الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مصر.. والتنمية.. وحساب الأولويات

مصر.. والتنمية.. وحساب الأولويات
مصر.. والتنمية.. وحساب الأولويات




د. ياسر جلال يكتب:
تخبرنا كل ربوع مصر الآن عن أعظم مشروعات تنموية تشهدها هذه الدولة الخالدة على مر تاريخها، ويحكى لنا نيلها الخالد عن أكبر حملة تشكيك من الممكن أن تراها، وتبوح لنا صحاريها بأسرار أخطر المؤامرات التى تدبر لمصر سرا وعلانية. وبينما دقت ساعة العمل عند عاشقى مصر ومحبوبيها وبينما يروى دم وعرق أبناء المحروسة ريف مصر وحضرها، لم يجد هؤلاء إلا حديث الاولويات لكى يشوهوا إلانجاز، ويستثيروا حفيظة البسطاء والفقراء، سعيا وراء إعادة عقارب الزمن الى الخلف، مستغلين تأثيرات حادة لمؤامرات آتت أكلها وعمليات إصلاح اقتصادى تأخرت عقودا من الزمان.
والحق الحق أقول، إن بعض من نخب هذا الوطن الذين لا يمكن القدح فى وطنيتهم والذين لا نشك لحظة فى عشقهم لتراب مصر، انجرفوا وراء هذه المقولات وتناولوها بالتحليل، بل ورددوها دون أن يدركوا المخطط الجهنمى الذى يستهدف حجر مصر وبشرها.
أما الحقيقية فأن حساب الاولويات بالنماذج التقليدية فى بلد يضخ فى سوق العمل ما يقارب المليون شخص كل عام، ويعانى من بطالة، وبطالة مقنعة، يعنى الصعود إلى الهاوية بكل تأكيد، لذا أدركت مصر القيادة أنها لا تمتلك رفاهية التنمية بنماذج ستينيات وسبعينيات القرن الماضى، فحشدت كل قواها الضاربة ومؤسساتها القادرة وواصلت الليل بالنهار لاستكمال أكبر عملية تنمية تشهدها المنطقة، فاذا بالطرق تشق والقنوات تخترق الصحارى والمصانع العملاقة تشيّد وآبار البترول والغاز تكتشف، ومثلثات التنمية تخطط، وملايين الافدنة تزرع والمطارات تتلألأ وأرض الفيروز تقترن بالوادى، والعاصمة الجديدة تداعب آمال وأحلام المصريين.
وأدركت مصر القيادة أيضا أنه لا أمل فى أى تنمية دون بناء الإنسان فأنفقت المليارات من أجل علاج أكباد أهلها، وبدأت فى تنفيذ خطط جادة لعلاج أمراض اجتماعية مزمنة انتشرت كالطاعون فى البلاد.
وقد يظن البعض أننى أدعى أننا فى زمن الرخاء، بل نحن فى زمن العطاء، فى زمن البناء وإنكار الذات، نحن فى أخطر الأزمان، نحن فى زمن يستدعى من كل قيادات مصر أن يكونوا أقرب إلى أهلها من حبل الوريد، وفى زمن يجب أن يكون فيه الجميع الحصن المنيع لإفساد خطط هدم مصر، ويجب أن يرتفع فيه الجميع إلى مقام مصر، ويجب أن يحذر فيه الجميع من أعداء مصر.
اللهم إنى قد بلغت، اللهم فأشهد.