الجمعة 20 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

قال: الكتابة أخطر من القنبلة والمدفع وأغلى من النفط محمد شحاتة: أحيا فى الصعيد بروحى ووجودى بالقاهرة دور لنشر تراثنا

قال: الكتابة أخطر من القنبلة والمدفع وأغلى من النفط محمد شحاتة: أحيا فى الصعيد بروحى ووجودى بالقاهرة دور لنشر تراثنا
قال: الكتابة أخطر من القنبلة والمدفع وأغلى من النفط محمد شحاتة: أحيا فى الصعيد بروحى ووجودى بالقاهرة دور لنشر تراثنا




حوار - رانيا هلال

«أنا واد أمى.. وافتخر.. أول تعارف بين صوابعى والقلم.. قالتلى شاطر يا واد.. راح تبقى حد زينة ومحترم، وبرغم كل ما قريت وما كتبت وما وصلت.. يفضل حديتها فى ودنى بيرن.. كان ياما كان يا سعد يا كرام وما يحلى الكلام إلا بذكر النبى عليه الصلاة والسلام، كان فيه بنت اسمها «أم العنادى» فاقفز وأقول من وين عرفت إنى بحبها.. الشاعر محمد شحاتة الشهير بـ«العمدة»، جاء من رحم الصعيد حاملا موروثه منقوشا بداخله تفاصيله وبلسانه تحدث عبر العديد من دواوينه الشعرية ونقل صورة للعالم عن تلك البيئة الخصبة والمعين الذى لا ينضب.. كان لنا معه هذا الحوار.  

 

