فى ذلك فتحارب الدول العربية بعضها البعض كما حدث فى حرب التحالف من خلال صراع سنى شيعى حتى تكون المنطقة دائما منكوبة فى حروب وصراعات برعاية أمريكا.
يقول محمود الطاهر - الخبير فى الشأن اليمنى - إن إيران فزاعة فقط لتخويف العرب، وهى لا تستطيع أن تقود حربًا على المنطقة العربية، لأنها غير مقبولة شعبيًا، لكن إسرائيل هى أشد خطرًا وهى تستغل الأوضاع العربية الحالية لتحسين صورتها حتى الوقت المناسب لكى تستطيع ان تنفذ خططها فى المنطقة العربية.
وأضاف «الطاهر»، أنه بسبب التخاذل العربي، يتبقى الهلال الشيعى حلما ايرانيًا للسيطرة على البلاد العربية، لكنه بعيد المنال الا اذا استمر العرب فى اضطرابهم الحالي، مؤكدا أن الغرب أوجد إيران مثل «البعبع» لتخويف العرب وبديلا ظاهريا للعدو الأول اسرئيل.
قال الدكتور عمرو عبد المنعم - الباحث فى الإسلام السياسى - أن ما تشهده الدول العربية هو تطبيق عملى لخطة الشرق الأوسط الجديد التى تنتهجها أمريكا والغرب، مضيفا أن الإدارة الأمريكية ستظل هدفها واحد مهما اختلف الرؤساء والمرشحون، وهى توريط المنطقة العربية فى الحروب والاقتتال الداخلي.
وأضاف «عبدالمنعم»، أن الخطط الإيرانية والإسرائيلية نحو الشرق الأوسط تتشابه أهدافهما وما هى إلا وجهان لعملة واحدة، وعندما انسحبت إسرائيل تقدمت إيران، مشيرا إلى أن هناك قنصلية إيرانية فى إسرائيل، ومكاتب الخدمات الإيرانية فى إسرائيل، متسائلا: ماذا تفعل هذه المكاتب؟
وأوضح، أن التدخل الإيرانى ليس فى لبنان والعراق فقط بل فى سوريا والجزائر والمغرب والسودان، إضافة إلى دعمها للأقلية الشيعية فى مصر بات أمرا مكشوفا للغاية، مضيفا أن الجو العام يؤكد أن إيران تسعى لهدف هو تدمير الدول العربية خاصة ما تنفقه من أموال ومليارات على خطط تشيع المنطقة من خلال عملائها الموجودين فى بعض الدول العربية، وترويج فكرة التقريب بين أهل السنة والجماعة والشيعة.
وأكد «عبدالمنعم» أن إيران أخطر من إسرائيل، وتعمل على تصدير الثورات الداخلية فى دول الشرق الأوسط، وذلك من خلال زيارات مكوكية للأضرحة وآل البيت بدعوى القبول المذهبى مقابل الدعم.