الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

قصة حب «أنوسة» و«يوروى».. «الجميلة والوحش» فى السيرك

قصة حب «أنوسة» و«يوروى».. «الجميلة والوحش» فى السيرك
قصة حب «أنوسة» و«يوروى».. «الجميلة والوحش» فى السيرك




كتبت- مروة مظلوم


عبقرية المرأة تكمن  فى قلبها فهو مصدر قوتها وضعفها.. معه يمكنها أن تحرك الأشياء عن بعد.. تأمر الكون فيطيعها بلا نقاش.. ملكة هى لمملكة قانونها الحب.. لا تعترف بعلاقات..  لا تخضع لقانونه .. فإيمانها حب وعلاقاتها حب.. وأدبها وترويضها بعصا العقل وكرباجه..لذا هى دائماً  الطرف الأقوى فى أى علاقة .. حتى لو كان غريمها لا يعترف إلا بقوانين الغابة فعليه أن يخلع تاجه فى حضرة «أنوسة كوتة» أصغر مدربة أسود فى مصر.
«أنوسة» أو «محاسن» تيمناً بالجدة محاسن الحلو والأب مدحت كوتة من  ملوك ترويض الحيوانات المفترسة.. وكان من الطبيعى أن تقضى « أنوسة»  طفولتها فى غابة الوالد والجدة  تقلم أظافر سباعها  استبدلت بألعاب الصغار  بصغار الأسود فشاركتهما ألعابهما وانضمت إليها تروى لنا «أنوسة» بداية قصتها فتقول:
الحب الذى نشأ بينى وبين الأسود والنمور كان فطرياً ووراثيا نظرا لعمل أبى لم يكن اختلاطى بالأسود والنمور فى المنزل أمراً غريباً.
وعلى الرغم من  اعتراض وخوف والدى فى البداية من هذا الاختلاط المبكر إلا أنه استسلم لرغبتى.. وأهدانى أول أسد فى سن الخامسة  وعلى الرغم من حبى الشديد وتعلقى بالأسود إلا أننى بدأت بالثعابين والخيول والشمبانزى وكان ذلك وأنا عمرى 4 سنوات تقريبا، ثم بعد ذلك اتجهت إلى الأسود وبدأ تدريبى عندما وصلت لسن 8 سنوات كنت أظهر وقتها فى عروض أبى وجدتى أتعلق بذراعه  حتى اقترحت جدتى تدريبى لتقديم فقرة كاملة وحدى فى سن 13 سنة.
وتضيف «أنوسة»: «كان التفوق الدراسى شرط والدى للتدريب وكان الحافز هو اشتراكى فى العروض، الدراسة أيضاً كانت نوعاً من المتعة لم أغفله فى حياتى فاتجهت لدراسة القانون كهواية دعمتها بالدراسة وحصلت على ليسانس الحقوق ودبلومة فى القانون الدولى وصرت «مستشار تحكيم دولى»  لكن بعد فترة نادتنى الغريزة  وشغفى بالسيرك.
وعما أضافته دراستها لفنون السيرك تقول «أنوسة»: كانت مدرسة العصا والكرباج هى المدرسة القديمة السائدة بأفكارها فى مصر وعندما سافرت إلى روسيا اكتشفت أن العصا والكرباج لا قيمة لهما فى التعامل مع الأسود، و«أشعر أثناء تعاملى مع الأسود بأننى أعامل أولادى وليس حيوانات، فى روسيا تعلمت كيف أسيطر عليهم بلا عصا أو كرباج فسيكولوجية الحيوانات المفترسة مشابهة لسيكولوجية البشر.. على العكس التعامل مع الحيوانات مدروس ومعروف ردة فعله عكس البشر.
وتضيف «أنوسة إن دراستها تلك ساعدتها على أن تضيف إلى مجالها فهى أول من أدخل أنواعاً غريبة من الحيوانات المفترسة على السيرك المصرى مثل: الأسود البيضاء، والنمو البيضاء، والأسود الإفريقية والنمور البنغالية، وأقربهم إلى قلبى الأسد الأبيض «يورى» فهو إيطالى تربى فى مزرعة بجنوب إفريقيا لتحافظ على سلالته من الانقراض وهو الآن صديقها الصدوق.
وعن تقبل الجمهور لشابة تروض الأسود فى مثل عمرها  تقول «أنوسة»: أنا واحدة من أربع سيدات على مستوى العالم دخلوا إلى مجال ترويض الأسود ونجحوا فيه بجدارة وجسدت قصتهن شاشة السينما فى فيلم بعنوان «نساء برية» وحصل على جائزة مهرجان القاهرة وتم تكريمى عن الفيلم، لكن  أغرب المواقف التى تعرضت لها كانت فى مهرجان السيرك العالمى فى روسيا ردة فعل الروس لسماع اسم انثى مصرية ووقوفها على السجادة الحمراء بالنسبة لى كانت من أسعد لحظات حياتى وبالنسبة لهم فمعلوماتهم عن مصر مازالت لا تتعدى الصحراء والجمل، وتؤكد أن تعاملها مع الأسود جعلها لا تخاف أى شيء.
وعن أحلامها للسيرك المصرى تقول «أنوسة»: منذ أن وضعت قدمى فى عروض السيرك العالمى وأبهرنى احترام الجمهور لهذا الفن مثل فن الأوبرا فى مصر لا يحضرون حفلات وعروض السيرك إلا بملابس سهرة يتعاملون معه برقى أنا أحلم بهذه الصورة الراقية للسيرك فى مصر.