الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

هروب المستثمرين وتراجع السياحة بسبب انعدام وسائل المواصلات

هروب المستثمرين وتراجع السياحة بسبب انعدام وسائل المواصلات
هروب المستثمرين وتراجع السياحة بسبب انعدام وسائل المواصلات




الوادى الجديد - محمد محروس

عزلة تعيشها محافظة الوادى الجديد منذ حوالى  15 عامًا بسبب الطيران المدنى الذى أغلقت مطاراته بالرغم توافر المرافق والعمالة، مما أثر بالسلب على التنمية بشكل كبير وجعل الواحات بعيدة عن الأنظار لفترة طويلة وأدى لتراجع السياحة فى الوقت الذى تحاول فيه الدولة جاهدة لاستعادة مكانتها بشتى السبل.
يقول أحمد عمر من أهالى واحة الخارجة: إن محافظة الوادى الجديد تمتلك 3 مطارات الأول بمدينة الخارجة والثانى بمدينة موط بواحة الداخلة، والثالث بمنطقة شرق العوينات وهو مخصص لخدمة الشركات الاستثمارية التى توجد بهذه المنطقة والتى تعمل فى مجال الزراعة، مشيرا إلى أن مطار الخارجة توقف عن استقبال الطيران المدنى منذ أكثر من 10 سنوات وتعتمد حاليا المحافظة على طائرة صغيرة سعة 50 راكبًا تابعة لإحدى شركات الخدمات البترولية تقوم برحلتين أسبوعيا إلى مدينة الخارجة يومى الأحد والخميس، وتتحمل المحافظة ميزانيتها بالكامل وهى شبه مخصصة لزيارات المسئولين، فضلا عن سعر تذكرتها المرتفع ذهابا وإيابا إلى القاهرة والتى تبلغ 1200 جنيه، مما جعل الطائرة دون جدوى لأهالى الوادى الجديد خاصة أن رحلتين فقط أسبوعيا وبمواعيد لا تتناسب مع المواطنين، وتكلفة السفر بها مرتفعة بالرغم من بعد المحافظة عن القاهرة والتى تستغرق 8 ساعات سفر.
كما أكد عمر أن هناك مطارًا آخر مغلق منذ عدة سنوات تماما وهو مطار واحة الداخلة بالرغم من جاهزية مرافقه ومبانيه والمهبط الخاص به والذى يقع على بعد 12 كم شرق مدينة موط وتم إنشاؤه فى عام 1996 و يتسع لخمس طائرات، ويعتبر واحدًا من المشروعات القومية الكبرى التى أقامتها الحكومة فى أواخر التسعينيات لتنمية وربط الصحراء الغربية والواحات بباقى محافظات الجمهورية  بالتزامن مع إنشاء مشروع السكة الحديد فى نفس العام والذى توقف أيضا بعد تشغيله بــ 6 سنوات وتمت سرقة قضبانة بالكامل بعد أن زحفت عليه الرمال،  مؤكدًا أنه عقب تشغيل المطار ببضع سنوات توقفت جميع الرحلات الخاصة به ولم يحقق الهدف المنشود منه ولم يعرف السبب، بل والأكثر من ذلك انهالت وتراكمت الكثبان الرملية على مهبط الطائرات الخاص به، مما جعل واحة الداخلة  فى عزلة بالرغم أنها فى حاجة ماسة لتشغيل المطار لبعدها عن محافظة القاهرة بــ900 كم، ولا توجد وسيلة سوى الأتوبيسات المتهالكة التى يعانى منها المواطنون، مشيرًا إلى أن اللواء طارق المهدى محافظ الوادى الجديد الأسبق كان قد قرر إجراء مقايسة تقديرية لتطوير مهبط الطيران بمطار مركز الداخلة لتأهيله لاستقبال الرحلات الجوية التى تخدم بدورها الاستثمار وآفاق التنمية بمركزى الداخلة والفرافرة  إلا أن الأمور لم تتغير وما زال المطار كما هو متوقف ويحتاج إلى إعادة تأهيل رصف المهبط الخاص به والبالغ طول  2.5 كم .
