الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

إيناس عبد الدايم: أسعى لمد أيام المهرجان3 أسابيع فى الدورات المقبلة

إيناس عبد الدايم: أسعى لمد أيام المهرجان3 أسابيع فى الدورات المقبلة
إيناس عبد الدايم: أسعى لمد أيام المهرجان3 أسابيع فى الدورات المقبلة




حالة من المتعة والبهجة سيطرت على الأيام الأولى للدورة الخامسة والعشرين لمهرجان الموسيقى العربية والذى يحتفل بيوبيله الفضى هذا العام، ما بين ساحة الأوبرا الخارجية، قاعة المسرح الكبير، معهد الموسيقى العربية، ثم انتقال بعض الحفلات إلى مسرح سيد درويش «أوبرا الإسكندرية»، أوبرا دمنهور، يحمل الاحتفال هذا العام طعما مختلفا، حيث حرصت دار الأوبرا على إضفاء لمسات جديدة يوم افتتاح المهرجان، والتى كان أبرزها متحف الآلات الموسيقية القديمة الذى وضع فى مدخل المسرح الكبير، وضم المتحف مجموعة كبيرة من الآلات النادرة منها «الأكتوكورد»، «القانون»، «الرق»، «الكمان»، وغيرها من الآلات التى يرجع تاريخ استخدامها لعام 1932، والجرامافون والذى تم تشغيله أثناء دخول قاعة المسرح، لأحد حفلات الموسيقى العربية عام 1932، كما أصدرت إدارة المهرجان بالتعاون مع الإدارة العامة للنشر والتوثيق برئاسة محمد منير المعداوى كتاب توثيقى عن تاريخ مهرجان الموسيقى العربية منذ بدء فعالياته عام 1992 وحتى هذه الدورة.
ضم الكتاب برنامج حفلات كل الدورات السابقة، والندوات العلمية وأهم التوصيات، ثم كان حفل الافتتاح الذى قاده الفنان عمر خيرت، واختلف هذا الحفل عن كل حفلات خيرت السابقة، حيث أكدت رئيس الأوبرا إيناس عبد الدايم، أنها تعمدت إظهار عمر خيرت هذه المرة بشكل مختلف بمشاركة بعض النجوم بالغناء معه، فكان من بين من شارك فى افتتاح المهرجان والغناء مع خيرت الفنان على الحجار وقدم «عارفة»، «مسألة مبدأ»، مدحت صالح «زى ما هى حبها»، ريهام عبد الحكيم «فيها حاجة حلوة»، أمينة خيرت «المصري»، وعن هذا الاحتفال الضخم وكواليس اليوبيل الفضى للموسيقى العربية قالت الدكتورة إيناس عبد الدايم رئيس المهرجان ورئيس دار الأوبرا فى هذا الحوار:

■ بالتأكيد الاستعداد لليوبيل الفضى لمهرجان الموسيقى العربية كانت له كواليس مختلفة عن كل الدورات السابقة؟
- الكواليس بدأت مبكرا لإدراكنا جميعا أن دورة بهذه القيمة كان يجب أن تخضع لتجهيزات واستعدادات خاصة جدا استغرقت من أربعة إلى خمسة أشهر، قبل نهاية الموسم الماضي، لأن هناك لجانا تحضيرية كثيرة تم تقسيمها إلى مجموعات، كان أهمها اللجنة العلمية واللجنة التحضيرية، كل لجنة مسؤولة عن الجزء الخاص بها، اللجنة العلمية قوية جدا ومنظمة جدا وهى مسئولة عن الباحثين والأبحاث والتى تتم دراستها بعناية بالنسبة للمهرجان والبرنامج، ثم تأتى أصعب مرحلة وهى مرحلة الإتفاق مع النجوم وكل أعضاء اللجنة كان لهم فضل كبير فى بذل جهد بالتواصل والاتفاق مع الفنانين خاصة فيما يتعلق بمسألة التكريم والجزء المالي، لكن الحقيقة لم نجد صعوبة من الفنانين العرب، فى المسائل المادية، وهذا إن دل على شيء يدل على أن الوطن العربى بخير، وهذه الدول تكن لمصر حالة خاصة من الحب والتقدير، وهناك مصريون لم يتقاضوا أجرا على الإطلاق، مثل الفنانة أنغام على سبيل المثال وأصالة وكلتيهما كفاحتا لحجز تذاكر لحفليهما، وكذلك الفنانة كريمة الصقلى وعبده شريف لم يتقاضيا أجرا، وشريف يشارك لأول مرة ضمن فعاليات المهرجان، والفنان عاصى الحلانى أيضا يشارك للمرة الأولى، بجانب كل هذه التفاصيل كان هناك فعاليات أخرى مثل معرض الخط العربى والمتحف، والكتاب التذكارى الذى تمت طباعته كهدية للأوبرا من الدكتور هيثم الحاج بالهيئة العامة للكتاب، وتفضل مشكورا بطباعته دون مقابل رغم أنه تكلف كثيرا، ثم الفيلم الذى تم تقديمه خلال الافتتاح بذل فيه جهدا كبيرا، فكل ما همنى هو رد الجميل لأصحاب الفضل فى صناعة هذا المهرجان.
