الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

جمال السجينى «فارس النهر» فى معرض وفيلم تسجيلى




نظمت قاعه الفن بالزمالك معرضا تاريخيا، يضم تسعه أعمال للنحات جمال السجينى، لم تعرض من قبل، اكتشفها نجله الفنان مجد جمال السجيني وهى: «بورسعيد – النيل – بيت السلام – أم كلثوم – القرية – الديك – الأمومة – الصياد – الصوت»، وتمثل هذه الأعمال مراحل تاريخية متعددة للفنان، تختلف من حيث المضمون والشكل الفنى والمعالجة والتقنية والخامة، ويصاحب المعرض فيلم تسجيلى عن حياه السجينى بعنوان: «فارس النهر» أخرجه جمال قاسم، وقدمه نجله مجد جمال السجينى.
 
قدم الفنان الدكتور أحمد نوار دراسة نقدية وتحليلية للفنان السجيني فى كتيب المعرض جاءت الدراسة على حسب تاريخ إنتاج العمل الفنى، كان ارتباط السجينى بالفنان نوار علاقة وصداقة دامت سنوات طويلة، قال عنه: السجيني واحد من أعلام صناعة التاريخ على أرض الواقع، يمتلك السجينى قدرات هائلة مكنتة من إحداث حالة متغيرة ونشطة فى جسد الحركة الفنية المصرية بطاقه وحيوية، ثقافة السجيني مبنية على ركائز تاريخية وحضارية اما بنيته الوطنية فهى متغلغلة فى روحه وكيانه (ديناميكية الذات الفنية).
 
فى منزله بالزمالك كنت أجلس وأتامل هذه الطاقة الهائلة المتحركة، وعندما كان يتحدث تتشكل كلماته من خلال نظراته الثاقبة كمنحوتات تملأ الفراغ الذى يحتويناً، حارب السجينى من أجل حلم كبير هو اعتبار التمثال جزء لا يتجزأ من التخطيط العمرانى.
 
أنتج السجينى عام 1957 العمل النحتى «بورسعيد» هو (نحت بارز) يتثنى عرضه من جهتين، العمل من خامة البرونز قطعة نحتية طولية بنائية، العمل إحياء لمبادئه الوطنية، ويعبر عن صحوة الفلاح المصرى ووجه جمال عبد الناصر يعبر عن طاقه شعب يتحدى الهابطين بالمظلات ممسكا بيده سلاحاً، والملامح تفيض بحسه الوطنى فى مقاومة العدوان الثلاثى على مدينة بورسعيد، التى وضعها المثال فى قلب الفلاح ويتوسط هذا القلب النسر وهو رمز القوة، أما عام 1958 أنتج «النيل» نحت بارز من خامة البرونز، هذا العمل له جماليات تراثية وتعبيرية، ويعد امتدادا لفن النحت البارز فى المعابد والمقابر المصرية القديمة، ولكنه إضافة لمعالجات جديدة نتجت من عمق ثقافته منها إظهار نسب التشريح للجسد البشرى والحيوان، وهذه إحدى مهارات السجينى فى الرسم والتشكيل البنائى، تمثال «النيل» جمع السجينى من خلال رموزه حضارة نهر النيل التى أبدعها المصرى القديم، استخدم المراكب الشراعية والنخيل والأسماك والمدينة والمعابد، بالإضافة لتموج أمواج النيل.
 
أما «بيت السلام» فأنتجه عام 1966 من البرونز، عبر فيه عن المتناقضات بين العلاقات المعمارية فى المنظور الهندسى والشكل العضوى، هذا العمل يقترب من أعمال المثال هنرى مور ولكن السجينى اتبع الطريق الأصعب فى بناء كتلته، العمل فيه مجموعة من القباب بعضها مفرغ وسلالم منها إيجابى بارز ومنها مفرغة فى إيقاع، التمثال يحمل الحس الإنسانى الدافئ.
 
السجينى كان من عشاق أم كلثوم، ويعرف قيمتها ويعتبرها من رموز المجتمع المصرى، فأبدع أهم أعماله «أم كلثوم» عام 1966، ويتم عرض التمثال فى قاعة منفصلة داخل قاعة العرض، يتميز هذا التمثال بتماسك الكتلة الذى يبدو بوجه أم كلثوم وكأنها تشدو، يميل جسم التمثال إلى الأمام قليلاً، وحركة الكتف تعبر عن حالة شعورية غنائية، استخدم في التمثال البناء الهندسى التراكمى من خلال عناصر متكررة توحى بإيقاع موسيقى يتمثل فى الشكل الهرمى المزخرف بأشكال هندسية وبعض حروف النوتة الموسيقية عمق الحس ومهارة الأداء فى التأليف البنائى معزوفة الشكل الهرمية.
 
أما تمثاله «القرية» فانتجه عام 1968 هو من البرونز يكشف فيه السجينى عن المرجعية البيئية وعلامات العمارة التلقائية وتأثيرها المباشر على الهوية المصرية، يتألق هذا العمل فى علاقة الكتلة بالفراغ، ووجود فتحات مضيئة داخل الكتلة ما هى إلا نوافذ عمقت هذا البناء.
 
أما تمثال «الأمومة» الذى عرض أيضا فى قاعة منفصلة، تم إنتاجه عام 1969 من البرونز،عبارة عن تمثال أفقى البناء، ممشوق وملفوف ومستقر بحكم الجاذبية، تحتضن الأم طفل فى شكل كتلة واحدة حميمة تفيض بالحنان، والتفاف ذراع الأم على جسد الطفل أضاف كل المعانى الإنسانية، ملامح الشخصيات فى العمل بيضاوي الشكل دون الإشارة لأى تفاصيل.         

تمثال" النيل"