الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فى ذكرى فيلسوف الصحافة العربية ومشاكس المرأة «أنيس منصور»

فى ذكرى فيلسوف الصحافة العربية ومشاكس المرأة «أنيس منصور»
فى ذكرى فيلسوف الصحافة العربية ومشاكس المرأة «أنيس منصور»




إعداد - رانيا هلال


رغم آرائه اللاذعة فى المرأة ونصائحه الساخرة للشباب ونظرته الحادة للمستقبل لم يكن يختلف عليه اثنان خاصة أولئك الذين تربوا على كتبه من أبناء السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات، الذين شاهدوا كتبه تتحول لمسلسلات تلتف حولها الأسرة المصرية بكل أفرادها على اختلاف أعمارهم، كانت كلماته بالنسبة لأجيال كقطرات المطر فى أيام الصيف، ومجمرة النار فى برد الشتاء. كان الكاتب الراحل أنيس منصور اسماً على مسمى فكان أنيساً لأجيال لم تعرف غير وجهه البشوش وكلماته التى تنبض رقة وجمالا حتى وإن كانت غير مجاملة ضاربة فى الصراحة.
ولد أنيس محمد منصور (18 أغسطس 1924 كانت بدايته الأدبية مع القرآن، حيث حفظه فى سن صغيرة فى كتّاب القرية وكان له فى ذلك الكتاب حكايات عديدة حكى عن بعضها فى كتابه «عاشوا فى حياتي». كان الأول فى دراسته الثانوية على كل طلبة مصر حينها، ثم التحق بكلية الآداب فى جامعة القاهرة برغبته الشخصية، دخل قسم الفلسفة الذى تفوق فيه وحصل على ليسانس آداب عام 1947، عمل أستاذاً فى القسم ذاته، لكن فى جامعة عين شمس لفترة، ثم تفرغ للكتابة والعمل الصحافى فى مؤسسة أخبار اليوم.
تعلم أنيس منصور لغات عدة منها: الإنجليزية والألمانية والإيطالية واللاتينية والفرنسية والروسية،وهو ما مكنه من الاطلاع على ثقافات عديدة، ترجم عنها عددًا كبيرًا من الكتب الفكرية والمسرحيات، كما سافر إلى العديد من بلدان العالم، ألف العديد من كتب الرحلات ما جعله أحد رواد هذا الأدب منها: حول العالم فى 200 يوم، اليمن ذلك المجهول، أنت فى اليابان وبلاد أخرى.
حصل فى حياته على الكثير من الجوائز الأدبية من مصر وخارجها ومن أبرزها الدكتوراه الفخرية من جامعة المنصورة وجائزة الفارس الذهبى من التليفزيون المصرى وجائزة الدولة التشجيعية فى مصر فى مجال الأدب، كما له تمثال بمدينة المنصورة يعكس مدى فخر بلده به.
عاش أنيس منصور طوال حياته وهو ملء السمع والبصر معروفاً مشهوراً، مزهواً بثقافته ومكانته، عاصر الملكية وشهد حكم عبد الناصر وتأذى منه وعاصر السادات وكان مقرباً منه، ولم يمت إلا بعد أن رأى سقوط نظام مبارك وانهيار حكمه بعد 30 عاماً قضاها متربعاً على عرش مصر. كتب منصور فى جريدة الأهرام المقال اليومى الأكثر قراءة «مواقف» ويكتب أيضاً فى صحيفة الشرق الأوسط.وترأس تحرير العديد من المجلات منها: الجيل، هي، آخر ساعة، أكتوبر، العروة الوثقى، مايو، كاريكاتير، الكاتب.
عاش أنيس منصور محبا للآداب والفنون دارساً للفلسفة ومدرساً لها مشتغلاً بالصحافة وأستاذاً من أساتذتها، ومسهماً فى كل تلك المجالات وغيرها بكتب ومؤلفات قاربت 200 كتاب تشكل فى مجموعها مكتبة كاملة متكاملة من المعارف والعلوم والفنون والآداب والسياسة والصحافة والفلسفة والاجتماع والتاريخ والسياسة والمرأة.، وكتب فى مجلات متنوعة. عكست نظرته ورؤيته للكون والإنسان والحياة وساهمت فى تشكيل وجدان وثقافة أجيال عديدة من الشباب فى العالم العربى كله.
سافر أنيس منصور كثيراً وكتب الكثير فى أدب الرحلات، وألف فى ذلك عدداً من الكتب منها «كتاب حول العالم فى 200 يوم»، «بلاد الله لخلق الله»، «غريب فى بلاد غريبة»، «اليمن ذلك المجهول» «أنت فى اليابان» وبلاد أخرى، «أعجب الرحلات فى التاريخ»، كانت كتابات أنيس منصور فى ما وراء الطبيعة فى فترة من الفترات هى الكتابات المنتشرة بين القراء والمثقفين.