الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

لقاء محافظ «قنا» المفتوح.. مغلق فى وجوه المواطنين

لقاء محافظ «قنا» المفتوح.. مغلق فى وجوه المواطنين
لقاء محافظ «قنا» المفتوح.. مغلق فى وجوه المواطنين




قنا - حسن الكومى

مع بداية كل يوم اثنين من كل أسبوع تتجدد آمال وطموحات أهالى قرى ومراكز محافظة قنا الطامحين فى الحصول على خدمات مابين المساكن وتوصيل المرافق العامة للمنازل، والحصول على فرص عمل هربا من شبح البطالة، إلا أن كل ذلك سرعان ما تتبدد تلك الأحلام والطموحات، وتنكسر أمام الروتين الحكومى الذى يتمسك به اللواء عبدالحميد الهجان، محافظ الإقليم، منذ توليه منصبه وذلك خلال اللقاء الذى يعقد كل أسبوع لبحث شكاوى وطلبات المواطنين.
لكن المؤكد أن هذا اللقاء أصبح لا يسمن ولا يغنى من جوع، حيث إن جميع الطلبات المقدمة من الأهالى لا تخضع للأمر المباشر، وإنما تلف كعب داير على الجهات المختصة، وفى نهاية المطاف توضع طى الأدراج، الأمر الذى تسبب فى حالة من الغضب والسخط بين المواطنين بسبب البطء فى اتخاذ القرارات وزيادة الأزمات وارتفاع سقف المعاناة، وأصبحت مشكلات المياه والكهرباء والصرف الصحى والنظافة وعدم توفير فرص عمل معاناة يومية يعيشها المواطن القنائى.
بداية يقول محمد عاطف، موظف، من أهالى قرية دندرة: إنه ذهب أكثر من مرة لحضور اللقاء الأسبوعى لمحافظ قنا بالديوان العام، للتقدم بالشكاوى التى تخص إعادة ترميم كوبرى قديم متهالك بالقرية يخدم منطقة كبيرة وأوشك على الانهيار، ما ينذر بكارثة، وبالفعل تم عرض شكواه، لكن لم يتخذ قرار بشأن الكوبرى حتى الآن وفى انتظار الحل.
ويضيف عبدالهادى حسين، مزارع: إنه تعب من كثرة الشكوى للمسئولين، حيث إن الشكوى لغير الله مذلة ولا أحد يستجيب، مشيرا إلى أنه لديه قطعة أرض بنى عليها منزلا بمركز الوقف وحصل على البراءة بالبناء على الأرض الزراعية، إلا ان حملة الإزالات جاءت ودهست المنزل، وتوجهت لحضور اللقاء الأسبوعي، لكن لم يحالفنى الحظ بسبب إلغاء اللقاء أكثر من مرة وعدم انتظامه، وفشلت فى الوصول وتقديم الشكاوى، مطالبا بإلغاء اللقاء المفتوح ومن حق أى مواطن يقدم شكاواه فى أى وقت للمسئول.. ويؤكد عبدالناصر سعد، معلم، أنه تم عرض مشكلة حافز الإثابة الـ200% الخاص بالمعلمين خلال اللقاء مع المحافظ عبدالحميد الهجان، ووعد بحل المشكلة، لكنه فشل فى ذلك ومازالت معاناة المعلمين مستمرة بحثا عن حقوقهم، منوها إلى أن المشكلة ليست فى المحافظ، لكن فى الحاشية التى تحيط به، حيث إن القرارات يتم تنفيذها على الورق فقط، ناهيك أن اللقاء الأسبوعى للمحافظ لم يحقق أى إنجازات أو يقدم أى جديد لأبناء المحافظة.