■ هل واجهتك صعوبات أثناء التنظيم؟
- أعتقد أن أزمة تنسيق البرامج الفنية مع الفنانين كان من أصعب الأشياء، وصدرت هذه المشاكل من فنانين صغار وليس من الكبار، فعلى سبيل المثال كانت دائما هناك أزمة من يفتتح الفقرة ومن سيختتمها، وهذه الثقافة ثقافة ضعيفة جدا يجب التخلى عنها ولا يصح وجودها خاصة بين الشباب لأنها تفاصيل صغيرة، ولا تصنع فنا حقيقيا، وانا كفنانة وبكل ما أحمله من تاريخ كبير، لم يحدث واشترطت مثل هذه الشروط، لأن البرنامج عادة هو الذى يقود الحفل، وترتيب الفقرات يكون فى مصلحة البرنامج، وفى النهاية الفنان بقيمته فمن الممكن أن يضم الحفل 15 شخصا ويترك بصمته لدى الجمهور أكثر من أى شخص آخر.
■ هل تقلقك مشاجرات حجز التذاكر الذى أصبح مشهدا مكررا كل عام؟
- كنت فى البداية أقلق كثيرا من هذا السلوك، لكننى اعتدت عليه وبالطبع كلنا سعداء بهذا الإقبال الكبير، لكن الناس للأسف مازالت لا تدرك بأن سعة المسرح ألف كرسى وعندما نقوم بوضع كراس إضافية لا نستطيع سوى وضع 70 أو 80 كرسيا فقط، الحقيقة أن الأوبرا أصبحت صغيرة على المصريين، بعد الانتشار الكبير الذى حققته فأصبحنا نريد مسرحا بسعة أكبر، وأعترف أننى أخطأت فى هذا المهرجان، لأن هناك بعض الحفلات كان لابد أن تقام على مدار يومين، وبدأت أتدارك هذا وحدث فعليا اتصال مع الفنانة أنغام وهى موافقة تماما، واتفقنا على تحديد موعد قريب جدا، خلال هذا الموسم سنعلن فيه عن حفلين مع أنغام، وكذلك الفنانة أصالة لكن لم نتشاور فى الأمر بعد.
■ أثناء مشاهدة الفيلم التسجيلى تساءل الكثيرون عن غياب كاظم الساهر وماجدة الرومى عن المشاركة بدورات المهرجان؟
- كل منهما له وضع مختلف، حدث اتصال بينى وبين الفنان كاظم الساهر وأبدى ترحيبه الشديد بالمشاركة، لكن للأسف كان لديه ارتباط آخر باستراليا أو أمريكا فى نفس توقيت المهرجان ، ولم يتناقش معى فى أى ماديات على الإطلاق، وقريبا جدا سيأتى لإقامة حفل بدار الأوبرا، أما فيما يتعلق بالفنانة ماجدة الرومى كلنا نعلم مدى كرم هذه الفنانة وحبها الشديد لمصر وتحدثنا إليها بالفعل، أبدت كل استعداد ولم تطلب مقابل مادى لكن ماجدة الرومى مؤسسة كاملة، وهذه المؤسسة لها تكلفة خاصة وقوية جدا، بالطبع كانت فوق قدراتنا، وكان الحل الوحيد وجود رعاة، ولم يكن هناك وقتا كافيا لهذه التجهيزات لأن أى راع له مطالب من الصعب توفيرها فى مهرجان مثل الموسيقى العربية، لأنه فى النهاية مهرجان مدعوم من الدولة، وليس مهرجانا خاصا.
■ لماذا شعر الحاضرون بطعم مختلف هذا العام؟
- الاختلاف له عدة عوامل، أولها جودة التنظيم، فعلى مدار السنوات لابد أن نتعلم ونزداد خبرة وثقل فى عملنا إلى جانب إضافة أشياء معينة وهو التنظيم والتحضير المبكر كما أن الإقبال الجماهيرى منحنا قوة كبيرة، وتعاون الفنانين معنا كان له أثر كبير على خروج المهرجان بهذا الشكل.
