الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

التصدير طوق النجاة للخروج من عنق الزجاجة

التصدير طوق النجاة للخروج من عنق الزجاجة
التصدير طوق النجاة للخروج من عنق الزجاجة




كتب – رضا داود


بعد أن اخفقت الحكومة فى إيجاد حلول للأزمة الاقتصادية الراهنة وذهبت للحصول على قرض من صندوق النقد الدولى فإننا نؤكد فى هذا التقرير أن القروض لا تصنع اقتصادا بل تصنع دينا ثقيلا يدفعه الأجيال المقبلة لذلك قررنا فتح ملف التصدير على اعتبار أنه طوق النجاة لتحريك عجلة الاقتصاد وحل أزمة العملة الصعبة. وفى مصر توجد 3 مصادر  تقليدية للعملة الصعبة وهى قناة السويس والسياحة وتحويلات المصريين بالخارج وتلك المصادر ريعية أى خدمية وليست إنتاجية أما المصدران الآخران وهما الاستثمارات الأجنبية والصادرات فيعتمدان على الإنتاج والتصنيع وهما المصدر الحقيقى لصناعة اقتصاد رائد وقوى قادر على مواجهة الأزمات أما المصادر الريعية سالفة الذكر حينما تأثر مصدر واحد منها وقع الاقتصاد معها مثل ما حدث فى السياحة ونتج عن ذلك أزمة فى سوق الصرف تسببت فى اشتعال سعر الدولار ووجود سعرين للعملة التساؤل الآن أين الصناعة المصرية من التصدير ولماذا لم نستطع الخروج من عنق الزجاجة ونؤسس ماركات صناعية محترمة مثل باقى خلق الله  ونصدر بأرقام معقولة.. بصراحة ارقام التصدير عندنا متواضعة جدا  ومخيبة للآمال ولم تتعد 20 مليار دولار فى حين فاتورة الواردات وصلت 80 مليار دولار وتزيد عاما بعد عام والصادرات محلك سر.. أين  المشكلة  هل فى المصنعين ولا فى الحكومة؟ وما  نوعية المنتجات التى نصنعها هل منتجات ذات قيمة وجودة أم  سلعٍ خفيفة  رجال الأعمال عندنا استسهلوا وانشأوا مصانع تعتمد على خامات كثيرة من الخارج  ومن ثم ارتفعت فاتورة الواردات.. ولو المشكلة فى إننا لم نصنع الخامات فى مصر فلماذا لاتضع الدولة حوافز للمستثمرين المصرين لتصنيع الخامات والتوسع فى الصناعات المغذية على اعتبار أنها النواة الحقيقية لقيام قاعدة صناعة قوية مدينة واحدة فى الهند اسمها بنجلور بتصدر  أجهزة كمبيوتر وسوفت وير بـ30 مليار دولار فى السنة  فى حين أن صادراتنا كلها زراعية وصناعية وخدمية لم تتعد  20 مليار دولار.. وبمناسبة الصادرات الزراعية.. كانت مصر تصدر القمح للإمبراطورية الرومانية كما كانت تصدر لقطن طويل التيلة لبريطانيا وللعالم كله .. أما الآن  فتستورد 70% من احتياجنا من الغذاء من الخارج تخيلوا إن الفلاح الأجنبى  بيأكلنا وأصبحنا أكبر دولة مستوردة للقمح بكميات تصل لـ 8 ملايين طن فى السنة كما  نستورد 90% من الزيوت من الخارج ونستورد أيضا 500 ألف طن لحوم وألبان مجففة بتعادل 600 ألف طن ألبان سائلة بالإضافة إلى استيراد 2.5 مليون قنطار قطن. الدعم التصديرى الذى يحصل عليه رجال الأعمال والذى  وصل هذا العام نحو  3.6 مليار جنيه أين نتائجه. أساسا  الدعم  بدأ من 2002-2003 ولا يزال مستمرًا ويستفيد منه نحو 2000 رجل أعمال لكن الحقيقة أن الكبار هم من يأخذون نصيب الأسد من هذا الدعم لأنهم  يصدرون كميات أكبر.  ومن ثم لابد من إعادة النظر فى منظومة الدعم من جديد بحيث نوقف الدعم عن الكبار ونوجهه  للصغار ونشجع الفئات الأخرى على الدخول لمنظومة التصدير لتوسيع قاعدة المصدرين.
المهندس طارق قابيل، وزير الصناعة والتجارة أكد أن الوزارة  تستهدف مضاعفة حجم صادرات مصر غير البترولية لتبلغ نحو 30 مليار دولار بنهاية عام 2020.  
وأنا أقول للوزير النوايا وحدها لا تكفى لبناء اقتصاد دولة بحجم مصر ولا بد من اتخاذ إجراءات سريعة على أرض الواقع لتحقيق هذا الهدف.