أكد حسن محمود من أهالى واحة الداخلة، أن توقف مطارات الوادى الجديد وعدم ربطها بالطيران المدنى اضر بالواحات بشكل كبير، فهناك تراجع كبير فى الجانب الاستثمارى وضخ رءوس الأموال فى الصحراء الغربية لعدم وجود وسائل مواصلات مناسبة كذلك بعد المسافات، فلا يعقل أن يباشر مستثمر مشروعاته من على بعد 1000كم ولا يوفر وسيلة مواصلات أمنة للعاملين معهم خاصة أن هناك مشروعات كبرى تحتاج إلى خبراء من الخارج وذلك فى حالة المشروعات الصناعية، كما أن السياحة هى الأخرى تراجعت بشكل كبير للغاية، فالسائح دائما ما تكون تنقلاته عبر الطيران، فليس من المعقول أن يقطع يومين سفر عن طريق سيارة أجرة او أتوبيس من اجل زيارة الواحات لذلك دائما ما يضع ضمن برامج السياحية زيارة الاقصر وأسوان والمحافظات التى تقع على خريطة الطيران المدنى بالرغم أن المحافظة بها حوالى 139 موقعًا اثريًا وسياحيًا  ما بين معابد وقصور وقلاع وآبار كبريتية ومحميات طبيعية ، إلا أن السياحة فى تراجع كبير بسبب الطيران المدنى الذى عزل الواحات تماما منذ اكثر من 15 عاما.
يشير محمد جيلانى من واحة الفرافرة إلى أن الواحة معزولة تماماً فلا يوجد بها مطارات أو سكة حديد بالرغم من أنها تقع فى اقصى المنطقة  الغربية مع الحدود الليبية كما أنها تشهد تنفيذ مشروع المليون ونصف المليون فدان والذى تم تنفيذ المرحلة الأولى منه عن طريق زراعة 10 آلاف فدان بالإضافة إلى إقامة ثلاث قرى، مطالبا بإنشاء مطار لتنمية المنطقة وتوطينها ولنقل العاملين فى كل الخدمات والمصالح الحكومية على أن تساهم المحافظة ماديا دعما للمواطنين، لان تنمية المناطق الحدودية تعنى الأمن والامان والقضاء على الإرهاب.
 مشيرا الى أن الدولة كانت تدعم فى الماضى بعض الخطوط لخدمة السياحة والاستثمار، لكن فى الآونة الأخيرة تم رفع هذا الدعم ليتم تسيير وتشغيل الخطوط ذات العائد المربح وذات الإقبال الشديد، دون الأخذ فى الاعتبار أى عوامل أخرى وهو ما تسبب فى اغلاق مطارات وتوقف بعضها عن العمل فى الوادى الجديد دون النظر الى اهميتها كمحافظة حدودية.
يقول اللواء محمود عشماوى، محافظ الوادى الجديد، أن المحافظة تعمل جاهدة لاستغلال هذه المطارات، وتحقيق الهدف من إنشائها فى دعم الاستثمار والتعمير والاستصلاح وجذب رءوس الأموال من كبار رجال الأعمال فى المحافظات الكبرى لتكون الطائرة وسيلة لهم فى القدوم للمنطقة وتشجيعهم، مشيرا إلى أن هناك عدة مشروعات كبرى تنفذ على ارض المحافظة تحتاج الى الاستثمار ورءوس الأموال كإنشاء مصنع فوسفات ابو طرطور ومشروعات الريف المصرى الحديث ومشروعات الغابات الشجرية،  كما أننا نسعى حاليا بالتنسيق مع وزيرى السياحة والطيران لوضع محافظة الوادى الجديد، ضمن برامج الطيران الشارتر السياحى أسوة بمحافظات الأقصر وأسوان  وذلك املا فى عودة وتنشيط السياحة مرة اخرى خاصة مع بدء الموسم الشتوى القادم  والذى يشهد زيارة أفواج سياحية للاستمتاع برحلات السفارى والقيام بالسياحة العلاجية سواء بالدفن فى الرمال او العلاج بمياه الابار الكبريتية.