الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

للمرة الأولى فى تاريخ مصر: مبادرات شبابية تتحول لقرارات فورية تصيغ لمراقبة التنفيذ

للمرة الأولى فى تاريخ مصر: مبادرات شبابية تتحول لقرارات فورية تصيغ لمراقبة التنفيذ
للمرة الأولى فى تاريخ مصر: مبادرات شبابية تتحول لقرارات فورية تصيغ لمراقبة التنفيذ




كتب: كمال عامر
نجحت مؤسسة الرئاسة على مدى ثلاثة أيام فى تنظيم المؤتمر الوطنى الأول لشباب مصر 2016 وبالتالى فى تجمع ثلاثة آلاف شاب يعكس فكرهم شباب البلد.. الأهم هنا أن مؤسسة الرئاسة ساهمت فى بدء حوار على أسس صلبة.. واقعى.. مفيد.
شباب البرنامج الرئاسى مع شباب حوار وزارة الشباب والأحزاب.. ابدعوا.. وانطلقوا.
فى حجرات المؤتمر وقاعاته كان الحوار عنيفا.. ولكن دون ضحايا.. أيقن شباب المؤتمر بأن هناك حوارًا يكون مقبولا وتزداد حالة الرضا عنه عندما يتعلق بإطار أخلاقى.
الرئيس السيسى بدوره زاد من التزام الحضور بأدب الحوار.. الرئيس كان حريصا أن يختار كلماته بعناية.. هذا الحرص انتقل إلى الشباب، ليس هناك انفعالات.. ولا انفلات لفظى.. بل حوارات أدواتها الحكمة والفكرة والرأي.
شباب المؤتمر
ومن خلال حضورى وتنقلي، كان تركيزه على كيف يُبهر المتابعين له؟ وكيف يمكنه توصيل الفكرة بشرحها، خاصة أن الحضور يتقدمهم رأس الدولة المصرية وكبار رجالات الحكومة.
الملاحظ أيضا.. أن الرئيس السيسى عندما كان يستشعر تصادمًا ما بين المشكلة والحلول.. أو أن القاعة بمن فيها قد يبتعد عن فكرة الحوار.. كان من يقود الحوار يلجأ للرئيس للتوضيح وأيضا لمنح المتحدث من الشباب الثقة فى استمرار الرأي.
انتصر الرئيس السيسى عندما راهن على شباب مصر.. وعندما لم يجد جهة تأخذ على عاتقها تهيئ المناخ لتلك الشريحة تدخل وأطلق المشروع الرئاسى لتأهيل الشباب كقيادات للمستقبل.
انتصر الرئيس بعدما استشعرنا جميعا من خلال المتابعة الدقيقة للحوارات والنقاش والمداخلات حول الموضوعات التى تشغل المصريين أن شباب المؤتمر نضجوا ووصلوا لمرحلة مهمة فى مشوار التأهيل.
انتصر الرئيس السيسى فى تسويق فكرته بتحطيم الحواجز بين الشباب والمسئول وبدأ بنفسه.. وقد لاحظت مدى سعادته بنجاح رهانه على شباب مصر وإيمانه بقدرتهم على استيعاب الأحداث والمواقف.. وتحملهم المسئولية وتعاملهم مع مشاكل المواطن والوطن بجدية اتضحت من خلال الحلول التى طرحوها والمستمدة من الواقع والإمكانيات الفعلية.
شباب المؤتمر الوطنى الأول للشباب 2016 حققوا فى نفس الوقت فوزًا مستحقًا من خلال أفكارهم التى قدموها سواء بحلول للمشاكل أو تجسيد المشكلة وأبعادها. وأعتقد أنهم أيضًا «بيضوا» وجه شباب مصر ومنحوه البراءة ضد اتهامه بأنهم شريحة غير مهتمة وسلبية.
شباب مصر هم الظهير الذى يحمى البلد وضد محور الشر فى الداخل والخارج.. هم مستقبلها الآمن. وفى هذه النقطة كان هناك إصرار على تطبيق فلسفة «كل ما تعرفوا أكثر هتخافوا على البلد».
وفى هذا الإطار كانت الأرقام ورؤى الوزراء واضحة وحتى الشرح للمشاكل المتعلقة بالوضع الاقتصادى كان شفافًا.. وأعتقد أن رسالة الوزراء إلى الشباب من خلال المؤتمر كانت واضحة بضرورة تفهم الشباب لما يدور فى البلد، وبالتالى تقدم الصفوف وتقديم المساندة بأنواعها.
