الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

حكاية «سرير فاروق» و«الضوء الأبدى اليهودى» فى مضبوطات الآثار بالمتحف المصرى

حكاية «سرير فاروق» و«الضوء الأبدى اليهودى» فى مضبوطات الآثار بالمتحف المصرى
حكاية «سرير فاروق» و«الضوء الأبدى اليهودى» فى مضبوطات الآثار بالمتحف المصرى




 كتب - علاء الدين ظاهر

 قامت جريدة «روز اليوسف» اليومية بجولة فى المعرض الذى إفتتحه وزير الآثار الدكتور خالد العنانى مساء أمس الأول فى المتحف المصرى بالتحرير بعنوان» معرض المضبوطات الأثرية الأول بالموانئ المصرية» فى القاعة رقم 44 بالمتحف، ويضم 350 قطعة كان قد تم ضبطها بالموانئ والمطارات المصرية بالتنسيق مع الجهات الأمنية قبل تهريبها خارج البلاد.
 والمعرض مفتوح للجمهور حتى15 ديسمبر المقبل، وتتنوع معروضاته ما بين فرعونى ويونانى رومانى وقبطى وإسلامى ومجموعة نادرة من الآثار اليهودية وعصر أسرة محمد على، وهى الطريقة التى رأت بها وزارة الآثار أن تحتفل بمرور 30 عاما على إنشاء أول وحدة مضبوطات أثرية بمطار القاهرة الدولى عام 1986، ثم توالى بعدها إنشاء الوحدات فى الموانئ المختلفة حتى وصلت للآن 40 وحدة.
 وجدنا خلال جولتنا تمثالاً من الرخام يرجع للعصر اليونانى الرومانى تم ضبطه فى ميناء مدينة بدر البرى عام 2009، ومجموعة من العملات الذهبية تم ضبطها بميناء نويبع البحرى عام 2010، وسريراً صغيراً لطفل لفت نظرنا وكشف لنا أحمد الراوى رئيس الإدارة المركزية للمنافذ والوحدات الأثرية بالموانئ المصرية حكايته، وقال إنه للملك فاروق وهو صغير ومصنوع من الخشب المذهب ومغطى بالساتان وتوجد بداخله شيالة منفصلة عليها التاج الملكى من الخشب المذهب وناموسية حديثة، وعلى جانبى السرير يوجد حرف «ف» داخل إطار بيضاوى يعلوه التاج الملكى، وتم ضبطه بمطار القاهرة الدولى عام 1993 أثناء محاولة تهريبه خارج البلاد، وأثبتت التحقيقات أنه كان سيباع بمبلغ 5 ملايين جنيه وهو مبلغ ضخم جدا بمقاييس التسعينيات.
 مجموعة آثار أخرى لفتت نظرنا خاصة أن ماجدة هارون رئيسة الطائفة اليهودية بالقاهرة كانت تقف أمامها تتأملها وتتفحصها باهتمام، ووجدنا سرها عن محمد عتمان مدير عام وحدات الآثار فى الموانئ البحرية، حيث قال لنا إنها ضبطت فى إبريل 2014 م، حيث كانت إحدى شركات الشحن بميناء دمياط البحرى تقوم بإنهاء إجراءات حاوية أثاث معدة للتصدير من ميناء شرق التفريعة ومتوجهة إلى بلجيكا، وكانت الحاوية خارج ساحة الميناء عندما تم عرضها على الوحدة الأثرية، وذلك كإجراء عادى متبع بالنسبة للحاويات التى تتم إجراءاتها من الميناء ثم تصدر من ميناء آخر.
 وتابع: قامت الوحدة الأثرية بالتنسيق مع إدارة البحث الجنائى بالميناء باستدراج الحاوية داخل الساحة الجمركية، وبفحص الحاوية داخل الساحة الجمركية لميناء دمياط البحرى والتى بلغ حجمها 20 قدما مكعبا، وتبين أنها تحتوى على كمية هائلة من القطع الأثرية والأعمال الفنية، وكانت القطع مغلفة تغليفا جيدا جدا ومخبأة بطريقة احترافية داخل صناديق خشبية، حيث تم ضبط عدد 42 قطعة أثرية تخص المعابد اليهودية بمصر، وتمثل أدوات طقسية وصناديق لحفظ التوراة وقناديل من الفضة وتاجا من الفضة وأجراس وفايات وغيرها.
 وقال إنه بناء على قرار وزير الآثار تم تشكيل لجنة متخصصة فى الآثار اليهودية واللغة العبرية من الإدارة المركزية للآثار اليهودية لفحص القطع مع إعداد التقرير العلمى بشأنها، وبترجمة النصوص العبرية تبين أنها كانت مهداة وموقوفة من بعض أفراد الطائفة اليهودية المصرية لعدد من المعابد اليهودية بمصر ومنها معبد شعار هاشيم ومعبد بن عزرا، وبهذا تكون القطع الأثرية مصرية خالصة وتخضع لقانون حماية الآثار المصرى.
 وأضاف:كما تم ضبط عدد من التماثيل الرخامية والمعدنية واللوحات الزيتية ترجع لنهاية القرن 19 وتمت معاينتها بمعرفة قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة والذى بدوره أتم مصادرتها لصالحه، فيما صودرت جميع القطع الأثرية اليهودية لصالح وزارة الآثار وتم تسليمها وإيداعها بمخزن تسجيل الآثار الإسلامية والقبطية بمدينة رشيد بصفة مؤقتة لحين إعداد قاعة عرض خاصة لها بالمتحف القومى للحضارة المصرية بالفسطاط،وقد أسهمت هذه الضبطية فى قيام وزارة الآثار بإصدار قرار وزارى بشأن تسجيل وتوثيق الآثار المنقولة بداخل المعابد اليهودية المصرية بعد أن كان التسجيل مقتصراً على الآثار الثابتة فقط.
 ومن القطع اليهودية التى تم ضبطها تاج التوراة من الفضة وله جرسان ومزين بشجرة الحياة وزخارف نباتية أخرى ونجمة سداسية، و3 صناديق لفائف التوراة من الخشب أسطوانية الشكل مغطاة بقماش القطيفة الأحمر والأخضر ومطعمة بالفضة، ومنقوش عليها زخارف نباتية وكتابات عبرية، وعدد 2«نر تاميد» أو الضوء الأبدى وهو الاسم اليهوى للقنديل الذى كان يوضع أمام تابوت العهد ويرمز للضوء المقدس، وهذان القنديلان عليهما كتابات عبرية وزخارف نباتية.