■ لك كتاب بعنوان «أغانى النساء فى صعيد مصر».. فهل ترى أن النساء هن حاملات التراث فى الصعيد؟
- المرأة فى الصعيد هى حجر الزاوية، وهى محور حياتهم فلها تقام الأفراح ومن أجلها يكون الثأر للدفاع عن كرامتها وعرضها، وهى مصدر الذرية التى يعشقها كثيراً أهل الصعيد، إضافة لقيامها بأدوار بجانب الرجل سواء فى المنزل أو الحقل، ولتمتع المرأة بالذكاء والذاكرة القوية استطاعت أن تحفظ وتحافظ على تراث الصعيد من خلال أغانى الحزن وأغانى الأفراح وأغانى الحج والأمثال والقصص الشعبية والأمثال، وكان هذا الكتاب دليلًا واضحًا على قيمة المرأة الكبيرة فى الصعيد ومكانتها عند الرجل.
■ صدر ديوانك الأخير «غريق بيحب غرقانة» مشبعاً بالمفردات النابعة من عمق الصعيد ألم تتأثر بإقامتك فى القاهرة؟
- بالطبع لا زلت أحيا فى الصعيد بروحى ووجداني، ولا يزال بداخلى الرجل الصعيدى الذى يحن للجلباب والشال الكشمير والقفطان، ولا تزال يدى تعبث بالفأس فى الأرض لتنعم بخيرها، ووجودى بالقاهرة هو مجرد دور أقوم به لنشر ثقافة وتراث الصعيد وإبرازه بين أهل المدينة وذلك من خلال أشعارى التى تأخذ طابع الصعيد فى اللهجة والمفردات والمواقف.
■ هل ترى أن الاهتمام بالتراث المصرى يجرى بشكل كاف من أجهزة ومؤسسات الدولة؟
- بلا شك نحتاج لمؤسسات رسمية وخاصة كثيرة لجمع عناصر التراث الشعبى وحفظها فى أرشيف، والأهم من حفظها هو إظهارها للمجتمعات المختلفة لتعبر عن الهوية المصرية التى ضاع معظمها بتأثير العولمة والتكنولوجيا التى أضرت بالتراث كثيرا، ولا يكفى وجود سلاسل نشر للكتابات فى مجال التراث بل لابد من تكوين مؤسسة تجمع التراث من كل بقعة من بقاع مصر وخاصة الأدب الشعبى الذى يموت بموت الحفظة، وكذلك إعادة الاهتمام بالحرف الشعبية ليخرج لنا منتج مصرى بخامات وعقول مصرية.
■ فى رأيك هل تهتم المجلات والدوريات الثقافية بإبراز التراث المصرى على تنوعه؟
- توجد فى المؤسسات الثقافية الرسمية القليل من السلاسل التى تنشر كتابات الباحثين فى التراث، ومنها سلسلة الثقافة الشعبية بالهيئة المصرية العامة للكتاب والتى أشرف بأن أكون مدير تحريرها، وكذلك سلسلة الدراسات الشعبية بهيئة قصور الثقافة ومجلة الفنون الشعبية، ولكن لا زلنا نطمح باهتمام أكبر لأن التراث المصرى غزير ومتنوع وأقاليم مصر كثيرة ومتنوعة وتحتاج للمزيد والمزيد.
■ ما الدور الذى يمكن أن تلعبه المؤسسات الثقافية والتنموية المستقلة لمواكبة التنموى العربى؟
- أرى أن قولبة الثقافة فى مصر من خلال المؤسسات الثقافية الرسمية أضعفها كثيرا، ولابد من مشاركة المؤسسات الثقافية الأهلية «الروابط والأندية» فى العمل الثقافى، ووجود شراكة بينها وبين المؤسسات الرسمية من خلال تبادل الخبرات ودعم المؤتمرات والمهرجانات وتبنى تجارب الباحثين والمبدعين فى تنمية الثقافة المصرية، وليس عيباً أن تسبقنا دول عربية فى هذا المجال، المهم أن نحافظ على تطور الثقافة بخطى مدروسة وثابتة ودعم الشباب من خلال توليهم لمناصب عليا فى المؤسسات الثقافية الرسمية، والاستفادة بخبراتهم وأفكارهم فى تنمية هذا القطاع الهام الذى يبنى العقول التى تعمر وتمثل الدولة فى كل المحافل، فالكتابة أخطر من القنبلة والمدفع وأغلى من النفط لو وجهت توجيها سليماً ووجدت التربة الصالحة والدعم.
■ تجربة جديدة قمت بها من خلال «سيرة العقيلى واليازية» الإماراتية فى تحويل السرد إلى مربعات شعرية بفن «الواو» حدثنا عن تجربتك؟
- لقد قرأت حكاية «العقيلى واليازية»، التى جمعها د.راشد المزروعي، ونشرت بمجلة تراث الإماراتية فى صورة نص نثرى، وأعجبتنى كثيرا مواقف الحب والتضحية التى وجدتها فى الحكاية، وكذلك مواقف قرأت فيها تراث الإمارات مثل عادة «تضمير الهجن»، وتخيلت تلك الحكاية وهى تغنى على الربابة المصرية، وبالفعل بدأت فى كتابتها بلون أدبى صعيدى وهو المربعات، ومنها مربعات فن الواو لتناسب الربابة، وأضفت لها بعض الأحداث الفرعية والشخصيات دون المساس بصلب الحكاية، لتخرج لنا سيرة تزيد على 250 مربعًا شعريًا، وننتظر نشرها قريبا فى دولة الإمارات، لتكون مزيجا من التراث المصرى والإماراتى يربط الشعبين كما تربطهما العلاقات الإنسانية من أزمنة بعيدة.
■ كيف قمت بتتبع التاريخ الثقافى الإماراتى؟
- لقد دعيت منذ أكثر من عام من قبل الكاتب والباحث والأديب وليد علاء الدين، مدير تحرير مجلة تراث الإماراتية للكتابة فى المجلة، وطلب منى أن أقرأ عن تاريخ وتراث الإمارات كى أكتب عنه، وبالفعل كان لهذا الرجل دور كبير فى توجهى لقراءة الإمارات عن قرب من خلال كتابات الباحثين والأدباء والمؤرخين، وبالفعل بدأت الكتابة عن تراث الإمارات، وكلما طرقت أحد الموضوعات لاحظت اهتماماً غير عادى من الدولة بالمواطن الإماراتى، فهو محور التنمية الأول عندهم، وهو الذى توجه لصالحه كل المشروعات.
■ ألهذا اخترت الإمارات تحديدا لتكون موضوع كتابك الأخير «كتيبة التنمية»؟
- من المعروف أن مصطلح «الكتيبة» يطلق على المجموعة العسكرية، وهذا المصطلح يوحى بالنظام وتنفيذ المهام بدقة وفى وقت محدد، وأثناء قراءتى لمخططات التنمية فى دولة الإمارات فى كل قطاعاتها، لاحظت مدى التزام قادة الدولة بتنفيذها على الوجه الأكمل وفى مدد زمنية قد تنقص ولكن لا تتجاوز مداها الزمنى المحدد سلفاَ، والأهم من ذلك أن التنمية فى دولة الإمارات شاملة لكل القطاعات المعنية بالبنية التحتية للدولة ومؤسساتها المختلفة وذلك لخدمة المواطن الإماراتى وتحقيق مصالحه ورفاهيته، وهو ما دعانى لقراءة التنمية فى الإمارات.
■ وماذا وجدت من خلال قراءتك؟
- لاحظت أن كل إمارة من إمارات الدولة تنفذ نفس مخططات التنمية بنفس المعدل الذى تسير عليه باقى إمارات الدولة، الأمر الذى أدى للنهوض بالدولة وتحقيق التقدم بها فى مدى زمن قصير جدا قياسا بباقى دول المنطقة، فما حققته دولة الإمارات فى 45 عاماً منذ إعلان قيام الاتحاد وحتى وقتنا الحالي، أكبر بكثير مما لم تحققه دول نالت استقلالها قبلها بعشرات السنين، ولا أنكر أن وجود خام النفط فى الدولة ساهم بشكل كبير فى توفير رأس المال والذى يعد أحد أهم دعائم التنمية، ولكن ما قيمة المال إذ لم يجد عقولًا مستنيرة تسخره لصالح الوطن والمواطن.
■ حدثنا عن الخطوط العريضة فى كتابك «كتيبة التنمية»؟
- الكتابة عبارة عن دراسة لعدة قطاعات فى دولة الإمارات من خلال تجارب قادتها ومؤسسيها ومنها تجربة سمو الشيخ زايد رحمه الله، فى قطاع الزراعة والمياه وتجربة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك زوجة المغفور له الشيخ زايد، فى تنمية قطاع الأسرة واهتمامها بتنمية المرأة الإماراتية والطفل، وتجربة سمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة، فى تنمية المواطن الإماراتى ومحاولة خلق كوادر إماراتية تعمل فى كل المجالات فى الدولة، وتجربة الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، فى التنمية الثقافية لدولة الإمارات وكيف جعل من الشارقة عاصمة للثقافة العربية، وتجربة الشيخ سلطان بن زايد فى تنمية قطاع الرياضيات التراثية وكيف حافظ على تواجد الإمارات فى سباقات القدرة للخيول وسباقات الهجن، وقريبا سيصدر جزء ثان من الكتاب لرصد باقى قطاعات التنمية فى دولة الإمارات وتجارب قادتها فى تلك القطاعات.