الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«ترامب» و«السيلفيين».. وتزويرالانتخابات الأمريكية

«ترامب» و«السيلفيين».. وتزويرالانتخابات الأمريكية
«ترامب» و«السيلفيين».. وتزويرالانتخابات الأمريكية




يكتب: عيسى جاد الكريم
منذ أكثر من عام وبعد شهور من ظهور المرشح عن الحزب الجمهورى الأمريكى دونالد ترامب، توقعت أنه يسير نحو احتلال مقعد رئيس الولايات المتحدة الامريكية، أزال عند توقعى الذى ستظهر الأيام القادمة مدى صدقه من عدمه.
فرجل مثل ترامب يعمل فى مجال التجارة فى بلد رأسمالى مثل أمريكا، يعرف كيف يكتسب ناخبيه، حتى علاقاته النسائية ومغامراته تستهوى جزءًا كبيراً من الأمريكيين، لأنه فى الحقيقة هذه هى طبيعتهم، شعب متحرر أخلاقيًا، ومنفلت، وليس محافظاً ومتديناً؛ ترامب الذى لم ينضم إلى الحزب الجمهورى (رمز الفيل) إلا قبل عامين، استطاع من خلال آلته الدعائية وفريق متميز من حملته إلى جعله يكتسب موافقة قيادته العليا على ترشحه عن الحزب الجمهورى، فترامب ليس ساذجاً أو أبله، كما تريد بعض وسائل الاعلام أن تصوره لنا؛ الرجل يعرف كيف يدير معركته.
ورغم أن عالم التجارة الذى جاء منه ترامب يحتاج إلى الصدق فى التعامل والدهاء والمجازفة وفى حين يحتاج عالم السياسة إلى الدهاء والكذب والتريس فى اقتناص الفرص، لكن على ما يبدو فان الرجل، حتى الآن، كما نجح فى التجارة فانه سيفلح فى السياسة، رغم أنه صريح لحد الغُشم، واضح فى رؤيته لحد أنه يمكن أن يخسر أصوات هؤلاء الأشخاص الذين يريدون أن تكسب أصواتهم بالعواطف والكذب.
ترامب المثير للجدل أصبح المنافس الوحيد لهيلارى كلينتون مرشحة الحزب الديمقراطى (رمز الحمار) وزوجة الرئيس المتحرش السابق بيل كلينتون، وهيلارى كلينتون وزيرة الخارجية السابقة لأمريكا واحد رعاة وداعمى ثورات الخراب العربية التى انطلقت فى أوائل 2011 والداعم الرئيسى لجماعة الاخوان الارهابية، والتى تطاردها فضيحة استخدام الإيميل الشخصى لوزيرة الخارجية فى مراسلات رسمية وتهم بالإهمال وتعريض أمن الولايات المتحدة للخطر، علاوة على شكوك حول تعاطيها للمخدرات، وهذه الاتهامات وجهها لها ترامب مباشرة فى ثانى مناظراتهما على الهواء مباشرةً.
وبعيداً عن الصورة الوردية التى تحاول امريكا الترويج لها عن نفسها فى العالم بانها بلد الحرية والعدالة والديمقراطية، يبدو أنها تتكشف يوم بعد يوم زيف هذه الادعاءات، حيث كشف ترامب أن زوج كلينتون (الرئيس السابق بيل كلينتون) جلس ساعة ونصف الساعة مع المدعى العام الذى كان يحقق مع هيلارى فى تهم تعريض أمن الولايات المتحدة للخطر، باستخدام بريدها الشخصى فى مراسلات رسمية، مما ساهم فى الكشف عن الوثائق السرية التى حصل عليها موقع ويكيليكس، وبعد الساعة ونصف الساعة تم حفظ الاتهام فى إشارة من ترامب الى وجود تدخل فى القضاء الأمريكى وأنه قضاء غير نزيه قبل أن يقوم مكتب المباحث الفيدرالية الامريكية FBI  بفتح التحقيق مجددا مع هيلارى فى القضية قبل أيام من انطلاق الانتخابات.
وعلى ما يبدو فان ميراث تزوير الانتخابات الامريكية لايزال موجودا فى أمريكا، بلد الديمقراطية، فبعد محاولة تزوير الانتخابات عام 2000 لصالح المرشح الديمقراطى آل جور «اليهودى»  ضد جورج بوش الابن فى ولاية فلوريدا، قبل أن تحسم المحكمة الامريكية العليا الجدل لصالح بوش، فإن الأمر مرشح للتكرار، فبعد أيام قليلة من إعلان ترامب تخوفه من تزوير الانتخابات لصالح خصمته هيلارى، من خلال رجالها، ورد الرئيس الأمريكى أوباما عليه قائلا «لاتبكى مثل الاطفال لن نزور الانتخابات» ظهرت الفضيحة فى ولاية تكساس فى التصويت المبكر حيث اكتشف الناخبون أن عند إعطاء صوتهم لترامب تظهر اجهزة التصويت الإليكترونى لهم أنهم  اختاروا هيلارى كلينتون على غير الحقيقة، اللجنة المسئولة عن الانتخابات ردت رداً ساذجاً أن ما حدث هو خطأ بشرى غير مقصود.
وأمام مخاوف التزوير لم يعد امام ترامب إلا الاستعانة بأنصاره من السيلفيين «محبى التقاط الصور الشخصية لأنفسهم» (وليس السلفيين من أنصار حزب النور الذى على ربما لا يطيقون ترامب أو سيرته أصلا).
أنصار ترامب طالبوا بضرورة أخذ صورة سيلفى مع بطاقات الانتخاب التى صوتوا له فيها، لكى يعرف كم عدد من صوتوا لترامب، لكشف أى تزوير قد يحدث او يشكك فى نتائج الرجل، وذلك بعد ان حكمت محكمة الأمريكية اتحادية بولاية ميتشجن بأحقية الناخب بالتقاط صورة سيلفى مع بطاقة الترشيح ونشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعى، وأن منع ذلك هو مخالفة للدستور الأمريكى الذى كفل حرية التعبير للفرد بما فيها نشر صورته مع بطاقة الاقتراع على الفيس بوك، فهل سنجد سيلاً من ملايين صور السلفى لانصار ترامب مع بطاقة الترشح؟ لمنع تزوير الانتخابات أم تفوز هيلارى بالانتخابات؟ وأخسر أنا  وجبة غداء فاخر كان وعدنى بها زميل صحفى حال نجح ترامب فى الانتخابات وخسارة هيلارى!