ويقول قاسم عبدالحى، عامل: «حسبنا الله ونعم الوكيل فى المسئولين والقيادات اللى نايمة فى العسل، حيث إن المشكلات فى قنا لا تجد حلولا، واللقاء الأسبوعى فاشل وغير مثمر، فضلا عن أن المستشفيات والوحدات الصحية تعانى نقصا حادا فى الأدوية والأطباء، وارتفاع جنونى فى أسعار السلع الغذائية دون رقابه، ومفتشى التموين فىسبات عميق كأنهم أهل الكهف، وغلاء فاتورة المياه من 7 جنيهات فى الشهر إلى 26 جنيها دون تقدم فى الخدمات، مطالبا بضرورة وضع حد للأوضاع السيئة بالمحافظة والعمل على حلها».
ويصف بركات الضمرانى، أحد أبناء قنا، اللقاء الأسبوعى بأنه «مضيعة للوقت» وغير مجد ولم يحقق المطالب الجماهيرية لأهالى المحافظة، فعلى الرغم من حضور التنفيذيين من وكلاء الوزارات المختلفة وغيرهم للتجاوب مع مشكلات المواطنين، إلا أنه لم يحقق شيئا وكل الطلبات لم تخضع للأمر المباشر، مطالبا بضرورة إلغائه والعمل على وضع آليات أخرى لحل مشاكل المواطنين.. ويوضح المهندس حسانى عثمان، عضو حزب التجمع، أن محافظ قنا لم ينجح فى استغلال اللقاء الأسبوعى فى تكوين قاعدة جماهيرية وظهير شعبى مثلما فعل اللواء عادل لبيب من قبل، منوها إلى أن مشكلة محافظ قنا أنه دائما يوضع فى مقارنة مع اللواء عادل لبيب، محافظ قنا السابق، فعلى الرغم من تواضعه وبساطته إلا أنه لم يحظ بظهير شعبى فى الشارع القنائى على عكس لبيب الذى ارتبط بعلاقات وطيدة بكبار رموز العائلات والقبائل بالمحافظة، حتى بعد ترك منصبه، لكن الهجان انصب على تنفيذ أوامر مرءوسيه مما اكسبه ثقتهم.
ويشاركه فى الرأى هانى ملاك، ناشط قبطى، قائلا: إذا كان هناك شيئا مازال جيدا فى محافظة قنا فهو باق من أيام اللواء عادل لبيب، حيث إن المحافظة تعيش حالة من القصور الذاتى، علاوة على أن تقدير الهجان ضعيف جدا فى قيادته للإقليم بسبب سوء الحال الذى أصاب جميع المؤسسات داخل المحافظة من ترد فى الخدمات وانتشار للرشوة والبلطجة والباعة الجائلين.
وينوه طارق نور الدين، معاون وزير التعليم الأسبق، إلى أن المجتمع القنائى يتمتع بطبيعة خاصة لذلك لابد أن يكون الشخص الذى يتقلد قيادة الإقليم قريب من هذه العادات والتقاليد ويتفهمها جيدا، لذا يجب على الحكومة الحد من كثرة تغيير المحافظين خاصة فى محافظات الصعيد ودعمهم لتنفيذ خطة الدولة.
إلى ذلك ومع تزايد الأزمات داخل محافظة قنا، وتدنى مستوى الخدمات فى جميع القطاعات الصحية والتعليمية وغيرها دشن عدد من أبناء المحافظة صفحة على مواقع التواصل الاجتماعى تطالب برحيل محافظ قنا، واشتعلت الصفحة بالتعليقات الساخرة وكان من بينها: «أكبر مجهود قدمه الهجان، محافظ قنا، صلاة الجمعة بسيدى عبدالرحيم القنائى، واعتماد نتيجة الصف السادس».
من جانبه قال اللواء عبدالحميد الهجان، محافظ قنا: إن اللقاء الأسبوعى يهدف لبحث مطالب وشكاوى المواطنين للتعرف على مشاكلهم على أرض الواقع، وذلك فى حضور جميع القيادات التنفيذية ورؤساء مجالس المدن بالمحافظة، مشيرا إلى أنه فى كل لقاء يستقبل ما يزيد على 465 طلبا ما بين شكاوى وطلبات تعيين والحصول على مسكن واستخراج تراخيص أراض وندب وتجديد انتدابات، وتوصيل مرافق «كهرباء - صرف صحى - مياه»، والعلاج على نفقه الدولة ومساعدات عاجلة.