الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الشافعى: أحمد بن طولون لجأ لذهب مقابر الفراعنة لصناعة نقود جيدة

الشافعى: أحمد بن طولون لجأ لذهب مقابر الفراعنة لصناعة نقود جيدة
الشافعى: أحمد بن طولون لجأ لذهب مقابر الفراعنة لصناعة نقود جيدة




 كتب - علاء الدين ظاهر
 

كشف الدكتور الشافعى محمد زهران مدير عام الحفائر بوسط الدلتا تاريخ نقود الدولة الطولونية  فى مصر والتى وصفها بأنها رمز العزة والريادة «254 -292هـ/868-905م»، مشيرا فى بحث له إلى أن الدولة الطولونية فى مصر قامت سنة 254هـ، وتولى أحمد بن طولون أمر مصر واستكثر من شراء المماليك والعبيد من الزنج، مما قوى ساعده وسار أحمد بن طولون إلى الشام فملك دمشق ودانت له حلب وحمص وطرطوس وامتدت مملكته لتشمل الثغور والجزر الشامية.
وتابع: تولى أحمد بن طولون مصر فى عهد الخليفة العباسى المعتمد على الله فى وقت كانت الخلافة تحرص فيه على توزيع الصلاحيات الإدارية فى ولاياتها على عدد من الموظفين، وذلك خشية استقلال الولاة الأتراك بهذه الولايات كما جرى الأمر فى بعض الأقاليم الشرقية، ولذا كانت ولاية ابن طولون تقتصر على إمرة الحرب والصلاة، فيما تولى ابن المدبر أمر الخراج «المالية»، لكن أحمد بن طولون منذ وصوله الى مصر فى عام 254هـ تحدى هذا التوزيع للصلاحيات وناهض سلطة ابن المدبر،وأصدر نقودا نحاسية باسمه وإن لم يستطع أن يسجل اسمه على الدنانير الذهبية التى بقيت تحمل اسم المعتمد وولى عهده المفوض الى الله.
  وقال الشافعى إن سبب تأخير أحمد بن طولون فى ضرب الدنانير يرجع لانشغاله بتأمين وجوده فى مصر والسيطرة على بلاد الشام والقضاء على الثورات الداخلية، وإزاء نجاح أحمد بن طولون فى التحكم بما يرد الى بغداد من خراج مصر، سعى «الموفق طلحة» شقيق الخليفة والمسئول عن حرب العباسيين ضد ثورة الزنج الى الاستيلاء على ايرادات مصر لتمويل الحرب،لكن ابن طولون لم يرسل له سوى أقل من ثلاثة ملايين دينار،فغضب الموفق وحاول عزل بن طولون عن ولاية مصر وتعيين «تحرير الخادم»مكانه، لكن هذه المحاولة باءت بالفشل.
  وتابع: رغم نجاح ابن طولون فى تثبيت سلطته بمصر وتأسيسه لمدينة جديدة صارت عاصمة لولايته وهى مدينة «القطائع» التى لم يبق منها سوى جامعه الكبير، إلا أنه لم يفكر فى تسجيل اسمه على الدنانير الذهبية الا ابتداء من عام 266هـ، وعرفت هذه الدنانير بالأحمدية لأنها حملت اسم أحمد بن طولون الى جانب اسم الخليفة المعتمد، وهى تتماشى فى طرازها العام مع طراز الدنانير العباسية السائدة آنذاك ولا يفرقها عن غيرها سوى أسماء دور الضرب التابعة لنفوذ الطولونيين فى مصر والشام مثل دمشق والرافقة وحمص والرملة بالاضافة الى اسم الوالى الطولونى.
 وقال إن الدنانير الأحمدية إشتهرت فى الشرق الاسلامى بفضل وزنها القريب دوما من الوزن الشرعى للدينار الاسلامى «4,25 جرام» وارتفاع عيارها الذى وصل الى 23,5 قيراط، وهناك عوامل مختلفة ساعدت الطولونيين على تجويد عيار دنانيرهم، حيث لجأ ابن طولون الى تنشيط جهود التعدين فى صحراء العلاقى بالصحراء الشرقية الى الجنوب الشرقى من أسوان، فاندفع المغامرون والباحثون عن الثراء الى هذه المنطقة التى شهدت نشاطا تعدينيا محموما فى المناجم القديمة التى طالما استغلها الفراعنة، كما نظمت الدولة نوعا آخر من التعدين وهو «المطالب» عبر البحث فى مقابر الفراعنة عن مقتنياتهم الذهبية، وعثر فى تلك الفترة على كميات كبيرة من المشغولات الذهبية.
 وأشار إلى إن بعض الروايات التاريخية قالت: إن ابن طولون عنى بتجويد دنانيره استجابة لتحدى كتابة هيروغليفية عثر عليها فى كنز قديم وكان صاحبها ملك يباهى نظراءه بجودة ذهبه، ولا يمكن التقليل من أهمية «المطالب»، إذ يكفى أن نشير الى ان الذهب الذى عثر عليه فى مقبرة توت غنخ آمون فى اوائل العشرينيات من القرن الماضى كان يعادل آنذاك الغطاء الذهبى للجنيه المصرى فى البنك الأهلى علما بأن توت غنخ كان من الفراعنة القليلى الشأن اذ مات وهو فى عامه الثالث من الحكم الذى تولاه صبيا.
 وأضاف: سار خمارويه بن أحمد بن طولون على نهج والده من حيث الحرص على دقة وزن الدنانير وارتفاع عيارها، كما ضرب الطولونيون الدراهم الفضية التى حملت أسماء الأمراء الطولونيين، ولم يصل منها سوى أربعة عشر درهما موزعة على عدد من المتاحف العالية، ولا يعود ذلك الى قلة أعداد الدراهم الطولونية ولكن الى أنه لم يكن هناك أى اقبال على اكتنازها مع وجود الدنانير الذهبية الجيدة ولذا كانت الدراهم تتعرض لعمليات السحب وإعادة السبك المتكررة.