فى مناقشة مشروع البطل الأوليمبى والبحث عن المواهب كان هناك حوار حول من المنوط به اكتشاف المواهب وزارة الرياضة، أم الاتحادات والأندية، أم مدارس اللعبات.. كان هناك طرح بإطلاق جهة حكومية لتحقيق ذلك، كان الرأى السائد علينا أن ننتظر وندرس تجارب الدول الكبرى فى هذا الشأن.. والتى منحت الاتحادات والأندية فرصة البحث عن المواهب الرياضية، والدولة عليها أن تهيئ المناخ.
م. خالدعبدالعزيز وزير الرياضة طالب بحل أزمة التشريعات وجذب رجال الأعمال للاستثمار فى الرياضة، وطالب بتصحيح مفهوم الحافز الرياضى الخاطئ المطبق فى مصر الآن.
وكان من الملفت أن يشرح وزير الرياضة مبررات تأخر عودة الجماهير للمدرجات بإعلانه أن الدولة ليست المسئولة وحدها عن هذا القرار، هناك أطراف أخرى لم تلتزم وتتحمل المسئولية.
الرئيس السيسى هنا انحاز لسلامة المصريين وجماهير الكرة وطالب الأسرة بأن تقوم بدور فى ذلك على الأقل بأن يذهب الأب مرة لتشجيع فريق مع الابن.
الشرح مقنع جدًا، والردود محددة والرسالة واضحة بأن على الجميع أن يسعى ويساند ويشارك الدولة فى حماية جماهير الملاعب ومنظومة اللعبة.
■ عبدالعزيز شرح ببساطة أزمة المدرجات بتعمق واحترافية، رفع الحرج عن الدولة، وقذف بالكرة إلى ملعب الأسرة والإعلام.
■ الحوار حول الإعلام أظهر حالة الضيق التى تسيطر على أغلب المصريين من تغيب وتأخر دور الإعلام فى بناء البلد.
الرئيس السيسى عندما قال «لو عاوزين أجيب لكم مقالات وشرائط برامج لإعلاميين كانت وراء خلق أزمات مثل ما حدث لسعر الصرف وتعكير صفو العلاقة مع دول شقيقة هذه السطور كانت تأكيدًا وإعلانًا أن الإعلام لم يتعرف حتى الآن على خط سير بناء الدولة ورؤية مغايرة.
دار حوار حول دور مقدم البرنامج.. ورئيس تحرير البرنامج اشتبكت وتشابكت الأفكار وانسجمت وتوحدت فى طلب مهم بضرورة الإفراج عن القانون المنظم لهذه المساحة المهمة فى تشكيل عقل وحياة المصريين.
الغضب الرسمى من الإعلام كان واضحًا.. ولكن الجديد هنا أن شباب المؤتمر انحازوا لاستقرار البلد.. ورفضوا محاولات حرقها حتى دون قصد!!
إعلام الثورة نجح فى بلورة وتوحيد الغضب ونجح فى مساندة أطراف 30/6 لكنه لم ينجح فى معركة بناء الدولة.
القانون المنظم للإعلام يهتم بتنظيم العملية وإيجاد مسئول يمكن الرجوع إليه تاركًا العملية الإعلامية وتوجهها للضمير المهنى وهو ما يحكمه الضمير الصحفى!!
الشباب المنحاز للحرية فى النقاش الجانبى أظهر غضبًا مشروعًا ضد الانحراف الإعلامى عن الدور المطلوب منه لبنآء الدولة واستقرارها ونجاحها فى الحرب على الإرهاب اتضح أيضًا داخل القاعات أن هناك امتعاضًا من خروقات الإعلام وطريقته فى تصدير الأزمات للمسئولين، بل والوصول إلى حد الإضرار بمصالح البلد.
أحد شباب المؤتمر قال لى وهو يجلس بجوارى: الإعلام المصرى يرى أن إعلام الغرب وأمريكا تحديدًا هو المُلهم لهم.. والقدوة وعادة ما يطالبون النظام السياسى بنسخ تلك التجارب ونقلها!!
وأضاف الشاب: انظر إلى الإعلام الأمريكى كله فى حرب الأمريكان على العراق لم تتخلف مطبوعة ولا قناة تليفزيونية أمريكية عن مساندة حكومة «بوش» وتسابق الإعلام فى تسويق المبررات الأمريكية للحرب على العراق.. حدث ذلك أيضًا فى الحرب ضد أفغانستان.
