الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

انقطاع المياه بـ«البدرشين».. أزمة سوداء توثق إهمال المسئولين بـ«الجيزة»

انقطاع المياه بـ«البدرشين».. أزمة سوداء توثق إهمال المسئولين بـ«الجيزة»
انقطاع المياه بـ«البدرشين».. أزمة سوداء توثق إهمال المسئولين بـ«الجيزة»




كتب ـ إبراهيم المنشاوى


حالة فوضوية.. ولا مبالاة غير مسبوق، من شركة مياه الشرب والصرف الصحى بمحافظة الجيزة، تجاه المواطنين بمركز البدرشين، حيث يعانى الأهالى أشد معاناة بسبب انقطاع مياه الشرب تماما ليل نهار من مساء يوم الأحد الماضى، دون معرفة أسباب ذلك، أو حتى الإعلان مسبقا عن تلك قطعها سواء كانت حرصا على سلامة المواطنين، أو لتقصير الشركة فى الصيانة وأعمال التطوير.
«روزاليوسف» التقت المتضررين بمركز البدرشين، واستمعت لشكاواهم لتنقلها إلى المسئولين، لعل تجد لهم حلا لإنهاء معاناتهم المأساوية.
بداية تقول أمل عبدالفتاح، موظفة: إن «مياه الشرب والصرف الصحى» بالجيزة، قامت بقطع المياه عن مركز البدرشين بأكمله، منذ مساء يوم الأحد الماضى، دون أن يكون هناك إعلان مسبق خلال وسائل الإعلام المختلفة، القنوات التليفزيونية أو المواقع الإلكترونية والجرائد الورقية، كما يحدث فى بعض المحافظات الأخرى، خاصة أن عدد انقطاع المياه لم يكن يومين منفصلين أو ثلاثة.
وتلفت عبدالفتاح إلى أن جموع المواطنين بالبدرشين لم يعلموا سبب انقطاعها حتى الآن، منوهة إلى أن المياه التى كانت مخزنة فى المنازل قد انتهت وتم استهلاكها فى عمليات غسيل أوانى الطهى، والملابس، بالإضافة إلى طهى الطعام والشراب، منوهة إلى أن ذلك الواقعة لم تتكرر من قبل، حيث إن الشركة كانت تقوم بقطعها بالفعل، لكن لم تكن بتلك الصورة، خاصة أنها لم تأت حتى ولو للحظات فى كل يوم.
ويشير ياسر عبدالفتاح، أحد المتضررين بمنطقة خلف المحكمة القديمة، إلى أن انقطاع المياه 4 أيام على التوالى كارثة حقيقية، بل وأعادهم إلى أيام الجاهلية الأولى، حيث عاد «السقا» من جديد فى الشوارع، وانتعشت عملية بيع المياه، ليصبح «الجركن سيد الموقف»، منوها إلى أن أسعار الجراكن تراوحت بين الـ3 و5 جنيهات، وهو المبلغ الذى لم يتوافر لدى جموع المواطنين، فى ظل الغلاء وارتفاع الأسعار، وانعدام الدخل.
وينوه ياسر إلى أن هناك أسرا أوشكت على الموت عطشا بسبب تقصير شركة مياه الشرب فى إصلاح الأعطال، أو إنهاء الأسباب التى فجرت تلك الأزمة، مطالبا محافظ الجيزة بسرعة التدخل لمحاسبة المقصرين، والمتسببن عن الكارثة، متسائلا: هل تستطيع شركة مياه الشرب والصرف الصحى قطع المياه عن أى مركز آخر لفترة تتجاوز الـ4 أيام على التوالى؟
ويؤكد كامل فرج، أحد المتضررين بمنطقة الصف، انقطاع المياه لديهم أيضا من مساء الأحد الماضى، الأمر الذى أجبرهم على شراء المياه المعدنية بعد نفاد اللترات التى كانت مخزنة من قبل للطوارئ بالمنازل، وذلك لأن فترة الانقطاع ليست بالقليلة، فى حين كشف تقرير صادر عن وزارة الموارد المائية والرى، عن استهلاك الفرد المصرى 450 لترا يوميا، بينما يبلغ هذا المعدل فى دول أوروبا 150 لترا، مقابل 180 للمتوسط العالمى، نتيجة ضعف الوعى بأهمية ترشيد المياه.
ويلفت فرج إلى أن مواتير سحب المياه توقفت أيضا، حيث إن المياه لم تكن ضعيفة فقط فى المواسير بالشوارع، بينما منعدمة تماما، منوها إلى أنه سمع شائعات حول أن انقطاع المياه يرجع إلى أن هناك عكارة بسبب السيول التى ضربت إحدى المحافظات مؤخرا، متهما شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالجيزة بالتقصير، والإهمال فى التخلص من العكارة منذ اكتشافها.
أما حنان عبدالمنعم، إحدى القاطنات بشارع شكرى لبنة، فتقول: إن الأهالى ضاقت بهم السبل، بحثا عن قطرة مياه، منوهة إلى أن هناك بعض المساجد بها فلاتر مياه يذهب المواطنون إليها للحصول على المياه بمقابل زهيد، مشيرة إلى أنها لم تشعر بالأزمة فى أول يومين، حيث كان لديها ما يكفيها من المياه، لكن تلك الكميات نفدت بمجرد استمرار انقطاعها لليوم الثالث والرابع على التوالى.
وتضيف الحاجة أم عبير، إحدى المتضررات بشارع صيدناوى: إن انقطاع المياه خلال تلك الفترة دفع بعض المدارس إلى التنبيه على أولياء الأمور بعدم إرسال التلاميذ إليها بسبب انقطاع المياه وندرتها من المدرسة، منوهة إلى أن الأسر التى أرادت ذهاب التلاميذ إلى مدارسهم قامت بشراء المياه المعدنية، وهو الأمر الذى لم يستطع فعله جميع الأسر، خاصة أنه أصبح على عاتقهم مصاريف الدروس الخصوصية التى زادت الضعف، والأسعار التى زادت إلى عنان السماء.
وتلفت أم عبير إلى أنه منذ انفجار تلك الأزمة وهى تلجأ إلى شراء المياه المعدنية، حيث بعد تخفيض الاستهلاك وحدوث حالة من التقشف، يتم شراء نحو 20 لتر مياه معدنية، يتجاوز سعرها الـ70 جنيها، قائلة: إن هناك بعض المواطنين قاموا بسحب الجراكن والذهاب إلى أقرب مؤسسة حكومية للحصول منها على مياه «جوفية» لاستخدامها فى الطهى وغسل الأواني، وجميع الاستخدامات المنزلية الأخرى.
«صدق أو لا تصدق».. فى لفتة فكاهية، قامت كل أسرة على حدة بعمل جروبات على برنامج الـ«واتس آب» للتحدث عن الأزمة، والسخرية، والدعابة مع بعضهم البعض، وطلب ولو كوب مياه ممن تتواجد عنده مياه، ناهيك عن أن هناك بعض الجروبات أيضا بدأت تروج وتعلن عن أى مكان به مياه عربات أو فى مواسير الشركة، حيث كان هناك موقع تحت اسم «بنات البدرشين» نشر: «فيه عربية ميه فى شارع عباس عنانى علشان الناس اللى عاوزة تملى وفيه جنب جامع الشورى».