■ كيف تم تجميع هذه الآلات الموسيقية النادرة التى احتوها متحف الافتتاح؟
- هذه الآلات موجودة بمعهد الموسيقى العربية، لأن تاريخ هذا المعهد سابق لكل الفنون فلم يكن هناك كونسير فتوار وقتها، بل تخرج من هذا المكان معظم الموسيقيون فى مصر، وشهد المعهد تاريخ فنانين كبار وفرق عظمية، كما هناك كم كبير من الأشياء التى تم إعدادها وتجهيزها حتى تعرض بهذا الشكل، لأنها ثروة فى مرحلة تاريخية تروى تاريخ الفن فى مصر خلال هذه الفترة، مثل الجرامافون واسطواناته القديمة والتى قمنا بإعادة تشغيل بعضها، وكاميرا التصوير التى كانوا يستخدمونها، والكمان، والرق بجانب آلالات إيقاعية عديدة، والقانون القديم، كما كانت هناك بعض الآلات النادرة من تركيا.
■ وماذا عن فكرة بناء مسرح بساحة الأوبرا الخارجية؟
- هو نوع من التوسع فى برامج الاحتفال بجانب حفلات معهد الموسيقى العربية وأوبرا إسكندرية ودمنهور، فكرنا فى إضافة حفل خارجى على مدار 14 يوما وجاءت لى الفكرة كنوع من مباهج الاحتفال وكى تكتمل حالة الانتعاش والفرحة، ليكون أيضا هذا الحفل تأهيل للجمهور قبل بداية حفل المسرح الكبير، لكن بعد ما شاهدته من إقبال جماهيرى خاصة عندما جاء موعد الحفل، اكتشفت أن الحضور جمهور مختلف تماما عن جمهور الحفل الرئيسي، لذلك قررت أن يستمر هذا الحفل الخارجى بالتوازى مع حفل المسرح الكبير فى نفس التوقيت للناس التى حرمت من حضور الحفلات، والتى لم تستطع ماديا حجز تذاكر، لأنهم أشخاص عاديون جاءوا فقط من أجل المتعة ولن أحرمهم منها، وشعرت بسعادة بالغة من هذا الإقبال والاهتمام.
■ دأب مهرجان الموسيقى العربية على تقديم وجوه غنائية جديدة للساحة، فهل مازال هناك جديد؟
- بالتأكيد لدينا 25 صوتا جديدا تم توزيعهم على حفلات المهرجان بشكل مختلف فهناك من سيشارك بالقاهرة، وهناك أخرون فى أوبرا إسكندرية ودمنهور، بجانب ريهام عبد الحكيم ومى فاروق، هناك أجفان، أحمد عفت، محمد متولي، ياسر سعيد وياسر سليمان، ومطربين عرب من الشباب مثل إبراهيم الحفناوي، كما أن هناك شيء مهم هذه الدورة، وهو زيادة مساحة الموسيقى والعزف المنفرد، فلدينا شباب مؤلفين وعازفين أقوياء جدا، وهناك مساحة كبيرة للفرق الفنية والعزف.
■ هل أصبح من الصعب ابتكار أفكار جديدة فى كل دورة؟
- بالطبع لن نصل للكمال، والتغيير والأفكار الجديدة ليست صعبة على العكس كلما زادت الممارسة والتجربة، كلما كان هناك جديد، وبعد كل دورة نقوم بعمل كشف بالإيجابيات والسلبيات حتى نستطيع تداركها وإصلاحها، فعلى سبيل المثال هناك فكرة سنحاول تنفيذها الدورات المقبلة، وهى زيادة عدد أيام المهرجان، لأنه يحتاج فى رأيى ثلاثة أسابيع كاملة، كى نمنح مساحة للمد وإقامة حفلات إضافية، لأن المهرجان أصبح قويا فيحتاج إلى وقت أكبر كما أن الفنانون الذين نتمنى مشاركتهم فى المهرجان من الصعب تواجدهم معا بسهولة، فإذا تمت إطالة المهرجان سنحقق فكرة إمكانية إعادة الحفلات المتميزة، مثل حفل أنغام وغيرها، وأعتقد أن هذا التقليد سيكون له مردود مختلف تماما على الفن، فلا يمكن إنكار أن العالم العربى يمتلك مهرجانات غنائية فى منتهى القوة، لكنها مدعمة ماديا بشكل قوى للغاية، بينما يظل هذا المهرجان له سحره الخاص، وبالتالى يجب استغلال هذا السحر، لأنه يعيدنا للريادة من جديد، فأصبح للموسيقى العربية مهرجان قومى حقيقى للدولة فهناك كم كبير من الجماهير التى أرسلت لللحجز من دول عربية مثل البحرين والكويت والسعودية، لذلك يحتاج دعم معين كى نسير على الطريق الصحيح.