برغم أن الإعلام الأمريكى والبريطانى وحتى الفرنسى كان يعلم جيدًا أن مبررات الغرب للحرب على العراق مزورة لكنه سوق صوت الحكومات ورفض سماع أصوات الشارع.. ولاحظ والكلام للشاب، أن الإعلام الغربى لم يعتذر للعالم فى دوره بترويج المبررات الغربية المزورة بما فيها اتهامات امتلاك العراق للنووى والكيميائى وغيرهما!!
الشاب أضاف: أنا هنا أبرر وأؤكد بأن فى زمن تعرض الأمن الوطنى للأخطار ليس هناك خيار إلا مساندة البلد والحكومات.
مع الأسف الإعلام فى مصر غير مدرك للأخطار التى تواجه البلد من الداخل والخارج، حتى فى معارك الدولة ضد الإرهاب.. الإعلام يكتفى بدور رد الفعل وليس له دور..
وقدم لى شاب آخر تجربة الإعلام الفرنسى والإنجليزى فى مساندة حكوماته ضد الإرهاب:
تلك هى حقيقة الأزمة.. شباب المؤتمر له رؤية ورأى فى تلك المشكلة.. المحاورون انقسموا حول ما يحدث لكن فى النهاية كان الحسم شبابيًا.
■ بالطبع إعلامنا لم يواجه تلك المخاطر من قبل وإن عاش بعض منهم لمواقف مكررة فالظروف مختلفة
مصر الآن فى حالة تعانى من أمراض كادت أن تفتك بها وهى حالة لم تشهدها من قبل والإعلام غير مدرك للبحث عن دور يساعد فى اتمام التعافى وتقليل فترة المرض.. الفجوة بين الإعلام والمسئول ناتجة عن الكسل فى بذل الجهد للوصول إلى صيغة الإعلام يصرخ.. والمسئول يشكو ويتهم الشعب.
■ الرئيس السيسى قال: «إن المرء يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا» وهو ما يعنى أن القيم الدينية يجب أن تسود.. وإن الإعلاميين هيتحاسبوا أمام الله على كل شىء.. ووضع الرئيس خطوطًا أخلاقية للإعلام للخروج من المأزق الذى يواجهه عندما قال فى أحد تعليقاته: «هل تم توجيه شخص ما من جانبنا عن مهاجمة دولة ما وأتمنى ألا يصدر لفظ مسئ واحد أو حركة إساءة واحدة داخل المجتمع المصرى لأى شخص بالعالم حتى لو كان يسىء لنا، لأن ذلك يعبر عن الشخصية المصرية».
الرئيس جسد سياسة مصر اتجاه من تختلف معهم حتى من يسىء إلينا هكذا يجب أن يكون إعلام مصر.
■ لم أتصور أن تتحول فيما اتفق حوله من رؤى لشباب المؤتمر إلى قرارات.
مفاجأة أسعدتنا فى حكمة الرئيس الأخيرة للمؤتمر.. وقراراته.
هى المرة الأولى التى يتم احترام عقل الشباب والبرهنة على ذلك فورًا ودون تأخير.
المرة الأولى التى يتبنى رئيس الجمهورية مبادرات شبابية ويحولها إلى قرارات فورية.
وسط ذهول الحاضرين ودهشة الشباب أعلن الرئيس السيسى قراراته بشأن المقترحات الشبابية المتفق حولها نتائج الحوارات والنقاش.
الموجودون بالقاعة غير مصدقين وظهر السؤال: ماذا يحدث؟ أنا شخصيا لم أفقد يومًا رؤيتى بأن شباب مصر أحسن من فيها واتضح أيضًا أن الرئيس السيسى مؤمن بالشباب بطموحهم وتفكيرهم.


الرئيس السيسى راهن على شباب مصر.. عندما لاحظ الانشغال عنهم من الأحزاب وغيرها.. أطلق مشروعه الرئاسى «تأهيل الشباب لقايدة مصر» وأعتقد أن فرحة الرئيس بالمستوى الذى وصل إليه شباب البرنامج من الفكر والرؤية والتعمق فى المشاكل والبحث عن حلول فرحة الرئيس كانت واضحة.
الشباب المشارك من حوارات وزارة الشباب والرياضة أيضًا المؤتمر كان بمثابة زيادة فى آفاق التفكير والرؤية الأعم للبلد.
شباب الأحزاب تأكد لهم أن ضرورة وجود أرضية مشتركة للانطلاق فيها على الأقل أمن وسلامة البلد وأهلها.


للحديث بقية